222- تعريف الزهد, وذكر أقسامه, وأفضله, وأصعبه, والفرق بينه وبين الورع

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1947
اشترك في: رجب 1437

222- تعريف الزهد, وذكر أقسامه, وأفضله, وأصعبه, والفرق بينه وبين الورع

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »

222- تعريف الزهد, وذكر أقسامه, وأفضله, وأصعبه, والفرق بينه وبين الورع


سلسلة الفوائد اليومية:

222- تعريف الزهد, وذكر أقسامه, وأفضله, وأصعبه, والفرق بينه وبين الورع

(**) قال شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رحمه اللَّهُ تعالى-: (الزُّهْدُ) تَرْكُ مَا لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ.

(**) قال ابن القيم في كتابه (الفوائد), (118):

(**) فصل: الزهد أقسام:

(**) زهد في الحرام وهو فرض عين.

(**) وزهد في الشبهات, وهو بحسب مراتب الشبهة, فان قويت التحقت بالواجب, وان ضعفت كان مستحبا.

(**) وزهد فى الفضول.

(**) وزهد فيما لا يعنى من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره

(**) وزهد فى الناس.

(**) وزهد فى النفس بحيث تهون عليه نفسه فى الله.

(**) وزهد جامع لذلك كله, وهو الزهد فيما سوى الله, وفى كل ما شغلك عنه.

(**) وافضل الزهد إخفاء الزهد.

(**) وأصعبه الزهد فى الحظوظ.

(**) والفرق بينه وبين الورع: أن الزهد ترك مالا ينفع فى الآخرة.

(**) والورع: ترك ما يخشى ضررة في الآخرة.

والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع. اهـ

(**) وقال ابن القيم في كتابه (مدارج السالكين), (2/ 12):

(**) وَقَدْ أَكْثَرَ النَّاسُ مِنَ الْكَلَامِ فِي الزُّهْدِ, وَكَلٌّ أَشَارَ إِلَى ذَوْقِهِ, وَنَطَقَ عَنْ حَالِهِ وَشَاهِدِهِ؛ فَإِنَّ غَالِبَ عِبَارَاتِ الْقَوْمِ عَنْ أَذْوَاقِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ.

(**) وَالْكَلَامُ بِلِسَانِ الْعِلْمِ أَوْسَعُ مِنَ الْكَلَامِ بِلِسَانِ الذَّوْقِ، وَأَقْرَبُ إِلَى الْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ.

(**) وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ – قَدَّسَ اللَّهُ رَوْحَهُ – يَقُولُ: الزُّهْدُ تَرْكُ مَا لَا يَنْفَعُ فِي الْآخِرَةِ. وَالْوَرَعُ تَرْكَ مَا تَخَافُ ضَرَرُهُ فِي الْآخِرَةِ.

(**) وَهَذِهِ الْعِبَارَةُ مِنْ أَحْسَنِ مَا قِيلَ فِي الزُّهْدِ وَالْوَرَعِ وَأَجْمَعِهَا. اهـ

…………………………….

(**) وَالَّذِي أَجْمَعَ عَلَيْهِ الْعَارِفُونَ أَنَّ الزُّهْدَ سَفَرُ الْقَلْبِ مِنْ وَطَنِ الدُّنْيَا، وَأَخْذُهُ فِي مَنَازِلِ الْآخِرَةِ.

(**) وَعَلَى هَذَا صَنَّفَ الْمُتَقَدِّمُونَ كُتُبَ الزُّهْدِ. كَالزُّهْدِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، وَلِلْإِمَامِ أَحْمَدَ، وَلِوَكِيعٍ، وَلِهَنَّادِ بْنِ السَّرِيِّ، وَلِغَيْرِهِمْ.

(**) وَمُتَعَلِّقُهُ سِتَّةُ أَشْيَاءَ. لَا يَسْتَحِقُّ الْعَبْدُ اسْمَ الزُّهْدِ حَتَّى يَزْهَدَ فِيهَا.

وَهِيَ: الْمَالُ، وَالصُّوَرُ، وَالرِّيَاسَةُ، وَالنَّاسُ، وَالنَّفْسُ، وَكُلُّ مَا دُونُ اللَّهِ.

(**) وَلَيْسَ الْمُرَادُ رَفْضَهَا مِنَ الْمُلْكِ.

(**) فَقَدْ كَانَ سُلَيْمَانُ وَدَاوُدُ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ مِنْ أَزْهَدِ أَهْلِ زَمَانِهِمَا. وَلَهُمَا مِنَ الْمَالِ وَالْمُلْكِ وَالنِّسَاءِ مَا لَهُمَا.

(**) وَكَانَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَزْهَدِ الْبَشَرِ عَلَى

الْإِطْلَاقِ. وَلَهُ تِسْعُ نِسْوَةٍ.

(**) وَكَانَ عَلِيُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرُ وَعُثْمَانُ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ – مِنَ الزُّهَّادِ. مَعَ مَا كَانَ لَهُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ.

(**) وَكَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الزُّهَّادِ، مَعَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَكْثَرِ الْأُمَّةِ مَحَبَّةً لِلنِّسَاءِ وَنِكَاحًا لَهُنَّ، وَأَغْنَاهُمْ.

(**) وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ مِنَ الْأَئِمَّةِ الزُّهَّادِ، مَعَ مَالٍ كَثِيرٍ.

(**) وَكَذَلِكَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ مِنْ أَئِمَّةِ الزُّهَّادِ. وَكَانَ لَهُ رَأْسُ مَالٍ يَقُولُ: لَوْلَا هُوَ لَتَمَنْدَلَ بِنَا هَؤُلَاءِ. الخ. اهـ

(**) وقال الشيخ ابن عثيمين في كتابه: (شرح رياض الصالحين),

(3/ 485)

(**) الورع والزهد يشتبه معناهما عند بعض الناس،

(**) لكن الفرق بينهما كما قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح: الورع ترك ما يضرُّ في الآخرة، والزهد ترك ما لا ينفع،

(**) فمقام الزهد أعلى من مقام الورع؛ لأن الورع أن يترك الإنسان ما يضره، والزهد أن يترك ما لا ينفع؛

(**) لأن الأشياء ثلاثة أقسام: ضار، ونافع، وما ليس بضار ولا نافع

(**) يعني منها ضار، ومنها نافع، بضار ولا نافع.

(**) فالزاهد يترك شيئين من هذا؛ يترك الضار، ويترك ما ليس بنافع ولا ضار، ويفعل ما هو نافع.

(**) والورعُ يترك شيئاً واحداً منها وهو ما كان ضاراً، ويفعل النافع، ويفعل الشيء الذي ليس فيه نفع ولا ضرر.

(**) وبهذا صارت منزلة الزاهد أرفع من منزلة الورع،

(**) وربما يطلق أحدهما على الآخر؛

(**) فالورعَ ترك ما يضر، ومن ذلك ترك الأشياء المشتبهة؛ المشتبهة في حكمها، والمشتبهة في حقيقتها،

(**) فالأول: اشتباه في الحكم. والثاني: اشتباه في الحال،

(**) فالإنسان الورع هو الذي إذا اشتبه الأمر عليه تركه إن كان

اشتباهاً في تحريمه،

(**) وفعله إن كان اشتباهاً في وجوبه لئلا يأثم بالترك. اهـ

() من المراجع:

(
) كتاب (الزهد والورع والعبادة), لشَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رحمه اللَّهُ-(ص: 50)

() وكتاب (مجموع الفتاوى), (10/ 615)

(
) وكتاب (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين), لابن القيم

ص: 264)

 

(**) والله الموفق.

(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي

(**) الأربعاء 22 / 5 / 1442 هـ.

** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :

انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.com/11613

==============

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/15163

أضف رد جديد