البيان لكشف ما نسب إليّ من بهتان - الشيخ نور الدين السدعي

[عبدالملك الإبي]

بسم الله الرحمن الرحيم
البيان لكشف ما نسب إليّ من بهتان

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:

فمن علامة الإفلاس من الردود العلمية اللجوء إلى الكذب والتلبيس وتقليب الحقائق.
ومن ذلك ما نسبه إليَّ الحذيفي وغيره: أني أزعم أن الجهاد الذي حصل في الجنوب كان تلبية لرغبات الشيوعيين.
وسب بعضهم - هداهم الله- وتكلم بالكلام البذيء بسبب ذلك.

ولم أكن راغبا في دحض هذه الفرية التي بلغت الآفاق لكني رأيت القيام بذلك لأنها ربما راجت على من يحسن الظن بهؤلاء القوم!

فأقول: هذا كذب بحت وبهتان عظيم لم أقله والله يوما من الدهر عياذا بالله! وأتحدى من يثبت ذلك عني صوتيا أو خطيا من مقال محذوف أو من غيره.

وإنما الذي ذكرته هناك في مقالي المحذوف أن جهاد البريكيين لم يكن على وفق فتاوى العلماء ولا توجيهات ولي الأمر - يعني في كل الأمور كما يزعمون- وذلك لخمسة أمور منها:

1- أنهم لم يرفعوا في أي جبهة من جبهاتهم راية ولي الأمر والشرعية، إنما يمشون خلف عوام يرفعون في جميع جبهات القتال راية الحزب الشيوعي.
وأتحداهم مرارا أن يثبتوا لنا خلاف هذا، أو أنهم رفعوا في جبهة واحدة من جبهاتهم راية ولي الأمر والشرعية.

مع أننا لا نتهم كل من رفع العلم الشيوعي بالشيوعية معاذ الله! فنحن نعلم أن فيهم مغرر بهم، وأن فيهم من يبغض الشيوعية وإنما رفع رايتهم لأغراض دنيوية وما شابه ذلك.

2- أن البريكيين توقفوا عن الجهاد في حدود الجنوب، وصرح هاني بن بريك بعد تطهير عدن بالعودة إلى كرسي التعليم.
مع كون الحرب ما زالت قائمة في كل جبهات القتال في الشمال.

وفي توقفهم هذا تلبية لرغبات الشيوعيين ومن تأثر بهم الذين يحبون توقف الجهاد في حدود الجنوب لأغراض لهم في ذلك.

كما أن هذا التوقف مخالف لفتاوى العلماء، ولاستنفار ولي الأمر، فإن ولي الأمر وجميع من تشبع به البريكيون من العلماء لا يرضون برفع أي علَمٍ غير علَمِ الدولة، ويفتون بوجوب القتال في جميع الأراضي اليمنية في الجنوب والشمال على كل قادر عليه.

فتلبية رغبة الشيوعيين هو في رفع رايتهم وفي تخصيص الجهاد بالجنوب دون الشمال وليس في القيام بالجهاد يا معشر المفترين الملبسين.

فهذا هو كلامي في غاية الوضوح والبيان، على العكس مما نسبه إلي الحذيفي وغيره تماما! نعوذ بالله من الفجور في الخصومة ومن الكذب وتقليب الحقائق.

ولم أحذف هذا المقال لأني تكلمت بخلاف الواقع –حتى يلزمني التراجع والاعتذار علنا- إنما حذفته لأن بعض المغرضين وبعض من لا يدرك الأمور حملوا كلامي ما لا يحتمل.

وعليه فأنا أنصح من نسب إلي هذه الفرية أو زعم أني بسبب هذا الكلام أطعن في الجهاد من أصله أو حمل كلامي ما لا يحتمل أنصحه بالتوبة علنا كما نشر الكذب والبهتان علنا.

وإلا فقد جاء في البخاري من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن الملكين قالا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: وأما الرجل الذي أتيت عليه يُشَرشَرُ شِدقُه إلى قفاه ومَنخِرُه إلى قفاه وعَينُه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق.
والله الموعد وهو حسبنا ونعم الوكيل.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه/ نور الدين السدعي (21/3/1437هـ)