يقرأ القرآن في الأسواق ليتكسب به

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
محمد بن عبدالله الإمام [آلي]
مشاركات: 3603
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

يقرأ القرآن في الأسواق ليتكسب به

مشاركة بواسطة محمد بن عبدالله الإمام [آلي] »

يقرأ القرآن في الأسواق ليتكسب به
سؤال: ما رأيكم بالذي معه صوت حسن، ويقلد بعض القراء ويأخذ ميكرفونا ويجلس في الأسواق يقرأ قرآنا يتكسب مالا بذلك. الجواب: قراءة القرآن عبادة عظيمة يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ ٢٩ لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ ٣٠ ﴾ [فاطر: ٢٩،  ٣٠]. أي: يجددون تلاوته في كل وقت مستمرين على ذلك محافظين عليه، والأدلة في فضل قراءة القرآن من الكتاب والسنة وآثار السلف كثيرة، وهكذا تحسين الصوت بالقرآن. لكن قراءته على الصورة التي ذكرها السائل في سؤاله لا ينبغي فقد أخرج أحمد وغيره عن عبد الرحمن بن شبل رضي الله  عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «اقرؤوا القرآن، ولا تأكلوا به ولا تتكثروا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه» قواه الحافظ ابن حجر، وصححه الشيخ الألباني رحمه  الله. وأخرج أحمد أيضا عن جابر رضي الله  عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: «اقرءوا القرآن فكل حسن وسيأتي قوم يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه» وصححه شيخنا الوادعي والشيخ الألباني X. قال العلامة الحافظ أبو عبيد: باب: القارئ يستأكل بالقرآن ويرزأ عليه الأموال وما في ذلك من الكراهة والتشديد... وذكر تحته أحاديث وآثار زاجرة عن ذلك منها ما سبق. وقال النووي رحمه  الله: معنى (يتعجلونه): يتعجلون أجره إما بمال أو بسمعة أو نحوهما. وقال: «ومن أهم ما يؤمر به، أي: قارئ القرآن ـ أن يحذر كل الحذر من اتخاذ القرآن معيشة يكتسب بها» فهذا الفعل مع ما فيه من الكراهة والنهي الشديد فيه نوع مسألة للناس ومذلة لهم وتعريض ونوع من الإساءة إلى حملة القرآن، وربما كان ذلك سببا لعزوف بعض الناس عن حفظ القرآن خشية أن يكون مآله إلى هذا الحال السيء. فعلى من يعرف من يعمل هذا العمل النصح له وتذكيره بأن قراءة القرآن وحفظه وتدبره وتعلمه سبب من أسباب الرزق يهيء الله له ذلك، قال سبحانه: ﴿ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ٣ ٱلَّذِي عَلَّمَ بِٱلۡقَلَمِ ٤ عَلَّمَ ٱلۡإِنسَٰنَ مَا لَمۡ يَعۡلَمۡ ٥ ﴾ [العلق: ٣،  ٥]. والأرزاق تنال بثبات العبد على الطاعة لله سبحانه لا بهذه الطرققال النبي صلى الله عليه و سلم: «إن روح القدس نفث في روعي أنها لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب واعلموا أنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته». أخرجه الحاكم عن ابن مسعود وهو حديث صحيح لغيره بمجموع طرقه وشواهده. نسأل الله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين ويلهمهم رشدهم. وبالله التوفيق. أجاب عن السؤال                                   وراجعه الشيخ العلامة الشيخ/ علي بن أحمد الرازحي                   محمد بن عبد الله الإمام 6 ربيع أول 1438هـ

رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1870

أضف رد جديد