(65) فائدة اليوم بعنوان : ( الحقوق الزوجية / الحلقة الأولى )

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1947
اشترك في: رجب 1437

(65) فائدة اليوم بعنوان : ( الحقوق الزوجية / الحلقة الأولى )

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »


**  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين  .
أما بعد :
**  فنظرا لكثرة النكاح بين العيدين أحببت أن أكتب نبذة يسيرة عن النكاح وفضله، وبيان شيء من الحقوق الزوجية التي لو عرفت وطبقت لحصلت السعادة والراحة والطمأنينة في المجتمع .
**  وقد جعلت هذه النبذة أربع حلقات وهي : مقدمة عن فضل النكاح ثم ذكر حقوق الزوج ثم ذكر حقوق الزوجة ثم نصيحة للزوجين .
 **  فأقول مستعينا بالله :
**  إن الزواج نعمة عظيمة ومنة جسيمة، امتن الله به على العباد فقال جل من قائل : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }
**  فعن طريق الزواج يحصل السكون، وهو الراحة والطمأنينة،
**  وتحصل أيضا المودة، وهي المحبة والألفة والتوافق بين الزوجين،
** وتحصل به الرحمة والشفقة بينهما، وغير ذلك من المنافع والمصالح الكثيرة المتكاثرة التي لا يحصيها إلا الله .
 ** فإذا كان الزواج بهذه الأهمية فالواجب على كل من الزوجين أن يبذل غاية جهده في المحافظة على هذه النعمة العظيمة ورعايتها وحمايتها من كل ما يضعفها أو يزيلها بالكلية .
 ** وإذا سألنا وقلنا : كيف نستطيع أن نحافظ على الحياة الزوجية ؟
 **  فالجواب : أن ذلك ممكن وسهل جدا، وذلك إذا قام كل واحد من الزوجين بأداء الحق الذي عليه تجاه الأخر بصدق وإخلاص ومحبة ورغبة على قدر ما يستطيع :{ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا } ، { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } 
 
** أيها الزوج الكريم،  أيتها الزوجة الكريمة، إن الزواج ليس مجرد متعة فقط، بل هو متعة ومسئولية عظيمة جدا .
 ** عَنِ عبد الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: « أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » متفق عليه .
 
** وفي ( شرح النووي على مسلم ) (12/ 213):
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ)
قَالَ الْعُلَمَاءُ : ( الرَّاعِي ) هُوَ الْحَافِظُ الْمُؤْتَمَنُ الْمُلْتَزِمُ صَلَاحَ مَا قَامَ عَلَيْهِ وَمَا هُوَ تَحْتَ نَظَرِهِ، فَفِيهِ أَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ تَحْتَ نَظَرِهِ شَيْءٌ فَهُوَ مُطَالَبٌ بِالْعَدْلِ فِيهِ وَالْقِيَامِ بِمَصَالِحِهِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَمُتَعَلِّقَاتِهِ .اهـ
 
** وعَنْ عَمْرِو بْنِ الأَحْوَصِ الجشمي رضي الله عنه أَنَّهُ شَهِدَ حَجَّةَ الوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَذَكَّرَ، وَوَعَظَ، …
فَقَالَ: … أَلاَ إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا، وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا، فَأَمَّا حَقُّكُمْ
عَلَى نِسَائِكُمْ فَلاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ مَنْ تَكْرَهُونَ، وَلاَ يَأْذَنَّ فِي بُيُوتِكُمْ لِمَنْ تَكْرَهُونَ، أَلاَ وَحَقُّهُنَّ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحْسِنُوا إِلَيْهِنَّ فِي كِسْوَتِهِنَّ وَطَعَامِهِنَّ.
رواه الترمذي [وحسنه الألباني] 
 
** وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حيدة الْقُشَيْرِيِّ رضي الله عنه ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا حَقُّ زَوْجَةِ أَحَدِنَا عَلَيْهِ؟، قَالَ: «أَنْ تُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمْتَ، وَتَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَيْتَ، أَوِ اكْتَسَبْتَ، وَلَا تَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلَا تُقَبِّحْ، وَلَا تَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ»، رواه أَبُو دَاوُدَ وغيره، وقال الألباني: حسن صحيح، وقال شيخنا الوادعي : هذا حديث حسن .
 
** قَالَ أَبُو دَاوُدَ: ” ( وَلَا تُقَبِّحْ ) أَنْ تَقُولَ: قَبَّحَكِ اللَّهُ “
** فمن هذه الأدلة وغيرها نعرف أن الله جل وعلا قد أوجب على كل واحد من الزوجين حقوقا تجاه الأخر يجب عليه أن يؤديها كما أراد الله سبحانه وتعالى .
 ** وسوف أبدأ بذكر حقوق الزوج على زوجته ؛ لأنه أعظم الحقين .
**  كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
 **  السبت  28 / 10/ 1438 هـ
 

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/12015

أضف رد جديد