الوسواس القهري

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
محمد بن عبدالله الإمام [آلي]
مشاركات: 3603
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

الوسواس القهري

مشاركة بواسطة محمد بن عبدالله الإمام [آلي] »

الوسواس القهري

سؤال: ما هو الوسواس القهري وكيف علاجه؟
الجواب:
الوسواس من الوسوسة: وهي حديث النفس أو الشيطان بما لا يقع فيه لا خير لذاته أو ما يؤدي إليه.
والوسواس القهري وهو وسواس شيطاني يورد على المبتلى به أفكارا تافهة ظاهرا لكنها مستولية على صاحبها بحيث يعجز عن مقاومتها أو إبعادها، وهي تقتحم تفكيره حتى تعطل اهتمامه بغيرها يقع تحت سيطرة هذا الشعور إلى حد العجز عن المقاومة حتى يزيل الله سبحانه هذا المرض.
والمريض بهذا المرض يشعر ويستيقن بتفاهة هذه الوساوس وأنها لا تستحق منه هذا التفكير والتعب يتلمس ما يحقق له ما يجول بخاطره من وساوس بقرائن بعيدة وهذا الداء العضال من أسبابه:
1 –ضعف صلة العبد بخالقه ومولاه قال الله تعالى: (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) فمن ابتلي بترك الصلوات وابتعد عن المحافظة على الأذكار وقراءة القرآن فإنه معرض لهذا المرض.
2 –كثرة الذنوب والمعاصي التي تغطي على القلب وتصيبه بالران قال الله تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).
3 –الغلو والتكلف في بعض الأمور والتشدد فيها قال النبي صلى الله عليه و سلم: «هلك المتنطعون». وقال الله تعالى: «يا أهل الكتاب لا تغلو في دينكم».
4 –عدم الاحتراز من المواضع والأعمال التي تسبب الوسواس ففي سنن أبي داود عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «لا يبولن أحدكم في مستحمه ثم يغتسل فيه فإن عامة الوسواس منه» وصححه الألباني رحمه  الله.
5 –حب العزلة وكثرة التفاكير والأماني الوهمية والذي ينبغي للمسلم لا سيما من شعر بهذا المرض أن يخالط الصالحين ولا ينفرد إلا عند الحاجة قال الله تعالى: «واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه» وقال الله: «واركعوا مع الراكعين».
6 –تساهل المبتلى بهذا المرض في القضاء عليه من أول وروده عليه.
وأما علاجه ففي أمور كثيرة منها:
1 –الصلة بالله تعالى بكثرة ذكره والتضرع بين يديه والمحافظة على الصلوات في أوقاتها مع الجماعة والأذكار اليومية كاملة قال الله تعالى: «واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين» وقال تعالى: «وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون».
2 –التفقه في الدين، لأن من عرف ربه ودينه يضعف شيطانه قال النبي صلى الله عليه و سلم: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين».
3 –عدم الخضوع والاستسلام للشيطان، قال الله تعالى: «وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون» وتذكر العبد أن كيد الشيطان ضعيف قال الله تعالى: «إن كيد الشيطان كان ضعيفا». وهكذا التعوذ من الشيطان فقد شكى عثمان بن أبي العاص وسوسة الشيطان في صلاته فقال صلى الله عليه وسلم: «ذاك شيطان يقال له: خنزب فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاث» قال: ففعلت فأذهبه الله عني.
4 –الرقية الشرعية بالقرآن الكريم عند الحاجة إ ليها فإن الله ينفع بها العبد، قال تعالى: «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين».
5 –الاختلاط بالصالحين والمعاشرة للمسلمين وحسن الظن بهم.
6 –عدم الفراغ بحيث يشغل نفسه بأعمال دنيوية وأخروية ولا ينهزم أمام الوسواس حتى عن عمله.
7 - قراءة الكتب المؤلفة في هذا الباب مثل كتاب «ذم الموسوسين» لابن قدامة، وكتاب «إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان» لابن القيم، و«تلبيس إبليس» لابن الجوزي، و«مصائب الإنسان من حبائل الشيطان» ومن كتب المعاصرين: «الوسوسة وأحكامها في الفقه الإسلامي» لحامد الجدعاني و«الوسوسة رؤية شرعية وطبية ودراسة ميدانية» لعبد الرحمن العواد.
نسأل الله سبحانه أن ينزل لعباده المؤمنين الشفاء وأن يكسيهم لباس العافية وأن يدفع عنا وعن سائر المسلمين الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن، وبالله التوفيق.
أجاب عن السؤال                                   وراجعه الشيخ العلامة
الشيخ/ علي بن أحمد الرازحي                  محمد بن عبد الله الإمام
25 جمادى الأولى 1437



رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1602

أضف رد جديد