نظرات فيما نشره الحذيفي مؤخرا من وقفات (الحلقة الأولى) - السدعي

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

نظرات فيما نشره الحذيفي مؤخرا من وقفات (الحلقة الأولى) - السدعي

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

نظرات فيما نشره الحذيفي مؤخرا من وقفات
(الحلقة الأولى)
نبذة عن الحذيفي وبيان بعض الأمراض التي ابتلي بها
للشيخ :نور الدين السدعي
............

بسم الله الرحمن الرحيم
نظرات فيما نشره الحذيفي مؤخرا من وقفات
(الحلقة الأولى)
نبذة عن الحذيفي وبيان بعض الأمراض التي ابتلي بها
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد:
ففي الوقت الذي شهدت فيه (عدن) معارك دامية فوجئنا بصمت من علي الحذيفي، وكنا نظنه مشغولا بالجهاد هنا وهناك، فإذا به يفاجئنا بعد تحرير (عدن) –وقاها الله الفتن-بحلقات تحت عنوان (حلقات وقفات الحذيفي مع محمد الإمام)
فعلمنا أن الرجل كان مشغولا عن الجهاد آنذاك بما هو أعظم من ذلك عندهم! وهو تتبع بعض أشرطة وكتب الشيخ الإمام لعله أن يجد فيها زلة يطير بها ويضخمها ويهول من شأنها.
إن كنت صادقا أنت وهاني ومن معكما في الأخذ بفتاوى العلماء في الجهاد فلماذا توقفتم عن الجهاد وصرح هاني بالرجوع إلى كرسي التعليم؟! من الذي أباح لكم ذلك وأنتم تصرحون أن الجهاد فرض عين؟!
من الذي أباح لكم ذلك واستنفار ولي الأمر لا يزال قائما؟!
من الذي أباح لكم ذلك وأغلب المناطق الشمالية لا تزال تحت القوم؟!
من الذي أباح لكم السكوت عن إعانة إخوانكم في (تعز) المجاورة لكم التي تعاني من القصف والتدمير نحو ستة أشهر؟!
من الذي أباح لكم ذلك وفتاوى العلماء في الجهاد لم تخص الشمال دون الجنوب؟!
أتحداكم أن تأتوني بفتوى عالم من علماء السنة أن الجهاد خاص بجنوب اليمن دون الشمال؟!
أم أنه الهوى والتلاعب بفتاوى العلماء والانتقاء منها كما هو شأن أهل الأهواء؟!
وليس لحلقات الحذيفي بحمد الله ذاك الرواج، بل أكثر طلبة العلم لا يدري بها، ولم أكن عازما على الرد عليها ثم استخرت الله في الرد عليها، فبدا لي ذلك، خاصة وأنها منشورة في بعض الشبكات التي يعتقد البعض صحة جميع ما ينشر فيها.
وكثير منها تكرار لما أخرجه من قبل ورددت عليه في رسالتي (وقفات مع الطاعنين في علماء أهل السنة في اليمن)
وقد أحببت أن أكتب تمهيدا لبيان سيرة الحذيفي في الدعوة في اليمن، وأن إثارته الفتنة والزوبعة في الدعوة السلفية في اليمن ليس وليد اليوم بل هو أمر متصف به من زمن قديم.
ثم أتممت التمهيد بحلقة ثانية لبيان موقف الإمام الوادعي –رحمه الله- من الحذيفي ومن الطعن في علماء أهل السنة في اليمن.
ثم الرد على ما لم أرد عليه من حلقات الحذيفي في رسالتي (وقفات مع الطاعنين في علماء أهل السنة في اليمن)
فأقول مستعينا بالله:
ابتلي أخونا علي الحذيفي –عافاه الله- بعدة آفات وأمراض أوصلته إلى ما هو عليه الآن -أسأل الله أن يعافيه منها وأن لا يبتلينا بها-

الأولى: التعالم والغرور.
الثانية: التدخل فيما لا يعنيه.

وهذان المرضان ابتلي بهما الحذيفي –عافاه الله-من بداية الطلب، يدل على ذلك أنه بينما الإمام الوادعي –رحمه الله- يربي ويعلم وينصح طلبة العلم بالإقبال على طلب العلم، في هذا الوقت ظهرت كتلة في الدار بين يديه من اليمنيين، من رؤوسهم علي الحذيفي، واغتر بهم آنذاك كثير إن لم يكن أكثر إخواننا الغرباء من بعض دول المغرب العربي -وفقنا الله وإياهم- يطعنون في شيخهم الإمام الوادعي بلسان الحال أنه يأوي الحزبيين! ملقبين أنفسهم بالمحررين للمنهج السلفي!!! كما ذكر ذلك شيخنا الفاضل عثمان السالمي -حفظه الله- في مقاله عن أصحاب المنهج.
يقدح أصحاب هذه الكتلة في بعض كبار طلاب الشيخ المقربين عنده في الدار ويتهمونهم بالحزبية! ويثيرون الشغب والفوضى في الدار بين يدي هذا الإمام بسبب ذلك.
ومع ذلك كان الإمام مقبل –رحمه الله- صابرا على الحذيفي ومن معه من –المغمورين- كما وصفهم بذلك الحذيفي، ويقرعهم وينصحهم بين الحين والآخر، حرصا منه عليهم رجاء صلاحهم وتحسن حالهم، لكن الحذيفي ومن معه لم يعرفوا هذا المعروف الجميل للشيخ، بل واصلوا في الطعن في هذا الإمام من طرف خفي أنه يأوي الحزبيين ويقربهم منه؟!!
حقا إنهم كما قال شيخنا المبارك عبد الرحمن العدني -حفظه الله-: «طعنوا الشيخ في ظهره بخناجر مسمومة!»
ومن حنكة الإمام الوادعي –رحمه الله- في الرد على هؤلاء الغوغاء الذين لقبهم بأصحاب المنهج أنه كان يقرب طلابه المتهمين بالحزبية من قِبَلِ الحذيفي ومن معه ويكرمهم، ويقدم لهم في بحوثهم، ويجعل بعضهم يراجع له بعض بحوثه، وأوصى ببعضهم وجعله المسئول عن رعاية الطلاب! ومات الشيخ –رحمه الله- وكثير منهم ما زال في داره (دار الحديث بدماج).
وكأن لسان حال هذا الإمام يقول للحذيفي ومن معه من الغوغاء: «إياك أعني واسمعي يا جارة»، لو كان هؤلاء حزبيون أو عندهم حزبية كما تقولون لما قربتهم مني، ولما جعلت لهم هذه المكانة عندي! فأنا أغير على السنة وأشد بغضا للحزبية وأعلم بطلابي منكم!
ولست مبرئا أحدا من الخطأ، إنما أنا في مقام بيان العجب والغرور والتدخل فيما لا يعني الشخص والافتئات على العلماء الذي ابتلي به الحذيفي وعصابته الغوغائية من زمن قديم.

ومما يدل على أن الغرور متأصل في الحذيفي –عافاه الله- من بداية الطلب أنه فتح له في حياة الإمام مقبل –رحمه الله- درسا في المنهج!!! كما اعترف بذلك الحذيفي عن نفسه في منشوره حول أصحاب المنهج.
مع أن هذه الدروس لم تكن يفتح مثلها في دماج ارتجالا إسنادا لهذا الأمر للإمام الوادعي الذي كان يستطرد في إيضاح هذه المسائل التي مردها إلى العلماء من خلال دروسه أو إجاباته عن الأسئلة، وما شابه ذلك.
قام الحذيفي بذلك وهو آنذاك مبتدئ في الطلب كما قال شيخه الفاضل عثمان السالمي -حفظه الله-؟!!! ما أظنه كان قد أتقن بعض مبادئ العلم !!!

ومما يدل على مدى العجب والغرور الذي ابتلي به الحذيفي قوله في مطلع هذه الوقفات الأخيرة: (فالله يعلم أنه – بعد موت شيخنا -رحمه الله- كنا ناصحين للدعوة مدة طويلة، سلكنا فيها مسلك علاج الأخطاء بكل هدوء، مع ما كنا نراه من تخبط في علاج القضايا الدعوية، ومع ما كنا نراه من اعتبار المتمسكين بالمنهج السلفي مشاكسين، وكنا نرى أن هذا لا يضر ما دام أن بإمكاننا أن نصحح بعض الأخطاء ولو بكلمات عامة)

سبحان الله! أين وصل العجب بهذا الرجل! فهو يصور نفسه وكأنه حامل لواء الدعوة السلفية في اليمن بعد موت الإمام الوادعي، المعالج للأخطاء التي تحصل فيها! مع ما يراه من تخبط في المسائل الدعوية من علماء الدعوة السلفية في اليمن!
لكن الحذيفي كان يحتمل هذه الأخطاء من هؤلاء الطلاب المساكين! ويعالج الأخطاء بكل هدوء! كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد!

وكأن الإمام الوادعي خان الدعوة السلفية في اليمن حيث لم يوص أهل السنة في اليمن بالرجوع عند النوازل إلى هاني وعرفات والعملاق الحذيفي الذي يعالج الأخطاء في الدعوة بكل هدوء رغم تخبطات حملتها!
وإنما أوصى بالرجوع إلى علماء عقلاء حكماء ربانيين عندهم الأيادي السابغة البيضاء في نشر السنة في أرجاء اليمن، والأهلية لقيادة الدعوة والسير بها إلى الأمام؟!!!

ويزداد خطأ الإمام الوادعي –غفر الله له- حين أن أراد أن يطرد العملاق الحذيفي من (دار الحديث بدماج) لولا أن العملاق الحذيفي المعالج للأخطاء شعر بغضب الشيخ عليه ففر هاربا، كما سيأتي بيانه إن شاء الله في (الحلقة الثانية).

وليست معالجة هذا العملاق للأخطاء في الدعوة في اليمن من الآن بل إنه يعالج الأخطاء المنهجية التي يقع فيها الوادعي ضعيف المنهج الذي يأوي الحزبيين ويقربهم منه وتفطن لها القوي في المنهج العملاق الحذيفي! كما سبق بيانه –بفضل الله-
كلام يكاد الشخص أن يضحك منه من ركبته!!! ولا يسعنا إلا أن نقول: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا.

الثالثة من الأمراض التي ابتلي بها الحذيفي –عافاه الله- التناقض والاضطراب، يدل على ذلك ما يلي إن شاء الله:

أولا: نفى الحذيفي في (نزهة عاجلة) نسبتي القول إليه بتبديع الشيخ الإمام، ثم تناقض فذكر بعد هذا بقليل أن ملفه الذي أخرجه على الشيخ الإمام إنما هو لبيان صدق فراسة الشيخ عبيد في أن الشيخ الإمام إخواني! ثم تناقض بعد هذا بقليل فقال: وأنا لم أقل إن محمد الإمام إخواني؟!!!

ثانيا: أدان الحذيفي الحجاورة في رسالته ”التقريرات بكشف ما لدى الحجوري من جهالات“ بعدة أشياء، منها: عدم احترام علماء أهل السنة.
ومنها: أنهم إذا اختلفوا مع عالم من علماء أهل السنة تتبعوا أخطاءه السابقة ونشروها بين الناس.
ثم تناقض الحذيفي للأسف فوقع فيما انتقده على الحجاورة من الطعن في علماء أهل السنة وتتبع عثراتهم ونشرها بين الناس.

الرابعة من الأمراض التي ابتلي بها الحذيفي –عافاه الله- الإخبار بخلاف الواقع، والرمي بالكلام جزافا دون توثيقه. يدل على ذلك ما يلي:

1-زعم الحذيفي أن فضيلة الشيخ محمد الإمام قال عن الزنداني: «فضيلة الشيخ الوالد» بهذا التعبير.

2-زعم الحذيفي أن علماء أهل السنة في اليمن يقدحون في كبار العلماء.

3-زعم الحذيفي تهويل علماء أهل السنة في اليمن مؤخرا من أمر الردود والكلام في الجماعات.

4-ادعى الحذيفي التواتر أن الشيخ محمد الإمام يكره الكلام في مركزه على المخالفين لأهل السنة.

5-ادعى الحذيفي أن الشباب يشتكون من التضييق عليهم في معبر في الكلام في المنهج.

6-ادعى الحذيفي أن فضيلة الشيخ محمد الإمام قال عن الجهاد الأفغاني: «مؤامرة على الإسلام والمسلمين».

7-ادعى الحذيفي أن فضيلة الشيخ محمد الإمام يكرر في محاضراته التهوين من شأن الردود.

8-ادعى الحذيفي أن فضيلة الشيخ محمد الإمام قام بفصل الدعوة السلفية في اليمن عن كبار العلماء.

9-ادعى الحذيفي أن فضيلة الشيخ محمد الإمام اتهمه كبار العلماء بأنه إخواني.

10-زعم الحذيفي زيارة أحمد المعلم والمرفدي لفضيلة الشيخ محمد الإمام إلى وقت قريب.

هذه أمور ادعاها الحذيفي في بعض مقالاته، وبقي غيرها، وهي كلها كذب بحت ليس لها أساس من الصحة، وقد طالبناه بإقامة البرهان عليها ففر من الإجابة عنها ولم يقدر على ذلك حتى الآن.
وما زلنا نطالبه بالبراهين عليها حتى يثبت للناس أنه ليس بكذاب مخروم العدالة.


الخامسة: من الأمراض التي ابتلي بها الحذيفي –عافاه الله- عدم الاعتراف بالحق، والهروب عن مقارعة الحجج والبراهين.
فقد وجه إلي الحذيفي ثمانية أسئلة لأجيب عنها فأجبته عنها –بفضل الله- ثم وجهت إليه في مقالي ”الأجوبة عن أسئلة الحذيفي“ ثلاثة وعشرين سؤالا ففر من الإجابة عنها، وقد ذكرتها -بفضل الله- في رسالتي ”وقفات مع الطاعنين في علماء أهل السنة في اليمن“.
ولا زال الإجابة عنها دينا على الحذيفي حتى يبرهن أنه صادق فيما انتقده على علماء السنة في اليمن، وأنه ليس بصاحب هوى يأخذ من الحق ما هو له ويترك ما هو عليه.


السادسة: من الأمراض التي ابتلي بها الحذيفي: السب والشتم في الردود والقدح في النيات.

وهذا ظاهر في ردوده للعيان، فتجده يرمي خصمه بالتزلف، وأن الحامل له الحرص على الدنيا، إلى غير ذلك من الدعاوي التي لا يقدر على إقامة البرهان عليها.
وهذه بضاعة المفلسين من الحجج والبراهين، وممن عرف بها الحدادية الذين يسير الحذيفي على منوالهم في هذا الأمر وفي غيره، وكما قال أبو جعفر القرشي –رحمه الله-:«كان يقال: سلاح اللئام قبيح الكلام» ”الحلم“ (١١٨)

هذه ستة أمراض ابتلي بها الحذيفي –عافاه الله- وأثرت فيه وأوصلته إلى الحالة التي هو عليها الآن -عياذا بالله- وسببت نفرة أهل السنة والشباب السلفي عنه.

وليست هذه الأمراض على سبيل الحصر بل بقي أمراض أخرى ابتلي بها الحذيفي –عافاه الله- قد كنت كتبت بعضها ثم تركته اختصارا، وسيأتي بيان بعضها –إن شاء الله- من خلال هذه الحلقات.

وفي الحلقة القادمة –بإذن الله- بيان موقف الإمام الوادعي من الحذيفي ومن الطعن في علماء أهل السنة في اليمن.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه/ نور الدين السدعي( 1436 - 12- 21هـ)

أضف رد جديد