التذكير بسيرة سيد البشر

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1849
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

التذكير بسيرة سيد البشر

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(59)التذكير بسيرة سيد البشر

 

تسأل
إحدى النساء: يذكرون أن بعض أحاديث البخاري ومسلم تطعن في النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كحديث محاولة انتحار النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
يعني فما هو الجواب عنه؟

الجواب:

لقد مرَّ بنا في «الفصول
في سيرة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ»(97): ثم مكث رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما شاء الله أن يمكث لا يرى شيئًا، وفتر عنه الوحي، فاغتمَّ لذلك
وذهب مرارًا؛ ليتردى من رؤوس الجبال، وذلك من شوقه إلى ما رأى أول مرة، من حلاوة
ما شاهده من وحي الله إليه.

وكان هذا التعليق
التالي:

هذه اللفظة هي من
بلاغات الزهري رَحِمَهُ الله تَعَالَى، وهي عند البخاري برقم (6982) (وَفَتَرَ
الوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فِيمَا بَلَغَنَا، حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ
شَوَاهِقِ الجِبَالِ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ
مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّكَ
رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ،
فَيَرْجِعُ، فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ،
فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ
ذَلِكَ).

قال الحافظ رَحِمَهُ
الله  تعالى في «فتح الباري» تحت الرقم
المذكور: إن القائل: (فيما بلغنا) هو الزهري.

وقال الشيخ الألباني
رحمه الله تعالى في «الضعيفة» (10/ 453): يعني: أنه ليس بموصول.

وحكم الشيخ الألباني رَحِمَهُ
الله  على المتن بالنكارة، وأنه قد جاء عن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في الحديث المتفق عليه «مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ
فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا».

وبعد هذا حاشا
الشيخين البخاري ومسلم أن يطعنا في النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما
ألَّفا « الصحيحين»
إلا للذب عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعن سنته.

قال الحافظ في مقدمة «فتح الباري»(7): وروينا
بِالْإِسْنَادِ الثَّابِت عَن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن فَارس، قَالَ: سَمِعت
البُخَارِيّ يَقُول: رَأَيْت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم، وكأنني وَاقِف بَين يَدَيْهِ وَبِيَدِي مروحة أذب بهَا عَنهُ، فَسَأَلت بعض
المعبِّرين، فَقَالَ لي: أَنْت تذب عَنهُ الْكَذِب، فَهُوَ الَّذِي حَملَنِي على
إِخْرَاج «الْجَامِع الصَّحِيح».

وقد كان أبو زرعة الرازي أنكر على الإمام
مسلم تأليفه لكتابه الصحيح، وكذلك محمد بن مسلم بن وارة، فلما بيَّن الإمام مسلم
لابن وارة  مراده، وحسن قصده قبِلَ عذره،
وهذا نصه:

في «أجوبة أبي زرعة
على سؤالات البرذعي»(2/676)، قال البرذعي: فلما رجعت إلى نيسابور في المرة الثانية
ذكرت لمسلم بن الحجاج إنكار أبي زرعة عليه روايته في هذا الكتاب، عن أسباط بن نصر،
وقطن بن نسير، وأحمد بن عيسى. فقال لي مسلم: إنما قلت: صحيح، وإنما أدخلت من حديث
أسباط، وقطن، وأحمد، ما قد رواه الثقات، عن شيوخهم، إلا أنه ربما وقع إليّ عنهم
بارتفاع، ويكون عندي من رواية من هو أوثق منهم بنزول، فأقتصِر على أولئك، وأصْل
الحديث معروف من رواية الثقات. وقَدِم مسلم بعد ذلك إلى الري، فبلغني أنه خرج إلى
أبي عبد الله محمد بن مسلم بن وارة فجفاه، وعاتبه على هذا الكتاب، وقال له نحوًا
مما قالــه أبو زرعة: إن هذا يطرق لأهل البدع علينا.

فاعتذر إليه مسلم،
وقال: إنما أخرجت هذا الكتاب، وقلت: هو صحاح، ولم أقل: إن ما لم أخرجه من الحديث
في هذا الكتاب ضعيف، ولكني إنما أخرجت هذا من الحديث الصحيح؛ ليكون مجموعًا عندي،
وعند من يكتبه عني فلا يرتاب في صحتها، ولم أقل: إن ما سواه ضعيف، ونحو ذلك مما
اعتذر به مسلم إلى محمد بن مسلم، فقبِل عذره، وحدثه.

وأُحذِّرُك من البحث
في مواقع أهل البدع، والقراءة في كتبهم، وسماع كلامهم؛ روى البخاري (4547)، ومسلم
(2665) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: تَلا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ، مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ
هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ، وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ، فَأَمَّا الَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ،
وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ، وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ،
وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ: آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ
رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [آل عمران:7]، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ
فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ».

وكوني على ثباتٍ من
دينك، وعقيدتك.

الإمام مالكُ جاء
إليه رجل وقال: إنِّي أريد أن أناظرَكَ، قال: فإن غلبتَني قال: اتبعتَني. قال فإن
جاءني رجلٌ آخر يناظرني وغلبَني. قال: اتبعتَه. قال: إذًا يصير دينُنا عرضةً
للتنقل، اذهب إلى شاكٍّ مثلِك؛ فإني على ثبات من دينِي.

اللهم احفظ لنا ديننا
وتوفنا مسلمين.

 

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/05/59.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1849
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(60)التذكير بسيرة سيد البشر

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(60)التذكير بسيرة سيد البشر

 

كان
لدينا مذاكرة في مجلس هل نسل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انقطع؟

وكان الجواب: نسل
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ باقٍ لم ينقطع، لكن ليس من أولاده الذكور،
ولكن من ابنته فاطمة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

وقد ذكر هذه المسالة أهل العلم، ومنهم الحافظ ابن كثير في « الفصول في سيرة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ»، وهذا نص كلامِهِ رَحِمَهُ الله:

 وَذَكَرَوا فِي الخَصَائِصِ:
أَنَّ أَولَادَ بَنَاتِهِ يَنتَسِبُونَ إِلَيهِ؛ استِنَادًا إِلَى مَا رَوَاه البُخَارِيُّ عَن أَبِي بَكرَةَ
رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: رَأَيتُ الحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ رَضيَ اللهُ عَنهُمَا
عِندَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المِنبَرِ، وَهُوَ
يَنظُرُ إِلَيهِ مَرَّةً وَإِلَى النَّاسِ أُخرَى، فَيَقُولُ: «إِنَّ ابنِي هَذَا
سَيدٌ، وَلَعَلَّ اللهَ أن يُصلِحَ بِهِ بَينَ فِئَتَينِ عَظِيمَتَينِ مِنَ
المُسلِمِينَ».

قلت: ونُقِل على هذا الإجماع أن نسل النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذرية ابنته فاطمة.

 قال
ابن القيم في «جلاء الأفهام»(264): الْمُسلمون مجمعون على دُخُول أَوْلَاد فَاطِمَة
رَضِي الله عَنْهَا فِي ذُرِّيَّة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَطْلُوب
لَهُم من الله الصَّلَاة؛ لِأَن أحدًا من بَنَاته لم يعقب غَيرهَا، فَمن انتسب
إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من أَوْلَاد ابْنَته، فَإِنَّمَا هُوَ من جِهَة
فَاطِمَة خَاصَّة؛ وَلِهَذَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْحسن
ابْن ابْنَته: «إِن ابْني هَذَا سيد»، فَسَماهُ ابْنه، وَلما أنزل الله سُبْحَانَهُ آيَة
المباهلة ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ
مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أبناءنا وأبناءكم﴾،  دَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
فَاطِمَة وحسنًا وَحسَيْنًا وَخرج للمباهلة. اهـ المراد.

وروى أبوداود (4282)
من طريق عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعودٍ رضي الله عنه، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ
الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ، حَتَّى يَبْعَثَ
فِيهِ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ
اسْمُ أَبِي، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا
وَجَوْرًا»، والحديث حسن؛ من أجل عاصم بن أبي النجود، وقد حسَّن الحديثَ والدي في
«الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين» (2619).

والشاهد
منه كما قال والدي رَحِمَهُ الله في «تحفة المجيب»: في هذا الحديث رد على من قال: إن أهل بيت النبوة قد انقرضوا، وأن
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لم يخلف أحدًا، واستدلوا
على ذلك بقول الله عز وجل: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ﴾ [الأحزاب: 40].

 يقولون: فعلى هذا فالنبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لم يخلف أحدًا، ولا يجوز أن ينتسب إليه أحد.

ولكن هذه للحسن
والحسين ولمن انتسب إليهما.. الخ كلامه رَحِمَهُ الله.

وأما قوله تَعَالَى: ﴿مَا
كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ﴾ [الأحزاب: 40]، فأهل السنة يجمعون
بين الأدلة ولا يصادمون بعضها ببعض.

قال والدي رَحِمَهُ
الله في «تحفة المجيب»(42):
 وأهل الأهواء ربما يستدلون بقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا
أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ﴾ [الأحزاب: 40]. ويقول: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ  لم يخلّف أحدًا.

 فنقول: إن هذه مكابرة، فقد سمى النبي صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ  الحسن والحسين ابنيه.

 

وقد كتبت هذه الأسطر؛
خشيةَ أن يروج على السليمين من شوائب سوء الأفهام، واتباع الهوى.

أما المطالبة بأن
يكون منصوصًا عن بعض القرون المفضلة، صحابي أو تابعي، أو تابع التابعي.

أنا فقط جئت بهذه
الخلاصة، ويكفينا أن هذا الفهم هو الموافق لظاهر النصوص، وأنه نُقل عليه الإجماع.

ثم لو لم نجد عن
الصحابة وسائر القرون المفضلة النص على هذا، ففهْمُ كبارِ علمائِنا للأدلة أحبُّ
إلينا من فهمِ فلان وعلَّان، علاوةً على ذلك أنه قد نُقِل فيه الإجماع.

فأنتَ مطالب -يا من
تُخالف- بصحابي أو تابعي، أو حتى من علمائنا الراسخين أن نسل النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد انقرض.

ويُجتنب المراوغة، المطلوب
أن تأتي لنا من علمائنا الراسخين أنهم سبقوك إلى هذا الفهم، كالإمام مالك وأحمد بن
حنبل والشافعي، وعبد الله بن المبارك، والبخاري، ومن نحا نحوهم، أن نسل النبي
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انقطع. ونحن لا نتحجَّر؛ اختلاف الأفهام سائغ،
وإن كنا سنقول في هذه المسألة: لكم فهمكم ولن نتابعكم على ذلك.

وما توفيقنا إلا
بالله، اللهم أرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا
اجتنابه.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/07/60.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1849
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(61)التذكير بسيرة سيد البشر

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(61)التذكير بسيرة سيد البشر

 




هدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
في النوم


 

قال ابن القيم في «زاد المعاد»(4/419):
مَنْ تَدَبَّرَ نَوْمَهُ وَيَقَظَتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَهُ
أَعْدَلَ نَوْمٍ، وَأَنْفَعَهُ لِلْبَدَنِ وَالْأَعْضَاءِ وَالْقُوَى.


 فَإِنَّهُ كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ،
وَيَسْتَيْقِظُ فِي أَوَّلِ النِّصْفِ الثَّانِي، فَيَقُومُ وَيَسْتَاكُ،
وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، فَيَأْخُذُ الْبَدَنُ
وَالْأَعْضَاءُ، وَالْقُوَى حَظَّهَا مِنَ النَّوْمِ وَالرَّاحَةِ، وَحَظَّهَا
مِنَ الرِّيَاضَةِ مَعَ وُفُورِ الْأَجْرِ، وَهَذَا غَايَةُ صَلَاحِ الْقَلْبِ
وَالْبَدَنِ، وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.


وَلَمْ يَكُنْ يَأْخُذُ مِنَ النَّوْمِ فَوْقَ الْقَدْرِ
الْمُحْتَاجِ إِلَيْهِ، وَلَا يَمْنَعُ نَفْسَهُ مِنَ الْقَدْرِ الْمُحْتَاجِ إِلَيْهِ
مِنْهُ، وَكَانَ يَفْعَلُهُ عَلَى أَكْمَلِ الْوُجُوهِ، فَيَنَامُ إِذَا دَعَتْهُ
الْحَاجَةُ إِلَى النَّوْمِ عَلَى شِقِّهِ الْأَيْمَنِ، ذَاكِرًا اللَّهَ حَتَّى
تَغْلِبَهُ عَيْنَاهُ، غَيْرَ مُمْتَلِئِ الْبَدَنِ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ،
وَلَا مُبَاشِرٍ بِجَنْبِهِ الْأَرْضَ، وَلَا مُتَّخِذٍ لِلْفُرُشِ
الْمُرْتَفِعَةِ، بَلْ لَهُ ضِجَاعٌ مَنْ أَدَمٍ حَشْوُهُ لِيفٌ، وَكَانَ
يَضْطَجِعُ عَلَى الْوِسَادَةِ، وَيَضَعُ يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ أَحْيَانًا.


المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/10/61_19.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1849
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(63)التذكير بسيرة سيد البشر

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(63)التذكير بسيرة سيد البشر

 
 

هل أسلم قرين
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟

 

عَنْ
عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ
قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ». قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:
«وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا
يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ» رواه مسلم (2814).

 

استفدت من والدي
الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رَحِمَهُ الله: أنه أسلم قرينه.

قال: وفيه
رواية برفع الميم «فأسلمُ»، أي: أسلم من شره.

 

قلت: قال النووي رَحِمَهُ الله في «شرح صحيح مسلم»(2814):  «فَأَسْلَمَ» بِرَفْعِ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا،
وَهُمَا رِوَايَتَانِ مَشْهُورَتَانِ، فَمَنْ رَفَعَ قَالَ: مَعْنَاهُ أَسْلَمُ
أَنَا مِنْ شَرِّهِ وَفِتْنَتِهِ، وَمَنْ فَتَحَ قَالَ: إِنَّ الْقَرِينَ أَسْلَمَ
مِنَ الإسلام وصار مؤمنًا لا يأمرني إِلَّا بِخَيْرٍ.

 وَاخْتَلَفُوا فِي الْأَرْجَحِ
مِنْهُمَا، فَقَالَ الْخَطَّابِيُّ: الصَّحِيحُ الْمُخْتَارُ الرَّفْعُ، وَرَجَّحَ
الْقَاضِي عِيَاضُ الْفَتْحَ، وَهُوَ الْمُخْتَارُ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى الله عليه
وسلم: «فلا يأمرنى إلا بخير».

قال: وَاخْتَلَفُوا عَلَى رِوَايَةِ الْفَتْحِ، قِيلَ: أَسْلَمَ بِمَعْنَى
اسْتَسْلَمَ وَانْقَادَ، وَقَدْ جَاءَ هَكَذَا فِي غَيْرِ «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» «فَاسْتَسْلَمَ».

وَقِيلَ: مَعْنَاهُ صَارَ مُسْلِمًا مُؤْمِنًا، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ.

 قَالَ الْقَاضِي: وَاعْلَمْ أَنَّ
الْأُمَّةَ مُجْتَمِعَةٌ عَلَى عِصْمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنَ الشَّيْطَانِ فِي جِسْمِهِ وَخَاطِرِهِ وَلِسَانِهِ.

 وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ
إِلَى التَّحْذِيرِ مِنْ فِتْنَةِ الْقَرِينِ وَوَسْوَسَتِهِ وَإِغْوَائِهِ،
فَأَعْلَمَنَا بِأَنَّهُ مَعَنَا؛ لِنَحْتَرِزَ مِنْهُ بِحَسَبِ الْإِمْكَانِ.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/08/63.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1849
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(64)التذكير بسيرة سيد البشر

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(64)التذكير بسيرة سيد البشر

 

                             من الأدب مع
الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


قال الله عَزَّ وَجَل:﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ
بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا
فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ
أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63)
﴾[النور].

وفي النهي -عن دعاء الرسول بينكم
كدعاء بعضكم بعضًا- قولَان، ذكرهما ابن القيم في «مدارج السالكين»(2/367)، وقال:  وَفِيهِ قَوْلَانِ لِلْمُفَسِّرِينَ:

أَحَدُهُمَا:
أَنَّكُمْ لَا تَدْعُونَهُ بِاسْمِهِ، كَمَا يَدْعُو بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بَلْ
قُولُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَعَلَى هَذَا: الْمَصْدَرُ
مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ، أَيْ: دُعَاءَكُمُ الرَّسُولَ.

الثَّانِي: أَنَّ الْمَعْنَى:
لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَهُ لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ دُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا. إِنْ
شَاءَ أَجَابَ، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ، بَلْ إِذَا دَعَاكُمْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ
بُدٌّ مِنْ إِجَابَتِهِ، وَلَمْ يَسَعْكُمُ التَّخَلُّفُ عَنْهَا الْبَتَّةَ.
فَعَلَى هَذَا: الْمَصْدَرُ مُضَافٌ إِلَى الْفَاعِلِ. أَيْ: دُعَاؤُهُ
إِيَّاكُمْ.


المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2025/01/64.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1849
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(65)التذكير بسيرة سيد البشر

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(65)التذكير بسيرة سيد البشر

               أم المؤمنين خديجة رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في « العقيدة الواسطية » في سياق الكلام على أم المؤمنين
خديجة: وَكَانَ لَهَا مِنْهُ الْمَنْزِلَةُ الْعَالِيَةُ.

قوله: (وَكَانَ لَهَا) أي: لخديجة، (مِنْهُ) أي: من النَّبِيّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ. (الْمَنْزِلَةُ الْعَالِيَةُ) أي:
المنزلة الرفيعة، حتى إنه قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي
قَدْ رُزِقْتُ حُبَّهَا»، كما روى الإمام مسلم (2435) عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
مَا غِرْتُ عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِلَّا
عَلَى خَدِيجَةَ وَإِنِّي لَمْ أُدْرِكْهَا، قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَبَحَ الشَّاةَ، فَيَقُولُ: «أَرْسِلُوا
بِهَا إِلَى أَصْدِقَاءِ خَدِيجَةَ» قَالَتْ: فَأَغْضَبْتُهُ يَوْمًا، فَقُلْتُ:
خَدِيجَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي قَدْ
رُزِقْتُ حُبَّهَا».

 فما
نسيها، وهذا في الحقيقة من الوفاء بين الزوجين، أن من مات فالآخر بعده لا ينساه،
من الوفاء بالدعاء له والصدقة، وأفضل ما يقدم للميت الدعاء، كما روى مسلم (1631)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قَالَ: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ
ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ
وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».

ومن فضائلها أيضًا: عن
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ خَدِيجَةُ وَقَالَ:
«إِنَّ اللهَ يُقْرِئُ خَدِيجَةَ السَّلَامُ»، فَقَالَتْ: «إِنَّ اللهَ هُوَ
السَّلَامُ وَعَلَى جِبْرِيلَ السَّلَامُ، وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ
اللهِ» رواه النسائي في «عمل اليوم والليلة» (رقم 374). وذكره والدي الشيخ مقبل
الوادعي رَحِمَهُ اللَّهُ في «الصحيح المسند (رقم110).

 وهذا من
فقهها وعلمها كيف تقول: الله هو السلام ولم تقل: على الله السلام؛ لأن من أسماء
الله السلام، أي: السالم من النقص والعيب،  المسلِّم لغيره.

وعُدَّ من فضائلها أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لم يتزوج عليها؛ وذلك إكرامًا لها.

قال الحافظ ابن كثير في «
الفصول »: ولم يتزوجْ في حياتِها بسواهَا؛ لجلالِها
وعِظَمِ محلِّها عندَه.

وقال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (تحت
رقم 3818) -في فوائد حديث عَائِشَةَ، قَالَتْ: «لَمْ يَتَزَوَّجِ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى خَدِيجَةَ حَتَّى مَاتَتْ» -: وَهَذَا
مِمَّا لَا اخْتِلَافَ فِيهِ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْأَخْبَارِ، وَفِيهِ
دَلِيلٌ عَلَى عِظَمِ قَدْرِهَا عِنْدَهُ وَعَلَى مَزِيدِ فَضْلِهَا؛ لِأَنَّهَا
أَغْنَتْهُ عَنْ غَيْرِهَا، وَاخْتَصَّتْ بِهِ بِقَدْرِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ
غَيْرُهَا مَرَّتَيْنِ؛ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَاشَ بَعْدَ
أَنْ تَزَوَّجَهَا ثَمَانِيَةً وَثَلَاثِينَ عَامًا، انْفَرَدَتْ خَدِيجَةُ
مِنْهَا بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ عَامًا، وَهِيَ نَحْوَ الثُّلُثَيْنِ مِنَ
الْمَجْمُوعِ، وَمَعَ طُولِ الْمُدَّةِ فَصَانَ قَلبهَا فِيهَا مِنَ الْغَيْرَةِ
وَمِنْ نَكَدِ الضَّرَائِرِ، الَّذِي رُبَّمَا حَصَلَ لَهُ هُوَ مِنْهُ مَا
يُشَوِّشُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ، وَهِيَ فَضِيلَةٌ لَمْ يُشَارِكْهَا فِيهَا
غَيْرُهَا.

[مقتطف من دروس الواسطية لابنة الشيخ مقبل
رَحِمَهُ الله تَعَالَى]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2025/10/65.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1849
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(66)التذكير بسيرة سيد البشر

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(66)التذكير بسيرة سيد البشر

 
     الإيمان بأن أزوج النبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أهل الجنة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية
رَحِمَهُ الله في «العقيدة الواسطية » في عقيدة أهل السنة في أمهات المؤمنين: وَيُؤْمِنُونَ
بَأَنَّهُنَّ أَزْوَاجُهُ فِي الآخِرَةِ.

التعليق:

هذا
من عقيدة أهل السنة الإيمان بأنهن أزواجه في الآخرة،
وأنهن اختارهن الله نساءً لنبيه، والدليل ما
يلي:

عن
أَبِي وَائِلٍ، قَامَ عَمَّارٌ، عَلَى مِنْبَرِ الكُوفَةِ،
فَذَكَرَ عَائِشَةَ، وَذَكَرَ مَسِيرَهَا، وَقَالَإِنَّهَا زَوْجَةُ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،
وَلَكِنَّهَا مِمَّا ابْتُلِيتُمْ» رواه
البخاري(7101).

 

 وقصة سودة بنت زمعة عند أن كبرت ففرقت أن
يفارقها النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يدل أيضًا على
ذلك. كما روى أبو داود (2135) عَنْ عروة بن الزبير، قَالَ: قَالَتْ
عَائِشَةُ: وَلَقَدْ قَالَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ- حِينَ أَسَنَّتْ
وَفَرِقَتْ أَنْ يُفَارِقَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَوْمِي لِعَائِشَةَ، فَقَبِلَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا، قَالَتْ: نَقُولُ فِي ذَلِكَ أَنْزَلَ
اللَّهُ تَعَالَى وَفِي أَشْبَاهِهَا -أُرَاهُ قَالَ-: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ
مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا} [النساء: 128]

وهنا تنبيه على رواية: عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ سَوْدَةَ، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ أَمْسَكَتْ
بِثَوْبِهِ، فَقَالَتْ: مَالِي فِي الرِّجَالِ مِنْ حَاجَةٍ،
وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُحْشَرَ فِي أَزْوَاجِكَ قَالَ:
فَرَجَعَهَا وَجَعَلَ يَوْمَهَا لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَكَانَ
يَقْسِمُ لَهَا بِيَوْمِهَا وَيَوْمِ سَوْدَةَ.
رواه البيهقي رَحِمَهُ اللهُ (7/118).

 وهذا مرسل
من مراسيل عروة، وهو مخالف لما قبله، فليس فيه أنه فارقها، وروى
البخاري (2450)، ومسلم (3021) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فِي هَذِهِ
الآيَةِ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا}
[النساء: 128]، قَالَتْ: الرَّجُلُ تَكُونُ عِنْدَهُ المَرْأَةُ، لَيْسَ
بِمُسْتَكْثِرٍ مِنْهَا، يُرِيدُ أَنْ يُفَارِقَهَا، فَتَقُولُ: أَجْعَلُكَ مِنْ
شَأْنِي فِي حِلٍّ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي ذَلِكَ.

 رضي الله عن نساء النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ  وأرضاهن.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2025/10/66.html

أضف رد جديد