هجرني أبي بسبب التزامي
سؤال : بحمد لله عرفت المنهج السلفي مذ كنت صغيرا واستقمت عليه قدر ما وفقت إليه لكن والدي رفض هذا تماما وهددني بطلاق أمي، وبالفعل قد فعل، وبعد الإصلاح بينهما كان من شروطه ترك ما أنا عليه حتى أصبح رجلا قادرا على القيام بأموري لوحدي، وبالفعل تم الأمر ، ولما أصبحت أنا المسئول على الأسرة ورجعت للمنهج السلفي عاود الرفض وطردني من البيت وكذلك زوجتي، ولم يشفع له أي شيء حتى أبنائي لا يكلمهم ولا يلاعبهم، بل يطردهم وهم لايفقهون شيئا. توترت علاقتي معه كثيرا جدا ولم يكلمني بعدها رغم محاولاتي الكثيرة حتى وافاه الأجل رحمه الله. وقد كان يتعاطى المخدرات والدخان، فكنت أمتنع عن إعطائه النقود، لكن بدلا من ذلك أعطيها لأمي كمصروف للبيت. فهل أعتبر عاقا له؟ و هل أدخل جهنم لأنه مات فجأة وهو لا يكلمني؟ الجواب :إذا كان الأمر كما ذكرتَ فلا تعتبر عاقاً له، بل إن ثباتك على أمر الدين، وما أمر الله به هو المتعين عليك، وفي الحديث في صحيح البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ، ﺇﻧﻤﺎ اﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺮوف )). وروى الطبراني في الكبير وغيره عن ﻋﻤﺮاﻥﺑﻦ ﺣﺼﻴﻦ رضي الله عنه ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝﺭﺳﻮﻝاﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: «ﻻ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻤﺨﻠﻮﻕﻓﻲ ﻣﻌﺼﻴﺔ الخالق » وقد قال ربنا جل وعلا: (( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً )). فقد نهى جل وعلا عن طاعتهما في معصيتة ، ولكن لا يحمله ذلك على العقوق، بل يلزمه أن يصاحبهما بالمعروف وأن يحسن إليهما، وندعوك إلى الحرص على الإكثار من الدعاء لأبيك والصدقة عنه، علَّ الله جل وعلا أن يعفو عنه وعنك، إن كان قد صدر منك إساءة إليه، بسبب ما جرى بينكما، والله المستعان. أجاب عن السؤال وراجعه الشيخ العلامة الشيخ/ بكري بن محمد اليافعي محمد بن عبد الله الإمام تاريخ :28 شوال 1437رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1768