هذا مادار بيني وبين أمين مشبح - للأخ عبدالله القادري

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

هذا مادار بيني وبين أمين مشبح - للأخ عبدالله القادري

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

ما دار بيني وبين مشبح
للأخ الأصولي: عبدالله القادري
......
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله ومن والاه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فقد دار بيني وبين أمين مشبح حوار قبل أن يخرج ملزمته الأولى، هذا خلاصته:
اتصل بي يسألني هل ترى أن الشيخ الإمام مكره تتوفر فيه شروط الإكراه؟
أجبته: الذي أعتقد أنه معذور في الجملة، وأما تفاصيل ما في الوثيقة فالشيخ ثقة وقد أخبر أنه أتي بها بهذه الصورة، فلنا ظاهره والله حسيب العباد.
قال: هل هو مكره؟
قلت له: الإكراه الذي يبيح كلمة الكفر غير موجود ولا يدعيه الشيخ، ولا غيره، ولكنه مضطر إلى الوثيقة كحل للقضية وتجنيب دعوة أهل السنة فتنة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ومع هذا لا طاقة لهم بها.
قال: تعني أن الوثيقة ليس فيها كفر؟
قلت: ليس فيها كفر لكن فيها ما يمكن تأويله بالكفر أما ما ظاهره الكفر فلا، بل ولا شبهة كفر (*).
ثم قلت له: ما هو الكفر الذي فيها؟
قال: قوله عن الرافضة: ديننا واحد وكتابنا واحد ونبينا واحد...
قلت: هذا فرع عن القول بأنهم من فرق المسلمين ولا يكفر منهم إلا من أتى بمكفر بخصوصه، والشيخ الإمام يعتقد هذا ويقوله من قبل ظهور التنظيم المسلح للحوثي وبعده فليس هذا جديدا على الوثيقة، وقاله عدد كبير من العلماء الكبار دون أي عذر!
فسلم بهذا التفريع، وبدأ يثير قضية تكفير الرافضة.
قلت له: لا أناقشك الآن في تكفير الرافضة -وأحلته على مقال الشيخ نور الدين السدعي-، ولكن هل الخلاف في تكفير الرافضة كفر؟ وبصورة أوضح: هل من اعتقد أن الرافضة فرقة من فرق الضلال كالمعتزلة ونحوها ولا يكفر كل أفرادها لكن من أتى كفرا وتوفرت فيه شروط التكفير كفر بخصوصه هل من قال هذا فقد وقع في كفر؟
وطلبت منه أن يأتي بنقل عن عالم واحد في هذه المسألة، وإلى الآن لم يأتني بشيء.
فقال: حرية الفكر.
قلت له: حرية الفكر لها معنى واسع والذي وقع عليه الشيخ هو أن كل واحد من الطرفين له الحرية أن يتبنى ما يراه من الأفكار دون أن يمنعه الآخر، وليس في هذا ما يعني أنه جائز له، وإنما تكون حرية الفكر كفرا إذا كان الشخص يعتقد أنه يجوز لكل أحد أن يعتقد ما يشاء؛ فإن هذا فيه تحليل ما حرم الله وهو كفر، أو يعتقد أنه لا يحق لشخص أن ينكر على آخر منكرا فعله مطلقا، وهذا كذلك.
أما أن يتفق شخص مع آخر أنه لا يمنعه من الدعوة إلى فكره ولا يمنعه الآخر أيضا لأمر اقتضى ذلك، فهذا لا يصح الحكم عليه مطلقا أنه حرام فضلا عن أن يكون كفرا.
ثم طلبت منه أن يأتي ببحث أو نقل عن عالم يقول: إن حرية الفكر بهذا المعنى كفر.
وإلى الآن لم يأت بشيء.
وضربت له مثلا بأناس أرادوا إنشاء مركز إسلامي في دولة كافرة ديمقراطية فأعطوهم مذكرة فيها الاعتراف بحرية الفكر فوقعوا عليها هل وقعوا في كفر؟
ولم يأتنا بأي إفادة.
وذكرت له أني لا أعلم أحدا من العوام ولا من المثقفين ولا من غيرهم سواء كانوا سنة أو شيعة فهم أن محمدا الإمام يجيز سب الصحابة والطعن فيهم، بل كلهم فهموا أن الشيخ وقع على الوثيقة من أجل تجنب الفتن.
وأنا والله وإلى الآن لا أعرف أحدا فهم هذا.
وحتى هاني بن بريك ومن معه لو ادعى هذا لعرف من نفسه أنه مكابر، وعرف الناس منه ذلك.
وتخلل النقاش كلام آخر ومراسلات، ولم يكن فيها حريصا على الإنصاف بل على خلاف ذلك، كان على مبدأ عنز ولو طارت شأنه شأن أسلافه من الحدادية والحجوريين، الذين يريدون أن يصلوا إلى هدف ولو أنصفوا لعرفوا الحق وفاتهم ما يهدفون إليه، فالحيلة عندهم هي مجانبة الإنصاف، وكما قيل: الغاية تبرر الوسيلة.
كفانا الله شر الفتن وأهلها، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
تنبيه: قد نشر أمين مشبح كلامه باسم مستعار، ثم نشره باسمه الحقيقي، ولم أكن ناويا أبدا أن أعلق عليه بشيء لكن رأيت أن أنشر خلاصة ما دار ليتم فهم سياق الكلام والحكم من القراء الكرام، والله ولي التوفيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(*) قصدي بشبهة كفر (ما يحتمل الكفر وغيره احتمالا متساويا) وهذا واضح من السياق.

كتبه/ أبو محمد عبد الله القادري.
الجمعة 27/ ذو القعدة/1436

أضف رد جديد