اختصار درس تبصرة العقول في شرح ثلاثة الأصول


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1444
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(11) اختصار درس تبصرة العقول في شرح ثلاثة الأصول

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(11) اختصار درس تبصرة العقول في شرح ثلاثة الأصول

 



 (المَرتَبَةُ الثَّالِثَةُ) أي: المرتبة
الثالثة من مراتب الدين.

وأعلى مراتب الدين: الإحسان، وبعد
الإحسان الإيمان، والإسلام.

 (الإِحسَانُ رُكنٌ وَاحِدٌ وَهُوَ: أَن تَعبُدَ
اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِن لَم تَكُن تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) هذا تعريف الإحسان شرعًا،
فسَّره رَسُول اللَّهِ الله صلى الله عليه وسلم.


والإحسان لغة: الإتقان.

(كَأَنَّكَ
تَرَاهُ) أي: تشاهده.

(فَإِن لَم
تَكُن تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ)إذا كنت لا
تراه فالله يراك.

(وَالدَّلِيل
قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ
مُحْسِنُونَ (128) ﴾ [النحل: 128]) هذا دليل
الإحسان.

معية الله على قسمين:

معية عامة: أي أن الله معنا بسمعه وبصره وعلمه وقدرته، قال الله تَعَالَى: ﴿
وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)﴾[الحديد: 4]. وهذه  المعية لجميع الخلق.


ومعية خاصة: وهي تقتضي النصرة والحفظ والتأييد، قال تَعَالَى: ﴿
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) ﴾
[النحل: 128].


(وقَولُهُ:
﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ
(218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(220) ﴾[الشعراء])

التوكل: صِدْقُ اعْتِمَادِ الْقَلْبِ عَلَى اللَّهِ فِي
اسْتِجْلَابِ الْمَصَالِحِ، وَدَفْعِ الْمَضَارِّ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ كُلِّهَا.

﴿ الَّذِي
يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ أي: أن الله
يراه على أي حال، ويراه حين يقوم إلى الصلاة
راكعًا، ساجدًا.

(وقَولُهُ:
﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ
مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ﴾[يونس: 71])

الشأن: الخَطْب والأمر.

﴿ إِذْ
تُفِيضُونَ فِيهِ الإفاضة: الدخول
في العمل.

وهذه
الأدلة فيها:

- أن الله مطلع على عباده
وأعمالهم.

-الحث على مراقبة الله.

المراقبة: دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى
على ظاهره وباطنه قاله ابن القيم.

(وَالدَّلِيلُ
مِنَ السُّنَّةِ حَدِيثُ جِبرَائِيلَ المَشهُورِ عَن عُمرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ: بَينَمَا نَحنُ جُلُوسٌ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذات يوم إِذ طَلَعَ عَلَينَا رَجُلٌ، شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ،
شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعرِ)

(شَدِيدُ
بَيَاضِ الثِّيَابِ) في هذا عدة
فوائد تتعلق بالعلم وآدابه، منها:

-النظافة والتجمل عند الذهاب إلى مجالس العلم من
غير مبالغة.

-وفيه لباس الأبيض من الثياب، وهذا يحتاجه الرجل، أما
المرأة فتخرج بجلبابها الساتر.

-وفيه أن الطالب يجلس أمام معلمه.

وقوله: (فَأَسنَدَ رُكبَتَيهِ إِلَى رُكبَتَيهِ، وَوَضَعَ
كَفَّيهِ عَلَى فَخِذَيهِ)
قد جاءت رواية أنه وضعها على ركبتي النّبِيّ صلى
الله عليه وسلم كما عند النسائي، ورواية النسائي
تفصل النزاع في المسألة.

(فَقَالَ:
صَدَقْتَ، فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ)

تعجَّبُوا لأن الذي يسأل
يكون جاهلًا، ولكن لأن السائل في الحقيقة
جبريل عليه الصلاة والسلام، الذي ينزل بالوحي
على النّبِيّ صلى الله عليه وسلم.

 فنستفيد منه: أنه
لا بأس أن يسأل عن الشيء الذي يعلمه؛ ليستفيد
الحاضرون.

(قَالَ:
فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ
السَّائِلِ»)

-فيه أنه لا يعلم أحد متى تقوم الساعة إلا الله.

-وفيه السكوت عن الإجابة فيما لا يعلمه، وكما قال تَعَالَى: ﴿وَلَا
تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾[الإسراء: 36].

(قَالَ:
فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا)

أي: علاماتها.

(قَالَ:
«أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا)

أي: سيدتها، وهذا
فيه أقوال، منها:
أن البنت تشتري جارية-أمَةولا تعلم أنها أمها،
فتكون الأم خادمة لسيدتها التي هي البنت.

وهذا من علامات الساعة
نؤمن بهذا وبجميع أشراط الساعة.

(وَأَنْ
تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي
الْبُنْيَانِ)

يعني: فقراء، حفاة
ليس عندهم نعل، عراة لا كساء لهم، ثم يصيرون أصحاب أموال وعمائر، هذا من علامات الساعة.


(قَالَ:
فَمَضَى) أي: مضى جبريل عليه الصلاة والسلام.

(فَلَبِثْنَا
مَلِيًّا) الزمن الطويل.

 (اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ) فيه أن الصحابة كانوا يقولون: «اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ» بإضافة الرسول، وهذا في حياته صلى الله عليه وسلم، أما بعد وفاته فيقتصر على «اللهُ أَعْلَمُ» حتى ولو كان في الأمور الدينية، روى البخاري (4625ومسلم (2860) عن ابن عباس الحديث، وفيه
أنه يقال للنبي صلى الله عليه وسلم: «إنك لا
تدري ما أحدثوا بعدك».

والنبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حي في قبره حياة برزخية الله أعلم بكيفيتها، وهذا مضمون ما استفدنا من والدي رَحِمَهُ اللهُ في
هذه المسألة.

واستفدنا: أهمية معرفة أركان الإسلام والإيمان والإحسان، وأن هذا هو ديننا «أَتَاكُمْ
يُعَلِّمُكُمْ أَمرَ دِينَكُمْ»،
فهذه المسائل هي أصول ديننا، فينبغي أن نحفظها، ونفهمها، ونحرص على نشرها، ونحرص
على تعليم أبنائنا هذه الأركان العظيمة.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/08/11.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1444
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(12) اختصار درس تبصرة العقول في شرح ثلاثة الأصول

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(12) اختصار درس تبصرة العقول في شرح ثلاثة الأصول

 

قوله
رَحِمَهُ اللهُ: (الأَصلُ الثَّالِثُ) من
ثلاثة الأصول: معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه
محمدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.


قوله
رَحِمَهُ اللهُ: (مَعرِفَةُ نَبِيِّكُم مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ: مُحَمَّدُ بنُ عَبدِاللهِ بنِ
عَبدِالمُطَّلِبِ بنِ هَاشِمٍ)
نسب النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بْنِ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ
قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعبِ بْنِ لؤَيِّ بْنِ غالِبِ بْنِ
فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ
مُدْرِكَةَ بْنِ إِلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ.

وإلى
عدنان متفق عليه بين النسَّابين، وما فوق ذلك
مختلف فيه.

قوله
رَحِمَهُ اللهُ: (وَهَاشِمٌ مِن قُرَيشٍ) روى
الإمام مسلم (2276)
عن وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«
إِنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنَانَةَ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَاصْطَفَى قُرَيْشًا مِنْ كِنَانَةَ، وَاصْطَفَى مِنْ قُرَيْشٍ بَنِي هَاشِمٍ، وَاصْطَفَانِي مِنْ بَنِي هَاشِمٍ».

«اصْطَفَى» أي: اختار.

فهذا
الحديث دليل على أن بني هاشم من قريش.

وهنا
قاعدة في الأنساب: كل هاشمي قرشي، وليس كل قرشي هاشميًّا.


قوله
رَحِمَهُ اللهُ: (وَقُرَيشٌ مِنَ العَرَبِ) من
أصول العرب، من كنانة من ولد إسماعيل بن
إبراهيم خليل الله.

وقريش: هو فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.

 وقيل: هو
النضر بن كنانة-أي:
جد فهر بن مالك-ابنِ خُزيمةَ بنِ مُدرِكةَ
بنِ إلْياسَ بنِ مُضَرَ.

قوله
رَحِمَهُ اللهُ: (وَالعَرَبُ مِن ذُرِّيَّةِ
إِسمَاعِيلَ بنِ إِبرَاهِيمَ الخَلِيلِ عَلَيهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا أَفضَلُ
الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ)
ظاهر كلامه رَحِمَهُ اللهُ أن العرب كلهم
العدنانية والقحطانية من ذرية إسماعيل بن إبراهيم.

ولم
يختلفوا أن العدنانية من ذرية نبي الله إسماعيل، ونقل
الإجماع عليه  ابن عبد البر رَحِمَهُ الله.

وأما
القحطانية فاختلفوا على قولين:

 أحدهما: أنهم
ليسوا من ذرية إسماعيل، وهذا قول جمهور أهل
الأنساب، وذهب إليه ابن حزم، ورجحه ابن تيمية.

والقول
الثاني: أنهم من ذرية إسماعيل.

وتبويب
البخاري(بَابُ نِسْبَةِ اليَمَنِ إِلَى إِسْمَاعِيلَ) يفيد ترجيح هذا القول الثاني، حيث جزم بنسبة اليمن إلى إسماعيل، ورجحه الحافظ
ابن حجر.

فائدة: قبائل اليمن قحطانيون.

قوله
رَحِمَهُ اللهُ: (الخَلِيلِ عَلَيهِ وَعَلَى
نَبِيِّنَا أَفضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ)


الخليل
لقب لنبي الله إبراهيم، والخلة أرفع من المحبة.

ولم
يتخذ الله عَزَّ وَجَل من خلقه خليلًا سوى نبيين: نبينا
محمد، وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام.

قوله
رَحِمَهُ اللهُ: (وَلَهُ مِنَ العُمرِ ثَلَاثٌ
وَسِتِّونَ سَنَةً)
توفي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ
وعمره ثلاث وستون سنة.

 (مِنهَا أَربَعُونَ قَبلَ
النُّبُوَّةِ)
أي: نُبِّئ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى
آلِهِ وَسَلَّمَ وهو ابن أربعين.

 (وَثَلَاثٌ وَعِشرُونَ
نَبِيًّا رَسُولًا) هذه مدة النبوة ثلاث وعشرون عامًا.


(نُبِّئَ بِـ ﴿اقْرَأْ﴾[العلق: 1]) نزلت الخمس الآيات
الأولى من سورة العلق.

(وَأُرْسِلَ بِالمُدَّثِّرِ) يعني: الآيات الأولى منها.

النّبِيّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ نبئ بسورة اقرأ –والمراد: كما سبق الخمس الآيات الأولىوأرسل بأول المدثر.

(وَبَلَدُهُ مَكَّةَ) قال تَعَالَى:
﴿
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي
أَخْرَجَتْكَ﴾[محمد: 13]. أي: مكة، كما في
كتب التفسير.

 (وَهَاجَرَ إِلَى
المَدِينَةِ)
البلدة التي هاجر إليها النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ
المدينة.

(بَعَثَهُ اللهُ بِالنَّذَارَةِ عَنِ الشِّركِ وَيَدعُو إِلَى
التَّوحِيدِ، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)
قُمْ فَأَنْذِرْ (2)﴾ ...)

﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾، يُنذِر عَنِ الشِّركِ وَيَدعُو إِلَى
التَّوحِيدِ. ينذر
عن غضب الله، ينذر عن النار.

﴿ فَكَبِّرْ ﴾أَي: عَظَمَهٌ بِالتَّوحِيدِ، فمن لم يوحد الله
عَزَّ وَجَل لم يعظمه.

﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ الآية أعم تشمل: تطهير الأعمال من الشرك،
وتطهير الأخلاق من الأخلاق السيئة، وطهارة
القلب، وتشمل أيضًا الطهارة من النجاسة الحسية.

﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾، الرُّجزُ: الأَصنَامُ.

﴿ فَاهْجُرْ﴾ أي: اترك
عبادتها، وتبرأ إلى الله منها ومن أهلها.

﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6)﴾ أي: لا تعطِ عطاءً وتطلب أكثر مما أعطيت.

﴿ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) ﴾ أي: اصبر لحكم ربك الشرعي والقدري.

 (أَخَذَ عَلَى هَذَا عَشرَ سِنِينَ يَدعُو إِلَى
التَّوحِيدِ)
أي: استمر على هذا يدعو إلى التوحيد.

 النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ وهو بمكة كان تركيز دعوته على التوحيد ثلاثة عشر عامًا، وقد يدعو إلى غير التوحيد من شرائع الإسلام.

قوله رَحِمَهُ اللهُ:
(وَبَعدَ العَشرِ عُرِجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ)
أي: في السنة الحادي عشرة.

وهذا التحديد مختلف فيه بين أهل السير، فعلى هذا القول يكون الإسراء والمعراج قبل الهجرة
بثلاث سنين، ومنهم من قال: بسنة ونصف، إلى
غير ذلك.

ولا نعلم في أي شهر عُرج بالنبي صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، أما ما
اشتهر بين الناس أنه عرج به على سبعة وعشرين في شهر رجب،
فهذا ليس عليه دليل صحيح.

قوله رَحِمَهُ اللهُ:
(وَفُرِضَت عَلَيهِ الصَّلَوَاتُ الخَمسُ)
يعني:
فرضت الصلوات الخمس ليلة المعراج بمكة قبل الهجرة،
فلما هاجر النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أُتمت
الرباعية؛ لأنها أول ما فرضت ركعتين.

 (وَصَلَّى فِي مَكَّةَ ثَلَاثَ سِنِينَ) الحادي عشرة
والثاني عشرة والثالث عشرة، وهذا على قول
بعضهم كما تقدم.

 (وَبَعدَهَا أُمِرَ بِالهِجرَةِ إِلَى
المَدِينَةِ)
أي: بعد ثلاثة عشر عامًا من البعثة.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/08/12_22.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1444
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(13) اختصار درس تبصرة العقول في شرح ثلاثة الأصول

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(13) اختصار درس تبصرة العقول في شرح ثلاثة الأصول

 

قوله
رَحِمَهُ اللهُ: (وَالهِجرَةُ: الانتِقَالُ مِن
بَلَدِ الشِّركِ إِلَى بَلَدِ الإِسلَامِ)
هذا تعريف الهجرة شرعًا.

 والهجرة لغة: الترك.

والهجرة
على ثلاثة أقسام: هجرة البلد، وهجرة العمل، وهجرة
العامل.

هجرة
العمل: من الكفر والبدع والفسوق والعصيان.

وهجرة
العامل، وهذا يشمل هجر الكافر والمبتدع.

ضابط بلاد الكفر:

 استفدنا
من والدي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى الضابط في هذا: أن
بلاد الكفر هي التي أغلب مَنْ فيها كفار.

 (وَالهِجرَةُ فَرِيضَةٌ
عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِن بَلَدِ الشِّركِ إِلَى بَلَدِ الإِسلَامِ)

(فَرِيضَةٌ) أي: واجبة، والدليل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي
أَنْفُسِهِمْ ﴾
الآيات، وقوله صلى الله
عليه وسلم: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ
مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ المُشْرِكِينَ»
رواه الترمذي (1604)
عَنْ جَرِيرِ.

وهذا إذا كان في بلاد الكفر لا يستطيع أن يقيم
فيها دين الله، ولا أن يظهر فيها شعائر الله، فيجب عليه الهجرة إذا كان قادرًا عليها.

أما إذا كان آمنًا على دينِهِ، ويقدر على إقامة دين الله وإظهار شعائر اللهفلا يجب عليه الهجرة.

ونستفيد من أدلة وجوب الهجرة: أن الذي لا يهاجر مع القدرة مرتكب لكبيرة، وليس معنى هذه الأدلة التي فيها الوعيد أنه يخرج
من الملة.

(وَهِيَ بَاقِيَةٌ إِلَى أَن
تَقُومَ السَّاعَةِ) الهجرة لا تنقطع ما بقي الجهاد.

 أما قوله صلى
الله عليه وسلم: «لَا هِجْرَةَ بَعْدَ
الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا» رواه البخاري (2783ومسلم (1353) عن ابْنِ عَبَّاسٍ، فهذا
لأن مكة صارت بلد إسلام.

والمهاجر لا يحل له أن يرجع إلى بلده ويبقى فيها،
حتى ولو صارت بلد إسلام إلا ثلاثة أيام-وهذا
من مشقة الهجرة-كما في «صحيح مسلم»(1352) عن الْعَلَاءِ بْنِ الْحَضْرَمِيِّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ
النّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لِلْمُهَاجِرِ
إِقَامَةُ ثَلَاثٍ بَعْدَ الصَّدَرِ بِمَكَّةَ»، كَأَنَّهُ
يَقُولُ لَا يَزِيدُ عَلَيْهَا .

وهناك بعض استثناءات كضرورة علاج ونحو ذلك.

(فَلَمَّا استَقَرَّ بِالمَدِينَةِ أَمَرَ بِبَقِيَّةِ شَرَائِعِ
الإِسلَامِ، مِثلُ: الزَّكَاةِ) فيها قولان لأهل العلم:


 أحدهما: أنها فرضت في المدينة.


 الثاني: أنها فرضت في مكة، قال
تَعَالَى: ﴿ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ (6) الَّذِينَ
لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ﴾[فصلت: 6-7]. وهذه الآية
مكية، قالوا: ولكن
أنصباؤها وتفصيل الكلام عليها شرع في المدينة، وبهذا
يجمع بين الأدلة.

(وَالصَّومِ) فرض في
المدينة السنة الثانية من الهجرة، فتوفي صلى
الله عليه وسلم وقد صام تسع رمضانات.

(وَالحَجِّ) فرض بالمدينة، وفي تحديد السنة خلاف،
فمنهم من قال: في السنة السادسة،
واستدلوا بقوله تَعَالَى: ﴿وَأَتِمُّوا
الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾[البقرة: 196ومنهم من قال: في
السنة التاسعة، وهذا قول جمهور أهل العلم، ومنهم من قال: في
التاسعة أو العاشرة، القول الأخير فيه تردد.

(وَالجِهَادِ) فرض في السنة
الثانية من الهجرة.

(وَالأَذَانِ) فرض في السنة
الأولى، وقيل: في
السنة الثانية.

والنّبِيّ صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة لم
يكن هناك أذان، فكانوا يتحينون الصلاة ثم يخرجون.

 (أَخَذَ عَلَى
هَذَا عَشرَ سِنِينَ)
هذه المدة التي بقيها صلى الله عليه وسلم في المدينة: عشر سنين.

 والدليل عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «أُنْزِلَ
عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَمَكَثَ بِمَكَّةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، ثُمَّ أُمِرَ بِالهِجْرَةِ فَهَاجَرَ إِلَى
المَدِينَةِ، فَمَكَثَ بِهَا عَشْرَ سِنِينَ، ثُمَّ تُوُفِّيَ صلى الله عليه وسلم» رواه البخاري (3851).

(وَبَعدَهَا تُوُفِّيَ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِ) ووفاته صلى الله عليه وسلم كانت في رَبِيعٍ الْأَوَّلِ
سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وقد
أصيب الصحابة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم بمصيبة لا أشد منها.


(وَدِينُهُ بَاقٍ) لأن الله تكفل بحفظه.


 (لَا خَيرَ إِلَّا دَلَّ
الأُمَّةُ عَلَيهِ، وَلَا شَرَّ إِلَّا حَذَّرَهَا مِنهُ)

روى
مسلم (1844)
عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو أن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّهُ
لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ
عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ
شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ».

 (بَعَثَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً،
وَافتَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ عَلَى جَمِيعِ الثَّقَلَينِ: الجِنِّ وَالإِنسِ) فرسالته صلى
الله عليه وسلم عامة، وروى البخاري (335، 438ومسلم (521) عن جَابِرِ الحديث وفيه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم قَالَ: «وَكَانَ النَّبِيُّ
يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً». وأدلة أخر: ﴿لِأُنْذِرَكُمْ
بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾[الأنعام: 19].

(وَأَكمَلَ اللهُ بِهِ الدِّينَ،
وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾
[المائدة: 3]).

وهذه من أعظم النعم على هذه الأمة أن الله أكمل
لها هذا الدين، وهذه الآية نزلت في حجته صلى الله
عليه وسلم بعرفة.

روى البخاري (45ومسلم (3017)عَنْ
عُمَرَ، أَنَّ رَجُلًامِنَ اليَهُودِ قَالَ لَهُ: يَا
أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ فِي كِتَابِكُمْ
تَقْرَءُونَهَا، لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ
اليَهُودِ نَزَلَتْ، لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ
اليَوْمَ عِيدًا. قَالَ: أَيُّ آيَةٍ؟
قَالَ: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾[المائدة: 3].

 قَالَ عُمَرُ: قَدْ
عَرَفْنَا ذَلِكَ اليَوْمَ، وَالمَكَانَ
الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ قَائِمٌ بِعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ.

وهذا يفيدنا
أن اليهود يخترعون الأعياد بأهوائهم، ولكن نحن
نتبع في أعيادنا الشرع، فليس لنا إلا عيدان: عيد الفطر وعيد الأضحى.


المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/09/13_14.html

أضف رد جديد