فتوى حول الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
محمد بن عبدالله الإمام [آلي]
مشاركات: 3603
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

فتوى حول الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان

مشاركة بواسطة محمد بن عبدالله الإمام [آلي] »

فتوى حول الأحاديث الواردة في فضل ليلة النصف من شعبان
فضيلة الشيخ حفظكم الله وسددكم! كثر الكلام حول فضل ليلة النصف من شعبان وأحاديثها فلو تكرمتم تبينو لنا عن حالها ولو على وجه الإجمال؟ وما حكم من يراسل إخوانه قبل هذه الليلة بطلب المسامحة عملا بحديث: «إن الله يغفر في هذه الليلة لكل مسلم ومسلمة غير مشرك أو رجل بينه سوء وبين أخيه مشاحنة»؟ وجزاكم الله خيرا! الجواب: الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلمأما بعد: فأحاديث فضائل ليلة النصف من شعبان في صيام نهارها وقيام ليلها جاءت عن جماعة من الصحابةرضي الله عنهم ولا يصح منها شيء، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:  «من العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم من الخلف من أنكر فضلها وطعن في الأحاديث الواردة فيها». وقال: «فأما صوم يوم النصف مفردا فلا أصل له، بل إفراده مكروه، وكذلك اتخاذه موسما تصنع فيه الأطعمة وتظهر فيه الزينة وهو من المواسم المحدثة المبتدعة التي لا أصل لها وكذلك ما قد أحدث في ليلة النصف من الاجتماع العالم للصلاة الألفية في المساجد الجامعة ومساجد الأحياء والدور والأسواق». قلت: ومن الأقاويل الباطلة في ليلة النصف من شعبان: إنها ليلة القدر، ومعلوم أن ليلة القدر نزل فيها القرآن، ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن أنزله الله في شهر رمضان، والمفسرون والفقهاء والمحدثون على القول بأن ليلة القدر في رمضان لا في شعبان. وأيضا لم يصح عن أحد من السلف أن ليلة النصف من شعبان ليلة القدر فمن أسباب الغلو في ليلة النصف من شعبان التسليم بأنها ليلة القدر، وقد علمت أن هذا لا يصح. وما ذكره السائل من مراسلة بعض المسلمين لإخوانهم بطلب المسامحة قبل ليلة النصف من شعبان طلبا لتحصيل المغفرة لأن في الحديث الوارد في ذلك: «يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن». فالجواب: هذا الحديث حسنه بعض العلماء كالألباني وغيره، وضعفه آخرون كالعقيلي وغيره، قال الحافظ العقيلي أحد الحفاظ والنقاد المشهورين: «في النزول في ليلة النصف من شعبان أحاديث فيها لين. والرواية في النزول في كل ليلة أحاديث ثابتة صحاح فليلة النصف من شعبان داخلة فيها إن شاء الله». اهـ وفي «عقيدة أصحاب الحديث» للصابوني عن محمد بن سلام قال: سألت ابن المبارك عن نزول ليلة النصف من شعبان فقال عبد الله: يا ضعيف ليلة النصف! ينزل في كل ليلة. فهؤلاء العلماء وأمثالهم رأوا أن أحاديث النزول الإلهي في كل ليلة أصح، وهي كذلك؛ لأنها متواترة. ورأوا أيضا أن ليلة النصف داخلة في ذلك، فلا داعي لتخصيصها بأحاديث فيها وهن، فالإقبال على الثلث الأخير من كل ليلة للعبادة عملا بالأحاديث الصحيحة أنفع للعبد. وأما مراسلة الشخص إلى من يخشى أنه ظلمه مطالبا له بالمسامحة والعفو قبل هذه الليلة، فإن كانت هذه المطالبة توبة إلى الله فأمر طيب، وإن كانت المراسلة المذكورة عادة، أي: أنه كلما جاء هذا الوقت قام يدعو إلى هذا ويطالب به؛ فهذا ليس من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من هدي السلف رضي الله عنهم. وربما بعضهم يرتكب من المؤاذاة في حق أخيه المسلم فلا يبالي بذلك حتى إذا جاءت ليلة النصف من شعبان قام يدعو إلى هذا، فأقول لإخواني المسلمين عموما وأهل السنة خصوصا: جدوا في الإصلاح عند حصول التخاصم والتنازع ومن ذلك بالمسامحة والعفو، وأذكر إخواني بحديث أبي هريرة Iوهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا؛ إلا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء؛ فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا». فلا يليق بمسلم تقي أن يبقى بينه وبين غيره من المسلمين شيء من الظلم والشحناء لأمور دنيوية ويمر عليه فوق ثلاث أيام ولا يبادر إلى قبول ما فيه الخروج من الخصام والنزاع، عن أبي أيوب الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام». متفق عليه. والله أعلم! أجاب عن السؤال الشيخ/ علي بن أحمد الرازحي.                               وراجعه الشيخ العلامة/ محمد بن عبد الله الإمام دار الحديث بمعبر في 15 شعبان 1437

رابط المادة الأصلية في موقع الشيخ الإمام:
http://sh-emam.com/show_fatawa.php?id=1735

أضف رد جديد