224- من أشد الأشياء على النفوس ظلم الأقارب

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1947
اشترك في: رجب 1437

224- من أشد الأشياء على النفوس ظلم الأقارب

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »

224- من أشد الأشياء على النفوس ظلم الأقارب


سلسلة الفوائد اليومية:

224- من أشد الأشياء على النفوس ظلم الأقارب

(**) إذا كان الظلم كله سيئ فإن من أسوء الظلم ظلم القرابة، فهو يدل على الخساسة والنذالة والدناءة.

(**) قال الله تعالى {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ}

(**) وعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ الدِّيلِيِّ، وَكَانَ جَاهِلِيًّا أَسْلَمَ، فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَ عَيْنِي بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ، يَقُولُ: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، تُفْلِحُوا ” وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا وَالنَّاسُ مُتَقَصِّفُونَ عَلَيْهِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا، وَهُوَ لَا يَسْكُتُ،يَقُولُ: ” أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا ” إِلَّا أَنَّ وَرَاءَهُ رَجُلًا أَحْوَلَ وَضِيءَ الْوَجْهِ، ذَا غَدِيرَتَيْنِ يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ، كَاذِبٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ، قُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ، قُلْتُ: إِنَّكَ كُنْتَ يَوْمَئِذٍ صَغِيرًا، قَالَ: لَا وَاللهِ إِنِّي يَوْمَئِذٍ لَأَعْقِلُ.

[روى الإمام أحمد وغيره, وصححه الشيخان]
(**) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ» رواه مسلم

() وفي (شرح النووي على مسلم), (16/ 115)

(
) (المل)-بفتح الميم-: الرماد الحار.

() و(تسفهم) بضم التاء وكسر السين وتشديد الفاء.

(
) و(الظهير) الْمُعِينُ وَالدَّافِعُ لِأَذَاهُمْ.

() وَقَوْلُهُ: (أَحْلُمُ عَنْهُمْ) بِضَمِّ اللَّامِ.

(
) وَ(يَجْهَلُونَ) أَيْ: يُسِيئُونَ, وَالْجَهْلُ هُنَا: الْقَبِيحُ مِنَ الْقَوْلِ,

() وَمَعْنَاهُ: كَأَنَّمَا تُطْعِمُهُمُ الرَّمَادَ الْحَارَّ, وَهُوَ تَشْبِيهٌ لِمَا يَلْحَقُهُمْ مِنَ الْأَلَمِ بِمَا يَلْحَقُ آكِلِ الرَّمَادَ الْحَارَّ مِنَ الْأَلَمِ.

(
) وَلَا شيء عَلَى هَذَا الْمُحْسِنِ, بَلْ يَنَالُهُمُ الْإِثْمُ الْعَظِيمُ فِي قَطِيعَتِهِ وَإِدْخَالِهِمُ الْأَذَى عَلَيْهِ.

() وَقِيلَ: مَعْنَاهُ إِنَّكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ تُخْزِيهِمْ وَتُحَقِّرُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ لِكَثْرَةِ إِحْسَانِكَ وَقَبِيحِ فِعْلِهِمْ مِنَ الْخِزْيِ وَالْحَقَارَةِ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ كَمَنْ يُسَفُّ الْمَلُّ.

(
) وَقِيلَ: ذَلِكَ الَّذِي يَأْكُلُونَهُ مِنْ إِحْسَانِكَ كَالْمَلِّ يُحَرِّقُ أَحْشَاءَهُمْ, وَاَللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ

(**) وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ»

[رواه أبو داود وغيره, وصححه الشيخان: (الوادعي و الألباني)

(**) وفي كتاب (مجمع الأمثال), لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني

(المتوفى: 518هـ), (1/ 447)

() (ظُلْمُ الأقَارِبِ أشَدُّ مَضَضاً مِنْ وَقْعِ السَّيْفِ).

(
) قلت: هذا معنى قديم، فإنه في مشهور شعر الجاهلية،

() قال طرفة:

فَظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أشَدُّ مَضَاضَةً

عَلَى الْمَرْءِ مِنْ وَقْعِ الْحُسَامِ الْمُهَنَّد.

انتهى.

(
) وقوله: (أشد مضاضة) أي: أشد حرقة وأعظم إيلامًا.

() وفي كتاب ( الذخائر والعبقريات), (1/ 43)

(
) وقال الشريف الرّضيّ:

ولِلذُّلِّ بين الأقربينَ مَضاضةٌ

والذُّلُّ ما بينَ الأباعدِ أرْوَحُ

وإذا أتَتْكَ مِن الرجالِ قَوَارِصٌٌ

فسِهامُ ذِي القُربى القريبةِ أجْرَحُ.

انتهى.

(**) وقال شاعر:

من الناس من يغشى الأباعد نفعه

ويشقى به حتى الممات أقاربه

فإن كان خيرا فالبعيد يناله

وإن كان شرا فابن عمك صاحبه

(**) وفي كتاب (الآداب النافعة بالألفاظ المختارة الجامعة), (ص: 40)

لأبي الفضل جعفر بن محمد (شمس الخلافة)، الملقب مجد الملك

(المتوفى: 622هـ)

ولم تزل قلة الإنصاف قاطعة

بين الرجال، ولو كانوا ذوي رحم

(**) والله الموفق.

(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي

(**) الأربعاء 29 / 5 / 1442 هـ.

** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :

انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.com/11613

==============

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/15168

أضف رد جديد