هل عذاب القبر مستمر
سؤال: هل عذاب القبر يستمر إلى قيام الساعة؟
الجواب:
إذا كان الميت كافرا فإن عذابه في القبر مستمر إلى قيام الساعة قال الله عن فرعون وقومه: «النار يعرضون عليها غدوا وعشيا أدخلوا آل فرعون أشد العذاب». واستثنى بعض العلماء ما بين النفختين وقالوا: إن العذاب يرفع ما بينهما مستدلين بقوله تعالى مخبرا عن الكفار: «قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا» فيكون العذاب مستمرا على الكفار إلى قيام الساعة عند النفخة الأولى.
وإذا كان الميت عاصيا وهو مؤمن فإنه إذا عُذِّب في قبره يعذب بقدر ذنوبه وربما يكون عذاب ذنوبه أقل من البرزخ الذي بين موته وقيام الساعة وحينئذ يكون منقطعا. انظر الشرح الممتع للشيخ العثيمين (3/180).
فالروح في عذاب أو نعيم إلى قيام الساعة ولها اتصال بالبدن قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: بل العذاب والنعيم على النفس والبدن جميعا باتفاق أهل السنة والجماعة تنعم النفس وتعذب منفردة عن البدن وتعذب متصلة بالبدن والبدن متصل بها فيكون النعيم والعذاب عليهما في هذه الحال مجتمعين كما يكون للروح منفردة عن البدن. مجموع الفتاوى (4/282).
وهل إذا تلاشى الجسد واضمحل لا يزال في عذاب أو نعيم أم أن العذاب أو النعيم يكون على الروح وحدها؟
والجواب: أن هذا أمر غيبي لا نستطيع أن نجزم بشيء. وبعض العلماء يرى أنه يتصل به العذاب أو النعيم على وجه يعلمه الله وهو على كل شيء قدير. وبعضهم يرى أن العذاب أو النعيم في هذه الحال يكون على الروح وحدها، قال العلامة ابن القيم في كتابه الروح (2/538): الأحاديث والآثار الدالة على عذاب القبر ونعيمه إلى يوم البعث فمعلوم أن الجسد تلاشى واضمحل وأن العذاب والنعيم المستمرين إلى يوم القيامة إنما هو على الروح. اهـ.
أجاب عن السؤال وراجعه الشيخ العلامة
الشيخ/ بكري بن محمد اليافعي محمد بن عبد الله الإمام
10 جماد الآخرة 1437
رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1613