مهم : مقال الشيخ ذو القرنين الأندونيسي حول الفتنة ومشعليها في أندونيسيا

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
عبدالملك الإبي
مشاركات: 274
اشترك في: شوال 1436

مهم : مقال الشيخ ذو القرنين الأندونيسي حول الفتنة ومشعليها في أندونيسيا

مشاركة بواسطة عبدالملك الإبي »

مقال قوي جديد
مقال الشيخ ذوالقرنين الأندونيسي - حفظه الله ورعاه -
في فتنة أندونيسيا ، بين فيه ما صنع هاني بريك في الفتنة مع لقمان با عبده الأندونيسي
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين،،،

أما بعد،،،

من الأسس والمقاصد العظيمة التي قامت عليها الدعوة إلى الله:

١- الدعوة إلى التوحيد وتجريد العبادة لله تعالى

٢- إنقاذ الناس من النار

٣- نشر العلم الشرعي والأخلاق الفاضلة من الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة

٤- الدعوة إلى الإصلاح بكل معانيه والنهي عن الفساد بجميع أنواعه

٥- تحقيق معنى النصيحة في الدين وهي تشمل جميع مجالات الحياة.

وغيرها من الأصول الدعوة السلفية المعروفة.

قد قامت –ولله الحمد والمنة- على أساس الدعوة السلفية مراكز ومعاهد ومدارس ودور تحفيظ القرآن والإشراف على المساجد والخطبة وغيرها من الأعمال الدعوية والجهود الطيبة.

قد انتفع الناس بهذه الدعوة ورأينا إقبالا طيبا للخير والعلم النافع وشاهدناجهودا مباركة في الإصلاح والتعاون على البر والتقوى مع الحكومة وطبقات الناس في مجالات عديدة.

ولكن من سنن الله عز وجل في الدعوة إلى سبيله وجود المعارضة كما قال ربنا جل وعلا:

((وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا))

وقال تعالى:

((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا))

فمشاكل الدعوة متنوعة وأشكال المعارضة متعددة، ولكن الخلاف بين السلفيين والمنتمين إلى المنهج السلفي من أشدها على الدعوة، فيخشى من ذلك تخلف سبب عظيم من أسباب النصر التي بينها الله تعالى في قوله الحق:

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ))

فقد كان هناك مشاكل دعوية لدى السلفيين في إندونيسيا أكثر من عشر سنوات ولكن تكبر المسألة خلال السنتين الأخيرتين لتدخل بعض المفسدين المتعالمين. ولكن –من جهتنا- تم حل المشاكل برفع قضية المدارس النظامية إلى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية –حرسها الله- وتفضل شيخنا العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى بالتوجيه والإرشاد الشفهي لجملة من تلك المشاكل.

قد وجهنا شيخنا العلامة الفوزان حفظه الله بأن نمشي على طريقنا ولا نبالي بالمشغبين. فأعتقد أنه لا حاجة بعد توجيه -مرجعية السعودية بل مرجعية العالم الإسلامي- اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة المفتي العام الشيخ العلامة عبد العزيز آل الشيخ –حفظه الله- وتوجيه الشيخ العلامة صالح الفوزان –حفظه الله- للإنشغال ببينات الطريق.

وأيضا لي والإخواني أعمال دعوية كثيرة لا تسعفنا للالتقات إلى هؤلاء المشغبين، لا سيما من هذه الأعمال ما يرجى نفعه الجزيل لخدمة المسلمين وتحقيق الأمن والإستقرار في مجتمعنا ودولتنا.

ولكن رأيت لزوم كتابة هذه السطور لأسباب، منها:

١- قد اشتدت خطورة الأخ لقمان باعبده ومن معهم وأفاعيلهم على الدعوة السلفية، بالخصوص في هذه الأيام كما سيأتي بيانه.

٢- وصول بعض المشاكل إلى بعض المشائخ الكرام بصورة غير كاملة وتساءلوا عنها ولا ينبغي ترك الأمور بلا توضيح.

فهذه بعض التوضيحات لتصفية الساحة الدعوية في إندونيسيا مع اعتذاري بذكر بعض الأمور لم تكن النفس تطمئن لذلك وإنما ذكرتها اضطرارا من باب قوله تعالى (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان الله سميعا عليما)، ومن الله أستمد التوفيق والسداد والصواب وهو الفتاح الوهاب.

أولا: لمحة سريعة عن الأخ لقمان باعبده

بدأت قصة الأخ لقمان –أصلحه الله- عند عودته إلى إندونيسيا في أيام مشاكل اعتداء النصارى على المسلمين بجزر الملوك. فانضم الأخ لقمان مع الأخ جعفر عمر طالب –أصلحه الله- الذي يقود الجهاد. كنت معهم في بداية الأمر لفتاوى مشائخنا الذين أفتوا بالدفع عن المسلمين في جزر الملوك. ولكن لما اختلفت معهم في قضية إقامة حد الرجم التي سيقيمونها حذروا من ذي القرنين. ثم ظهرت منهم بعدها المخالفات الكثيرة فكانوا يتبرأون من ذي القرنين ويحذرون منه غاية التحذير بل في بعض محاضراتهم في مدينتنا يعلقون الإعلانات بأنهم لا علاقة لهم بذي القرنين ومعهده. وكنت أحمد الله على ذلك فبرأت ساحتنا الدعوية منهم تماما.

ولما صدرت منهم بلايا متكاثرة تخاف عاقبتها الوخيمة على الدعوة السلفية عموما بل على المشائخ الذين يتعلقون بأسمائهم في كثير من أفاعيلهم على وجه الخصوص، قمت أنا مع مشاركة إخواني القائمين على معهد السنة بجمع أفاعيل وبلاياهم المنتشرة مع توثيقها شفقة لهم وحفاظا للدعوة، وكان الجمع يستغرق وقتا كبيرا خلال الشهرين. ثم أرسلنا رسالة مكتوبة إلى عدد من المشائخ الكرام منهم شيخنا العلامة الجليل ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في بيان حالهم.

فلما جاء الأخ لقمان والأخ أسامة مهري –أصلحهما الله- إلى الشيخ ربيع حفظه الله فغضب عليهم الشيخ غضبا شديدا كما حكى ذلك الأخ لقمان والأخ أسامة مهري في شريط لهما وهما يصرحان بأن سبب ذلك هو أن ذا القرنين كتب رسالة إلى الشيخ ربيع وهي مكذوبة 100 %.

ثم بعده جاء الأخ ذو الأكمل والأخ محمد ولدان بتسجيل صوت الشيخ ربيع –حفظه الله- يتضمن توجيهات، منها: إيقاف الجهاد الذي تحول إلى جهاد إخواني والرجوع إلى مراكز العلم والتعليم ورد الأمر إلى الحكومة. ومما قاله الشيخ ربيع حفظه الله في الأخ لقمان باعبده:

“إنني خائف من لقمان هذا أن يكون إخوانياً متظاهراً بالسلفية ؛ لأنك تعرف يا جعفر أن الإخوان يستعملون الدسائس ويستعملون التقية والتظاهر بالدعوة السلفية، اعترف الأخ أسامة وبدأ لقمان ينكر شيئاً ثم استسلم بما ذكره الأخ ذو القرنين وهي ثمان نقاط كلها تعطي حركتكم صفة الإخوان بكمالها وزيادة.”

ولما انتشر كلام الشيخ ربيع ولم يستطع الأخ لقمان إلا أن يعترف بصواب ما كتبه ذو القرنين، ففي لقائه في مدينة جغجاكرتا أقر بأن ما كتبه ذو القرنين صحيح في نسبة 85 % ثم في مدينة صولو ذكر أنه صحيح 90 %، فقال له أحد الحاضرين ارتفعت النسبة 5 % ؟ فأجاب: نعم. (شهد بذلك الأستاذ أبو أحمد)

ثم ترك الأخ لقمان ومن معه الأخ جعفر عمر طالب واستمر خلاف الأخ لقمان ومن معه مع ذي القرنين وإخوانه إلى أن جاء الشيخ عبد الله مرعي والشيخ سالم بامحرز فحصل الإصلاح بإقرار من الشيخ ربيع -حفظ الله الجميع-. كان من قرار الإصلاح من طرف الأخ لقمان وأصحابه فيما يتعلق بالكتابة ما نصه: “نشكر الأستاذ الفاضل ذو القرنين وإخوانه الأفاضل القائمين على معهد السنة على تنبيهاتهم لإخوانهم ، فما كان منا من خطأ إننا نتراجع عنه …”.

وكان الإصلاح مما يفرح به السلفييون. ولكن لا يلبث وقتا طويلا إلا وعاد الأخ لقمان في التفرقة والتحذير السري.

فقد تنكر الأخ لقمان ما أقره في قرار الإصلاح فقال في اجتماعه مع بعض أصحابه قبل سنوات : “أنا لا أصدق ذا القرنين، لا من قبل ولا من بعد” (شهد بذلك جمع من الإخوة).

وكذا قوله : “أجبرني الشيخ عبد الله مرعي أن أكون مخطئا” (شهد بذلك الأخ زين العارفين عند الشيخ عبد الله في باندونج 11 ربيع الأول 1431هــ لموافق 25 فبراير 2010 م بحضور جملة من الإخوة).

وهذا يعد تراجعا وتلاعبا منه بما وقعوا من الأخطاء في أيام الجهاد.

كان اللائق به أن يشكر الله ثم من كان سببا في سلامتهم من الضلالة والغواية وقد اعترف الأخ لقمان نفسه في بعض المجالس أنهم لو استمروا على ما هم فيه لصاروا خوارج محضة.

ولما بدأ الأخ لقمان في الكلام على جملة من الإخوة الدعاة والتحذير منهم بعد الإصلاح، اجتمع هؤلاء الإخوة من مدن متفرقة ليجلسوا مع الأخ لقمان عند الشيخ عبد الله مرعي –حفظه الله- مساء الخميس 11 ربيع الأول 1431هـ الموافق 25 فبراير 2010 م في مدينة باندونج لجمع الكلمة. ولكن الأخ لقمان اختفى في الغرفة وأبى أن يجلس مع إخوانه وقد تردد إليه الشيخ عبد الله وغير واحد ليخرج ويجلس مع إخوانه للإصلاح ولكن دون جدوى.

ثم قدم بعد ذلك مشائخ مرتين أو أكثر وطلبنا معه الجلسة وأيضا لا يحصل ما يرجى.

ولكن في رمضان عام 1433هـ ، حصل اللقاء بين الأخ لقمان ومن معه والأخ ذي القرنين مع إخوانه عند فضيلة الشيخ ربيع المدخلي –حفظه الله- في بيته بعوالي مكة، فكانت من نصائح فضيلته الذهبية :

“اهتموا بالمذهب السلفي واحترموه واهتموا بقضية التآخي وأدركوا أن الفرقة شر خطير.”

“عفا الله عما سلف وأقفلوا هذه الأشياء وتآخوا بينكم.”

“عاهدوا الله أنكم تبتعدون عن أسباب الخلاف وتحرصون على التآخي والتآلف فيما بينكم. اتركوا هذه الأشياء، الشيطان له طرق وأساليب على التفريق والتمزيق والفرقة.”

“تصافحوا بينكم وأرغموا أنوف الشيطان وافتحوا صفحة جديدة.”

فهي نصائح تثلج الصدر وتربط الأخوة وتزيل الإشكال مما يرجى زوال الخلاف بين الإخوة الذين حضروا اللقاء وغيرهم.

فبينما نحن على الخير إذ فاجأنا الأخ لقمان با عبده بعودته إلى التحذير من إخوانه بل زاد تعديه بأن حذر من الأخ حارث الأتشيهي والأخ ذي القرنين في البلاد المجاورة، ماليزيا وسنغافورة، وحصل بذلك الفتن.

وقد حاولنا الجلوس مع الأخ لقمان ومن معه –أصلحهم الله- مرة أخرى عند قدوم الشيخ عبد الله مرعي –حفظه الله- والشيخ عثمان السالمي –حفظه الله- وتنازلنا لشروط طلبوها من مكان اللقاء قرب المطار وتخليتهم الجلوس مع الشيخ عبد الله مرعي قبل اللقاء ولكن أبوا أن يلتقوا بنا مع وجود الشيخين. ولم يأت جملة من الإخوة لدورة الشيخ عبد الله والشيخ عثمان عند قدومهما ماليزيا بسبب تحذير الأخ لقمان وبعض من معه.

كما لا يحضر الأخ لقمان وأكثر من معه لدورات ومحاضرات الشيخ عبد الله مرعي والشيخ عثمان السالمي في إندونيسيا، بل في المحاضرة التي ألقاها الشيخ عثمان السالمي بجغجاكرتا بعد صلاة الجمعة فلم يحضر هؤلاء مع أنهم متواجدون فيها منذ صباح اليوم.

وكذلك جاء الشيخ رزيق القرشي –حفظه الله- ثلاث مرات، وفي المرة الثانية مع الشيخ عادل منصور –حفظه الله- ولا يحضر هؤلاء.

هذا كله بخلاف الإخوة الذين حذر الأخ لقمان منهم فإنهم يحضرون لجميع دورات المشايخ التي أقيمت بإشراف الأخ لقمان ومن معه وحثوا على الحضور، إلا الدورة في السنة الماضية فجملة من الإخوة لم يحضروا بسبب تصريح بعضهم المنع من حضور طرف ذي القرنين وإخوانه.

وجاء الشيخ زريق القرشي –حفظه الله- المرة الثالثة في 11-22 فبراير 2015م الموافق 22 ربيع الأول – 3 جمادى الأولى 1436هـ (حسب المعلن) وكان يأتي بتوجيه من الشيخ ربيع حفظه الله ليصلح بين الإخوة ويوصيه أن يسافر مع الشيخ خالد الظفيري –حفظه الله- ولكن الشيخ زريق لم يتواصل مع الشيخ خالد لأن سفره قد حان وفته. فلم يأت الأخ لقمان وأصحابه بل حذروا من دورة الشيخ زريق القرشي مع أني أعلم أن الشيخ زريق القرشي والشيخ عادل منصور حريصان لدعوة الأخ لقمان ومن معه والإجتماع بهم.

ثم بعد تحذير الأخ لقمان ومن معه من دورة الشيخ زريق القرشي فقد وجه الشيخ زريق القرشي خطابا عاما للأخ لقمان ومن معه أن يقوموا ببيان وجه التحذير أو يقبلوا الجلوس معه في إندونيسيا أو عند المشائخ في المدينة ولكن كعادة الأخ لقمان ومن معه التهرب وعدم الجواب.

الشيخ رزيق القرشي يعرف تمام المعرفة أن الأخ لقمان ظالم لذي القرنين والأخ ذي الأكمل وأن الأخ لقمان متعنت فيتعذر حصول الإصلاح بذلك. (كما ذكر ذلك للشيخ عبد الهادي العميري)

وقصة الأخ لقمان في الفرقة والتفريق بين السلفيين طويلة فقد فرق بين السلفيين في المدن والقرى العديدة بإندونيسيا.

ولكن أحب أن أنبه على أمور:

-الأول- قد قال شيخنا ربيع حفظه الله كلمة عظيمة عن الأخ لقمان: “إذا سبب ارتباكا تكتبون لنا ولا تأتون ونحن نحاسبه”. وقال أيضا : “وأنت احفظ لسانك ولا تتكلم إلا بما ينفع الدعوة السلفية.” اﻫ من اللقاء في رمضان ١٤٣٣ ﻫ

فقد قضى الشيخ حفظه الله أساس الخلاف وسببه الرئيسي، فتطاول لسان الأخ لقمان على إخوانه هو الذي سبب الخلافات الموجودة بين السلفيين إذ لو أنه أخذ بنصيحة الشيخ ولا يتكلم على إخوانه إلا بعد النصائح وتوجيه المشائخ، لما وقع الخلاف بإذن الله، ولكن الأخ لقمان له أساليب وطرق في إسقاط الناس في مجالس خاصة أو عامة.

-الثاني- يلاحظ أن عادة الأخ لقمان التهرب وعدم الجلوس مع خصومه عند المشائخ، فما السر في ذلك؟

فقد جلس الدعاة الذين حذر منهم الأخ لقمان ومن معه في الإصلاح الأول عام ١٤٢٦ﻫ/٢٠٠٥ م فاتضحت حقيقة تحذيرات الأخ لقمان على إخوانه، كما جلسنا معه من غير ميعاد عند الشيخ ربيع حفظه الله عام ١٤٣٣ هـ، فعلم ما عند الأخ لقمان وأصحابه من الجعجعة حتى خرجوا من عند الشيخ مهمومين منهزمين. فلا غرابة إذا لجأ الأخ لقمان إلى فن التهرب وتدبير الأمور وإرسال الأخبار إلى المشائخ بالوساطة أو المباشرة ليلتقطوا كلمات من المشائخ تؤيد تحذيراته السرية أو العلانية.

-الثالث- من مكر الأخ لقمان وأصحابه –أصلحهم الله- أنهم عند اللقاء في بيت الشيخ ربيع استفتحوا الكلام بذكر خطورة إبي الحسن المأربي وعلي الحلبي وإحياء التراث في إندونيسيا. فأوهموا أننا اختلفنا معهم في هؤلاء الناس. فقد بينت للشيخ في المجلس مكرهم وخداعهم هذا بأن جميع الدعاة الحاضرين وغيرهم من السلفيين عندنا لا يختلفون في التحذير من المأربي والحلبي وإحياء التراث ولكن سبب الخلاف هو تطاول الأخ لقمان ومن معه في الكلام على إخوانهم الدعاة.

ثم من تفنن الأخ لقمان وأصحابه في المكر والخداع أنهم لخصوا مضمون اللقاء عند الشيخ ربيع -حفظه الله- بعد عام من اللقاء. وعادوا بذكر مسائل المأربي والحلبي وإحياء التراث ثم عرضوا الملخص على الشيخ ربيع دون مشاورة الطرف الثاني ولم يذكروا أبدا كلام الشيخ ربيع في الأخ لقمان الذي سبب الفرقة والخلاف. فظهر جليا قصدهم في تقرير أن ذا القرنين وإخوانه لهم مواقف غير مرضية في أمر هؤلاء القوم.

-الرابع- من تفنن الأخ لقمان في التلبيس أنه يظهر نفسه عند المشائخ كأنه الوحيد الذي يحارب الحلبي والمأربي والحجوري وإحياء التراث. والأمر ليس كذلك. فالرجل لا يملك قوة علمية تؤهله في الرد على هؤلاء الناس. فقد كتب بعض الحلبيين –أصلحهم الله- ردا على الشيخ ربيع –حفظه الله- بأنه يكذب على السلف وعنده تشدد وفكرة الخوارج وفكرة الإرجاء وغيرها. فرد عليه الأخ لقمان –أصلحه الله- بردود تجعل هؤلاء القوم يضحكون عليه لهزالة رده وضعفه، وإلى الآن لم يستطع الأخ لقمان الجواب على تلك الاتهامات، وإنما ردوده في ذكر ثناء العلماء على الشيخ ربيع وهو شيء يعرفه صغار طلبة العلم ولا ينكره هؤلاء الحلبيون.

فقد شارك ذو القرنين في الرد على هؤلاء القوم وأسكتهم -ولله الحمد- ودافع عن الشيخ ربيع بالحجج والبراهين وفند كذب هؤلاء القوم وفهمهم السقيم في رميهم الشيخ ربيعا بأنه يكذب على السلف وعنده تشدد وفكرة الخوارج ومسائل أخرى. ولما أراد ذو القرنين الرد عليهم حول اتهام الإرجاء نشر لقمان ومن معه ما نقلوه عن الأخ هاني بريك في التحذير من ذي القرنين. فجعل الأخ لقمان ومن معه هذه الدعوة أضحوكة عند هؤلاء القوم والحزبيين.

فالآن نتيح المجال للأخ لقمان ومن معه في الدفاع عن الشيخ ربيع –حفظه الله- حول اتهام الإرجاء ليشهد الجميع صدقه في ادعائه وفهمه في مسائل الإيمان. وأن هذا خير لهم من أن يشغلوا الناس بالتحذير من إخوانهم.

وأيضا كان للأخ لقمان محاضرة في جامع كبير بإحدى المدن الكبيرة بعنوان “الحذر من انتشار خطورة الخوارج عبر جمعية إحياء التراث” يتكلم فيها على فترة قبل الظهر لمدة ساعة ونصف وفترة بعد الظهر لمدة ساعة وربع. فمن قوة علمية الأخ لقمان لم يذكر في المحاضرة إلا آيات في خطبة الحاجة وآية واحدة في آخر المحاضرة ليست في صلب الموضوع وحديثين بالمعنى.

فهكذا بضاعة الأخ لقمان –أصلحه الله- وتربيته للناس في الرد على المخالف الذي تعد مخالفاته في أصول عظيمة تكاثرت الأدلة على بطلانها.

-الخامس- قد وقع الأخ لقمان –أصلحه الله- في طمات كان ينبغي له أن ينشغل بنفسه قبل أن ينشغل بغيره.

الأولى : يفهم من الأخ لقمان التكفير العام لشعب العراق فقال الأخ لقمان في كتابه هم الإرهابيون ص 422 من الطبعة الأولى:

“لا بد أن يعرف القراء أن شعب العراق على نوعين:

١. الرافضة الجعفرية التي اتفقت الأمة على أنهم كفار، وعامة المسلمين في العراق فساق فالخمر عندهم صار كالماء.

٢. والنوع الثاني البعثيون الذين في لياليهم ونهارهم يصرحون:

آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة دينا ما له ثاني

فهولاء لا يمتلكون دينا.” إهـ كلامه

كتابه المذكور رد على كتاب الإرهابي الذي تم إعدامه وهو بعنوان “أنا ضد الإرهاب”. فالكاتب الإرهابي في ص 184 من كتابه لما تكلم عن فروق العمليات الإستشهادية وقتل النفس -في زعمه- ذكر من ضمن الفروق أن قاتل نفسه مخلد في النار، والأخ لقمان لا يعلق على كلام الإرهابي أي تعليق.

فكلامه في حكم شعب العراق وسكوته عن رد قول الإرهابي بأن قاتل نفسه مخلد في النار لا يليق به لأن الأخ لقمان قد سبق له في أيام الجهاد بعض الأفكار الخارجية التي شهد بها من يباشرون أوامر الأخ لقمان في تلك الأيام (وشهادتهم مكتوبة لدينا). دل على ذلك:

١. أمر الأخ لقمان في قتل رجال القوات العسكرية الحكومية في أمبون.

٢. أمره في قتل المجرمين المدافعين عن محلات الدعارة في ولاية المسلمين.

٣. أوامره في تأديب بعض أفراد السلفيين المشاركين في الجهاد مما يؤدي إلى قتلهم أو إعاقتهم.

الثانية: قد جاء فتوى من الشيخ عبيد الجابري -حفظه الله تعالى- في جواز إقامة المدارس الرسمية المعترفة لدى الحكومة وفي مسائل تتعلق بها. ولكنهم لا زالوا يحذرون منها، بل وصل بعض من مع الأخ لقمان با عبده (وهو الأخ مختار) إلى أن أقام سلسلة الردود على فتوى الشيخ عبيد الجابري وهي تبث مباشرة على إذاعتهم بمدينة صولو، وللأخ مختار هذا كلام آخر مع بعض الإخوة بـ”أن الفتوى من أباطيل عبيد”.

نص الفتوى :

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبيد الجابري إلى إخوانه في الله مؤسسي المدرسة السلفية في براونج، جزيرة سومطرا، إندونيسيا، حفظنا الله وإياكم بالسنة وجعلنا من خواص أهلها في الدنيا والآخرة.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد :

وقد اطلعت على رسالتكم إلينا المؤرخة 18 مايو 2009 م، وسرّني ما ذكرتموه من إنشاء هذه المدرسة واجتهادكم في مناهجها حتى تكون على السنة.

وخلاصة جوابنا على أسئلتكم :

أولا : أحسنتم حين استأذنتم الشؤون الدينية في إنشاء المدرسة، فإن ذلك من تمام السمع والطاعة لولي الأمر.

ثانيا : إذا جاءتكم دعوة من الحكومة للمشاركة في مؤتمر، وكان حضوركم لازما فانتدبوا لحضور ذلك المؤتمر رجالا منكم، وليغضوا من أبصارهم كما أمر الله { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } إذا كان في المؤتمر نساء.

ثالثا : إذا زاركم ملاحظ من الحكومة فمكّنوه من زيارة المدرسة، سواء كان رجلا أو امرأة، لأني فهمت من الرسالة أن ذلك مفروض عليكم من قبل الشؤون الدينية.

رابعا : لا بأس بأخذكم المساعدة من الحكومة، وإن كانت الحكومة تطلب منكم الخراج لحاجتكم الشديدة إلى هذه المساعدة.

خامسا : افصلوا البنين عن البنات في السنوات الثلاث الأولى، وننصحكم بواحد من طريقين :

١. جعل البنات في المؤخرة بعيدات عن البنين مع أمركم بنات تسع فما فوق بلبس الخمار والثياب الضافية الساترة وتخصيص باب يدخلن ويخرجن منه.

٢. أو اجعلوا فترة خاصة يدرس فيها هؤلاء البنات، إذا لم تتمكنوا من ضمهن إلى زميلاتهن في السنوات الرابعة والخامسة والسادسة حتى يدرّسهن نساء.

سادسا : إذا اضطررتم إلى وضع صور المعلمين والمعلمات ولا خلاص لكم إلا بذلك فلا بأس عليكم إن شاء الله.

سابعا : إذا فرضت عليكم مواد لا ترغبون في تدريسها لمخالفتها الشرع، فإن كانت من المحرمات المحضة كالمعازف والرقص وسباحة النساء فلا تقبلوها، وإن كانت تلك المواد يمكن التصرف فيها بما يوافق الشرع فلا مانع من قبولها ودراستها حتى يحصل الطلاب والطالبات على شهادات تؤهلهم إلى مواصلة الدراسة في جامعات إسلامية معتبرة، لأن الجامعات لا تقبل شهادة غير معترف بها في التعليم عندكم.

ثامنا : لا مانع من دراستكم قوانين البلد مع بيان ما فيها من مخالفات شرعية حتى يتربى الطلاب والطالبات على الحذر منها مستقبلا.

تاسعا : ليس حصولكم على الإذن من الحكومة وكذلك أخذ المساعدة منها مداهنة أو مجاملة ما دمتم تربون الطلاب والطالبات على التوحيد والسنة.

عاشرا : إذا انتدبت الجهة التعليمية رجلا منكم لملاحظة الطلاب والطالبات ولم يمكنكم التخلص من ذلك فابعثوا مَن تثقون بدينه وأمانته إلى تلك المدارس وإن كان فيها اختلاط وعليه الغض من بصره كما أمر الله.

حادي عشر : صور ذوات الأرواح في المذكرات الدراسية إذا كنتم ملزمين بها فلا بأس عليكم إن شاء الله فهو مما عمت به بلوى.

وفقكم الله وشكر مساعيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم في الله عبيد بن عبد الله بن سليمان الجابري (المدرس بالجامعة الإسلامية سابقا)

وحرر مساء الإثنين الخامس عشر من جمادى الآخرة عام ثلاثين وأربعمائة وألف. إهـ
الثالثة: للأخ لقمان –أصلحه الله- قاعدة تقوّل نسبتها إلى أهل السنة (أن من كان من أهل مكة ولم يدرس عند الشيخ ربيع ففي منهجه ملاحظة عند أهل السنة).

قال الأخ لقمان في كلامه على الشيخ عبدالهادي العميري –حفظه الله- :

“فأؤكد، والحمد لله، أنتم على موقف في مثل هذه الزمان –زمان الفتن- يا أيها الإخوان، أناس كانوا معروفين بالثبات على السنة والآن سقطوا في البدع فما بالكم بمن لم يعرف بالثبات. فأهل السنة قليلون، إذا كان هذا الرجل من أهل مكة وكان على منهج سواء مع الشيخ فسيكون قريبا من الشيخ ربيع. فأهل مكة يحبون الشيخ ربيعا والشيخ محمد بازمول والشيخ أحمد بازمول والمشايخ الآخرين. وطلبة العلم الذين في مكة يحبون أن يأتوا إلى الشيخ ودروس الشيخ ويطلبون منه النصائح ويطلبون… فإن كان هو في مكة ولم يرد أن يأتي إلى مجلس الشيخ ربيع ففيه ملاحظة في منهج أهل السنة. إهــ كلامه من مقطع صوتي فيه جوابه حول الشيخ عبد الهادي العميري.

ومن تقوله على الشيخ ربيع أن الأخ لقمان ينسب إلى منهج الشيخ ربيع الإمساك ثم التحذير في حينه دون ذكر النصيحة. قال الأخ لقمان عن الشيخ ربيع :

“قد كان للشيخ ملاحظة على هذا الرجل (يعني ذا القرنين) ولكن كانت عادة الشيخ الإمساك إلى حينها.” [المحاضرة التي اعتبرها الأخ لقمان بمحاضرة الجرح والتعديل تحت عنوان الجناية على العلم والعلماء في تاريخ 12 صفر 1435 هـ الموافق 15 ديسمبر 2013 م]

الرابعة: قد نصب الأخ لقمان نفسه “المتكلم في الجرح والتعديل”

سئل الأخ لقمان باعبده –أصلحه الله- عن بعض الأسئلة الفقهية فقال: “عفوا، هذه محاضرة الجرح والتعديل، ليست محاضرة الفقه”. [محاضرة تحت عنوان الجناية على العلم والعلماء في تاريخ 12 صفر 1435 هـ الموافق 15 ديسمبر 2013 م]

من تفننه في الجرح التعديل تحذير الأخ لقمان وصاحبه الأخ محمد السويد –أصلحهما الله- من الدراسة في معهد العلوم العربية والإسلامية بجاكرتا الذي هو فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. [ لهما صوت مسجل في ذلك ]

مع أنه قد انتشر جواب الشيخ صالح السحيمي –حفظه الله- في ذلك والذي نص الفتوى :

س: عندنا في البلد جامعة، فرع لجامعة الإمام ابن سعود، فيها من المدرسين يتأثرون بمنهج الإخوان المسلمين. ما نصيحتكم يا شيخنا؟ بعض الطلاب يحذر من هذه الجامعة.

ج : لا..لا.. الجامعة منهجها سليم. فإذا وجد شخص لا يمثل منهجها لا يغير من كونها طيبة. الجامعة ادخلوها…!إهـ .

وجرأ الأخ لقمان المبتدئين والعوام في الخوض في تلك المسائل حتى صار لهم قروب ومواقع في الجرح والتعديل ونقل الفتن والإختلافات بين السلفيين في إندونيسيا واليمن والسعودية وغيرها.

من تفنن الأخ لقمان في الجرح والتعديل فقد زكى رجلا جاهلا عاميا كالناطق الرسمي لهم ويشرف على موقع معروف بالبتر وعدم المصداقية والفتن والتجسس على الناس.

-السادس- الإخوة الذين حذر منهم الأخ لقمان ومن معه معروفون بنشر العقيدة الصحيحة والمنهج السلفي وجهود دعوية. وهم دعاة أخذوا العلم من مشائخ السنة في السعودية واليمن وغيرهما. منهم حفظة القرآن ومهتمون بحفظ الأحاديث والسنن وقائمون بالمراكز والمعاهد والمدارس وبالدروس العلمية في فنون شتى. فكتبهم وأشرطتهم أكبر شاهد على ذلك، فلو راجع الأخ لقمان جهوده الدعوية وتأمل في دروسه ومحاضراته ثم قارنها بجهوده هؤلاء الإخوة الذين حذر منهم لكان ينبغي له أن يعود ويفكر في مصلحة إصلاح نفسه ثم ليقدر وليفكر في تفويت مصالح الأمة والضرر الحاصل من تحذيراته ومشاكله، والله المستعان.

الثاني: قصة الأخ هاني بريك

حصلت الضجة الكبيرة في إندونيسيا خلال السنتين الأخيرتين بسبب فعلة الأخ هاني بريك –أصلحه الله-. فقد نقل الأخ هاني بريك عن أحد مشائخنا الأعلام –سلمه الله- قوله عن ذي القرنين “رجل لعاب ويمشي على طريقة الحلبي في المكر” و”على طريقة الحلبي متلون لعاب” وذلك في كتابة الأخ هاني بريك نشرها الأخ لقمان ومن معه.

فحذروا من ذي القرنين وإخوانه ومراكزهم ومعاهدهم ونشاطاتهم العلمية وأثاروا بذلك فتنا عظيمة كما سيأني ذكر بعضها.

قد بادرت إلى فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- من إندونيسيا بتوطيد نفسي لقبول الحق إذا تبين حصول أي انحراف مني عن جادة الطريق ولإنهاء هذه التحذيرات.

فقد أتيت وأنا لا أدري ما المؤاخذات علي سوى نقل الأخ هاني بريك عن فضيلة شيخنا المتكلم.

فقد سلمت على فضيلته –سلمه الله- وقلت لفضيلته : جاءني تنبيهكم عن طريق الشيخ هاني.

قال : بلغني عنك أشياء

قلت لفضيلته : ما أعرف بالضبط ما الذي أخذ علي.

قال : ما هم (لقمان وأصحابه) عندي الآن حتى أحاكم بينكم، ولكن أنا أنصحك بالاستقامة والثبات والصبر والحلم -بارك الله فيك- وأثبت لهم بجدارة أنك سلفي ثابتا على المنهج السلفي. إهـ

تبين لي من جواب فضيلته أمور:

-الأول- عدم مصداقية ما أشاع به الأخ لقمان باعبده ومن معه بأن الكلام صدر من فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- دون أخبار وصلته من قبل الأخ لقمان وأصحابه.

-الثاني- أستغرب من فضيلته –سلمه الله- انتظاره حضور الأخ لقمان وأصحابه للبحث عن المؤاخذات علي ولا ينتظر إصدار الأحكام علي قبل أن يسمع مني الجواب على تقريرات هؤلاء.

كما أستغرب أيضا حين ذكرت لفضيلته ما حدث من تحذيرات الأخ لقمان باعبده ومن معه وحصلت بسببها ضجة. فقال لي: إذا رجعت ما حذروا منك.إهـ

فأتعجب كيف يطالبني بالرجوع وما ذكر فضيلته أي شيء من المؤاخذات علي ولا تم البحث في ذلك!

وأيضا قبل مجيئي إلى فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- سمعت محاضرة الأخ لقمان في التحذير مني واعتبرها الأخ لقمان محاضرة في الجرح والتعديل. وكتبت أهم المؤاخذات من كلام الأخ لقمان وأجبت عليها في أوراق. فكنت أعرض لفضيلة شيخنا المتكلم قراءة الأوراق ولكن لا يقبل مني الأوراق مكتفيا بما نصح وأكد على ضرورة التآخي والتآلف وجزاه الله خيرا على ذلك.

فعلى كل، اتصلت بالأخ هاني بريك الذي نقل الكلام عن فضيلته فقال بكل سهولة: خلاص، نحن سنكتب كتابة تنسخ الذي مضى.

ثم كتب الأخ هاني الكتابة وذكر ضمنها أن ذا القرنين “التزم بالرجوع عن كل المؤاخذات التي أقر بها المشايخ”.

وسألته عن المؤاخذات علي فقال: الإخوة أرسلوا المؤاخذات إلي فمنها ما هي صحيحة ومنها ما هي غير صحيحة، فما عليك مما لم يقر عليها المشائخ (يعني نفسه ومن ساعده في الصياغة).

وطلبت منه الصحيحة عنده فذكر لي ثلاث أو أربع مؤاخذات وهي جعجعة لقمان وأصحابه. فقلت للأخ هاني: أليس لي حق للجواب؟

فقال لي: نعم ولكن ليس الآن لأننا في مكالمة هاتفية ولكن إذا ذهبت إلى إندونيسيا سأجلس معك جلسة خاصة.

فطلبت منه تعديل العبارة فاعتذر بأن الكتابة قد قرأها فضيلة شيخنا المتكلم وما بقي إلا تنفيذها وأن أهم المقصود من الكتابة نسخ ما مضى واجتماع الكلمة.

فتنازلت بما يريد حرصا مني ليهدأ الأمر ولتزول الضجة التي وقعت.

فبعد خروج كتابة الأخ هاني لم يحصل من الأخ لقمان وأصحابه ما يصلح الأمور بل جرت عادتهم في التفريق والتلبيس. فترجموا كلمة في الكتابة “التزم بالرجوع عن كل المؤاخذات التي أقر بها المشايخ” إلى “التزم بالرجوع (التوبة) عن كل المؤاخذات وجميع المؤاخذات المذكورة قد أقر بها المشايخ” وأولوا كتابة الأخ هاني بتأويلات يطول ذكرها.

ثم سعى الأخ هاني في كلمة هاتفية يبطل التأويلات وقرر المقصود من الكتابة وأن أمر كلام فضيلة شيخنا المتكلم على ذي القرنين قد انتهى.

لكن لم يلبس كلام الأخ هاني إلا أياما قليلة فإذا بالأخ لقمان وأصحابه يأتون إلى فضيلة شيخنا المتكلم. وكالعادة، لا يدرى ما الأخبار التي وصلوها إلى فضيلة شيخنا المتكلم حتى نقلوا أن فضيلة شيخنا المتكلم “ما سحب التحذير” وسقط بذلك كلام الأخ هاني بريك.

وأرسل الأخ هاني بريك رسالة إلي بأنه قد رفع يديه عن قضيتنا.

هذه لمحة عن تدخل الأخ هاني بريك –أصلحه الله- في قضايا الناس مع العلم بأنه لم يسبق له الجلوس مع ذي القرنين ومن معه ولا السماع منهم.

الثالث: قصة الأخ أسامة عطايا

ادعى الأخ أسامة عطايا –أصلحه الله- عند قدومه إندونيسيا بأنه موصى من فضيلة شيخنا المتكلم والشيخ عبيد الجابري والشيخ عبد الله البخاري والشيخ محمد بن هادي –حفظهم الله جميعا- للإصلاح بيننا.

قسم الأخ أسامة عطايا المختلفين إلى ثلاثة أطراف: طرف لقمان وطرف ذي الأكمل وطرف ذي القرنين.

ثم ادعى الأخ أسامة عطايا أمورا :

- أن المشائخ يرون إخماد الفتنة

- قد سئموا من اختلاف السلفيين في إندونيسيا

- كل طرف ينبغي أن ينشغل بنفسه وأن لا ينشغلوا بإخوانه

- طرف لقمان أحسن من غيره -إن كان في كل طرف أخطاء-

- إذا ما تم الصلح سيحذر من طرف ذي القرنين وطرف ذي الأكمل.

- أن رأي المشائخ أحسن من رأينا.

- أنه سيكتب كتابة في حل مشاكل جميع الأطراف –ولا يصرح الأخ أسامة عطايا ما يتعلق بطرف الأخ لقمان-.

فالحمد لله أنا لا أبالي بأي تحذير ليس له أساس وإنما أفكر في صالح الدعوة وأحب جمع الكلمة وأرفع الخلاف بقدر ما أستطيع ولو ضحيت بنفسي.

وقبلت ما اقترحه الأخ أسامة عطايا من الكتابة لأسباب:

١- لأنه جاء من وراء المشائخ كما يدعي.

٢- أن رأي المشائخ أحسن من رأينا.

٣- أنه سيعرض ما تتم كتابته على المشائخ فتكون العبرة بموافقة المشائخ وإقرارهم ورضاهم وإذنهم للنشر.

بدأ الأخ أسامة عطايا –أصلحه الله- يناقش الأخ ذا الأكمل –أصلحه الله- في الأمور التي انتقدت عليه وصاغ له صياغة توبته. ثم جئت بعده وناقشني في سبع مسائل استخلصت من انتقادات الأخ لقمان في محاضرته المذكورة سابقا وصاغ الأخ أسامة عطايا لي صياغة كما فعل بالأخ ذي الأكمل.

ثم ذهب الأخ أسامة عطايا مع الأخ لقمان وأصحابه أكثر من أسبوع والتقينا به مرة أخرى ومعه انتقادات أخرى على ذي القرنين وذي الأكمل وهي مصوغة جاهزة من طرف الأخ لقمان ومن معه. لم يأت أسامة عطايا بشيئ من توبة الأخ لقمان وأصحابه على الانتقادات عليهم ولا يسأل الأخ أسامة عطايا في ذلك. فعنده “لا يسأل عن الطرف الآخر”، “كل واحد ينشغل بأخظائه”.

ثم ادعى أسامة أن المكتبوب قد قرئ على فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- والتقى الأخ لقمان والأخ ذو الأكمل عند الأخ أسامة عطايا في المدينة واتفقوا على المكتوب إلا مسألة المدارس فإنه يصاغ السؤال عنها باجتماع الطرفين.

جئت المدينة بعد ما غادر الأخ لقمان إلى إندونيسيا والأخ أسامة عطايا يبشر بأن كل شيئ تمام وما بقي إلا أن ألتقي بفضيلة شيخنا المتكلم وأسمع منه التوجيهات.

فبادرت للقاء فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- وفوجئت بأنه غضب علي غضبا شديدا وذكر الشركيات ووحدة الأديان والعلمانية واللبرالية وجمع الأموال وراء المدارس.

هكذا سرعان ما يحكم فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- علينا بمجرد الأخبار التي وصلت من قبل الأخ لقمان. واعترف الأخ أسامة أنه لا يتوقع أن الأخ لقمان سيرفع قضية المدارس إلى فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- فإننا قد اتفقنا معه أن لا نرفع قضية المدارس إلا بعد اتفاق الجميع على صياغة السؤال في مسألة المدارس النظامية المعترفة لدى الحكومة.

ثم بعد ذلك جاءتني أخبار من بعض المشائخ أن فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- لا يذكر على ذي القرنين إلا عنده وحدة الأديان. والأعجب من ذلك أخبرني الشيخ عبد الهادي العميري –حفظه الله- أن فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- زعم أني اعترفت عنده بوجود وحدة الأديان في مدارس إخواننا.

فوالله وبالله وتالله ما كنت لحظة من اللحظات اعترفت بذلك عنده بل غاية الأمر أني سكت لأن فضيلة شيخنا المتكلم غضب علي شديدا، فلا أحب أن أقاطع كلامه وكنت أظن أن فضيلة شيخنا المتكلم سيعطيني فرصة للجلوس وأبين له حقيقة ما حصل ولكن لا يعطي لي المجال. فلعله فهم من سكوتي الإقرار وليس الأمر كذلك. والله المستعان.

قد قبل شيخنا المتكلم من ذي القرنين المؤاخذات الدقيقة على ضلالات الأخ جعفر عمر طالب والأخ لقمان باعبده ومن معهما في أيام الجهاد، فكيف يتوقع أن ذا القرنين لا يعرف المسائل الظاهرة على عوام السلفيين ككفر فكرة وحدة الأديان؟!

ثم عدت إلى البلاد ولا يزال الأخ أسامة عطايا يسعى ويعد ويطلب إخراج المكتوب. فكتب الأخ أسامة عطايا –أصلحه الله- في آخر المكتوب ما نصه: “تنبيه:

هذه التوبة كانت بإشراف وتوجيه من شيخنا العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله، ومتابعة الشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري، والشيخ الفاضل عبدالله بن عبدالرحيم البخاري، وبمعرفة من الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي حفظه الله.

وقد قام بصياغتها مع الإخوة: أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي.

وليعلم أن هذه توبة في سبيل الإصلاح، واجتماع كلمة السلفيين في إندونيسيا، والواجب عليهم الثبات على الحق، ولزوم غرز العلماء، والاستقامة على الإصلاح، والبعد عن كل ما من شأنه إثارة الفتنة والفرقة بين السلفيين.

والله الموفق”

وكنت أقول لا بأس إن كان هذا رأي المشائخ وإقرارهم ورضاهم وإذنهم للنشر.

فلما جهز المكتوب للإخراج فإذا بالأخ أسامة يهدم ما سعى ويظهر تشبعه باسم المشائخ فطلب الأخ أسامة بحذف العبارة في آخر المكتوب وصير صياغة الأخ أسامة وأحكامه في الكتابة باسم ذي القرنين. فلا قيمة للكتابة بعد ذلك.

ولا يزال الأخ أسامة –أصلحه الله- يزين إخراج المكتوب واعدا أنه ليذهب إلى فضيلة شيخنا المتكلم ويرضيه ليقضي الشيخ على الخلاف. فالقاعدة عند الأخ أسامة –كما ذكرها لي- “أنه ينبغي لنا أن نرضي مشائخنا فإرضاء مشائخنا من إرضاء الله عز وجل”.

فأخرجت المكتوب لعموم ما رجوت من تهدئة الأمر والمصالح العامة للدعوة. وقرأها الجميع ولكن لم يأت من الأخ لقمان وأصحابه شيء يؤلف القلوب.

وفي نهاية المطاف جاء حامل الفتنة هاني بريك للدورة عند الأخ لقمان وأصحابه وفجر الفتن أكثر مما سبق بعد أن قرر أنه رفع يديه من القضية.

هذا مختصر ما حصل من فتنة الأخ هاني بريك –أصلحه الله- وهي فعلة تضم مع أفاعيل الأخ هاني بريك في الإفساد بين السلفيين في اليمن وغيرها.

تبين لي مما سبق بيانه:

١- غدر الأخ أسامة عطايا والأخ هاني بريك -هداهما الله- وتلاعبهما ومحبتهما التدخل في قضايا الناس باسم المشائخ.

٢- تأكيد مكر وتلاعب الأخ لقمان باعبده ولا عنده أبدا سعي للإصلاح وكلما حصل الصلح أو قرب قام بنقضه.

٣- تجرؤ الأخ لقمان وأصحابه على الكذب عند المشائخ في شأن المدارس وقد رددنا على كذبات الأخ لقمان وأصحابه في رسالتهم حول المدارس في رد مفصل.

٤- لم يتوقف فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- في الكلام على ذي القرنين ولم يقبل ولم يسمع منه أي بيان.

ولا فائدة حصلت لدعوتنا مما ضحينا وتنازلنا مع الأخ أسامة عطايا:

- فقد جعلني أعترف بشيء لم أفعله

- كتابة شيء أصله صادر من كذب لقمان وأصحابه

- تصوير سبق اللسان والخطأ في العبارة كذبا عمدا

- يدخل مسائل أناس آخرين في قضيتي وليس لها علاقة بي.

- تأييده لبعض السفهاء

فأبرأ إلى الله من كل شيء تنازلت ورضيت من تقريرات أسامة عطايا ولقمان باعبده ومعهم وأرجع من كل ما نشر من ذلك.

وقد عرضت جملة من الأمور المذكورة في الكتابة على شيخنا العلامة صالح الفوزان –حفظه الله- وحصل بذلك -ولله الحمد- الخير والتوجيهات النافعة فلا حاجة لتدخل أسامة عطايا وغيره.

والعجب أن الأخ أسامة عطايا يعلم أن الأخ لقمان ظالم وقد بدا منه التلون ونقض العهد بل علم الأخ أسامة عطايا أن الأخ لقمان وأصحابه لا يرضونه عنه بل تكلموا عليه أيام كان في إندونيسيا وبعدها. فحسبنا الله ونعم الوكيل.

الرابع: مكر الأخ لقمان باعبده حول المدارس النظامية المعترفة لدى الحكومة وبعض المصائب التي جلبها على الدعوة السلفية

فقد جلب الأخ لقمان وأصحابه –أصلحهم الله- المفاسد على الدعوة السلفية بل على المشائخ السلفيين بأفاعيلهم التي صوروها من توجيه وإرشاد بعض المشائخ ويكثرون من ذكر أسمائهم. فشوهوا بذلك صورة الدعوة وسمعة مشائخنا السلفيين.

فقد أوصل الأخ لقمان ومن معه إلى فضيلة شيخنا المتكلم-سلمه الله- رسالة حول المدارس النظامية في إندونيسيا حتى اتخذ فضيلته موقفا حازما من ذي القرنين وإخوانه واتهمهم بأن عندهم وحدة الأديان. فقد تقرر لدى فضيلة شيخنا المتكلم أن إشكال المدارس في المقررات حتى بلغ الأمر بفضيلة شيخنا المتكلم أن طلب من الشيخ عبد الهادي العميري إلى الإخوة القائمين على المدارس إخراج جميع مقررات الحكومة من المناهج الدراسية لحل مشكلة المقررات. بل لما قال الشيخ عبد الهادي العميري لفضيلة شيخنا المتكلم -سلمه الله- إن الشيخ العلامة عبيد الجابري -حفظه الله- له فتوى جواز هذه المدارس فقال هل الشيخ عبيد نبي!!؟.

فقد طلب الشيخ عبد الهادي العميري من فضيلة شيخنا المتكلم -سلمه الله- أن يثبت وجود وحدة الأديان والعلمانية واللبرالية والديمقراطية في مقررات مدارس إخواننا الرسمية المعترفة لدى الحكومة. كما تحدينا الأخ لقمان باعبده ومن معه بذلك.

في الأخير، ظهر مكر وتلاعب وكذب الأخ لقمان ومن معه في هذه المسألة. فقد كانوا يكتبون في رسالتهم حول المدارس ما نصه، “قبل كل شيء، نفيدكم أن وزارة شؤون التربية والتعليم للجمهورية الأندونيسية أكثر اتجاهها إلى الغرب من اللبرالية أو العلمانية في تقريراتها لشؤون التربية والتعليم”، “أوجبت الحكومة على كل مدرسة من هذه المدارس النظامية مناهج دراسية التي تتطلب تدريس مواد محتوية على المخالفات الشرعية سواء كانت منهجية أم عقدية أم أخلاقية، منها :

- تدريس مادة ( PKn ) التي تُعرّف على الطلبة النظام الديموقراطي، والمبادئ الخمسة، وطرق تطبيقها، وكذا الانتخابات الرئاسية والمحلية، ووحدة الأديان، أو التسامح في تعدد الأديان، ويطالب كل طالب بالإقرار بهذه الأشياء.” (رسالة مكتوبة وزعوها على المشائخ وحصلنا على نسخة من الأخ أسامة عطايا)

تأملوا وصفهم اتجاه الحكومة “إلى الغرب من اللبرالية أو العلمانية” وقد علم الكفر المتضمن في للبرالية والعلمانية. وأفجر من ذلك قولهم ” ويطالب كل طالب بالإقرار بهذه الأشياء.” فكأن إخواننا في مدارسهم يطالبون الطلاب بإقرار هذه الكفريات والمخالفات. ولا يستغرب هذا من الأخ لقمان قد سبق أن وضحنا نفس التكفير في بعض أقواله وسابق سيرته.

ثم تلون الأخ لقمان وأصحابه –أصلحهم الله- فالذي استقر عليه رأي الأخ لقمان ومن معه فيها مؤخرا كما ذكر الأخ محمد شربيني –أحد أتباع لقمان- بعد اجتماعهم في “تاونج مانجو” أنه ليست المشكلة عندهم في المقررات وإنما الإشكال وقع في التدريبات الملحقة. (شهد بذلك أحد إخواننا الثقات)

قد سئل أحد أتباع الأخ لقمان باعبده وهو الأخ محمد عفيف الدين –أصلحه الله- ما ترجمته “هل صحيح أن الشيخ ربيع يقول عن ذي القرنين عنده وحدة الأديان؟”

فأجاب المذكور بجواب طويل وخلاصته:

- أنه وجميع أساتذتهم لا يعلمون عن هذا الأمر

- لم يكن من أحد منهم يقول أن ذا القرنين -ذكر أناسا معه- يقولون بوحدة الأديان

- إنما يقولون إن في مدارس المدينة –وهو أحد مدارس إخوان ذي القرنين- ما يظن تدريس ما يتضمن عنصرا يؤول إلى وحدة الأديان. (من شريط مسجل بصوت الأخ محمد عفيف الدين)

وللأخ لقمان وأصحابه كذبات أخرى مفتريات في رسالتهم إلى المشائخ في شأن المدارس. قد بينا في ردنا على رسالتهم. وتم نشر بعضها في الكتابة التي شاركنا مع الشيخ عبد الهادي العميري حفظه الله.

فالناظر لصنيع الأخ لقمان وأصحابه ليعجب من جرأتهم في الكذب على الناس وعدم استحيائهم ركوب الأساليب الرخيصة لأجل إسقاط ذي القرنين وإخوانه. ولكن هذا ليس غريبا في صنيع المفلسين على مر التاريخ. فقد ذكر الذهبي رحمه الله في ترجمة شيخ الحنابلة أبي إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الانصاري الهروي، مصنف كتاب ” ذم الكلام ” ما نصه، ” قال: وسمعت أصحابنا بهراة يقولون: لما قدم السلطان ألب أرسلان هراة في بعض قدماته، اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه، ودخلوا على أبي إسماعيل، وسلموا عليه، وقالوا، ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج، ونسلم عليه، فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك، وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنما من نحاس صغيرا، وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ، وخرجوا، وقام الشيخ إلى خلوته، ودخلوا على السلطان، واستغاثوا من الانصاري، وأنه مجسم، وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله تعالى على صورته، وإن بعث السلطان الآن يجده.

فعظم ذلك على السلطان، وبعث غلاما وجماعة، فدخلوا، وقصدوا المحراب، فأخذوا الصنم، فألقى الغلام الصنم، فبعث السلطان من أحضر الانصاري، فأتى فرأى الصنم والعلماء، وقد اشتد غضب السلطان، فقال له السلطان: ما هذا ؟ قال: صنم يعمل من الصفر شبه اللعبة.

قال: لست عن ذا أسألك.

قال: فعم يسألني السلطان ؟ قال: إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا، وأنك تقول: إن الله على صورته.

فقال شيخ الاسلام بصولة وصوت جهوري: سبحانك ! هذا بهتان عظيم.

فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه، فأمر به، فأخرج إلى داره مكرما، وقال لهم: اصدقوني.

وهددهم، فقالوا: نحن في يد هذا في بلية من استيلائه علينا بالعامة، فأردنا أن نقطع شره عنا.

فأمر بهم، ووكل بهم، وصادرهم، وأخذ منهم وأهانهم.” [سير أعلام النبلاء 18/512]

ثم إنه من مصائب الأخ لقمان ومن معه أنهم صاروا يتكلمون على المدارس النظامية المعترفة لدى الحكومة -سلمهم الله- في كلام كثير في المجالس العامة والخاصة وألمحوا في الأيام الأخيرة أنهم يحذرون معتمدين بفتوى فضيلة شيخنا المتكلم. كذلك يحذرون من إخواننا الذين يجتهدون في إقامة المدارس النظامية السلفية فصار تفرقات في عدة أماكن.

فقد أدخل الأخ لقمان وأصحابه هذه الدعوة في أمر عظيم يتعلق بدولة إندونيسيا فقد ثبت لدينا بطرق متيقنة أن الجهة المختصة من الأمن الحكومي قد لاحظت على الأخ لقمان تنفيره من المدارس النظامية بل في بعض المناطق صارت الحكومة تراقب بعض أتباع الأخ لقمان الذين يصارحون بعض المسؤولين بفكرة الأخ لقمان ومن معه حول المدارس النظامية.

يجدر أن ينبه بأنه قد سبق من الأخ لقمان ومن معه أيام كانوا في الجهاد مع الأخ جعفر عمر طالب عادة سيئة في الإنكار على الحكومة علنا، فلعل شيئا من هذه العادة بقي معهم فأثر في تعاملهم مع هذه القضية.

ومعلوم أنه ليس من منهج السلف التشهير بأخطاء الحكام في المجالس العامة –إن صح حصول الأخطاء- وينبغي مناصحة الأخطاء وعلاجها بالطرق الشرعبة والحكمة. فنبرأ إلى الله من أفاعيل الأخ لقمان وأصحابه وما شوهوه من سمعة السلفيين في هذا الجانب.

والواجب تبصير الحكومة بالحلول الشرعية وبما فيه الصلاح والخير للبلاد والعباد. فالرجل السلفي العاقل كما قال شيخ الإسلام رحمه الله فيه: ” كَمَا يُقَالُ: لَيْسَ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْلَمُ الْخَيْرَ مِنْ الشَّرِّ وَإِنَّمَا الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْلَمُ خَيْرَ الْخَيْرَيْنِ وَشَرَّ الشَّرَّيْنِ.” (مجموع الفتاوى 20/54)

وأحب أن ألمح في آخر هذه الفقرة أحدث إنتاجات الأخ لقمان ومن معه منذ إشعال الأخ هاني بريك نار الفتنة في إندونيسيا بنشر كلام فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله-، وذلك في أمور تالية:

١- شغلهم الأكبر تحذيرهم من ذي القرنين بل في الأيام الأخيرة اخترعوا النقل عن فضيلة شيخنا المتكلم في التخدير من كل “من مع ذي القرنين”. فكأن طلبة العلم لا بد أن يكونوا مقلدين لقول فضيلة شيخنا المتكلم فلا يسمح لهم بالاجتهاد والنظر ولا بطلب سبب الكلام والحامل له على ذلك.

٢- تنزيل أحكام السلف في أهل البدع على ذي القرنين ومن معه من عدم السلام عليهم وعدم المعاملة والتحذير من مراكزهم ودروسهم وعدم حضور جنائزهم وإن كانوا جيرانا وعدم حضور ولائم زواجهم وغيرها.

٣- يوجبون التوبة على من يعدونه مع ذي القرنين وإن كانوا ساكتين ولا يريدون الدخول في الفتن.

٤- يأخذون التوبة على بعض الدعاة في مجالس عامة أمام الناس والكتابة في ذلك.

٥- قد فرقوا الناس في كثير من المدن والمناطق من قبل، وبعد التحذير زادوا في التفريق والتنفير بين السلفيين، بل فرقوا السلفيين في البلاد المجاورة مع قلة السلفيين هناك.

٦- أقاموا دورات ودروسا ضرارا في التحذير من ذي القرنين ومن معه في نفس الوقت والمدينة.

٧- يشغلون السلفيين والعوام بالتحذير من ذي القرنين ويشمتون الأعداء عليه. ولهم في ذلك مواقع وقروبات واتس آب وغيرها.

٨- جرأوا السفهاء على المنكرات فصار بعضهم أئمة الجرح والتعديل في مواقعهم وحذر بعض الشباب من الآخرين وتفضيل الصلاة في مساجد العوام الصوفية من الصلاة في مساجد السنة التابعة لذي القرنين ومن معه وطلب بعض الزوجات الطلاق من أزواجهن لاختلافهم في الموقف واختلاف الوالد مع ولده أو عكس وغيرها كثير.

٩- يمشون على مسالك الحدادية والحجاورة في معاملتهم مع ذي القرنين وأصحابه. ولما توفي شيخنا العلامة محمد بن عبد الوهاب العبدلي الوصابي رحمه الله قال أحدهم “أرجو من الإخوة الإمساك عن نقل وفاة الوصابي مدحا وثناء فهو لم يرجع من أخطائه وكلامه الأخير إنما مجرد كلمة الشكر، انتظروا موقف كبار العلماء.” (قاله محمد شربيني في نشر له)

كما حذر أحدهم –وهو الأخ محمد عفيف الدين- من الشيخ عبد الرزاق العباد –حفظه الله- ووصفه من الذين لهم مكر ومشاكل في الدعوة السلفية. (في شريط مسجل بصوته).

١٠- يفسدون سمعة الدعوة وسمعة المشائخ السلفيين بأفاعيلهم وتصرفاتهم السيئة.

١١- نصب الأخ لقمان نفسه المتكلم بالجرح والتعديل كما عبر عن نفسه في محاضرته بأنها في الجرح والتعديل. وكما مدح الأخ لقمان بعض السفهاء العوام الذين لا يجيدون العربية موقعهم الذي نشر كل خلافيات بين السلفيين وقاموا بالجرح والتعديل على ما يريدون.

١٢- يحذرون من مشائخ اليمن جميعهم ويحذرون من كل من لم يتخذ موقفا حازما على مشائخ اليمن ومن الذين يتبعون العلماء الذين يعذرون الشيخ محمدا الإمام في قضية الوثيقة.

كل هذه التصرفات موثقة بالكتابة أو التسجيل الصوتي أو الشهود. نترك تفاصيلها اختصارا.

خامسا: بعض الحلول والتوجيهات

نصوص الكتاب والسنة في مقاصد الدعوة إلى الله معروفة معلومة والإستقامة على ذلك من أسباب اجتماع الكلمة وحل الخلاف وتثبيت مسار الخير.

فقد حرصنا أن لا نجاري الأخ لقمان باعبده وأصحابه –أصلحهم الله- بالردود فيزداد شماتة الأعداء على الدعوة. كما حرصنا قدر المستطاع توجيه همم الناس إلى العلم والتعلم والتفقه في الدين.

ولكن الأخ لقمان ومن معه لا يتوقفون في إلحاق الضرر بالدعوة والسلفيين. فلن نترك الدعوة في فوضى من أفاعيل لقمان ومن معه.

في بداية إشعال نار الفتنة قد حاولت حل المشكلة من جهة فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- وسعيت وضحيت بذلك ولكن –للأسف- ما رأينا ما عهدنا من فضيلته من الشفقة والرحمة وسماع الطرفين.

فلذلك تأملنا سبب الفتن التي أثارها الأخ لقمان وأصحابه فرأينا الأمر في مسألتين:

-المسألة الأولى- مسألة المدارس

فقد أسسنا معاهد ومراكز علمية شرعية تدرس فيها كتب السلف والعلوم الشرعية من التفسير وعلومه والحديث وعلومه والعقيدة واللغة العربية والفقه وأصوله وغيرها، كما أن هناك معاهد خاصة للنساء ولتحفيظ القرآن الكريم.

قد أثمرت هذه المعاهد والمراكز -ولله الحمد والمنة- الخيرات الكثيرة من تخرج الدعاة إلى الله وانتشار الدعوة السلفية وظهور العلم وغيرها.

وقد مضينا على هذا الأمر أكثر من خمسة عشر عاما، إلا أن هذه المعاهد وإن كانت مسجلة لدى الحكومة، لكنها لا تخرج شهادة معتبرة لدى الحكومة مما يسبب عدم رغبة عوام المسلمين في إلحاق أبنائهم في معاهد ومراكز أهل السنة.

من خلال ذلك بدأنا في تأسيس المدارس النظامية الرسمية المعترفة لدى الحكومة من مرحلة الروضة للأطفال إلى المرحلة الثانوية وتدرس فيها مواد العلوم العامة بجانب العلوم الدينية المكثفة وحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية.

تظهر أهمية هذه المدارس من عدة أوجه

١. تدريس أبناء المسلمين العقيدة الصحيحة والفقه في الدين وتخليصهم من الشرك والبدع والشبهات والأمور المحرمة.

٢. تنفيذ قرار الحكومة من الزام أبناء الشعب الدراسة لمدة تسع سنوات لمرحلة الإبتدائية والمتوسطة، وهذه من تمام السمع والطاعة لولي أمرنا.

٣. المشاركة في إصلاح ومواجهة ما واجهه البلد من المشاكل الدينية والأخلاقية والإجتماعية وغيرها مع انتشار الجهل والأفكار المختلفة والتوجهات المخالفة للكتاب والسنة.

٤. إظهار جهود السلفيين في الإصلاح والوسطية قدر المستطاع، حفاظا على نعم الله وحذارا من عقابه كما قال تعالى : ((وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون))

٥. علاج ما يعاني المجتمع من الغلو والتطرف في مجالات عديدة وتحقيق الأمن الفكري الذي هو أساس الأمن والإستقرار.

وغيرها من الأهداف السامية النافعة بإذن الله.

بما أن الأخ لقمان وأصحابه قد شوهوا على صورة الدعوة حول هذه المدارس ونسبوا أفاعيلهم إلى بعض المشائخ في المملكة العربية السعودية فقد قمنا بعلاج الأمر برفع القضية إلى جهة شرعية للإفتاء في السعودية ومرجعية الحرمين والأمة الإسلامية وهم اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة المفتي العام سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله وحفظ جميع علمائنا.

فقد فصلنا ما لدينا من النشاطات في هذه المدارس في السؤال فذكرنا المميزات والآثار الإيجابية والانجازات وبيان االمقررات التي تدرس وبعض المواد التي فيها اشكالات وطريقنا في علاج تلك الإشكالات وحالة المدرسين والطلاب وبعض الإحصائيات لبعض مدارس إخواننا التي يحتوي مجموعها آلاف من الطلاب والطالبات. كما حرصنا تفصيل بعض المؤاخذات التي أثارها الأخ لقمان ومن معه في بعض المقررات.

فخرج جواب اللجنة الدائمة –حفظه الله جميع علمائنا- شفهيا واعتذروا من إصدار الفتوى مكتوبا لأن المسألة تتعلق بدولة إندونيسيا. فقد قرأ شيخنا صالح الفوزان –حفظه الله- جواب اللجنة علينا شفهيا. كما سألت شيخنا الفوزان –حفظه الله- عن بعض الأسئلة المتعلقة بالموضوع فوجهنا شيخنا الفوزان –حفظه الله- شفهيا بما يثبتنا في المشي على طريقنا ونزداد يقينا وبصيرة في أمرنا ولله الحمد. الفتاوى هذه نضعها بين إخواننا الدعاة العقلاء –حفظهم الله- فهم –إن شاء الله- الذين ينزلون الأمور في مواضعها.

-المسألة الثانية- نقل الأخ هاني بريك من بعض مشائخنا الأجلاء في التحذير من ذي القرنين

فقد وجهنا شيخنا الفوزان –حفظه الله- بتوجيهات ونصائح في ذلك. وقد فرح شيخنا الفوزان –حفظه الله- بأخبار دعوتنا وقال: أنتم على خير وامشوا على طريقكم. وأوصانا بأن لا نبالي بهؤلاء المعترضين وإن كانوا يلتمسون كلام بعض المشائخ ليحدثوا المشاكل. أيضا وجهنا شيخنا الفوزان –حفظه الله- حول تحذير فضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- وأفاعيل الأخ لقمان ومن معه. كما عرضت عليه جملة من الأمور التي أثاروها علي فوجهني في ذلك بتوجيهات قيمة. وتوجيهات سماحة شيخنا الوالد صالح الفوزان –حفظه الله- في جميع هذه المشاكل نضعها بين الدعاة العقلاء –حفظهم الله- فهم –إن شاء الله- الذين ينزلون الأمور في مواضعها. ولست أجاري الأخ هاني بريك والأخ لقمان با عبده ومن معه في نشر الأمور ليست في مواقعها فتعود على الدعوة بما لا تحمد عقاباه.

فلعله من المناسب في هذا المقام ذكر حديث عظيم لو تأمله الناس لكان من أنفع العلاج لكثير من الخلافات في العالم الإسلامي. فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال : كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال يا أمير المؤمنين هل لك في فلان ؟ يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر إلا فلتة فتمت فغضب عمر ثم قال إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم. قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها. فقال عمر والله – إن شاء الله – لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة. إهـ

ومما يسر الدعوة السلفية في إندونيسيا ويحل المشاكل التي أثارها الأخ لقمان ومن معه أني كتبت إلى شيخنا الفوزان –حفظه الله- بعض أخبار دعوتنا ومعاهدنا ومدارسنا وذكرت له حاجتنا لمواصلة دراسة الطلاب بجامعات المملكة السعودية وحاجتنا لتنسيق الدروس والمحاضرات مع بعض أعضاء هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء وكبار العلماء المعروفين عير الهاتف أو البث المباشر مع برامج إذاعتنا الإندونيسية وغيىرها من متطلبات الدعوة فكتب شيخنا الفوزان –رعاه الله وبارك فيه- شفاعة وتزكية لي تسهلني على المضي في أعمالنا الدعوية والتعاون مع بعض الجهات الرسمية بالمملكة السعودية وغيرها.

نص تزكية شيخنا الفوزان -حفظه الله-:

“الحمد لله وبعد: فما ذكره الشيخ ذو القرنين من أعماله الدعوية لتصحيح العقيدة والعبادة وإرشاد الناس صحيح وثابت من أعماله فهو بحاجة إلى المساعدة بما يعينه على المضي في عمله الطيب، والله تعالى يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى)

كتبه:

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية

التوقيع والختم

في ٢٣/٤/١٤٣٦ ه”

كذلك اهتم بموضوعنا الشيخ العلامة المحدث وصي الله بن محمد عباس حفظه الله وخبر الموضوع والتقى بفضيلة شيخنا المتكلم –سلمه الله- وسمع منه وجهة نظره في موضوع المدارس وتحذيره من ذي القرنين. فقد كتب الشيخ وصي الله جزاه الله خيرا ما يلي:

“الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

وبعد،

فقد اجتمعت مع أحد الدعاة الكبار في إندونيسيا وهو الأخ الفاضل ذو القرنين بن محمد سنوسي، إندونيسي الجنسية والذي هو من تلامذة العلامة الشيخ مقبل من هادى الوادعي رحمه الله، وكذلك أعظم تعريف له أنه من أخص تلاميذ العلامة صالح الفوزان -أطال الله بقاءه بالصحة والعافية-،

وقد ظهر لي أن الأخ ذا القرنين سلفي العقيدة والمنهج متمسك بهما في ضوء فهم السلف، رزين الفكر في الدعوة.

ومن أعماله أنه المشرف والقائم على عدة مدارس ومعاهد وتحفيظ القرآن للبنين والبنات وله معاونون في أعماله. وذكر لي أنهم يدرسون في مدارسهم ومعاهدهم بعض مواد مدارس الدولة، ولكن ليس فيها فيما يخالف ديننا الحنيف. ولدعوتهم السلفية قبول عند عامة الإندونيسيين حتى عند بعض المسؤولين في الدولة.

ندعو الله له ولأعوانه التوفيق والنجاح والسداد فيما يأتون ويذرون وليقبلوا من الناصحين إذا حصل لهم الخطأ، ولا يبالوا بشغب الشاغبين بغير الحق، والله يعينهم،،،

وكتبه

وصي الله بن محمد عباس

التوقيع

٧/٥/١٤٣٦

المدرس بالمسجد الحرام وجامعة أم القرى

وأخيرا،

قد تعلمنا من فقه اللجنة الدائمة من عدم الجواب مكتوبا لأن المسألة تتعلق بدولة إندونيسيا وإن شاء الله في المستقبل سنعرض القضايا -إن لزم الأمر- إلى اللجنة الدائمة بالتعاون مع جهة رسمية من حكومتنا الإندونيسية لكي لا تتحرج اللجنة من الإجابة بالمكتوب بإذن الله. ونرجو أن نكون قد أفرغنا جهدنا في حل المشكلة.

استفدنا من هذا أيضا درسا عظيما في تحري الجواب وعدم التدخل في كل فضية الناس والفتوى فيها. وهذا بخلاف بعض المتعالمين الذين يحبون التدخل في كل قضية الناس حتى في مسائل الدولة والفتن والدماء.

كما استفدنا من شيخنا العلامة صالح الفوزان -أدام الله له الصحة والعافية- أمورا مهمة من أسباب وقوع الفتن والافتراق في العالم الإسلامي، منها:

١. تصدر الصغار والمتعالمين بحيث يتكلمون في المشكلة وهم لا يعرفون أسبابها ولا طرق حلها.

٢. عدم التأصيل العلمي في كثير من المسائل الخلافية.

٣. عدم ضبط الفتوى. فرأى شيخنا الفوزان –حفظه الله- بعض المشائخ لهم الأهلية للفتوى في مسائل الصلاة والزكاة ونحوها لأفراد الناس ولكن ليس كل المشائخ لهم صلاحيات للإفتاء في الخصومات والنزاعات في السعودية، فكيف يفتي في غير بلده؟ الأدهى من ذلك أن يفتي بعضهم في المسائل التي من صلاحيات ولاة الأمور كالجهاد ونحوه.

فقد قرأت على شيخنا الفوزان –حفظه الله- ما رواه أبو داود عن عوف بن مالك الأشجعي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يقص إلا أمير، أو مأمور، أو مختال).

وقرأت عليه أيضا كلام الطيبي -رحمه الله- من تحقيق شعيب الأرنؤوط على سنن أبي داود ما نصه، ” قال الطيبي: قوله: “لا يقص” ليس بنهي، بل هو نفي، وإخبارٌ أن هذا الفعل ليس بصادر إلا مِن هؤلاء: للأمير وهو الإِمام، والمأمور: وهو المأذون له في ذلك من الإمام، والمختال: المفتخر المتكبر الطالب للرياسة، وفي رواية: أو مرائي، قال المناوي: سماه مرائيا، لأنه طالب للرياسة متكلف ما لم يكلفه الشارع حيث لم يؤمر بذلك، لأن الإمام نصب للمصالح، فمن رآه لائقاً نصبه للقص، أو غير لائق، فلا.”

فأقره شيخنا الفوزان ورأى أنه أضبط لأمور الناس حتى لا يبدع بعضهم بعضا كما حصل في كثير من البلدان.

وهذا الأدب الذي جرى في الصحابة رضي الله عنهم. قال عمار بن ياسر رضي الله عنهما لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في مسألة التيمم : يا أمير المؤمنين إن شئت لما جعل الله علي من حقك لا أحدث به أحدا. رواه مسلم.

كما نبه شيخنا الفوزان كذلك خطأ بعض الناس في معنى كلمة كبار العلماء وغلط حصر بعض الناس في حمل كبار العلماء على رجل أو رجلين من أهل العلم. والله الموفق.

وأيضا يجدر في هذه المناسبة بذكر نصيحة غالية جليلة من شيخنا العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله للدعاة إلى الله. كان نص الكتابة مؤرخة في تاريخ 8/3/1435 هـ ما يلي:

“بسم الله الرحمن الرحيم

من صالح بن فوزان إلى حضرة الأخ المكرم الشيخ ذو القرنين بن محمد السنوسي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد: إليكم هذه الكلمة،

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

أيها الإخوة الدعاة إلى الله في كل مكان تعلمون حفظكم الله أن الدعوات اليوم كثيرة ومتنوعة، كل يدعو إلى مذهبه وفكرته حتى الكفار يدعون إلى الكفر، قال الله تعالى: [أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة].

والمبتدعة يدعون إلى البدع، وخير الدعاة وأصدقهم هم الذين يدعون إلى الله. قال الله تعالى:

[ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين].

فالذين يدعون إلى الله هم أحسن الناس قولا لأنهم هم الصادقون في دعوتهم، الصادقون في قولهم حيث لا يدعون إلى مذهب أو نحلة أو عصبية أو طائفية وإنما يريدون أن يخرجوا الناس من الظلمات إلى النور في اعتقادهم وأعمالهم. ولذلك يحرص أعداؤهم من دعاة الضلال على تفريق كلمتهم وإلقاء العداوة بينهم حتى لاتمضي دعوتهم في طريقها في تحرير الناس من رق الشرك والإبتداع إلى نور السنة والإتباع. ومن السير على منهج السلف إلى السير على منهج الخلف المعاكس حتى تتم لهم سيطرتهم على عقول الناس. فالواجب على الدعاة إلى الله أن يحذروا من كيد أعدائهم ويوحدوا صفوفهم ويصلحوا خلافاتهم كما قال الله تعالى:

[فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم].

فكيف تريدون إصلاح الناس وأنتم لا تصلحون ذات بينكم، والله تعالى يقول لكم:

[وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان].

فلا تسمحوا لأعدائكم بالتدخل بينكم وإذهاب ريحكم، ولتكن دعوتكم متمشية على الكتاب والسنة ومنهج السلف [فلن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها] فاحذروا من الحزبيات والإنقسامات ووحدوا صفكم ومنهجكم وانشروا العقيدة الصحيحة التي وحدت بين المسلمين في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى:

[واذكروا إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا].

بارك الله في علمكم وعملكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم صالح بن فوزان الفوزان

التوقيع”. إهـ

وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يصلح الأحوال وأن يرد من أخطأ إلى الحق ردا جميلا وأن يدفع عنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن. كما نسأله الصبر وتحمل الأذى واجتناب الفتن والصفح والعفو وأن يوفقنا ببيان الحق ورد الباطل بالحكمة والطرق الشرعية.

ونسأل الله الكريم الرحمن أن يجمعنا وإخواننا المختلفين في دار كرامته إخوانا على سرر متقابلين وأن يجعلنا مباركين أينما كنا وأن يجعلنا مفاتيح للخير ومغاليق للشر.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،

كتبه

ذو القرنين بن محمد سنوسي

am_dzulq على yahoo.com

أضف رد جديد