مواعظ رمضان


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

مواعظ رمضان

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(44)مواعظ رمضان

 
الفتور في رمضان بعد الإفطار
 
في «مدارج السالكين» (1/ 452) لابن القيم رَحِمَهُ الله: وَأَمَّا مُفْسِدَاتُ الْقَلْبِ الْخَمْسَةُ فَهِيَ: كَثْرَةُ الْخُلْطَةِ، وَالتَّمَنِّي، وَالتَّعَلُّقُ بِغَيْرِ اللَّهِ، وَالشِّبَع، وَالْمَنَام.
 فَهَذِهِ الْخَمْسَةُ مِنْ أَكْبَرِ مُفْسِدَاتِ الْقَلْبِ. ثم شرحها ووضَّح المراد منها، وقال رحمه الله عن ضرر الشبع على القلب:
 الشبع يُفْسِدُهُ بِقَدْرِهِ وَتَعَدِّي حَدِّهِ، كَالْإِسْرَافِ فِي الْحَلَالِ، وَالشِّبَعِ الْمُفْرِطِ، فَإِنَّهُ يُثْقِلُهُ عَنِ الطَّاعَاتِ، وَيَشْغَلُهُ بِمُزَاوَلَةِ مُؤْنَةِ الْبِطْنَةِ وَمُحَاوَلَتِهَا، حَتَّى يَظْفَرَ بِهَا، فَإِذَا ظَفِرَ بِهَا شَغَلَهُ بِمُزَاوَلَةِ تَصَرُّفِهَا وَوِقَايَةِ ضَرَرِهَا، وَالتَّأَذِّي بِثِقَلِهَا، وَقَوَّى عَلَيْهِ مَوَادَّ الشَّهْوَةِ، وَطُرُقَ مَجَارِي الشَّيْطَانِ وَوَسَّعَهَا، فَإِنَّهُ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ.
 فَالصَّوْمُ يُضَيِّقُ مَجَارِيَهُ، وَيَسُدُّ عَلَيْهِ طُرُقَهُ، وَالشِّبَعُ يَطْرُقُهَا وَيُوَسِّعُهَا، وَمَنْ أَكَلَ كَثِيرًا شَرِبَ كَثِيرًا، فَنَامَ كَثِيرًا، فَخَسِرَ كَثِيرًا.
وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ «مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ».
وشكى بعض الناس  إلى والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله:
يأتينا  فتور  بعد  الإفطار  من الصيام.
فسمعته قال: لعلكم  تأكلون  كثيرًا. اهـ.
فما أحسن الاعتدال في الأكل في رمضان!
 
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/03/44.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(45)مواعظ رمضان

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(45)مواعظ رمضان

 
                الحث على تفطير الصائم
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ، غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا» رواه الترمذي(807).
 
والمراد بتفطير الصائم كما قال شيخ الإسلام في «الفتاوى الكبرى» (5/376): أَنْ يُشْبِعَهُ.
وقال الشيخ ابن عثيمين في «شرح رياض الصالحين» (5/315): اختلف العلماء في معنى من فطر صائما.
 فقيل: إن المراد من فطَّره على أدنى ما يفطر به الصائم ولو بتمرة.
وقال بعض العلماء: المراد بتفطيره أن يشبعه؛ لأن هذا هو الذي ينفع الصائم طول ليله، وربما يستغني به عن السحور.
 ولكن ظاهر الحديث:
 أن الإنسان لو فطر صائما ولو بتمرة واحدة، فإنه له مثل أجره.
ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على إفطار الصائمين بقدر المستطاع، لاسيما مع حاجة الصائمين وفقرهم، أو حاجتهم؛ لكونهم لا يجدون من يقوم بتجهيز الفطور لهم، وما أشبه ذلك.
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/03/45.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(46)مواعظ رمضان

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(46)مواعظ رمضان

 
                    تحلي الصائم بالهدوء والسكينة
الحرص على الهدوء والسكينة، وترك العصبية، والنزاعات، ورفع الأصوات، النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ والوَقَارِ».
وهذا يحتاج إلى مجاهدة، ويحتاج إلى صبر «وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ».
فمن تصبرت صبَّرها الله، وأمدها بالمعونة والثبات، وكثير من البيوت يتكدَّرُ نعيمُها في نهار رمضان، ولا سيما قبل الغروب، يتكدَّر نعيمها وأُنْسها؛ بسبب الخلافات والخصام ورفع الأصوات، فعلى الصائم أن يتحلى بالهدوء والسكينة « وَلَا يَصْخَبْ» يعني: لا يرفع صوته. «فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ» حِلْمٌ وأخلاق، نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ».
«وَالجَهْلَ» السَّفه والسباب، ومجاذبة الأصوات.
 وعلى الأم أن تضبط نفسَها- نسأل الله أن يعيننا جميعًا- لا ترفع صوتها على الأولاد، لا ترفع صوتها على جليساتها ومن حولها، وهكذا الأب؛ ليكون أجر الصوم كاملًا تامًّا.
هذا، وليس معناه أن الأُسر الصالحة معصومة، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، فهم ليسوا بملائكة، وليسوا معصومين، فلا بد أن يكون هناك نقص، وهناك نزغات من الشيطان.
 ولهذا علينا بأن نجبر النقص بالاستغفار ﴿ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ﴾ [فصلت: 6 ]. فإن الاستغفار يجبر النقص، وشُرعت صدقة الفطر؛ لأنها تكمل النقص، وهذا من رحمة الله عَزَّ وَجَل، كما روى ابن ماجة (1827) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، فَمَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلَاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ، وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ».
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/03/46.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(47)مواعظ رمضان

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(47)مواعظ رمضان

 

                                   حلاوة
العبادة

مما ينبغي أن نحرص عليه: التلذذ بحلاوة العبادة، وانشراح الصدر لها، فالعبادة
لها ذوق وحلاوة، والمحروم من حُرِمها، النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى
آلِهِ وَسَلَّمَ: «ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا،
وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا» رواه مسلم (34) عَنِ
الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.

وكثير من الناس محروم من التلذذ بالعبادة، يصلي فلا
يشعر بحلاوة الصلاة، وربما قام متثاقلًا لها، متضجرًا منها، وهذا من صفات المنافقين
﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا
إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ
إِلَّا قَلِيلًا (142)﴾[النساء:142]. يقرأ القرآن ولا يجد حلاوة القرآن، يذكر الله
ولا يجد حلاوة ذكر الله، يستغفر ولا يشعر بلذة وراحة الاستغفار، وهذه مصيبة؛ فإن
العبادة لها لذة وراحة وانشراح، ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ
بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)﴾ [الرعد].

وشيخ الإسلام ابن تيمية
رَحِمَهُ اللهُ يقول كما نقله عنه ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ في «مدارج السالكين»(1/452) يَقُولُ: إِنَّ فِي
الدُّنْيَا جَنَّةً مَنْ لَمْ يَدْخُلْهَا لَمْ يَدْخُلْ جَنَّةَ الْآخِرَةِ.

ويقول شيخ الإسلام كما في «مدارج السالكين»(2/68):
إِذَا لَمْ تَجِدْ لِلْعَمَلِ حَلَاوَةً فِي قَلْبِكَ وَانْشِرَاحًا، فَاتَّهِمُهُ؛
فَإِنَّ الرَّبَّ تَعَالَى شَكُورٌ.

قال ابن القيم: يَعْنِي أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ
يُثِيبَ الْعَامِلَ عَلَى عَمَلِهِ فِي الدُّنْيَا مِنْ حَلَاوَةٍ يَجِدُهَا فِي
قَلْبِهِ، وَقُوَّةِ انْشِرَاحٍ، وَقُرَّةِ عَيْنٍ. فَحَيْثُ لَمْ يَجِدْ ذَلِكَ
فَعَمَلُهُ مَدْخُولٌ.

ورمضان مليءٌ بالخيرات والبركات، وتمر الأيام ولا يجد
تحسنًا في حاله؛ لفقدِ حلاوة العبادة.

فعلينا بأن نتفقد أنفسنا، إنَّ فقدان لذة العبادة
وراحتها، لا يأتي إلا لأسباب، من أعظمِهَا:

الذنوب كما قال ربنا عَزَّ وَجَل: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ
مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)﴾ [الشورى].

استحلاء الدنيا وتعلق القلوب بها، والدنيا والآخرة ضدان لا يجتمعان،
فإذا أرضيت إحداهما سخطت الأخرى، نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى
آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «وَاللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي
أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا
تَنَافَسُوهَا، فتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ» رواه  البخاري (3158)، ومسلم (2961) عَنِ عَمْرو بْن
عَوْفٍ الأَنْصَارِيّ.

الغفلة عن الله وذِكْرِهِ، وقد قال ربنا
سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿ وَلَا تَكُنْ مِنَ
الْغَافِلِينَ (205)﴾[الأعراف].

لكن الشاشات، واللقاءات، والمنتزهات، والملاهي، وسماع
الأناشيد، يجد طربًا  وشوقًا وراحة وذوقًا
وحلاوة، أما العبادة فيدفع نفسه إليها بالغصْب والقوَّة.

رزقنا ربي وإياكم
حلاوة العبادة.

 
 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/04/47.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(48)مواعظ رمضان

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(48)مواعظ رمضان

 

                                    الاستغفار

لا ننسى الاستغفار في هذه الأيام المباركة، لآبائنا
وأمهاتنا وأقاربنا فلهم حق علينا، وخاصة الأبوين؛ نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ
عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ
عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» رواه مسلم.

والاستغفار من الدعاء، ونص النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ على الولد الصالح؛ لأنه هو الذي يعرف حقَّ
أبويه، ولا ينسى معروف أبويه، وهذا من الوفاء لهم، فنسأل الله أن يرحمهم وأن يغفر
لهم، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم.

وأنبِّه أن من الوفاء بين الزوجين الاستغفار لبعضهما
لبعض، ومن سبق بالوفاة فينبغي لمن بقيت له حياة بعده أن يستغفر له، وهذا من الوفاء
بين الزوجين، وقد جاء أن المقريزي -أحد العلماء- تزوج بفتاة وأنجبت له محمدًا
وعليًّا، ثم توفيت رحمها الله، واسمها سفرى بنت عمر، قال زوجها: فكنت أستغفر لها،
فرأيتها مرة في المنام، جاءت إليَّ بأكفانها التي كفنتها فيها، وأنا أعلم أنها
ميتة، فقلت لها: يا أم محمد، أيصلك هديتي؟ قالت: نعم، في كل يوم تصل هديتك إليَّ. ثم
بكت وقالت: قد علمتَ أني عاجزة عن مكافأتك. فقلت لها: لا عليكِ، عما قليل ونلتقي. ينظر «درر العقود الفريدة»(2/99).

صحيح عمَّا قليل ونلتقي إن شاء الله، نسأل الله أن
يجمعنا في دار كرامته، دار النعيم والسلام.

فهكذا هذه الحياة الدنيا، هذا يتقدم، وهذا يتأخر،
سُنَّة الله في خلقه، فهم السابقون ونحن اللاحقون، والموت يتغدى ويتعشى، فمن سبقنا
من أهالينا وأحبابنا الله أعلم كم بقاؤنا بعدهم؟ كلنا صائرون إلى الموت ﴿كُلُّ
مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ
وَالْإِكْرَامِ (27)﴾ [الرحمن].

وها نحن في الثلث الثاني من رمضان، والله أعلم هل ندرك
رمضان إلى آخره أم لا؟ وإن أدركنا رمضان كله هل ندرك رمضان آخر أم لا؟

فنحن لم نخلق للبقاء في الحياة الدنيا، إنما أوجدنا
الله عَزَّ وَجَل فيها؛ اختبارًا وابتلاءً، ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ
وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْغَفُورُ (2)﴾ [الملك]. ليس أكثر أولادًا، أكثر تجارة، أكثر أموالًا، أكثر نساءً
﴿ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾.

رب اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/04/48.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(49)مواعظ رمضان

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(49)مواعظ رمضان

 

                             

   من
مخدرات العقول

 

قال والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله:

أقبح من
القات: التلفزيون، هذا يا
إخواني في الله كما أن القات يعتبر مخدرًا-بعضه يعتبر
مخدرًا، وهو لا خير فيه سواء خدر أم لم يخدر-التليفزيون
مخدر للعقول، نبينا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ يقول كما في «صحيح
البخاري»: «لَيَكُونَنَّ أَقْوَامٌ مِنْ أُمَّتِي، يَسْتَحِلُّونَ
الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ»، وهو في
البخاري من حديث أبي مالك أو أبي عامر. والمعازف هي آلات اللهو والطرب التي جاء بها
أعداء الإسلام، حتى إن الناس الآن أصبحوا يحتقرون أغانيهم
القديمة، ما يعجبهم إلا الأغاني العصرية.

قلنا: إن الناس أصبحوا يحتقرون
أغانيهم القديمة، ومنها ما
هو محرم، ومنها ما لا يعد شيئًا لو
عقل أصحابها، ومنها ما ليس بمحرم دندنة
على كلام فارغ، ويأتون الآن بموديلات جديدة، وربما تفتن بعضهم في أشرطة أمريكية أو باكستانية...
إلى غير ذلك أعجمية ما يسمع إلا رنة الصوت،
والله المستعان.

القصد عمى عمى على المسلمين،
عمُو وقلدوا أعداء الإسلام،
كما أخبر النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، ففي «الصحيحين» من حديث أبي هريرة أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قال: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا بِشِبرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ
لَدَخَلْتُمُوهُ»،
قَالُوا: الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «فَمَنْ؟!».

فالتليفزيون أُتي به؛ ليكون ضرَّةً للقرآن، رب العزة يقول في كتابه الكريم: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى
لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ َ﴾ [البقرة: 185].

 والمسلمون
في كثير من البلاد الإسلامية في الليالي الفاضلة يعكفون على التلفزيون، فمِن عاكف
على التليفزيون من أجل الأغاني، ومِن عاكف على التليفزيون؛ من أجل النظر إلى
الصور المحرمة، ونبينا محمد [color=text1]صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ يَقُولُ كما في [/color]«[color=text1]الصحيحين[/color]»([1])[color=text1] من حديث أبي طلحة[/color]: «[color=text1]لا تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلاَ صُورَةٌ[/color]».

[المرجع إجابة السائل على أهم
المسائل لوالدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

قلت: ويشبه التلفزيون
في تخدير العقول: هذه الأجهزة الحديثة الالكترونية، فهي تُخدِّر عقول الرجال
والنساء، والصغار والكبار، وتضيع أوقاتهم.

وقد تكون أشد من
التلفاز وأضر؛ لأنها لا تكاد تفارق صاحبها، سواء في المنزل، أو العمل، في السفر أو
الحضر، في الطريق وأينما اتجه.

فاحذروا على
أنفسِكُم، ولا سيما في هذه الأيام الفاضلة المباركة، أواخر العشر من رمضان.

([1]) البخاري (3322ومسلم (3225) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ،
عَنْ أَبِي طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.


المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/04/49_16.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(50)مواعظ رمضان

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(50)مواعظ رمضان

 

رمضان من أسباب الهداية إلى الخير

الهداية لها أسباب كثيرة:

ورحمة الله تدرك الشخص ولو بالرؤيا المنامية.

 أو بالأذان سمع المؤذن.

 أو برؤية المسلمين في اجتماع
كالحجيج.

 أو بمرض، فبعد مرضه يريد الله
به خيرًا.

فما أكثر سبب الهداية؟!

أيضًا، فرب معصية يفعلها يخاف بعد ذلك، ويرجع إلى الله.

ومنها: الجليس الصالح.

 وأيضًا العِبَر، ربما يمشي في
أرض الله فيجد من العبر ما تكون سببًا في هدايته.

وأيضًا الحوادث.

وأحكام الدين
العادلة.

وأيضًا الزلازل.

 وشهر رمضان.

 [استفدته وقيدته من دروس والدي الشيخ مقبل بن
هادي الوادعي رَحِمَهُ الله] 

اللهم اجعلنا هداة مهتدين.                   

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/03/50.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(51)مواعظ رمضان

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(51)مواعظ رمضان

 

                   الجود في رمضان

عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ
جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ
القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ
بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ» رواه البخاري (6)، ومسلم (2308).

هذا
الحديث علق عليه والدي رَحِمَهُ الله في «إجابة السائل» في أوائل كتاب الصيام:

 ومعنى الحديث أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ كريم في جميع أوقاته، يعطي العطاء الذي لا يعطيه
الملوك والرؤساء، وهو في رمضان أكثر كرمًا، فينبغي أن يتزود المسلم في رمضان من
النفقة، ويتزود أيضًا من العبادة.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/03/51.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(52)مواعظ رمضان

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(52)مواعظ رمضان

 

                 راحة
قلب المؤمن بالصلاة


عَنْ سَالِمِ
بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي صَلَّيْتُ فَاسْتَرَحْتُ،
فَكَأَنَّهُمْ عَابُوا عَلَيْهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «يَا بِلَالُ أَقِمِ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا
بِهَا» رواه أبو داود (4985).

 يعني: الصلاة راحة، وتشرح الصدر، وتجلب الراحة
والطمأنينة.

فالصلاة راحة
لقلوب المؤمنين، وقرة عيون الموحدين.

 ونعوذ بالله أن يكون الحال أرحنا من الصلاة.

[مقتبس من كلمة
الصلاة لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/03/52.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(53)مواعظ رمضان

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(53)مواعظ رمضان

 

                           من ثمار الصلاة

إن الصلاة من
ثمارها أنها تنهى عن المنكرات وعن الرذائل، تحجز عن الفحشاء، فالصلاة سياج -يعني:
حاجز- تحمي وتمنع من الوقوع في المعاصي، قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى في كتابه
الكريم: ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ
اللَّهِ أَكْبَرُ [الْعَنْكَبُوتِ: 45].

 لكن يجب أن نعلم أن هذه الصلاة التي تنهى عن
المنكرات والرذائل هي التي تُصلَّى كما صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ؛ لأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ يقول: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»([1]).

فالصلاة كما
صلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ، هذه هي التي
تشرح الصدور، والتي تحمي عن المنكرات والمعاصي والذنوب.

[مقتبس من
كلمة الصلاة لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

([1]) رواه البخاري (631) عن مالك
بن الحُويرث رضي الله عنه.


المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/03/53.html

أضف رد جديد