مقارنة بين زيارة السفيرة الأمريكية للوادعي وبين الزيارة للإمام-الشيخ السدعي

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

مقارنة بين زيارة السفيرة الأمريكية للوادعي وبين الزيارة للإمام-الشيخ السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

بسم الله الرحمن الرحيم

مقارنة بين زيارة السفيرة الأمريكية للوادعي وبين الزيارة للإمام

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:

فقد استغل أذناب الحدادية من الحجاورة والبريكيين ما حصل من زيارة محمد الحوثي لمعبر أسوأ استغلال، لإشفاء ما في نفوسهم من الحسد والغل بسبب ما تنعم به دار الحديث من التعليم والأمن والاستقرار.

وقد أورد بعض هؤلاء الحاقدين مقارنة بين زيارة السفيرة الأمريكية للإمام الوادعي إلى دماج وبين زيارة الحوثي للشيخ الإمام إلى معبر.
قائلين: هلا رفض الإمام مقابلة الحوثي كما رفض الوادعي مقابلة السفيرة الأمريكية؟!
وقد سألني أكثر من أخ عن هذا الإيراد، وقد أشار علي بعض الإخوة الأفاضل أن يكون الجواب عنه عاما:




فأقول –مستعينا بالله- لا وجه للمقارنة بين القصتين، بل الحجة في القصة لحادثة الشيخ الإمام، وذلك من عدة أوجه:

الأول: أن الإمام الوادعي –رحمه الله- لم يرفض استقبالها إلا لأنها امرأة، لا لأنها كافرة.

الثاني: يدل على ذلك أن الإمام الوادعي –رحمه الله- استقبل الوفد النصراني الكافر الموظف في السفارة الأمريكية التابع لهذ المرأة.

وهذا واضح في أن رفض الاستقبال للسفيرة لا علاقة له بالكفر، بل لأنها امرأة، لذا قابل الشيخ مرافقيها الكفار من الرجال.

الثالث: أن جلسة الشيخ الإمام مع كونها قصيرة جدا، لم يكن فيها مداهنة بحمد الله، بل كان فيها الكلام بالحق والبيان لدعوة أهل السنة، وهذا من الدعوة إلى الله تعالى.
وقد أورد الشيخ خلاصة ما دار في تلك الجلسة القصيرة في البيان المنشور.

هذا، وقد حصل من العلماء استقبال للرافضة ممن هم دون هذا الرافضي شأنا بكثير.


فقد استقبل الإمام المفسر الكبير محمد الأمين الشنقيطي -بإحالة من علماء الرابطة- الوفد الرافضي الجعفري الوافد من (إيران) الذي جاء لغرض المطالبة بالالتحاق برابطة العالم الإسلامي.
قائلا لهم كما روى هذه القصة تلميذه الشيخ عطية محمد سالم في آخر (أضواء البيان) (9/ 497): لقد اجتمعنا للعمل على جمع شمل المسلمين والتأليف بينهم وترابطهم أمام خطر عدوهم، ونحن الآن مجتمعون مع الشيعة في أصول هي:
الإسلام دين الجميع.
والرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- رسول الجميع.
والقرآن كتاب الله، والكعبة قبلة الجميع.
والصلوات الخمس، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.
ومجتمعون على تحريم المحرمات من قتل وشرب وزنا وسرقة ونحو ذلك.
وهذا القدر كاف للاجتماع والترابط.
وهناك أمور نعلم جميعا أننا نختلف فيها وليس هذا مثار بحثها.
فإن رغب العضو الإيراني بحثها واتباع الحق فيها فليختر من علمائهم جماعة، ونختار لهم جماعة، ويبحثون ما اختلفنا فيه ويعلن الحق ويلتزم به، أو يسحب طلبه الآن.
فأقر الجميع قوله وسحب العضو طلبه» (أضواء البيان) (9/ 497)

وقال الوالد العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- عن العالمين الجليلين ابن باز والقرعاوي –رحمهما الله-: «وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحدا حسب علمي.
ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة، الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة».

فمن كان طاعنا في الشيخ الإمام بسبب استقباله للوفد الرافضي فليطعن في الإمام الشنقيطي وعلماء (رابطة العالم الإسلامي)
وليطعن في سماحة الإمام ابن باز والإمام القرعاوي –رحمهم الله- اللذين كانا لا يهجران أحدا كما قاله العلامة ربيع –حفظه الله-


وبعد بيان تأييد موقف هؤلاء العلماء الشنقيطي وابن باز والقرعاوي والوادعي وعلماء رابطة العالم الإسلامي لموقف الشيخ الإمام، نقول تنزلا:

عذر الشيخ أوضح من الشمس في رابعة النهار، فالرجل الذي زاره بيده الحديد والنار.

والمحافظة بما فيها مدينة معبر تحت سيطرته من أدنى منصب إلى أعلى منصب فيها.

ومسلحوه خلال زيارته للدار قد انتشروا في الدار وأحاطوا بها من جميع الجوانب.

وأغلقت جميع المنافذ الموصلة إلى الدار فلا داخل ولا خارج، حتى ظن البعض -وكنت منهم - اقتحام الدار.

ولم يكن الشيخ الإمام في استقباله كما يوهمه الحاقدون، بل ولم يلتق به إلا وقد دخل غرفة الضيافة التابعة للدار.

بل ولم يعلم الشيخ بزيارته له المفاجئة إلا من خلال مرافقيه الذين انتشروا في الدار وما حولها.


فلهذا لا نعلم أحدا من أهل العلم من اليمن ولا من خارجها شنع على الشيخ الإمام في هذا، بل عذره في ذلك العلامة السحيمي –حفظه الله- وأنكر على من شنع عليه في ذلك.

وإنما حصل التشنيع من بعض الحاقدين من طبقة المتعالمين الأنصاص، كهاني وعرفات والحذيفي وأمثالهم من أصحاب الطبقة الوسطى الذين هم كما قال العلامة علي بن قاسم: (والطبقة المتوسطة هي منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في الدين)
قال الإمام الشوكاني: (هذا معنى كلامه الذي سمعناه منه، وقد صدق فإن من تأمل ذلك وجده كذلك) (البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع (473/١)

كتبنا هذا البيان إزالة لِلَّبس، حتى لا يغتر بزوبعة هؤلاء السفهاء بعض الجهال والعوام الذين لا يعرفون الأمر من حيث الواقع والشرع على حقيقة ما هو عليه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


كتبه/ نور الدين السدعي، بتاريخ (3/1/1436هـ)

أضف رد جديد