| بدا لنا الشاعرُ الجعميُّ مُختالا | بشعره كالحجوري حينما اختَالَا | |
| يَحكي الحُطيئةَ هجوًا في قصائده | بشعره من خيار الناس قد نَالا | |
| ولم يَعد شعرُه بالعدل مُتسِمًا | فلم يلاقِ من القُراء إِقْبَالا | |
| ولَّى الزمان الذي كانت قصائده | محفوفةً بجلال الحق إن قالا | |
| حتى تعصَّب ضد الحق والعُلما | مع الحجوريَّ وفي أقواله غالى | |
| هوى إلى الأرض وانهارت قصائده | فأصبحت لا تساوي اليومَ مِثقالا | |
| إلا لدى عُصبة شذوا وما برحوا | على الشذوذ شيوخًا بل وأطفالا | |
| ﻷنَّ قَدْرَ الفتى بالحق مُرتفِعٌ | فإن تخلَّى وعادى أهله زالا | |
| قد كنت أحجوه ذا عقل ففاجأني | والعالمين بطيشٍ بعدما مالا | |
| وكنت أحسِبه للحق مُبتغيًا | صدقًا فأضحى مع البطلان ميَّالا | |
| ألم يكُ المدح للأشياخِ ديدنَكم | به تنالون تقديرًا وإجلالا؟! | |
| حتى التحقت بيحيى بعد فتنته | نقضت غزلك أنكاثا وإخلالا | |
| وقمت تهدم ما شيَّدتَ من زمن | فساء نهجك أقوالًا وأحوالا | |
| فذمَّك الناسُ أهلُ الحق أجمعهم | ونلتَ خِزيًا وتوبيخا وإذلالا | |
| وهكذا الفتن الكبرى إذا عصفت | بشاعر غيَّرت ماضيه والحالا | |
| حتى يصيرَ ذووا البطلان قادتَه | ويصبحَ المهتدون الصُّرْفُ ضُلَالا | |
| بل صار طلابهم في عينه عُلَما | والعالِمون بدين الحق جهالا ! | |
| ألم ترَ ابنَ حزام عنده عَلَمٌ | فاق اﻹمامَ وما نَالَ الذي نالا! | |
| وظنَّ عُجبًا وتَيهًا أن دِرَّتَه | تزلزل الشيخ والطلاب زلزالا | |
| وما درى أنها حِبرٌعلى وَرَقٍ | لم يُلقِ أطفالنا في شأنِها بَالا | |
| أما اﻹمام فلم يعبأ بكم قدما | إبان قوتكم والذم منهالا | |
| ولم يُبالِ بيحيى عند قوته | وقد أعد لحرب الشيخ أرتالا | |
| أنَّى يبالي بجعمي ودِرته | لو يملئوا اﻷرضَ باﻷشعار ما بالا! | |
| فالشيخ بحر وهل بحرٌ ينجِّسُهُ | بول الغلام إذا في موجِهِ بَالا؟! | |
| و لن يضعضعه إرجافُكم أبدًا | ما دام معتصمًا بالحق ما مالا | |
| فالطود ما هزه ريح تمر به | ولا يُخيفُ مواء القط رئبالا | |
| نلتم من الشيخ والطلاب والعُلما | وكل داعية قد نال ما نالا | |
| لتسقطوهم وتحتلوا مكانتهم | فتنشروا فكركم حِلًّا وتِرحالا | |
| لكنهم حُفظوا من ربهم ولكم | صار السقوط وفي منهاجكم آلا | |
| حتى انزوت من ربوع اﻷرض دعوتكم | ودوركم قد غدت قفرا وأطلالا | |
| لا يترك الله ذا بغي ومحدثة | تقاصر الدهر –يا جعمي- أو طالا | |
| ولن تقوم لكم في اﻷرض قائمة | إلا إذا كان إمدادًا وإمهالا | |
| إذ ليس في اﻷرض شيخ عالم معكم | مؤيد نهجكم قولا وأفعالا | |
| بل أجمع العُلما طُرًّا بأنكمُ | صرتم على منهج الحداد ضُلالا | |
| سلوا الأئمة في نجد وفي يمن | وفي الحجاز سلوا شيخا ومفضالا | |
| سلوا اﻷئمة عن يحيى ودعوته | وعن طريقته عن كل ما قالا | |
| تروا جوابا سديدا من أئمتنا | يببن المنهج المعوج والحالا | |
| هذا هو الجرح بالإجماع ليس كما | زعمتَ في الشعر يا جعميُّ مختالا | |
| إذ لا اعتبار بإجماع لناشئة | جرحى وما برحوا في العلم أطفالا | |
| بأي عقل ودين ساغ عندكم | قبول هذا .. ألستم صاح عُقالا؟! | |
| كيف استسغتم قبول الطعن في العُلما | منكم ومن شيخكم يحيى وإن غالى؟ | |
| وما قبلتم من اﻷشياخ كلِّهمُ | جرحَ الحجوريِّ تفصيلًا وإجمالا | |
| وقد أقاموا على التجريح حجتهم | بيضاءَ ناصعةً كالشمس إطلالا | |
| ووثَّقوا لجميع الناس ما ذكروا | قولًا ونهجًا وآثارا وأعمالا | |
| حتى تكون دليلا للأُلى غبروا | وحجةً كي يراها الناس أجيالا | |
| وقد رآها ألوف الناس وادكروا | ولم تروها.. أإعراضا وإهمالا؟ | |
| غطى التعصب يا قومي عيونكمُ | فلم تروها ولن إلا إذا زالا | |
| لو لم يُقيموا دليلا للورى لكفى | بكم دليلا على الدعوى ودلالا! | |
| فكيف تبغي دليلا للذي ذكروا | وأنت خير دليل تتحف البالا ! | |
| ختامها صلوات الله كاملة | تغشى النبي وتغشى الصحب واﻵلا |
أبوعقيل
عبدالله بن علي القاضي
(اليمن/حجة/جياح)
الخميس (1437/7/14)
الموافق (21إبريل/ 2016).
عبدالله بن علي القاضي
(اليمن/حجة/جياح)
الخميس (1437/7/14)
الموافق (21إبريل/ 2016).