فتح شبكة أنترنت

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
محمد بن عبدالله الإمام [آلي]
مشاركات: 3603
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

فتح شبكة أنترنت

مشاركة بواسطة محمد بن عبدالله الإمام [آلي] »

فتح شبكة أنترنت
سؤال: سائل يسأل بخصوص مشروع شبكة نت أو النت ما الحكم في ذلك إذا فتحنا هذا المشروع؟ وما نصيحتكم وماذا نفعل وما هو الجواب على ذلك؟ الجواب: النت من النعم الكبيرة على الناس في هذا الزمان، قال الله: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}، وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}، والناس يختلفون في الانتفاع به واستعماله: فمنهم من ينتفع به في الحلال من المكاسب، والعلوم الشرعية كسماع الدروس والمحاضرات والفتاوى والمطالعة وغير ذلك من المنافع الشرعية، ومنهم من يستعمله في الأمور المحرمة من أذية الناس، وسماع آلات اللهو والطرب، وغرفة المحادثات الفردية بين الرجل والمرأة، ومواقع الإباحة والفواحش ونشر الرذيلة، ومواقع السحر والشعوذة والاعتقادات المنحرفة وغير ذلك من الأمور المحرمة، فيختلف استعمال الناس للنت وضبط ذلك على صاحب الشبكة متعسر متعذر، فنقول: إذا كان صاحب الشبكة ينشرها بين أناس يعلم أو يغلب على ظنه أنهم لا يستعملونها في الحرام، مثل طلبة العلم ونحو ذلك، فلا بأس، ويضع شروطًا عند دخول أي مستعمل لها بأن لا يستعمل الأمور المحرمة. أما إذا كان يظن أنهم قد يستعملونها في الحرام فلا يجوز فتح شبكة النت على هذه الصورة؛ لأن هذا يكون من التعاون على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، ومفاسد هذا غالبة على مصالحه، ومعلوم في الشرع أنه إذا غلبت المفاسد على المصالح مُنِع من ذلك الأمر، قال العز بن عبد السلام ¬: إذَا اجْتَمَعَتْ مَصَالِحُ وَمَفَاسِدُ، فَإِنْ أَمْكَنَ تَحْصِيلُ الْمَصَالِحِ وَدَرْءُ الْمَفَاسِدِ فَعَلْنَا ذَلِكَ امْتِثَالًا لِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى فِيهِمَا لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}، وَإِنْ تَعَذَّرَ الدَّرْءُ وَالتَّحْصِيلُ فَإِنْ كَانَتْ الْمَفْسَدَةُ أَعْظَمَ مِنْ الْمَصْلَحَةِ دَرَأْنَا الْمَفْسَدَةَ وَلَا نُبَالِي بِفَوَاتِ الْمَصْلَحَةِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا}، حَرَّمَهُمَا لِأَنَّ مَفْسَدَتَهُمَا أَكْبَرُ مِنْ مَنْفَعَتِهِمَا، ومن فتح شبكة النت لكل من هب ودرج فإنه يتضاعف عليه الإثم، فعن أبي هريرة رضي الله عنهقال، قال النبي H: «مَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا»رواه مسلم. وحاصل الأمر: أنه يجوز فتح الشبكة لمن ظهر فيه الصلاح وغلب على الظن استعماله لها في الحلال، ويكتب صاحب الشبكة في ورقة الدخول: شرطًا فيه عدم الإذن باستعمال المحرمات في النت، ولا يجوز في سوى ذلك. وننصح من أعطاه الله مالًا أن يستعمله في ويشغله في المكاسب الشرعية المعلومة بالحل التي ليس فيها محرم ولا شبهة. أصلح الله أحوالكم، وبالله التوفيق كتبه/                                                     راجعه/         أبو الحسن علي بن أحمد الرازحي              فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام 19/4/1438هـ

رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1956

أضف رد جديد