فقه التعامل بين الزوجين

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

فقه التعامل بين الزوجين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(28)فقه التعامل بين الزوجين

 
                             نعمة البيوت الهادئة
قال تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثًا وَمَتاعًا إِلى حِينٍ (80)﴾[النحل].
امتنَّ الله عَزَّ وَجَل على عباده بنعمٍ عديدة، ومن أجلِّها نعمة البيوت، وجعلها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى سكنًا.
قال الشوكاني رَحِمَهُ الله في «فتح القدير»(3/220): السَّكَنُ مَصْدَرٌ يُوصَفُ بِهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ، وَهُوَ بِمَعْنَى مَسْكُونٍ، أَيْ: تَسْكُنُونَ فِيهَا، وَتَهْدَأُ جَوَارِحُكُمْ مِنَ الْحَرَكَةِ، وَهَذِهِ نِعْمَةٌ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَوْ شَاءَ لَخَلَقَ الْعَبْدَ مُضْطَرِبًا دَائِمًا كَالْأَفْلَاكِ، وَلَوْ شَاءَ لَخَلَقَهُ سَاكِنًا أَبَدًا كَالْأَرْضِ.
ولن يشعر أحدٌ بنعمة البيوت وراحتها إلَّا بهدوئِهَا، أما بيوت تُملأُ بالضجيج، والأصوات العالية من كلِّ ناحية؛ فإنها تفقِدُ نِعْمَة البيوت؛ ولهذا كان من أوصاف بيوت أهل الجنة الهدوء.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا نَصَبَ».أخرجه البخاري (3820)، ومسلم  (2432).
فالبيوت الهادئة نعمة من الله، بخلاف البيوت الغاضبة المليئة بالخصام، ورفع الأصوات، ﴿إن أنكر الأصوات لصوت الحمير .
فليحرص الزوجان على تحقيق هذه النعمة؛ ليمتلِئَ البيت بالمسرات والبركات بإذن الله عَزَّ وَجَل.
 
كما ينبغي تربية الأولاد على الهدوء، والدعاء لهم بذلك وبالخير والصلاح.
 
الله يرزقنا وإياكم البيوت الهادئة.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/03/28.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(28) فقه التعامل بين الزوجين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(28) فقه التعامل بين الزوجين

 
 
     نعمة البيوت الهادئة
 
 
قال تَعَالَى:
﴿وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثًا وَمَتاعًا إِلى حِينٍ (80)﴾ [النحل].
 
 
  امتنَّ الله عَزَّ وَجَل على عباده بنعمٍ عديدة، ومن أجلِّها نعمة البيوت، وجعلها سُبحَانَهُ وَتَعَالَى سكنًا.
 
قال الشوكاني رَحِمَهُ الله في «فتح القدير»(3/220):
«السَّكَنُ مَصْدَرٌ يُوصَفُ بِهِ الْوَاحِدُ وَالْجَمْعُ، وَهُوَ بِمَعْنَى مَسْكُونٍ، أَيْ: تَسْكُنُونَ فِيهَا، وَتَهْدَأُ جَوَارِحُكُمْ مِنَ الْحَرَكَةِ، وَهَذِهِ نِعْمَةٌ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَوْ شَاءَ لَخَلَقَ الْعَبْدَ مُضْطَرِبًا دَائِمًا كَالْأَفْلَاكِ، وَلَوْ شَاءَ لَخَلَقَهُ سَاكِنًا أَبَدًا كَالْأَرْضِ».
 
ولن يشعر أحدٌ بنعمة البيوت وراحتها إلَّا بهدوئِهَا، أما بيوت تُملأُ بالضجيج، والأصوات العالية من كلِّ ناحية؛ فإنها تفقِدُ نِعْمَة البيوت؛ ولهذا كان من أوصاف بيوت أهل الجنة الهدوء.
 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: «أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا نَصَبَ».
أخرجه البخاري (3820)، ومسلم  (2432).
 
 
فالبيوت الهادئة نعمة من الله، بخلاف البيوت الغاضبة المليئة بالخصام، ورفع الأصوات، ﴿إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ﴾.
 
▪فليحرص الزوجان على تحقيق هذه النعمة؛ ليمتلِئَ البيت بالمسرات والبركات بإذن الله عَزَّ وَجَل.
 
كما ينبغي تربية الأولاد على الهدوء، والدعاء لهم بذلك وبالخير والصلاح.
 
الله يرزقنا وإياكم البيوت الهادئة.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/03/28_11.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(29) فقه التعامل بين الزوجين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(29) فقه التعامل بين الزوجين

 

تسأل
إحدى أخواتي في الله: هل يلزم المرأة أن تخبر زوجها إذا وصلها شيء من المال من
أبيها أو أخيها ..، علمًا أنه قد يأخذه عليها إذا علِم به؟

الجواب

أما الإلزام فهذا ليس
بلازمٍ  لكِ أن تخبريه بما يسوق الله إليكِ
من الرزق.

كما أن المرأة
الرشيدة لها أن تتصرف في مالِها الخاص من غير عِلْمِ زوجها، وهناك أدلة، منها:

عن ميمونة رَضِيَ
اللَّهُ عَنْها أَنَّهَا أَعْتَقَتْ وَلِيدَةً وَلَمْ تَسْتَأْذِنِ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُهَا الَّذِي يَدُورُ
عَلَيْهَا فِيهِ، قَالَتْ: أَشَعَرْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي أَعْتَقْتُ
وَلِيدَتِي، قَالَ: «أَوَفَعَلْتِ؟»، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: «أَمَا إِنَّكِ لَوْ
أَعْطَيْتِهَا أَخْوَالَكِ كَانَ أَعْظَمَ لِأَجْرِكِ» رواه البخاري(2592)، ومسلم(999).

والشاهد: أن ميمونة
رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أعتقت وليدتها من غير علِم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وما أعلمته إلا بعد أن أعتقت الوليدة.

عن ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ  «خَرَجَ وَمَعَهُ بِلالٌ،
فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعْ فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ،
فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلْقِي القُرْطَ وَالخَاتَمَ، وَبِلاَلٌ يَأْخُذُ فِي
طَرَفِ ثَوْبِهِ» رواه البخاري(98)، ومسلم (884).

إذا علمنا هذا، فيبقى
الأفضل، وهو أن المرأة تستأذن من زوجها إذا أرادت العطاء، وتتفاهم معه، وتُخبره
بما يصل إليها كما تُحب أن يخبرها هو بما فتح الله عليه.

كما يدخل هذا في حسْن
العشرة بين الزوجين، وزيادة الأُلفة والمودة، والشعور بالطمأنينة.

أما في حالة أن الزوج
يأخذ على المرأة مالها إذا علِمَ به، فهنا جَنى على نفسِهِ، وجلَبَ عليه تكتم
زوجتِهِ عنه.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/04/29.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(30) فقه التعامل بين الزوجين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(30) فقه التعامل بين الزوجين

 

الأُسر التي تهتم بالعلم

العلم
بركة، والأُسر التي تهتم بالعلم النافع، البركات والخيرات ينزلها الله عليهم،
ألفاظ طيبة، فلا شتم ولا كذب ولا أذى..، استغلال الأوقات إما في أمور دينهم أو
مصالح دنياهم، احترام، ورحمة وتعاطف، لِين وآداب ورأفة، هدوء وسكينة، خشية ومراقبة
لله، سعادة، راحة نفسية، يجر بعضهم بعضًا إلى الخير، ولا افتئات فلا تجسس، ولا
تعدي، أو تفريط في الحقوق، ولا فوضى، ولا إسراف.

الله
أكبر، ما أجمل العلم النافع!

ولا
أحسن من العلم في جَلْبِ الخير للزوجين وأولادهم.

اللهم
ارزقنا العلم النافع.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/05/30.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(31) فقه التعامل بين الزوجين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(31) فقه التعامل بين الزوجين

حرص
الزوجين على بركة البيوت


 

البيوت
العامرة بالخير بركة على أهلها


عامرة
بالعبادة والذكر، خالية من الغناء والموسيقى، بعيدة عن العنف والتخاصم والمعاندة،
مطردة للشيطان؛ لتلاوة القرآن وذكر الله فيها، هذه بركة على أهلها.


فاحرصوا على
بركة البيوت؛ لتمتلِئَ بالمسرات والخيرات بإذن الله عَزَّ وَجَل.


اللهم بارك
لنا فيما أعطيتنا ورزقتنا.


 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/05/31.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(32) فقه التعامل بين الزوجين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(32) فقه التعامل بين الزوجين

 

           من حُسْن عشرة
النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهله

 

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ القُرْآنَ وَرَأْسُهُ
فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ. رواه البخاري (297)، ومسلم (301).

الحِجر: حِضن الإنسان.
قال ابن الأثير في «النهاية» (1/ 342): والحِجْر بالفَتح وَالْكَسْرِ: الثَّوب
والحِضْن، والمصْدر بِالْفَتْحِ لَا غَيْرُ. اهـ.

والحضن: ما دُون
الإبط إلى الكشح.

والكشح كما قال
الخليل بن أحمد في «العين» (3/ 57): من لدن السرة إلى المَتْن ما بَيْنَ الخاصِرة
إلى الضِّلَع الخَلْف، وهو مَوضِع مَوقِع السَّيْف إلى المُتَقَلِّد.

هذا الحديث فيه من الفوائد:

 حسن
معاشرة النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهله.


وفيه قراءة القرآن للمضطجع كما قال تَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا
وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ[آلِ عِمْرَانَ: 191

وفيه قراءة القرآن بقرب النجاسة.

وفيه أن الحائض طاهرة،
وكما قال النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ، إِنَّ
المُسْلِمَ لا يَنْجُسُ» رواه البخاري (283ومسلم (371) عن أبي
هريرة.

والنجاسة في موضعها «إِنَّ
حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ بِيَدِكِ» رواه مسلم (298وأبو
داود (1613والإمام أحمد (41/314) عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/08/32.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(33) فقه التعامل بين الزوجين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(33) فقه التعامل بين الزوجين

 

                          الغيرة
بين الزوجين

 

عَنِ المُغِيرَةِ بن شعبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عن النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «أَتَعْجَبُونَ
مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ، لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي» رواه
البخاري (6846)، ومسلم (1499) 

هذا الحديث دليل على أن الغيرة على الزوجة
والمحارم صفة كمال، وأنها من صفات رب العالمين.

 إن الديوث:
الَّذِي لَا غَيْرَةَ لَهُ. كما في «الصحاح»(1/ 282).

فالذي يفقد الغيرة يقال له: ديوث، لا يبالي بمن
دخل على أهله، ولا يغار على أهله أن تخرج متبرجة، وأن تخاطب الرجال...، وهذا يدل
على دناءة من لا غيرة له.

وما يحصل من انتشار تبرج النساء، واختلاطهن بالرجال
ومحادثتهن لهم، وسفرهن بغير محرم، إلا لفقد الغيرة عند الرجال.

 أما النساء
اليوم فهناك منهن من استرجلت، وما صارت من جنس الإناث، في غاية من قلة الحياء، حتى
في مشيها كأنها رجل.

 إذًا من
كانت زوجته أو محرمه ولو لم تكن زوجته تختلط بالرجال، فهذا لا غيرة له على عرضه،
أو يختلي بها، أو يحادثها...، على هذا ما أكثر من ينطبق عليه ديوث في هذه الأزمنة!

وأقبح من هذا وأشد أن تظهر زوجته أو محرمه على
الشاشات  والإذاعات، هذا ديوث، اللفظ نفسه منفر.

ومن يأكل لحم الخنزير تذهب عنه الغيرة؛ لأن
الخنزير من أقذر الحيوانات وأنجسها، حتى إنه فيما ذكروا قد يمسك أنثاه لذكر آخر.

ومن أعظم أسباب فقد الغيرة: ضعف الإيمان.

 والغيرة بين الزوجين محمودة، ما لم تتجاوز الحد
إلى الشكوك والظنون السيئة، والله المستعان.

[مقتطف
من الدرس الثاني من دروس سورة النور لابنة الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله]

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/10/33.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(34) فقه التعامل بين الزوجين

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(34) فقه التعامل بين الزوجين

 

هل يستأذن الرجل في الدخول على
امرأته؟

 

الجواب:

ذكر المسألة الحافظ ابن كثير رَحِمَهُ الله في
تفسير  سورة النور رقم الآية(27)، وقال:

 قَالَ
ابْنُ جُرَيْجٍ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَيَسْتَأْذِنُ الرَّجُلُ عَلَى امْرَأَتِهِ؟

 قَالَ:
لَا.

وعلق عليه الحافظ ابن كثير بقوله:  وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى عَدَمِ الْوُجُوبِ،
وَإِلَّا فَالْأَوْلَى أَنْ يُعْلِمَهَا بِدُخُولِهِ وَلَا يُفَاجِئَهَا بِهِ؛
لِاحْتِمَالِ أَنْ تَكُونَ عَلَى هَيْئَةٍ لَا تُحِبُّ أَنْ يَرَاهَا عَلَيْهَا.

وَذكر الحافظ ابن كثير رَحِمَهُ الله: أنه أخرج
أَبُو جَعْفَرِ ابْنُ جَرِيرٍ من طريق يحيى بْنِ الْجَزَّارِ، عَنِ ابْنِ أَخِي
زَيْنَبَ- امْرَأَةَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ-، عَنْ زَيْنَبَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا- امرأة عبدالله بن مسعود -، قَالَتْ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا
جَاءَ مِنْ حَاجَةٍ فَانْتَهَى إِلَى الْبَابِ تَنَحْنَحَ وَبَزَقَ؛ كَرَاهَةَ أَن
يَهجُمَ مِنَّا عَلَى أَمرٍ يَكرَهُهُ.

 قال
الحافظ ابن كثير: إِسنَادُهُ صَحِيحٌ.

وَذكر أنه أخرج ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ أَبِي
هُبَيْرَةَ. قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ إِذَا دَخَلَ الدَّارَ استَأنَسَ وَتَكَلَّمَ
وَرَفَعَ صَوتَهُ.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا، قَالَ:
تَنَحْنَحُوا أَوْ تَنَخَّمُوا.

وَعَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ
رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ قَالَ: إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ اسْتُحِبَّ لَهُ
أَنْ يَتَنَحْنَحَ أَوْ يُحَرِّكَ نَعْلَيْهِ.

 وَلِهَذَا
جَاءَ فِي «الصَّحِيحِ» عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ نَهَى أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ طُرُوقًا- وَفِي رِوَايَة-
لَيْلًا يَتَخوَّنُهُمْ.

 وَفِي
الْحَدِيثِ الْآخَرِ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَهَارًا، فَأَنَاخَ بِظَاهِرِهَا، وَقَالَ «انتَظِرُوا حَتَّى
نَدخُلَ عِشَاءً- يَعنِي: آخِرَ النَّهَارِ- حَتَّى تَمشِطَ الشَّعِثَةُ
وَتَسْتَحِدَّ الْمُغِيبَةُ». اهـ.

 

فاستفدنا:

أن من أدب الرجل مع
أهله أنه يستأذن إذا أراد أن يدخل البيت أو الغرفة، إما بالسلام أو دق الباب أو
النحنحة، أو نحو ذلك بما يشعرها أنه سيدخل؛ فقد تكون على حاله تكره أن يراها الزوج
عليها، كما قال الحافظ ابن كثير: فَالْأَوْلَى أَنْ يُعْلِمَهَا بِدُخُولِهِ وَلَا
يُفَاجِئَهَا بِهِ؛ لِاحْتِمَالِ أَنْ تَكُونَ عَلَى هَيْئَةٍ لَا تُحِبُّ أَنْ
يَرَاهَا عَلَيْهَا).

وهذا داخل في حسن
عشرة الرجل لأهله، وفيه حسن الظن بهم، والله أعلم.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/12/34.html

أضف رد جديد