يدعي قوة النظر وأنه يخترق الجدران بنظره

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
محمد بن عبدالله الإمام [آلي]
مشاركات: 3603
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

يدعي قوة النظر وأنه يخترق الجدران بنظره

مشاركة بواسطة محمد بن عبدالله الإمام [آلي] »

يدعي قوة النظر وأنه يخترق الجدران بنظره
السؤال:  يوجد شخص في مديرية قعطبة يدعي قوة النظر، وأنه يخترق بنظره الجدران، وكذلك الملابس وأنه يرى الجني على الشخص الممسوس عيانًا، ويستطيع قتله وإخراجه في الحال، ويخبر عن شخص مثلًا في مكان بعيد أنه سيأتي أو ما سيأتي دون أي خبر أو اتصال، يصله ويدعي أن تلك موهبة من الله، وأنه لا يستعمل الجن ويحارب السحره، وبدأ الناس يتوافدون للعلاج عنده، فما نصيحتكم لمن يأتون إليه، ونرجوا بيان حاله، هل هو يصل الواحد الساحر، أم أنه كما يزعم أعطي قوة في البصر؟   وجزاكم الله خيرًا الجواب: هذا الرجل يدعي أمورًا: 1- أنه يخترق بنظره الجدران والملابس.2- أنه يرى الجني على الشخص الممسوس ويستطيع قتل الجني. 3- أنه يخبر عن شخص يكون في مكان بعيد، فيخبر بقدومه من غير اتصل أو غيره. وهذه علامات الساحر الذي يسحر بواسطة الجن والشياطين، وهو كاذب في قوله وادعائه، فكونه يدعي رؤية الأشياء من وراء الجدران والملابس كل هذا من عمل الشيطان، فإن الله سبحانه قد جعل لكل شيء قدرًا، ومن ذلك الحواس الخمس، لها حدودها التي حدها الله سبحانه وتعالى لحكم بالغة، ولو قيل: هذا من الكرامات، فالكرامات لا تكون للسحرة خدام الجن الكفرة بالله سبحانه وتعالى. وهكذا ادعاؤه أنه يرى الجن على الشخص الممسوس هذا كذب يدل عليه قوله تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ}، فلا يُرى إلا إذا تصور بمحسوس مرئي، وهكذا أنه يخبر عن الغائب، فهذا مما يدل على سحره وكهانته، فإنه لا يعلم الغيب المطلق إلا الله، قال الله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}، وهكذا الغيب النسبي للعبد لا يعلمه، فهذا الرجل يعتبر ساحرًا كافرًا بالله تعالى لا شك في سحره. وبناءًا على ذلك: أولًا: حكمه في دين الإسلام: أنه كافر بالله تعالى، قال الله تعالى: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}. ثانيًا: الواجب على ولي الأمر أن يستتيبه، فإن تاب وأناب، وإلا أقام عليه الحد الشرعي، وهو: «حد الساحر: ضربة بالسيف». فننصح هذا الساحر: بالتوبة إلى الله تعالى، والإقلاع عن هذا الجرم العظيم، وهو الكفر بالله والخدمة للشياطين، وأذية المسلمين، وليعلم أنه إن مات على هذا الحال، فإن مصيره إلى النار؛ لأنه يكون مات على الكفر بالله تعالى. وننصح المسلمين أن يبتعدوا عنه، ويهجروه، وليعلموا أنه لا يجوز الذهاب إليه لا للعلاج ولا لغيره. فقد أخرج أحمد وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا، أَوْ عَرَّافًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ»، وأخرج مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً». وأما ما يدعيه من محاربة السحرة والبعد عن الجن فهذا من التمويه بالباطل لينفق أمره على ضعاف النفوس والإيمان.فعلى المسلمين الحذر والتحذير من السحرة والمشعوذين، وعدم الاغترار بهم، فإنهم لا يأتون بالنفع، وإنما يزداد الضرر بهم، قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا}. أصلح الله أحوال المسلمين، وألهمهم رشدهم، وبالله التوفيق               كتبه/                                                                 راجعه/           أبو الحسن علي بن أحمد الرازحي                                     فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام           25/4/1438هـ

رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1963

أضف رد جديد