اختصار شرح العقيدة الواسطية

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

اختصار شرح العقيدة الواسطية

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(1) اختصار شرح العقيدة الواسطية

 

كتاب «العقيدة
الواسطية» لشيخ الإسلام أَبي العَبَّاسِ
أَحمَد بن عَبدِالحَلِيمِ بنِ عَبدِالسَّلَامِ بنِ عَبدِاللهِ بنِ تَيمِيَّةَ
الحَرَّانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ.

وهذا الكتاب فيه مجمل من أصول عقائد أهل السنة
والجماعة.

وقد ألفه شيخ الإسلام؛
لأنه طلب منه أحد قضاة واسط أن يكتب له في العقيدة،
فلبَّى طلبه رَحِمَهُ اللهُ وكتب له هذه العقيدة،
ونُسبت إلى السائل «العقيدة الواسطية».

والعقيدة لغة: الشد والربط.

واصطلاحًا:
حكم الذهن الجازم في أمرٍ ما، فما وافق الحق
فهو حق، وما وافق الباطل فهو باطل، كعقيدة اليهود في قولهم:
عزير ابن الله، وعقيدة النصارى كقولهم: إن الله ثالث ثلاثة،
وأن المسيح ابن الله.

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ)

 (بِسْمِ اللَّهِ) الباء للاستعانة، أي: أستعين
بالله. والاستعانة بالله: يفيد البراءة من الحول والقوة، والاعتراف بالضعف والعجز
والتقصير.

قال الشيخ ابن عثيمين
رَحِمَهُ اللهُ في «شرح البيقونية»(19): المعنى أبتدِئ بكل اسم من أسماء الله .
اهـ.

والجار والمجرور في
(بِسْمِ اللَّهِ) متعلقان بفعل محذوف متأخِّرٍ مناسب للمقام.

(الله) علم على ذات
الرب سُبحَانَهُ، بمعنى: المألوه، وهو المعبود، المستحق للعبادة وحده لا شريك له. ومن
خصائص لفظ الجلالة: أنه لا يأتي نعت، وإنما
يكون منعوتًا.

(الرَّحْمَنِ
الرَّحِيمِ) نعتان للفظ الجلالة، واختلفوا في التفرقة بينهما: والذي ذهب إليه ابن
القيم رَحِمَهُ اللهُ أن (الرَّحْمَنِ) يتضمن إثبات صفة ذاتية، و(الرَّحِيمِ)
يتضمن إثبات صفة فعلية.

وقد بدأ المؤلف
رَحِمَهُ اللهُ كتابه بالبسملة؛ اقتداءً بكتاب الله، واقتداءً بفعل النبي صلى الله
عليه وسلم في مراسلاته.

 (الحمد لله) الحمد: هو الإخبار بمحاسن المحمود مع
المحبة والتعظيم.

واشتهر في تعريف الحمد: الثناء على الجميل الاختياري.

وذكر الثناء منتَقَدٌ، قال ابن القيم في «بدائع
الفوائد»(2/93) في تعريف
الثناء: الثناء:
تكرار المحامد.

وبدأ رَحِمَهُ اللهُ بالحمد لله؛ تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الحاجة.

(
الَّذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ) أي: نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

( بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ) الْهُدَى: هُوَ الْعِلْمُ النَّافِعُ، وَدِينُ
الْحَقِّ: هُوَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ، كما في «تفسير ابن كثير».

(
لِيُظْهِرَهُ) أي: ليعليه على الدين كله.

(وَكَفَى بِاللهِ) الباء في قوله (وَكَفَى بِاللهِ) حرف
جر زائد، وهذه الباء يؤتى بها؛ لتحسين اللفظ،
وقد تحذف.

(وأَشْهَدُ أَن لا إلَهَ إِلا اللهُ
وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا)الشهادة: الإخبار بالشيء مع اعتقاد صحته
وثبوته.

معنى (لا إله إلا الله):
لا معبود بحق إلا الله.

أركان (لا إله إلا الله):
نفي وإثبات.

فلا يتم إيمان أحد حتى
يأتي بالنفي والإثبات.

(وَحْدَهُ
لا شَرِيكَ لَهُ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا) التوحيد: مصدر وحَّد يوحِّد.

أقسام التوحيد ثلاثة:

 توحيد الربوبية:
إفراد الله عَزَّ وَجَلَّ بالملك والخلق والتدبير.

وتوحيد الألوهية وهو: إفراد الله بالعبادة.

وتوحيد الأسماء والصفات وهو: ألَّا
نسمِّيَ الله ولا نصفه إلا بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.

(وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا) محمد أشهر أسمائه صلى الله عليه وسلم،وكذلك أحمد.

ومحمد اسم مفعول؛ سمي بذلك لكثرة خصاله
الحميدة، فهو المحمود حمدًا بعد حمد، وهو محمود عند الله،
ومحمود عند الملائكة، ومحمود عند الأنبياء، ومحمود عند الصالحين.

(عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) فيه وَصْفُه صلى الله عليه وسلم بهذين الوصفين: العبودية الرسالة.

والوصف بالعبودية أشرف الأوصاف؛ ولهذا ربنا وصفه صلى الله عليه وسلم بالعبودية في
أشرف المقامات.

والعبودية قسمان: عبودية عامة، وهي: عبودية القهر والمُلك، الكل عبيد لله.

وعبودة خاصة، وهي: عبودية
امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، هي التي
تنفع، وهي التي فيها النجاة من النار.

(صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ) صلاة الله على عبده: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى.

(وَصَحْبِهِ) الصحابي: قال ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ في
«نخبة الفكر»:
هُو: مَنْ لَقِيَ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم مؤمِنًا بهِ وماتَ عَلى الإِسلامِ، ولو
تَخَلَّلَتْ رِدَّةٌ؛ في الأَصَحَّ.اهـ.

(وَسَلَّمَ تسليمًا مَزِيدًا) قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ في «شرحه»(48):والجملة في قوله:(صلى) و (سلم) خبرية لفظًا طلبية معنى؛
لأن المراد بها الدعاء.

وقال:قوله:(مزيدًا بمعنى: زائدًا أو زيادة، والمراد تسليمًا زائدًا
على الصلاة
،
فيكون دعاء آخر بالسلام بعد الصلاة
.اهـ.

وقد جمع
بين الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تَعَالَى: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)﴾ [الأحزاب: 56].

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/07/1_16.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(2) اختصار شرح العقيدة الواسطية

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(2) اختصار شرح العقيدة الواسطية

 

 (أَمَّا بَعْدُ) أي: مهما يك من شيء بعد،
فـ«أما»
حرف شرط وتفصيل، نائبة عن اسم شرط مع فعله
المحذوف؛ لأن التقدير:
مهما يك من شيء بعد.

و«بعد»: ظرف زمان
متعلق بالفعل المحذوف.

(فَهَذَا اعْتِقَادُ الْفِرْقَةِ)الفِرقة بكسر الفاء: الطائفة، والفُرقة بالضم مأخوذة من الافتراق والاختلاف.

(النَّاجِيَةِ) صفة للفرقة، أي: أنها نجت من النار،وهذه التسمية (الفرقة الناجية) مأخوذة من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، الحديث وفيه:«وَالَّذِي نَفْسُ
مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً
، وَاحِدَةٌ فِي
الْجَنَّةِ
،
وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ
»، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ:«الْجَمَاعَةُ».

والمؤلف رَحِمَهُ
اللهُ يبين في هذا الكتاب عقيدة الفرقة الناجية؛ ليحث على التمسك بها، والحذر من
الانحراف عنها.

ومن أوصاف
الفرقة الناجية: الإيمان، العمل الصالح، التواصي بالحق، التواصي بالصبر، كما في سورة العصر.

ويقول
سُبحَانَهُ: ﴿وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا
نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170)﴾ [الأعراف: 170].

وروى
البخاري (7280) عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أن النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ
أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَنْ
يَأْبَى؟ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى».

واستفدنا
من الآية الثانية والحديث النبوي: أن من أوصاف الفرقة الناجية: التمسك بالكتاب والسنة، وحسن
الاتباع.

(الْمَنْصُورَةِ) هذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم:«وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ
اللهِ
، لَا
يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ
، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ» والحديث في «الصحيحين» عن
جماعة من الصحابة.

والذي ينصر هذه الطائفة
هو الله، قال الله:
﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ
آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ
الْأَشْهادُ

[غَافِرٍ: 51].

وقوله تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ
أَقْدَامَكُمْ﴾[محمد: 7].

(إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ) أي: إلى قرب قيام الساعة؛ لأنه عند قرب قيام الساعة يرتفع الخير ويذهب
الصالحون، كما قال النّبِيّ صلى الله عليه
وسلملَا
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ:
اللهُ، اللهُ»
رواه مسلم (148)
عَنْ أَنَسٍ.

 وهذا ليس فيها شبهة للصوفية؛ فقد تشبثوا به على إفراد لفظ الجلالة بالذكر، فهو مبين بالأدلة الأخرى،
أن لفظ الجلالة تكون في كلام مفيد (لا إله إلا
الله، الحمد لله).

وبعضهم يقول: الساعة هنا بمعنى:
الموت، فهذان تفسيران.

(أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ) قال الشيخ ابن عثيمين في «شرحه»(1/46): أضافهم إلى السنة؛
لأنهم متمسكون بها، والجماعة؛ لأنهم مجتمعون عليها.
اهـ.

وهم السلف لا فرق بينهم.

والسلف لغة: المتقدم في الزمن على غيره.

واصطلاحًا: قال شيخ الإسلام في «مجموع
الفتاوى»(6/355):مَذْهَبُ أَهْلِ الْحَدِيثِ،
وَهُمْ السَّلَفُ مِنْ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ وَمَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُمْ مِنْ
الْخَلَفِ.اهـ.

الخلف هنا بمعنى: من جاء متأخرًا؛
لأن الخلف يأتي لمعنيين: يأتي بمعنى: المتأخر، يقال: السلف والخلف.
ويأتي بمعنى: أهل البدع.

وهذه النسبة (السلفية) يتنكر
لها أهل الأهواء، ويقولون: من أين هذه التسمية؟

والرد: قول النّبِيّ صلى الله عليه وسلم لفاطمة ابنته
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَاوَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ» رواه البخاري (6285 ومسلم (2450) عن عائشة عن فاطمة رضي الله عنهما.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/07/2_16.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(3) اختصار شرح العقيدة الواسطية

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(3) اختصار شرح العقيدة الواسطية

 (وَهُوَ) أي: اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة.

(الإِيمانُ بِاللهِ) الإيمان لغة: التصديق. واصطلاحًا: هو نطق باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح
والأركان ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

والإيمان بالله يتضمن
أربعة أمور: الإيمان بوجود الله، وربوبيته،
وألوهيته، وأسمائه وصفاته.

(وَمَلاَئِكَتِهِ) الملائكة: مشتق من الألوكة، وهي الرسالة،
وَهَذَا قَوْلُ سِيبَوَيْهِ وَالْجُمْهُورِ.
كما في «فتح الباري».

 واصطلاحًا:
عالَم غيبي خُلقوا من نور لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.

والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور: الإيمان بوجودهم. والإيمان
بمن علمنا اسمه منهم باسمه كجبريل، ومن لم
نعلم اسمه نؤمن بهم إجمالًا. والإيمان بما
علمنا من صفاتهم، كصفة جبريل. والإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها
بأمر الله تعالى، كتسبيحه، والتعبد له ليلًا ونهارًا بدون ملل ولا فتور. ذكره الشيخ ابن عثيمين في «شرح ثلاثة الأصول».

(وَكُتُبِهِ) قال الشيخ ابن عثيمين في «شرحه»(1/58): أي: كتب الله
التي أنزلها مع الرسل.

الإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور: الإيمان بأن نزولها من عند الله حقًّا.

والإيمان بما علمنا اسمه منها، كالقرآن، والتوراة، والإنجيل، والزبور، وأما
ما لم نعلم اسمه فنؤمن به إجمالًا.  

والتصديق ما صح من أخبارها،
كأخبار القرآن، وأخبار مالم يبدل أو
يحرف من الكتب السابقة.

والعمل بأحكام ما لم ينسخ منها، والرضا والتسليم به، سواء
فهمنا حكمته أم لم نفهمها. كما ذكره الشيخ ابن
عثيمين في «شرح ثلاثة الأصول».

(وَرُسُلِهِ) جمع رسول
بمعنى: مرسل، أي: مبعوث بإبلاغ شيء.

والمراد
هنا: من أوحي إليه من البشر بشرع وأمر بتبليغه.

الإيمان بالرسل يتضمن بأربعة أمور: الإيمان بأن رسالتهم حق
من الله تعالى
، فمن كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع.

والإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه، مثل: محمد
وإبراهيم، وموسى، وعيسى ونوح عليهم الصلاة والسلام، وهؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل، وأما من
لم نعلم اسمه منهم فنؤمن به إجمالًا.

والتصديق
ما صح عنهم من أخبارهم.

والعمل بشريعة من أرسل إلينا منهم، وهو
خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم. كما ذكره الشيخ ابن عثيمين في «شرح
ثلاثة الأصول».

(وَالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ) البعث لغة: التحريك والإثارة. واصطلاحًا:
قال ابن كثير في «تفسيره»: الْبَعْث وَهُوَ الْمَعَادُ، وَقِيَامُ الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَادِ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ.اهـ.

تعريف الموت: مفارقة الروح للجسد.

والإيمان باليوم الآخر
يتضمن ثلاثة أمور: الإيمان بالبعث: وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة
الثانية، فيقوم الناس لرب العالمين.

والإيمان بالحساب
والجزاء: يحاسب العبد على عمله، ويجازى عليه.

الثالث: الإيمان بالجنة والنار،
وأنهما المآل الأبدي للخلق، فالجنة دار النعيم
التي أعدها الله تعالى للمؤمنين المتقين، وأما
النار فهي دار العذاب التي أعدها الله تعالى للكافرين الظالمين، الذين كفروا به وعصوا رسله. كما ذكره الشيخ ابن
عثيمين في «شرح ثلاثة الأصول».

ويدخل في الإيمان بالبعث كل ما يكون فيه من الأشياء
والأهوال والعظائم، وما يكون في القبر من سؤال
الملكين، ونعيم القبر وعذابه، فإن القبر أول منازل الآخرة. ويدخل فيه الإيمان بأشراط الساعة.

(والإِيمَانِ بِالْقَدَرِ خِيْرِهِ
وَشَرِّهِ) القدر: هو تقدير
الله ما هو كائن إلى يوم القيامة.

ويتضمن أربع مراتب: الأولى: العلم
بأن الله يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، فلا يقع شيءٌ إلا بعلمه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.

الثانية: الكتابة، أي: أن الله كتب كل شيء في اللوح المحفوظ.

الثالثة: المشيئة، فلا
يكون شيء إلا بمشيئة الله، فما شاء الله كان
وما لم يشأ لم يكن.

الرابعة: الخلق، وهو
الإيمان بأن الله خلق الخلق وخلق أفعالهم.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/07/3_16.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(4) اختصار شرح العقيدة الواسطية

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(4) اختصار شرح العقيدة الواسطية

 



(وَمِنَ الإيمَانِ بِاللهِ: الإِيمَانُ بِمَا
وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي كِتِابِهِ الْعَزِيزِ، وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ
مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) هذا فيه تقرير لعقيدة
أهل السنة الإيمان بصفات الله سُبحَانَهُ التي جاءت عن الله وعن رسوله صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 ونستفيد
منه قاعدة: أن صفات الله وكذا أسماؤه
سُبحَانَهُ توقيفية، يعني: تؤخذ من الكتاب والسنة،
لا من العقل والآراء.

وصفات
الله سُبحَانَهُ على قسمين: ثبوتية، وسلبية.

الصفات
الثبوتية: ما أثبتها الشرع، الصفات السلبية:
ما نفاها الشرع.

والصفات
الثبوتية: ذاتية،
وفعلية.

الصفات
الذاتية: هي التي لم يزل الله سُبحَانَهُ
متصفًا بها أزلًا وأبدًا.

 والصفات الفعلية:
تتعلق بمشيئة الله، متى شاء فعلها ومتى شاء
تركها.

والصفات
الذاتية على قسمين: معنوية، وخبرية.

المعنوية: كالعلم،
والحياة، والقدرة.

والصفات
الخبرية: هي التي مسماها أجزاء وأبعاض لنا
كاليد، والوجه،
والعين.

(مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ) التحريف لغة: الإمالة.

 واصطلاحًا: الميل بنصوص الكتاب والسنة بغير دليل يدل على ذلك.

وقد نص شيخ الإسلام على التحريف؛ لأنه هو الذي جاء في القرآن في ذمِّه، قال سُبحَانَهُ:
﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ
وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ﴾[المائدة: 13].

والتحريف قد يكون في اللفظ، مثلًا:﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)﴾[طه:5]. يقول: استولى. هذا تحريف في اللفظ.

وتحريف في المعنى،
وهذا كثير، وما من صفة من صفات الله إلا
والمخالفون لعقيدة أهل السنة يؤولونها، فمثلًا: صفة الوجه لله يؤولونها بالثواب، واليد بالنعمة،
وهكذا.

 (وَلاَ تَعْطِيلٍ) التعطيل: لغة: الخلو
والفراغ.

واصطلاحًا: تخلية ما يجب لله سُبحَانَهُ من الأسماء والصفات.

(وَمِنْ غَيْرِ تَكْيِيفٍ) التكييف: بيان الهيئة التي تكون عليها الصفات، فلا يقال: كيف
استوى؟ كيف يده؟
كيف وجهه؟ ونحو ذلك؛
لأن القول في الصفات كالقول في الذات، فكما أن
له ذاتًا ولا نعلم كيفيتها، فكذلك له صفات ولا
نعلم كيفيتها؛ إذ لا يعلم ذلك إلا هو، مع إيماننا بحقيقة معناها.
ذكره السعدي رَحِمَهُ الله.

فالمعنى معلوم والكيف مجهول..

وإذا قال قائل: هل صفات الله
سُبحَانَهُ وَتَعَالَى من قبيل المحكم أو من قبيل المتشابه؟ نأتي
بتفصيل وهو:

 صفات الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى من قبيل المحكم،
باعتبار أن معناها معلوم، تعريف
المحكم: هو الذي تبين معناه،
ومن قبيل المتشابه، باعتبار أن الكيف مجهول.

المتشابه:
الذي لا يعلمه إلا الله، وقد يأتي
المتشابه بمعنى آخر: وهي النصوص التي يكون فيها
شبهة لأهل الأهواء.

وهذا ما قرره والدي الشيخ مقبل بن
هادي الوادعي رَحِمَهُ الله كما استفدته منه، والشيخ
الألباني في «فتاوى المدينة والإمارات» (16).

(وَلا تَمْثِيلٍ)
التمثيل: إثبات صفات الخالق على وجه تماثل صفات المخلوقين،
فنحن نثبت صفات الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى من غير تمثيل قال تَعَالَى:
﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ [الشورى:11]، وقال
سُبحَانَهُ:﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا[مريم: 65 أي: مثيلًا، وقال
سُبحَانَهُ:﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ[الإخلاص: 4].

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/07/4_20.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(5) اختصار شرح العقيدة الواسطية

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(5) اختصار شرح العقيدة الواسطية

 



(فَلاَ يَنْفُونَ عَنْهُ مَا وَصَفَ
بِهِ نَفْسَهُ) هذا من عقيدة أهل السنة، وهذا فيه الرد على المعتزلة والجهمية ومن نحا
نحوهم ممن ينفي صفات الله، فما أثبته الله من
صفاته نثبتها، وما نفى عنه من الصفات ننفيها.

وفيه قاعدة يذكرونها: أن نفي الصفات ليس نفيًا محضًا، ولكن يتضمن إثبات ضده
من الكمال.
فمثلًا: قوله تَعَالَى:﴿وَمَا
مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾[ق]. هذا فيه
نفي التعب عن الله، وهو يفيد إثبات كمال القوة
والقدرة لله.

ومن
القواعد: أن الأصل في الصفات الثبوتية أنها تأتي مفصلة-يعني: بالنص
عليها-صفة الحياة،
العلم، السمع،
البصر..، وقد تأتي مجملة كقوله تَعَالَى:﴿وَلِلَّهِ
الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾[النحل].

وعكسها الصفات السلبية: الأصل فيها أنها تأتي مجملة، قال تَعَالَى:
﴿هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا[مريم: 65 وما جاء من الصفات
السلبية مفصلًا فهذا نادر ومجيئُه مفصلًا لِحِكَمٍ
، منها: الرد على من يصف الله بالنقائص كمن يدَّعِي له الولد.

(وَلاَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن
مَّوَاضِعِهِ)

ومن أشد التحريف تحريف صفات الله، وعدم الإيمان بها كما جاءت، فمثلًا: كما تقدم من صفات
الله الوجه كما يليق بالله، وأهل التحريف
يؤولون الوجه بالثواب أو بالذات، الواجب الأخذ
بظاهر الصفة؛ لأن القرآن عربي ﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)﴾[الشعراء فلا
نؤوله ونخرجه عن ظاهره إلا بدليل، من غير تمثيل.

(وَلاَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَاءِ
اللهِ) الإلحاد:
اللغة: الميل،
وهذه القاعدة مأخوذة من قوله تَعَالَى:﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ
بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ
سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
[الأعراف: 180]. والإلحاد في أسماء الله منكر عظيم.

والإلحاد
في أسماء الله على أقسام كما ذكر ابن القيم وابن عثيمين رَحِمَهُما الله:

-نفي أسماء الله أو نفي بعضها، كما هو قول الجهمية: ينفون أسماء الله.

-أن يسمي الله بما يسمي به نفسه.

-الثالث: أن ينفي ما دل عليه الاسم من الصفة؛ فإن من القواعد في أسماء الله أن كل اسم من أسماء الله يتضمن إثبات صفة، فليست أعلامًا محضة.

والذين يثبتون أسماء
الله من غير صفة المعتزلة، أما أهل السنة
فإنهم يقولون: كل اسم من أسماء الله يدل على
إثبات صفة، والدليل قوله تَعَالَى:﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾.

-الرابع: أن يثبت الأسماء لله والصفات، ولكنه يجعلها دالة على التمثيل.

-الخامس: أن ينقلها إلى المعبودات أو
يشتق أسماء منها للمعبودات، مثل: أن يسمي شيئًا معبودًا بالإله، أو مثل: اللات
من الإله، والعزى من العزيز.

 (وآيَاتِهِ) قال الله:﴿إِنَّ
الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ﴾[فصلت].

آيات الله على قسمين: آيات كونية، وآيات شرعية.

الإلحاد
في آيات الله الكونية يكون بواحد من أمور ثلاثة: إما بإضافتها لغير الله، وإما باعتقاد
مشارك لله فيها، وإما باعتقاد معين لله فيها.

وقد نفى الله هذه
الثلاثة الأشياء عن غيره، فقال:﴿قُلِ ادْعُوا
الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي
السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ
مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ

والإلحاد
في آيات الله الشرعية: يكون إما بتكذيبها أن
يقول: ليست من عند الله.

أو تحريفها: بتغيير
لفظها، أو صرف معناها عما أراد الله بها
ورسوله.

أو مخالفتها: بترك الأوامر أو فعل النواهي. كما ذكر الشيخ ابن
عثيمين.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/07/5_20.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(6) اختصار شرح العقيدة الواسطية

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(6) اختصار شرح العقيدة الواسطية

 

 (وَلا يُكَيِّفُونَ، وَلا
يُمَثِّلُونَ صِفَاتِهِ بِصِفَاتِ خَلْقِهِ)

هذا من عقيدة أهل السنة إثبات صفات الله من غير تكييف ولا تمثيل.

 (لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ: لا سَمِيَّ لَهُ) هذا يدل على إثبات صفات الله من غير تمثيل. قال تَعَالَى:
﴿ هَلْ تَعْلَمُ
لَهُ سَمِيًّا
[مريم: 65أي: مثيلًا.

(وَلا كُفْءَ لَهُ) قال تَعَالَى:﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ
كُفُوًا أَحَدٌ[الإخلاص: 4]. الكفو: الشبيه والنظير.

(وَلا نِدَّ لهُ) قال تَعَالَى:
﴿فَلا تَجْعَلُوا
لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ
[البقرة: 22].

وهذه-السَّمي، الكفو، الند- معناها متقارب جِدًّا.
 كما في«شرح
العقيدة الواسطية»(1/114) لابن عثيمين.

(ولا يُقَاسُ بِخَلْقِهِ
سُبْحَانَهَ وَتَعَالَى)
هذا فيه النفي
أن يقاس الله بخلقه، والنفي هنا نفي قياس
الشمول والتمثيل، وأما قياس الأَولى فلا يدخل
فيه.

القياس في باب التوحيد على ثلاثة أقسام، فالأولان ممنوعان في حق الله؛ لأن فيه التشبيه والتمثيل،
فالله يقول:﴿لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[الشورى:11].

 قياس الشمول:
هو الذي تستوي أفراده وتندرج تحت قضية كلية،
هذا منفي، ولله المثل الأعلى.

قياس التمثيل كما في «التحفة المهدية»(1/106): هو إلحاق الفرع بالأصل في الحكم بجامع الوصف المشترك بينهما.

قياس الأولى:
هو أن ما ثبت في حق المخلوق، وأمكن أن يتصف
الله به، فيوصف الله به من باب أولى، قال تَعَالَى:
﴿وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾[النحل: 60 وهكذا ما
كان من نقص في المخلوق فالله أولى بأن ينفى عنه،
كالعيوب، والنقائص،
الله أولى بأن ينفى عنه.

علَّق على هذه الآية الشيخ ابن عثيمين في «شرح العقيدة الواسطية»(1/115 وقال: بمعنى كل صفة كمال،
فلله تعالى أعلاها، والسمع والعلم والقدرة
والحياة والحكمة وما أشبهها موجودة في المخلوقات،
لكن لله أعلاها وأكملها.

 (فَإنَّهُ أَعْلَمُ بِنَفْسِهِ) أي: أن الله
أعلم من كل عالم، وهذا فيه شمول علم الله ﴿ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾[التغابن: 11].

(وَبِغَيْرِهِ، وَأَصْدَقُ قِيلًا)
كما قال تَعَالَى:﴿ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾[النساء:122].

(وَأَحْسَنُ حَدِيثًا)
كما قال تَعَالَى:﴿
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا﴾[النساء:87].

(مِنْ خَلْقِهِ)
هذا تعليل لما سبق في أننا نصف الله بما وصف به نفسه،
وننفي عنه ما نفاه عن نفسه من غير تحريف ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف؛ لأن الله أعلم بنفسه وبغيره، وهو قد أخبر بذلك.

( ثُمَّ رُسُلُه صَادِقُونَ
مُصْدوقُون)
وهذا يدل على
صدق الرسل فيما أخبروا به من الصفات؛ لأنهم
صادقون مصدوقون.

الصادق في قوله،
المصدوق فيما يأتي به من الوحي.

(بِخِلافِ الَّذِينَ يَقُولُونَ عَلَيْهِ مَا لا يَعْلَمُونَ)
من المشركين والكفار وأهل
البدع والأهواء والتحريف.

(وَلِهَذَا قَالَ: ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ
عَمَّا يَصِفُونَ (180) وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (181) وَالْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (182) ﴾[الصافات] .

﴿رَبِّكَ
﴾ الرب: المالك،
والسيد، والمنعم،
والمربي، والمصلح.

والربوبية
قسمان: عامة،
وخاصة.

الربوبية
العامة: ربوبية الخلق والملك والتدبير
والإنعام، هذه عامة لجميع الخلق تشمل: البر، والفاجر، والحيوانات.

الربوبية
الخاصة: ربوبية النُّصرة، والهداية،
والحفظ، والرعاية،
وهذه لأولياء الله.

وهذا النوع
أخص من الأول.

الربوبية في ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ
عَمَّا يَصِفُونَ (180)﴾ خاصة، وفي ﴿ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ يشمل
الربوبية الخاصة والعامة.

﴿ رَبِّ الْعِزَّةِ ﴾
أي: صاحب العزة،
والعزة من صفات الله، ومن أسمائه العزيز، والعزيز هو:
الذي لا يغالَب ولا يمانَع.

التسبيح: تنزيه الله عما لا يليق به.

(فَسَبَّحَ نَفْسَهُ)
أي: نزه نفسه.

(عَمَّا وَصَفَهُ بِهِ الْمُخَالِفُونَ لِلرُّسُلِ، وَسَلَّمَ
عَلَى الْمُرْسَلِينَ؛ لِسَلامَةِ مَا قَالُوهُ مِنَ النَّقْصِ وَالْعَيْبِ)
الذين ينفون صفات الله،
أو يمثلون صفات الله بصفات خلقه، ونحو ذلك.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/08/6_13.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(7) اختصار شرح العقيدة الواسطية

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(7) اختصار شرح العقيدة الواسطية

 

 (وَهُوَ سُبْحَانَهُ قَدْ جَمَعَ فِيما وَصَفَ
وَسَمَّى بِهِ نَفْسَهُ بينَ النَّفْيِ وَالإِثْبَاتِ)
صفات الله على قسمين:
صفات ثبوتية، وصفات منفية.

الأصل في
الصفات الثبوتية أنها تأتي مفصلة، مثل قوله
تَعَالَى:﴿وَهُوَ
الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15)﴾[البروج].

وهذا
من حيث إن كل اسم من أسماء الله يتضمن صفة، فهذا يفيد أن الصفات الثبوتية تأتي مفصلة، وقد تأتي مجملة،
كقوله تَعَالَى:﴿وَلِلَّهِ
الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾[النحل: 60].

والأصل
في الصفات المنفية أنها تأتي مجملة،
قال تَعَالَى: ﴿لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11]. وقد تأتي مفصلة لبعض الأسباب، كالرد على عقيدة باطلة مثل: نفي الولد عن الله: ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ [الإخلاص: 3]، أو توهم نقص في حق الله، مثل: ﴿
وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ﴾ [ق: 38].

والصفات
المنفية تتضمن ثبوتًا فهي ليست نفيًا محضًا؛
إذ النفي المحض عدم، فمثلًا: ﴿وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾ [الكهف:49].
فيه نفي الظلم؛ لكمال عدله سُبحَانَهُ.

 (وَسَمَّى بِهِ نَفْسَهُ بينَ النَّفْيِ
وَالإِثْبَاتِ) أسماء الله
كلها ثبوتية، فليس فيها منفي، ومراده رَحِمَهُ اللهُ معاني الأسماء التي فيها
نفي، فمثلًا:
السلام من أسماء الله، والقدوس، والأحد،
فالسلام والقدوس فيهما تنزيه الله عن المعايب والنقص،
والأحد فيه نفي المشاركة والمماثلة. كما قال
شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللهُ في «مجموع الفتاوى»(7/107).

 (فَلاَ عُدُولَ لأَهْلِ السُّنَّةٌ
وَالْجَمَاعَةِ عَمَّا جَاءَ بِهِ الْمُرْسَلُونَ)
أي: لا انحراف ولا زيغ لأهل السنة والجماعة عما جاء به
المرسلون.

وهذا يدل أن عقيدة أهل السنة والجماعة هي
العقيدة الصحيحة؛ لأنها هي التي جاء بها
المرسلون.

 (فَإِنَّهُ
الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ)
أي: طريق المرسلين الصراط المستقيم، ومن ذهب يمينًا أو شمالًا فقد خرج عن الصراط المستقيم، قال تَعَالَى:﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا
تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
[الأنعام:153].

(صِرَاطُ) الصراط: هو
الطريق الواسع الذي لا اعوجاج فيه.

 (الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ
النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ والصَالِحِينَ)
نعم الله على قسمين:

عامة: تشمل المؤمنين والكافرين،
كنعمة العافية، والولد، والمال، والبيت، ونحو ذلك.

وخاصة: وهي للمؤمنين، وهي التي في قوله تَعَالَى: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) ﴾[الفاتحة].

 والذين أنعم الله عليهم هم أربعة أصناف، قال تَعَالَى:
﴿ وَمَنْ يُطِعِ
اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ
أُولَئِكَ رَفِيقًا
(69)﴾[النساء].

﴿ مِنَ النَّبِيِّينَ ﴾ وهم كل من أوحى الله إليهم ونبأهم فهو داخل في هذه الآية. اهـ
من«شرح العقيدة
الواسطية»(1/136)لابن عثيمين.

﴿ وَالصِّدِّيقِينَ ﴾ هم المذكورون في قوله تَعَالَى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ
الصِّدِّيقُونَ﴾ [الحديد: 19].

﴿ وَالشُّهَدَاءِ ﴾ هم الذين قتلوا في سبيل الله.

﴿ وَالصَّالِحِينَ ﴾ جمع صالح، وهو القائم بما يجب عليه من حقوق
الله وحقوق عباده.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/08/7_13.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1446
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(8) اختصار شرح العقيدة الواسطية

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(8) اختصار شرح العقيدة الواسطية

 

قال شيخ الإسلام: (مَا وَصَفَ اللهُ
بِهِ نَفسَهُ فِي سُورَةِ الإِخلاصِ) (السورة):
هي عبارة عن آيات من كتاب الله مسوَّرة، أي:
منفصلة عما قبلها وعما بعدها، كالبناء
الذي أحاط به السور. اهـ من «شرح
العقيدة الواسطية»(1/139)لابن عثيمين.

واختلفوا من أي شيء اشْتُقت السورة؟ قيل: من
الإبانة والارتفاع، وقيل: لشرفها وارتفاعها كسور البلدان.

وجمع سورة سُوَر،
وقد يجمع على سُوَرَات وسُورَات.

 (سُورَةِ الإِخلاصِ) قولان في تسمية هذه السورة
بسورة الإخلاص، أحدهما: أنها اختصت بذكر صفات الله تَعَالَى،
الثاني: أن من قالها مؤمنًا بما فيها يكون قد
خلص من الشرك ويكون موحدًا.

(الَّتِي تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ) والدليل: أن النّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم قالوَالَّذِي
نَفسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَتَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ»
رواه البخاري (5013)
عن أَبِي سَعِيدٍ الخُدرِيِّ.

ومن فضائل هذه السورة:
روى البخاري (7375
ومسلم (813)
عَن عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ،
وَكَانَ يَقرَأُ لِأَصحَابِهِ فِي صَلاَتِهِم فَيَختِمُ بِقُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى
الله عليه وسلم، فَقَالَسَلُوهُ
لِأَيِّ شَيءٍ يَصنَعُ ذَلِكَ؟»، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ:
لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحمَنِ، وَأَنَا
أُحِبُّ أَن أَقرَأَ بِهَا، فَقَالَ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلمأَخبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ».

وهذا الحديث الأخير:
نستفيد منه الرد على من أنكر أن يقال: صفات
الله سُبحَانَهُ، وقد جاء هذا عن ابن حزم.

وتكلم أهل العلم على كون هذه السورة تعدل ثلث
القرآن، أشهرها:
أن القرآن على ثلاثة أقسام: أحكام، وقصص، وتوحيد. وهذه السورة أخلصت في توحيد الله.

وهذا
هو أحسن ما قيل،كما
قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ في «شرح
العقيدة الواسطية».

قوله رَحِمَهُ الله:(حَيثُ يَقُولُ: ﴿ قُل هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَم يَلِد وَلَم يُولَد (3) وَلَم يَكُن لَهُ كُفُوًا
أَحَدٌ (4) ﴾ [الإخلاص] .

﴿قُل هُوَ﴾ أي: الشأن الله أحد.

هذه
ثلاثة أسماء لله  في هذه السورة:(اللَّهُ) بمعنى
المألوه أي: المعبود،
(أَحَدٌ) فيه إثبات صفة الأحدية لله، فالله واحد في ذاته وربوبيته وألوهيته وأسمائه
وصفاته،(الصَّمَدُ) في معناه أقوال: السيد، ومنهم من قال: الذي لا جوف له، ومنهم من قال: هو الذي تصمد إليه الخلائق حوائجها، ولا منافاة بين هذه
المعاني
.

والمراد بقولهم: لا جوف له، قال الشيخ ابن
عثيمين رَحِمَهُ اللهُ في «شرح العقيدة
الواسطية»(1/142): يعني: لا أمعاء ولا بطن، ولهذا قيل: الملائكة صمد؛ لأنهم ليس لهم أجواف، لا يأكلون ولا يشربون.اهـ.

ويجوز أن يقال للمخلوق صمد، إذا كان
يقصده الناس لقضاء حوائجهم.

وقدم سُبحَانَهُ ﴿
لَم يَلِد ﴾ على ﴿ وَلَم يُولَد ﴾ لأهمية الرد
على من ينسب الولد لله؛ فإن هذه
فرية شنيعة، قال تَعَالَى: ﴿
وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحمَنُ وَلَدًا لَقَد جِئتُم شَيئًا إِدًّا﴾ [مريم]
الآيات.

قوله سُبحَانَهُ: ﴿
لَم يَلِد وَلَم يُولَد ﴾ فيه الرد على من يدعي لله ولدًا،
كاليهود الذين يقولون: عزير ابن الله،
والنصارى الذين يقولون: المسيح ابن
الله، والمشركين الذين يقولون:
الملائكة بنات الله.

﴿ وَلَم يَكُن لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾الكفو:
الشبيه والنظير.

 واشتملت هذه السورة العظيمة على إثبات ثلاثة
أسماء لله: لفظ الجلالة الله،
الأحد، الصمد.

وأفاد الأحد نفي المشاركة والمماثلة،
وأفاد اسم الله الصمد أن الله مستحق لجميع الكمال.

واشتملت على نفي الفروع (الأولاد)
والأصول (الأبوان)، ونفي الشبيه
والنظير. وهذا النفي يستفاد منه إثبات ضده من الكمال لله.

واجتمع في هذه السورة الصفات الثبوتية والصفات السليبة.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/08/8_13.html

أضف رد جديد