الحق أقوى ممن خالفه كائنا من كان/ نور الدين السدعي

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

الحق أقوى ممن خالفه كائنا من كان/ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »

الحق أقوى ممن خالفه كائنا من كان

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -أما بعد:

فهذه أقوال لبعض العلماء في تقديم الحق والأخذ به ولو خالفه من خالفه من الناس، فالحق أقوى من جميع من خالفه.

قال الإمام ابن حزم–رحمه الله-: «إن حد الشذوذ هو مخالفة الحق، فكل من خالف الصواب في مسألةٍ ما فهو فيها شاذ، وسواء كانوا أهل الأرض كُلَّهم بأسرهم أو بعضهم، والجماعة والجملة هم أهل الحق، ولو لم يكن في الأرض منهم إلا واحد فهو الجماعة، وهو الجملة، وقد أسلم أبو بكر وخديجة رضي الله عنهما فقط، فكانا هما الجماعة، وكان سائر أهل الأرض غيرهما وغير الرسول –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أهل شذوذ وفرقة». ”المحلى“ (5/661)

وقال الإمام ابن القيم –رحمه الله-: «ولسنا ممن يعرف الحق بالرجال وإنما ممن يعرف الرجال بالحق، ولسنا ممن يعرض الحق على آراء الخلق فما وافقه منها قبله وما خالفه رده! وإنما نحن ممن يعرض آراء الرجال وأقوالها على الدليل فما وافقه منها اعتد به وقبله وما خالفه خالفه». ”الفروسية“ (ص41)

وقال –رحمه الله-: «أما أن نقعد قاعدة ونقول هذا هو الأصل، ثم تُرَدُّ السنة لأجل مخالفة تلك القاعدة!! فلعمر الله، لهدم ألف قاعدة لم يؤصلها الله ورسوله أفرض علينا من رَدِّ حديث واحد». ”إعلام الموقعين“ (2/368)

وقال الإمام محمد الخضر بن تيمية –رحمه الله-: «إنني إذا كنت مع رسول الله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وحزبه متبعاً لسنته ما أبالي مَنْ خالفني ولا من خالف فِيَّ، ولا أستوحش لفراق من فارقني، وإني لمعتقد أن الخلق كلهم لو خالفوا السنة وتركوها وعادوني من أجلها لما ازددت لها إلا لزوماً، ولا بها إلا اغتباطاً إن وفقني الله لذلك، فإن الأمور كلها بيديه، وقلوب العباد بين أصبعيه». ”الذيل على طبقات الحنابلة“ (2/154).

ولما اعترض بعض الناس على الإمام الوادعي–رحمه الله- في شأن الانتخابات أنه أفتى بخلاف قوله فيها كبار العلماء كالألباني وابن باز والعثيمين –رحمهم الله- رد عليهم بقوله:
« والله والله والله لو أتيتني بفتوى مثل حكم القاضي في ورقة من هنا إلى آخر المسجد ما قبلتها منك، انتخابات؟! والله سبحانه وتعالى يقول: (وليس الذكر كالأنثى) ويقول: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) ويقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار)
ثم تأتيني بفتوى الانتخابات! اسمعوا اسمعوا فتوى أكبر واحد عندي تخالف الدليل لا قيمة لها، وفتوى أصغر واحد منكم ومعه دليل على العين وعلى الرأس، حتى لا تخوفوني بفتوى فلان ولا فلان».”غارة الأشرطة“ (1/43).

وليس معنى كلام هؤلاء العلماء هو التجرؤ على العلماء حاشا وكلا! وإنما معنى ذلك أن الحق إذا ظهر وجب تقديمه والأخذ به، ولا يجوز رده بحجة أنه لم يأخذ به فلان من الناس.وبالله التوفيق.

أبو عمرو نور الدين السدعي
الجمعة 26 -رجب -1436

أضف رد جديد