أنتم خلفاء الله في أرضه

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
محمد بن عبدالله الإمام [آلي]
مشاركات: 3603
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

أنتم خلفاء الله في أرضه

مشاركة بواسطة محمد بن عبدالله الإمام [آلي] »

أنتم خلفاء الله في أرضه

سؤال: ما حكم من يقول: أنتم خلفاء الله في أرضه، وما معنى هذه الكلمة؟
الجواب:
اختلف أهل العلم في إطلاق (أنتم خلفاء الله في أرضه، أو: فلان خليفة الله في أرضه) على ثلاثة أقوال:
منهم من أجاز ذلك واستدلوا بقوله تعالى: «إني جاعل في الأرض خليفة» وبقوله: «وهو الذي جعلكم خلائف الأرض» ونحو ذلك من الآيات. وبحديث المهدي وفيه: «خليفة الله المهدي» لكنه ضعيف كما في السلسلة الضعيفة (85).
وذهب طائفة من أهل العلم إلى منع هذا الإطلاق ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وعليه فتوى اللجنة الدائمة وذلك لما فيه من إيهام ما لا يليق بالله تعالى من النقص والعجز، فإن الخليفة إنما يكون عمن يغيب ويخلفه غيره، والله تعالى شاهد غير غائب قريب غير بعيد راء سامع، فمحال أن يخلفه غيره بل هو سبحانه الذي يخلف عبده المؤمن فيكون خليفته كما قاله النبي صلى الله عليه و سلم في حديث الدجال: «وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مؤمن» رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان.
وفي صحيح مسلم أيضا من حديث عبد الله بن عمر رضي الله  عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول إذا سافر: «اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل».
وأما قوله تعالى: «إني جاعل في الأرض خليفة» فلا خلاف أن المراد به آدم وذريته، وجمهور أهل التفسير من السلف والخلف على أنه جعله خليفة عمن كان قبله في الأرض، قيل: عن الجن الذين كانوا سكانها وقيل غير ذلك.
وأما قوله تعالى: «وهو الذي جعلكم خلائف الأرض» فليس المراد به: خلائف عن الله، وإنما المراد: أنه جعلكم يخلف بعضكم بعضا فكلما هلك قرن خلفه قرن إلى آخر الدهر.
ولما قيل لأبي بكر الصديق رضي الله  عنه: يا خليفة الله. قال: لست بخليفة الله، ولكني خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم حسبي ذلك. رواه أحمد وغيره بسند ضعيف.
قال العلامة ابن القيم رحمه  الله في مفتاح دار السعادة (1/279) بعد أن ذكر حجج كل قول: إن أريد بالإضافة إلى الله أنه خليفة عنه فالصواب قول الطائفة المانعة منها، وإن أريد بالإضافة أن الله استخلفه عن غيره ممن كان قبله فهذا لا يمتنع فيه الإضافة وحقيقتها خليفة الله الذي جعله الله خلفا عن غيره. اهـ
وخلاصة القول: أن الأولى ترك إطلاق هذه العبارة لما توهمه مما لا يليق بالله، فإن أُطلقت فيأتي فيها التفصيل الذي ذكره ابن القيم رحمه  الله تعالى.
ولزيادة الفائدة انظر: مجموع الفتاوى (3/42-45) منهاج السنة النبوية (7/352) مفتاح دار السعادة (1/277-279) فتاوى اللجنة الدائمة (1/72) معجم المناهي اللفظية (ص/252) السلسلة الضعيفة (1/197).
أجاب عن السؤال                                   وراجعه الشيخ العلامة
الشيخ/ بكري بن محمد اليافعي                  محمد بن عبد الله الإمام
3 جماد الآخرة 1437



رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1600

أضف رد جديد