سلسلة التوحيد والعقيدة


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1539
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(136)سلسلة التوحيد والعقيدة

 
                       الكلام على صفة التعجب لله عَزَّ وَجَل
 
التعجب كما قال الفاكهي في «مجيب الندى شرح قطر الندى»(2/271): انفعال يحدث في النفس عند الشعور بأمر خفي سببُه وخرج عن نظائره. اهـ.
وهذا التعريف أكثرهم يذكره، وبنى عليه أهلُ الكلام وكثير من النحويين نفي صفة التعجب لله عز وجل، كما يتطرق بعض النحويين للكلام على نفي صفة التعجب في هذا الموضع من كتب النحو؛ من باب التنبيه-زعموا- على تنزيه الله عَزَّ وَجَل عن إثبات هذه الصفة؛ لأن التعجب يصدر عند غرابة حدوث الشيء ومفاجأته، وكما قيل: إذا عُلِم السبب بطل العجب.
وقالوا: لو أثبتت هذه الصفة لثبتت صفة الجهل، وأن الله عَزَّ وَجَل لا عِلم له قبل وقوعه، ولكن هذا المعنى في حق المخلوق وليس في حق الخالق؛ لأن علم الله سبحانه أزلي، ﴿ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40) ﴾ [الأحزاب:40]. ﴿ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (61)﴾ [يونس:61].
 والتعجب ليس محصورًا فيما خفي سببه، فقد يطلق على هذا، وقد يطلق على الشيء الذي خرج عن نظيره.
قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ في «تعليق مختصر على لمعة الاعتقاد»(60): والعجَبُ نوعان: أحدهما: أن يكون صادرًا عن خفاء الأسباب على المتعجِّب، فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النوع مستحيل على الله؛ لأن الله لا يخفى عليه شيء.
الثاني: أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه، مع علم المتعجِّب، وهذا هو الثابت لله تعالى. اهـ.
فالله سبحانه يتعجب عند خروج الشيء عن نظائره لا عن جهل بالعلم به، أو عما ينبغي أن يكون.
وقد جاءت الأدلة في إثبات هذه الصفة، قال الله تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ﴾ [الرعد:5].  على أحد القولين للمفسرين ﴿ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ ﴾ أي: أن الله عَزَّ وَجَل يتعجب من قولهم.
 والقول الثاني: المراد به النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في الموضِعين. قال ابن جرير في تفسير سورة الصافات: حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال، قال ابن زيد في قوله: ﴿ وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ﴾، قال: إن تعجب من تكذيبهم، وهم قد رأوا من قدرة الله وأمره وما ضرب لهم من الأمثال، فأراهم من حياة الموتى في الأرض الميتة، إن تعجب من هذه فتعجَّب من قولهم: ﴿أئذا كنا ترابًا أئنا لفي خلق جديد. هذا أثرٌ صحيح.
يونس: ابن عبد الأعلى الصدفي، وهو: ثقة.
وهذه فائدة إسنادية، إذا وجدنا في « تفسير ابن جرير الطبري»: يونس عن ابن وهب، فيونس بن عبد الأعلى، وابن وهب: عبد الله المصريان.
وفي قراءة عبدالله بن مسعود: ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ(12)﴾ [الصافات:12]. بتاء المتكلم ﴿عَجِبْتُ﴾ وهو الله سبحانه، وفي «صحيح مسلم»( 2054) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: «قَدْ عَجِبَ اللهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا بِضَيْفِكُمَا اللَّيْلَةَ».
 وهناك أدلة أخرى تدل على صفة التعجب لله عَزَّ وَجَل، وإن لم يكن فيها لفظ التعجب، مثل قول الله تعالى: ﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ ﴾ [البقرة:28]، وقوله تعالى: ﴿ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ (175) ﴾ [البقرة:175]، وقوله تعالى: ﴿ أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ﴾ [مريم:38].  
والنافون لإثبات هذه الصفة يؤوِّلُونها، منهم من قال: ما ورد منه في كلامه العزيز فهو مصروف إلى المخاطَب، وهذا الذي ذكره الفاكهي في «مجيب الندى شرح قطر الندى» (2/271)، ومنهم من أوَّل هذه الصفة بالرضا، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في «فتح الباري» حديث رقم (3010): وقد تقدم توجيه العجَب في حق الله في أوائل الجهاد، وأن معناه الرضا، ونحو ذلك.
 وهذا باطل؛ لأن من العجب ما يكون عن رضا الله عَزَّ وَجَل به واستحسانه، ومنه ما يبغضه ويسخطه.
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/01/136.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1539
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(137)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(137)سلسلة التوحيد والعقيدة

 
شمول علم الله عَزَّ وَجَل
من كلام ابن القيم رَحِمَهُ الله في «اجتماع الجيوش الإسلامية»(2/294) في شمول علم الله عَزَّ وَجَل: يَعْلَمُ مَا كَانَ وَمَا يَكُونُ، وَمَا لَا يَكُونُ أَنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ. اهـ.
أما (يعلم ما كان) أي: في الماضي، فهو يعلم أن فلان يموت في العام الماضي، أو يولد فلان، أو يتزوج، أو يحفظ القرآن. يعلم دقائق الأمور وكبارها، سُبحَانَهُ وَتَعَالَى.
وأما يعلم (ما يكون) أي: يعلم ما يكون في المستقبل، من الخير والشر والموت والحياة، قال تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنْزِلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [لقمان:34].
وأما يعلم (مَا لَا يَكُونُ أَنْ لَوْ كَانَ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ) فربنا سبحانه يعلم ما لم يكن لو كان كيف يكون، أي: يعلم الأشياء التي لا تكون أبدًا، فهو يعلم لو كان كيف يكون. وشواهد ذلك في القرآن الكريم:
قال تعالى: ﴿وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾.
قال الحافظ ابن كثيرٍ في تفسير سورة المؤمنون: يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ غلظهم في كفرهم بأنه لو أزاح عنهم الضر وَأَفْهَمَهُمُ الْقُرْآنَ لَمَا انْقَادُوا لَهُ وَلَاسْتَمَرُّوا عَلَى كُفْرِهِمْ وَعِنَادِهِمْ وَطُغْيَانِهِمْ..إلى أن قال: فَهَذَا مِنْ بَابِ عِلْمِهِ تَعَالَى بما لا يكون ولو كان كيف يكون، قَالَ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كُلُّ مَا فِيهِ لَوْ فَهُوَ مِمَّا لَا يَكُونُ أَبَدًا. اهـ.
وقال سبحانه: ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ﴾[الأنفال:23 ].
وَقَالَ: ﴿وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقالُوا يَا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدا لَهُمْ مَا كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ- إلى قوله- بِمَبْعُوثِينَ﴾ [الْأَنْعَامِ: 27- 29].
وقال الله عَزَّ وَجَل: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)﴾[الأنبياء:22].
 وقال الله سبحانه في المنافقين: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)﴾[التوبة:47 ].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا وَإِذًا لآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾  [النِّسَاءِ: 66-68].
وقال سبحانه: ﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81)﴾[الكهف].
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/01/137.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1539
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(138)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(138)سلسلة التوحيد والعقيدة

 
نفي المساواة بين المسلم والكافر
قال الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)﴾[القلم: 35-36].
وقال الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21)﴾[الجاثية: 21].
 وقال الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (18)﴾[السجدة: 18].
 هذه الأدلة في نفي المساواة بين المسلم والفاسق، بين البَرِّ والفاجر، فلا ينبهر المسلم، مثلًا: بجمال الكافر، أو أخلاقه إن وُجدت، كالصدق في معاملته، وأمانته، وبشاشته، لا ينبهر المسلم ولا يغتر بهذا، هذا من شأن العوامِّ هم الذين يغترون بالمظاهر، وربما أثنوا على الكافر وأنه أحسن من المسلم؛ لأنه يبتسم مثلًا، لأن معاملته طيبة إلى غير ذلك. وهذا كلامٌ  خطير.
وهذه أخطاء عند بعض المسلمين، حتى إن والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ اللهُ يقول: بعض الكفار من أراد أن يسْلِمَ يقول: نحن نجد عندكم-أي: عند المسلمين-الغش، الكذب، الخيانة. فيتقاعسون عن الإسلام بسبب أفعال بعض المسلمين المُشِينة.
 فوالدي رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى يقول: الإسلام بريء من هذا، وإنما هذه الأفعال من بعض المسلمين.
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/01/138.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1539
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(139)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(139)سلسلة التوحيد والعقيدة

 
أعظم المخلوقات
عَنْ جُوَيْرِيَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ: «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟»قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ»رواه مسلم (2726).
استنبط شيخ الإسلام من هذا الحديث، كما في «مجموع الفتاوى»(6/553): أَنَّ زِنَةَ الْعَرْشِ أَثْقَلُ الْأَوْزَانِ.
وقد سألتُ والدي الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله عن وجه استنباط شيخ الإسلام من هذا الحديث فقال: لأنه ذكر العرش دون غيره. والله أعلم.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/02/139.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1539
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(140)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(140)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                                       من آثار السلف في زيادة الإيمان ونقصانه

 

عَنِ الْأَسْوَدِ بْنِ
هِلَالٍ الْمُحَارِبِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي مُعَاذٌ: اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنُ
سَاعَةً. يَعْنِي: نَذْكُرُ اللَّهَ.

أخرجه أَبُو عُبَيْدٍ في
كتاب « الإيمان»(24)، وابن أبي شيبة في « المصنف»(6/164).

وأخرجه البخاري معلَّقًا
في كتاب الإيمان، تبويب حديث رقم (8).

هذا أثرٌ صحيح.

 

قال أبو عبيد عقِبَهُ: وَبِهَذَا الْقَوْلِ
كَانَ يَأْخُذُ سُفْيَانُ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، يَرَوْنَ
أَعْمَالَ الْبِرِّ جَمِيعًا مِنَ الِازْدِيَادِ فِي الْإِسْلَامِ؛ لِأَنَّهَا
كُلَّهَا عِنْدَهُمْ مِنْهُ.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/04/140.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1539
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(141)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(141)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

التوسل المشروع.

التوسل المشروع على ثلاثة أقسام:

التوسل
إلى الله بأسمائه وصفاته، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180] الآية.

التوسل
إلى الله بالعمل الصالح، يعني: يتوسل الشخص إلى الله بعمله الصالح ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)﴾[آل عمران: 16].﴿ رَبَّنَا
إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوابِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193)﴾[آل عمران: 193]. التوسل
إلى الله بالعمل الصالح في هذه الآية وهو الإيمان بالله،
التوسل إلى الله بالعقيدة الصحيحة، ومن
ذلك قصة الثلاثة التي انطبقت عليهم الصخرة فتوسل كل واحد إلى الله بعمله الصالح.

التوسل
إلى الله بدعاء الرجل الصالح، يعني: يقول له: ادع
لي.

 وتقييد الرجل بالصالح يدل
على أن صلاحه معلوم، فما يُطلب الدعاءُ من
إنسانٍ لا يُعلم صلاحه، ومن باب أولى أنه لا
يطلب الدعاء من الفاسق.

 ومن أدلة هذا النوع قول
أم سليم رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُمِّ سُلَيْمٍ،
أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ
خَادِمُكَ أَنَسٌ، ادْعُ اللهَ لَهُ، فَقَالَ: «اللهُمَّ
أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ
فِيمَا أَعْطَيْتَهُ» رواه البخاري (6344ومسلم (2480).

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/07/141.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1539
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(142)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(142)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

هل كان عبد الله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يرى
تعليق التميمة من القرآن والأذكار؟

 

الجواب:

جاء
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا كَلِمَاتٍ نَقُولُهُنَّ
عِنْدَ النَّوْمِ مِنَ الْفَزَعِ: «بِسْمِ اللَّهِ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ
التَّامَّاتِ، مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ
الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ».

 قَالَ: فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يُعَلِّمُهَا
مَنْ بَلَغَ مِنْ وَلَدِهِ أَنْ يَقُولَهَا عِنْدَ نَوْمِهِ، وَمَنْ كَانَ
مِنْهُمْ صَغِيرًا لَا يَعْقِلُ أَنْ يَحْفَظَهَا كَتَبَهَا لَهُ، فَعَلَّقَهَا
فِي عُنُقِهِ.

رواه
أحمد(11/295) واللفظ له، والترمذي(3528) من طريق 
مُحَمَّد بْن إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
جَدِّهِ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. الحديث.

ومحمد
بن إسحاق مدلس وقد عنعن.

ولكن
المرفوع له شاهد عند الإمام أحمد (27 / 108 ).

وذكر
الحديث الشيخ الألباني في «الصحيحة» (264)، وقال عن الزيادة -يعني: الزيادة
الموقوفة على عبد الله بن عمرو-: هذه الزيادة منكرة عندي؛
لتفرده –محمد بن إسحاق-بها، والله أعلم.


ولقوله: (وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ
صَغِيرًا لَا يَعْقِلُ أَنْ يَحْفَظَهَا كَتَبَهَا لَهُ فَعَلَّقَهَا فِي عُنُقِهِ) عُزِيَ إلى عبدالله بن عمرو أنه يرى تعليق التميمة إذا كانت من
القرآن والأذكار، وهذا في «فتح المجيد» وغيره، ولكن فيه محمد
بن إسحاق مدلس وقد عنعن، فلا يصح السند، ولو ثبت لا يدل أنه من باب التمائم؛ لأنه
إنما علقها للحفظ.

وقد
وجدت ولله الحمد- ما يؤيد ما ذكرته في توجيه أثر عبد الله بن عمرو وهذا على فرض
ثبوته-  في «
فتاوى اللجنة الدائمة»(1/301): وما روي عن
ابن عمرو إنما هو في تحفيظ أولاده القرآن، وكتابته في الألواح وتعليق هذه الألواح
في رقاب الأولاد، لا بقصد أن تكون تميمة، يستدفع بها الضرر، أو يجلب بها النفع.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/07/142.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1539
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(143)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(143)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                       الثبات على العقيدة من أسباب السعادة

قال تَعَالَى لأهل
النار: ﴿قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ
عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ
الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي
وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما
صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ (111)﴾[المؤمنون].

دلَّتْ هؤلاء الآيات
الكريمات على فضل الثبات على العقيدة، وعدم المبالاة بالساخرين المستهزئين.

قال الحافظ ابن كثير
في تفسير هؤلاء الآيات من « تفسيره»: قَالَ تَعَالَى مُذَكِّرًا لَهُمْ بِذُنُوبِهِمْ فِي الدُّنْيَا
وَمَا كَانُوا يَسْتَهْزِئُونَ بِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلِيَائِهِ:﴿
إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا
وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا﴾، أَيْ:
فَسَخِرْتُمْ مِنْهُمْ فِي دُعَائِهِمْ إِيَّايَ وَتَضَرُّعِهِمْ إِلَيَّ ﴿حَتَّى
أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي﴾ أَيْ: حَمَلَكُمْ بُغْضُهُمْ عَلَى أَنْ نَسِيتُمْ
مُعَامَلَتِي، ﴿وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ
تَضْحَكُونَ﴾ أَيْ: مِنْ صَنِيعِهِمْ
وَعِبَادَتِهِمْ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:﴿ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كانُوا مِنَ
الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ﴾ [المطففين:
29- 30] أي: يلمزونهم؛ استهزاء.

 ثم أخبر تعالى عَمَّا جَازَى بِهِ أَوْلِيَاءَهُ
وَعِبَادَهُ الصَّالِحِينَ، فَقَالَ تعالى:﴿ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما
صَبَرُوا ﴾ أَيْ: عَلَى أذاكم لهم واستهزائكم بهم أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ
بالسعادة والسلامة والجنة والنجاة من النار.

 

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/08/143.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1539
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(144)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(144)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                                      الحساب يوم القيامة

 

عن
عَائِشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ» قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ أَوَلَيْسَ
يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا﴾ [الانشقاق: 8]؟
قَالَتْ: فَقَالَ: «إِنَّمَا ذَلِكِ العَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الحِسَابَ
يَهْلِكْ» رواه البخاري (103).

«
من نوقش» كاستخراج الشوكة بالمنقاش، معناه: من
دُقِّقَ عليه في  الحساب يهلك، نسأل الله
العافية.

وهذا
فيه موعظة للمسلم والمسلمة في الاستعداد لدار الآخرة، وأنه سيرى أعماله، وتظهر له
مخبآت، ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)﴾ [الطارق: 9]، ﴿ وَبَدَا لَهُمْ
سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48)﴾
[الزمر:48]. ﴿ وَحَاقَ بِهِمْ ﴾ أي: أحاط بهم.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/08/144.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1539
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(145)سلسلة التوحيد والعقيدة

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(145)سلسلة التوحيد والعقيدة

 

                              
صفة العَجَبِ لله عَزَّ وَجَل

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «عَجِبَ اللَّهُ مِنْ قَوْمٍ
يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ فِي السَّلاسِلِ» رواه البخاري (3010).

قال النووي رَحِمَهُ الله في « رياض الصالحين»: معناها
يؤسرون ويقيدون ثم يسلمون فيدخلون الجنة.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/08/145.html

أضف رد جديد