تفسير الآية الكريمة:ـ (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ...)

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
صالح بن فوزان الفوزان [آلي]
مشاركات: 1244
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

تفسير الآية الكريمة:ـ (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ...)

مشاركة بواسطة صالح بن فوزان الفوزان [آلي] »

تفسير الآية الكريمة:ـ (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ...)



السؤال: 
ما مناسبة الآية في قوله -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً).
الجواب: بِسْمِ اللهِ الَّرَحْمَنِ الَّرَحِيم، الحَمدُ للهِ رَبِ الْعَالمِين وَصَلَّى اللَهُ وَسَلَمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمد،

هذه الآية لها سبب نزول وهو: أنْ جماعةً من مشركي قريش جاءوا إلى النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وكان -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخاطبهم ويطمع في إسلامهم وتقبلهم لدعوة الإسلام، وفي أثناء ذلك جاء    عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ الأعمى -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يريد أن يسأل الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أو يريد أن يجلس مع الرَسُول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ليستفيد منه، فكأن أن النَّبِيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أعرض عنه، وأقبل على هؤلاء طمعًا في إسلامهم، فعاتبه اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- وأنزل قوله -تَعَالَى-: (عَبَسَ وَتَوَلَّى* أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى* وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى* أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى* أَمَّا مَنْ اسْتَغْنَى* فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى* وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى* وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى* وَهُوَ يَخْشَى* فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى)، فعاتب اللهُ تَعَالَى نبيه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لمَّا لم يقبل على ابن أم مكتوم وأقبل على هؤلاء طمعًا في إسلامهم، والله نهاه عن ذلك، وقال: (وَلا تَطْرُدْ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنْ الظَّالِمِينَ)، وقال: في سورة الكهف: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ) احبس نفسك (مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) أمثال ابن أم مكتوم، (يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ)، يعني: لاتصد عنهم؛ فهذا فيه مدح أهل الإيمان وأنهم يجب استقبالهم، والبشاشة معهم، أمَّا أهل الكفر فأنه لا ينشغل بهم المسلم ولا سيما ولي الأمر، ينشغل بهم ويترك أهل الإيمان.



المادة الصوتية:

تحميل


رابط المادة الأصلية:
http://alfawzan.af.org.sa/node/16594

أضف رد جديد