(7)المرأة والدعوة إلى الله
العلم النافع عون على
القُدرة على الخِطابة
تسأل إحدى أخواتي في الله: أنا طالبة علم وقد آتاني الله من العلم
فأنا أستطيع أن أكتب وأحَضِّر وقد ختمت ولله الحمد أسأل الله القبول
والآن عندما ننزل إلى البلاد تحصل مناسبات للنفاس او اجتماعات ولكن
ما أدري لماذا لساني يقيَّد فما أستطيع أن آتي بموعظة أو كلمة، أظل اذكر الله في
نفسي، ثقيلة جدا علي أن أذكرهن بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله
فأرجع الى البيت وأنا قلبي موجوع جدا، ويصيبني الهم وأقول: لو أني
لو أني، أفيديني حفظك الله
هل أدعُهن حتى أقوى أكثر في العلم، أم أني أجاهد وأبحث وأقدِّم
لهن؟
الجواب
لا تتعجَّلي؛ قد يكون
هذا لقلة العلم، ليس هناكَ منَ العلم ما يَدفعكِ للكلام والنصيحة.
وقد سمعتُ والدي
يقول: كان فلان أبوه -وذكره- يتمنى أن يرى ابنَهُ يعظ الناس.
فقلت له: إذا كان
عنده علم فعلمه يُقيمه.
هذا كلام والدي
رَحِمَهُ الله.
وقد يكون هناكَ خجلٌ -ولا
نسميه حياءً؛ لأن الحياء خير كله-، وهذا بالتعود قليلًا قليلًا يزول إن شاء الله.
بعد ذلك لا يقفز
المبتدئ بين طلبة علم كِبار، فسينخلون كلامه نخلًا، من حيث النحو، وهفوات اللسان
في الكلمات، وضعف التعبير، ولكن بين عدد يسير من العوام، والمرأة بين العاميات، وما
يدرون بشيءٍ، وربما قالوا بعد الكلمة: هذا شيخ الإسلام.
مع أن والدي الشيخ
مقبل رَحِمَهُ الله كان ينصح طالب العلم بالتمكُّن من العلم، ويقول: حتى العوام منهم
من يعرف أن المتكلم غير متمكِّن، ويقولون: أما هذا لا تُرسلون به إلينا. يعني:
لإلقاء الخُطَب.
ثم عليكِ بالدعاء،
فالدعاء عظيم في جلب الخير وتحقيق المطالب، قال ربنا عَزَّ وَجَل: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60].
وأيضًا انظري موضوعًا
سهلًا، وقد كان والدي رَحِمَهُ الله يقول: ما فيه أحد إلَّا ويستطيع أن ينفع
إخوانه، يشرح لهم صفة صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صفة وضوء
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يشرح لهم آية قرآنية، أو حديثًا
نبويًّا.
كما كان والدي
رَحِمَهُ الله يحث على الاهتمام بالعلم قبل الاهتمام بالخطابة.
ومما ذكر لنا
رَحِمَهُ الله أن الخطيب قد يَنسى الموضوع الذي أعدَّه، لكن إذا كان عنده علم فإنه
سيتحول إلى موضوع آخر، قال: ممكن يتحول إلى تفسير سورة العصر...
وقال لنا رَحِمَهُ
الله: كنا مرة في (كُنَا)، فتكلم أحدُ إخوانِنَا، ثم قال: عن أبي هريرة رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ، قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثم نظر
إلي، وقال: ما ذا يا أبا عبد الرحمن؟
أمَّا تعليمُ
الخِطابة، فهذا كانَ والدي لا يراهُ، وقد عرض عليه أحدُ الطلاب تعليم فنِّ
الخِطابة.
فقال له: اطلبِ العلم.
يعني: العلم كفيلٌ أن
يوصِلك إلى كلِّ خير، فلا تتعجَّل.
وفقنا الله وإياكم
لكل خير.
المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/04/7.html