نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات(الحلقة الثامنة)زعمه إكثار الشيخ الإمام في النقل من كتب الإخوان من غير حاجة ماسة إلى ذلك

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات(الحلقة الثامنة)زعمه إكثار الشيخ الإمام في النقل من كتب الإخوان من غير حاجة ماسة إلى ذلك

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

بسم الله الرحمن الرحيم
نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات
(الحلقة الثامنة)
زعمه إكثار الشيخ الإمام في النقل من كتب الإخوان من غير حاجة ماسة إلى ذلك.

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:

فمما انتقده الحذيفي على الشيخ الإمام ما أخرجه تحت عنوان: (الحلقة الثالثة
اعتماد محمد الإمام على كثير من مصادر الإخوان المسلمين ومن تأثر بهم)
حيث ذكر الحذيفي كلاما طويلا خلاصته: أن الشيخ الإمام يكثر من النقل عن الإخوان المسلمين وبعض الصحف من غير حاجة ماسة إلى ذلك.

وأقول: هذه المسألة لا إفراط ولا تفريط في هذه المسألة، فمن كان عالما بصيرا، فمن الكمال في حقه النظر فيما ينبغي النظر فيه والاطلاع عليه مما يجري من الحوادث، ولو من خلال كتب وصحف بعض أهل البدع التي تهتم بنقل ما يتعلق بهذا الجانب.
حتى يتمكن العالم من الرد عليها ومعالجتها بعلم وبصيرة واطلاع على الأمر على حقيقته التي هو عليها.

قال الإمام الألباني –رحمه الله-: أنا أعتقد أنه مما يساعد العالم المسلم أن يكون متقنا لمعالجة الحوادث والأمور التي تقع ويسأل عنها أن يكون ملما بالوقائع والأحداث، ولا سبيل له إلى ذلك إلا بالاطلاع، إما بطريق الراديو أو بقراءة المجلات والجرائد.
وأنا أقول هذا وإن كنت أشهد بأني أنا أبعد الناس عن مثل هذا الوضع الآن، ما فيني يكفيني من العمل لخدمة السنة.
لكن لا أنكر على أحد أن يتوجه لمثل هذا الاطلاع ولمثل هذه الدراسة بشرط أن يكون عالما بالإسلام، وأن لا يكون إنسانا عاديا لا علم عنده. (سلسلة الهدى والنور) (704)

وقال الإمام العثيمين –رحمه الله- بعد أن حذر من النظر في كتب أهل البدع: (لكن إن كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للرد عليها، فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم.
بل ربما كان واجباً؛ لأن رد البدعة واجب، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب) (شرح لمعة الاعتقاد) (ص53)

وأما من لم يكن بهذه المنزلة بأن كان جاهلا فإن انشغاله بالصحف وما شابه ذلك مؤد إلى تشويش الفكر والضياع.
قال العلامة الفوزان حفظه الله: «الاشتغال بالمحاضرات العامة والصحافة وبما يدور بالعالم دون علم بالعقيدة دون علم بأمور الشرع تضليل وضياع، ويصبح صاحبها مشوش الفكر، لأنه استبدل الأدنى بالذي هو خير». ”الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة“ (ص 103).

قلت: والشيخ الإمام -فيما نحسبه والله حسيبه- ممن ينطبق عليه قول الإمام الألباني –رحمه الله-: (بشرط أن يكون عالما بالإسلام، وأن لا يكون إنسانا عاديا لا علم عنده)
وقول الإمام العثيمين –رحمه الله-: (فلا بأس بذلك لمن كان عنده من العقيدة الصحيحة ما يتحصن به وكان قادراً على الرد عليهم)

ولا نعلم أحدا من أهل العلم انتقد على الشيخ الإمام هذا الأمر الذي انتقده الحذيفي، بل مؤلفات الشيخ الإمام محل قبول وانتشار ومنزلة عالية في أوساط أهل السنة –بفضل الله- لما فيها من الدقة المتناهية واستيعاب الموضوع الذي يطرقه من جميع جوانبه، فإذا كتب في موضوع لا يكاد يترك شيئا متعلقا به إلا ذكره.
وقد شهد له الإمام الوادعي –رحمه الله- في تقديمه لكتابه (البيان لإيضاح ما عليه جامعة الإيمان) بأنه باحث مستقص.
والذي بلغنا عن شيخ شيوخنا العلامة عبد المحسن العباد –حفظه الله- إعجابه بمؤلفات الشيخ الإمام وتقليبه لها وثناؤه عليها.

وقد شهد له بالتمكن في هذا الباب الوالد العلامة محمد بن عبد الوهاب الوصابي –رحمه الله- بقوله في تقديمه لكتاب (الإبانة): (الشيخ الفقيه المحدث المربي محمد بن عبد الله الإمام، القائم على مركز دار الحديث بمعبر، جمع الله له بين التعليم والدعوة والتأليف، فهو فقيه باهر، وخريت ماهر في الفتن العصرية، ومؤلفاته تدل على ذلك ... مما تدل على تخصصه في فقه الواقع على ضوء الكتاب والسنة، وعلى فهم علماء الأمة) اهـ

ويدل على صحة ثناء وإعجاب هؤلاء العلماء بمؤلفات الشيخ الإمام، كتب الشيخ الإمام القيمة في هذا الباب التي استطاع –بفضل الله- من خلالها فضح كثير من مخططات الأعداء ومؤامراتهم على المسلمين، و من هذه الكتب والرسائل القيمة.

1- (المؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة)
2- (الوثائق التآمرية على الدول العربية والإسلامية)
3- (نفوذ التنصير بين المسلمين بالأموال)
4- (الإيضاحات الموثقة في بيان غوائل دعوة المساواة المطلقة)
5- (نقض النظريات الكونية)
6- (الذل والصغار على من قبل من المسلمين مساعدة الكفار)
7- (المؤامرة الغربية على اللغة العربية)
8- (الحقائق الكبرى عن منظمتي اليونسكو وأدرى)
9- (الرياضة النسوية مجمع المنكرات الظاهرة والخفية)

وغيرها من الكتب والرسائل القيمة التي رفع بها رأس أهل السنة، وأخرس بها ألسن الحزبيين الذين يزعمون أن أهل السنة لا يفقهون الواقع! ولا يقدرون على معالجة الأوضاع! وأنهم !!! وأنهم !!! إلخ.

ومع ذلك فالشيخ الإمام غير معصوم فقد يجتهد فينقل ما يرى غيره أن الأفضل تركه من الكلام، لكنه مع ذلك بين الأجر والأجرين إن شاء الله.
وحسبه أن صوابه أكثر من خطئه وأن الله قد نفع بمؤلفاته في هذا الجانب نفعا عظيما. (وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث)

ومن العجيب أن هذ الأمر الذي أفرده الحذيفي بحلقة خاصة ذكر فيه الحذيفي ثلاثة أمثلة فقط! الأول في نقل الزبيري ما حصل في عهد الإمام يحي حميد الدين من الجوع!
وهذا أمر معروف لم يتفرد الزبيري بنقله بل نقله غيره غيره، وعاشره كثير من الآباء والأجداد.
وقد ذكر الإمام العثيمين –رحمه الله- في مقطع صوتي موت بعض الناس في نجد إلى عهد أدركه العثيمين من شدة الجوع!
فهل الإمام العثيمين –رحمه الله- ينقل ما يهيج الناس على الخروج على الحكام بحكاية مثل هذه الحادثة؟! أم أن هذه الأحكام خاصة بالشيخ الإمام؟! نعوذ بالله من التنطع والهوى.

ومن تناقض الحذيفي أنه ينكر على الشيخ الإمام هنا النقل عن الزبيري ما فيه وتشويه لدولة الشيعة المنصرمة (26) سبتمبر (1962م) المعروفة بالملكية!
بل ويزعم في بعض حلقاته أن الشيخ الإمام بالغ في تشويه دولة الشيعة!
ثم هو يقع فيما انتقده على الشيخ الإمام فيلخص في (الحلقة السابعة) كلام الإخوان المسلمين في مثالب الدولة السابقة الذي استغلوه لإقامة ما يسمى بثورة الربيع العربي!
فهل ذِكرُ الإمام لمعايب دولة الشيعة حرام! وذِكرُ الحذيفي لمعايب الدولة السابقة حلال؟! أم أن الغرض هو تشويه الشيخ الإمام بحق أو بباطل؟! ولو أدى ذلك إلى التناقض والاضطراب؟!

على أنه ينبغي إذا دعت الحاجة للنقل عن مبتدع أن يبين الناقل ما عنده من الانحراف؛ حتى لا يغتر به من لا يعرف حاله، خاصة إذا كان المبتدع ممن يخشى من الافتتان به.

وهذا كما صنع شيخنا الإمام الوادعي –رحمه الله- حيث نقل عن عبد الله الغماري ثم قال: (ولا تظن أني إذا نقلت عن عبد الله الغماري أنه مرتضى عندي، كلا، بل رجل مبتدع منحرف) (بلوغ المنى في حكم الاستمناء) (ص52)


وكما صنع شيخنا الإمام –حفظه الله- حيث نقل في رسالته: (المؤمن الضعيف) (ص79) – عن الندوي ثم قال في الحاشية: (للندوي عدة مؤلفات جمع فيها بين الغث والسمين، من تصوف وغير ذلك، للوقوف على ذلك انظر كتاب (الأستاذ أبو الحسن الندوي الوجه الآخر من كتاباته) لمؤلفه صلاح الدين مقبول فإنه مهم في ذلك). اهـ

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه/ نور الدين السدعي (12/1/1437هـ)

أضف رد جديد