أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(45)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(45)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

                      
                         فضيلة لأبي أُمامة رضي الله عنه  



عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: «أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةً فَأَتَيْتُهُ .


فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ: اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ . قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا.


ثُمَّ أَنْشَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوًا ثَانِيًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ: اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ . قَالَ: فَسَلَّمْنَا وَغَنِمْنَا .


ثُمَّ أَنْشَأَ غَزْوًا ثَالِثًا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَتَيْتُكَ مَرَّتَيْنِ قَبْلَ مَرَّتِي هَذِهِ فَسَأَلْتُكَ أَنْ تَدْعُوَ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ، فَدَعَوْتَ اللهَ أَنْ يُسَلِّمَنَا وَيُغَنِّمَنَا فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا. يَا رَسُولَ اللهِ، فَادْعُ اللهَ لِي بِالشَّهَادَةِ. فَقَالَ: اللهُمَّ سَلِّمْهُمْ وَغَنِّمْهُمْ . قَالَ: فَسَلِمْنَا وَغَنِمْنَا.
 ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مُرْنِي بِعَمَلٍ. قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ .
 قَالَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ الراوي عن أبي أمامة: فَمَا رُئِيَ أَبُو أُمَامَةَ وَلَا امْرَأَتُهُ وَلَا خَادِمُهُ إِلَّا صُيَّامًا.


قَالَ: فَكَانَ إِذَا رُئِيَ فِي دَارِهِمْ دُخَانٌ بِالنَّهَارِ قِيلَ اعْتَرَاهُمْ ضَيْفٌ نَزَلَ بِهِمْ نَازِلٌ.
قَالَ أبو أمامة: فَلَبِثْتُ بِذَلِكَ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَمَرْتَنَا بِالصِّيَامِ فَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ بَارَكَ اللهُ لَنَا فِيهِ يَا رَسُولَ اللهِ، فَمُرْنِي بِعَمَلٍ آخَرَ قَالَ:  اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَسْجُدَ لِلَّهِسَجْدَةً إِلَّا رَفَعَ اللهُ لَكَ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْكَ بِهَا خَطِيئَةً».رواه أحمد(36/454).

[هذا حديث صحيح.الصحيح المسند (488).

-------------------
من فوائد الحديث:

محبةُ الصحابة رضي الله عنهم للشهادة .

الدعاءُ للجيش بالسلامة.

فضلُ الصوم .

فضلُ الصلاة .

العمل بالعلم .

منقبة جليلة لأبي أُمامة وهو صُدَي بن عجلان رضي الله عنه.

المصدر
http://alwadei967.blogspot.com/2017/07/45.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(46)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(46)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

          
                 من حقِّ المسلمِ على أخيه المسلم

عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَامَ رَجُلٌ مِنْهُمْ، فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ فَأَخَذَهُ، فَفَزِعَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا» رواه أبوداود(5004).

[هذا حديث صحيح ،ورجاله ثقات.الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(1456)].

-------------------

في هذا الحديث :

النهي عن ترويع المسلم وتخويفه .

وهذا داخلٌ في أذى المسلم ،وقد قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 58].

والحكم عام سواء كان مازحًا أو جادًّا .

عنايةُ الإسلام بالأمْن والأمان من الخوف .

فالأمن نعمة عظيمة ولهذا يقول النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«مَنْ أَصْبَحَ مُعَافًى فِي بَدَنِهِ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا» أخرجه الطبراني في «المعجم الأوسط»(1828)،وذكره الشيخ الألباني في«سلسلة الأحاديث الصحيحة» (2318).


وإن من أهمِّ أسباب الأمن والأمان:


تحقيق التوحيد والإخلاص لله عزوجل ،قال تعالى:﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الأنعام: 82].



  الاعتصام بحبل الله والتمسك بدينه ،قال سبحانه:﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾[النور: 55].



السمع والطاعة لوليِّ الأمر ،وهذا من عقيدتِنا أهل السنة والجماعة .



 الالتفاف حولَ العلماء الراسخين والاستفادة من تويجهاتهم ،قال تعالى:﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾[النساء: 83].



حُرْمة المسلم  وحُرْمة دمِه لأنه إذا كان لا يجوزُ ترويعه فسفْكُ دمِه من بابِ 

أولى .فأين السَّفَّاكون لدماء المسلمين من هذا الحديث وأمثالِه .

المصدر
http://alwadei967.blogspot.com/2017/08/46.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(47)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(47)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

                 من أشراط الساعة


عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ يَقُولُ:  يَا عَائِشَةُ، قَوْمُكِ أَسْرَعُ أُمَّتِي بِي لَحَاقًا ، قَالَتْ: فَلَمَّا جَلَسَ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، جَعَلَنِي اللهُ فِدَاءَكَ، لَقَدْ دَخَلْتَ وَأَنْتَ تَقُولُ كَلَامًا ذَعَرَنِي، قَالَ:  وَمَا هُوَ؟  قَالَتْ: تَزْعُمُ أَنَّ قَوْمَكَ  أَسْرَعُ أُمَّتِكَ بِكَ لَحَاقًا، قَالَ:  نَعَمْ ، قَالَتْ: وَمِمَّ ذَاكَ  ؟ قَالَ: تَسْتَحْلِيهِمُ الْمَنَايَا، وَتَنَفَّسُ عَلَيْهِمْ أُمَّتُهُمْ ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: فَكَيْفَ النَّاسُ بَعْدَ ذَلِكَ، أَوْ عِنْدَ ذَلِكَ،؟ قَالَ:  دَبًى، يَأْكُلُ شِدَادُهُ ضِعَافَهُ، حَتَّى تَقُومَ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ».


 قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ-أي:عبدالله بن أحمد في تفسير دَبًى-:فَسَّرَهُ رَجُلٌ: هُوَ الْجَنَادِبُ الَّتِي لَمْ تَنْبُتْ أَجْنِحَتُهَا. رواه أحمد(41/66).

 [هذا حديث حسن.الصحيح المسند(1542)].

-----------------------
في هذا الحديث من الفوائد:

اهتمام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها  بالعلم .

الإخبار بفناء قريش وهلاكهم .

وهذا كما روى الإمام أحمد(8437)عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَسْرَعُ قَبَائِلِ الْعَرَبِ فَنَاءً قُرَيْشٌ، وَيُوشِكُ أَنْ تَمُرَّ الْمَرْأَةُ بِالنَّعْلِ، فَتَقُولَ: إِنَّ هَذَانَعْلُ قُرَشِيٍّ».

الإيمان بقيام الساعة .

انتشار الظلم والقتل قبل قيام الساعة فالقويُّ يأكل الضعيف. 

المصدر
http://alwadei967.blogspot.com/2017/08/47.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(48)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(48)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

                      العين حق


عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ» رواه أبوداود(3880).

[هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.الصحيح المسند(1574)].

----------------------------

في هذا الحديث من الفوائد:

أن العين حق .وكما قال تعالى:﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾[القلم:51].أَي: يعينوك بِأَبْصَارِهِمْ كما قاله جمعٌ من المفسِّرين.

قال ابن القيم رحمه الله في«زاد المعاد»(4/152): أَبْطَلَتْ طَائِفَةٌ مِمَّنْ قَلَّ نَصِيبُهُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالْعَقْلِ أَمْرَ الْعَيْنِ، وَقَالُوا: إِنَّمَا ذَلِكَ أَوْهَامٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ، وَهَؤُلَاءِ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِالسَّمْعِ وَالْعَقْلِ، وَمِنْ أَغْلَظِهِمْ حِجَابًا، وَأَكْثَفِهِمْ طِبَاعًا، وَأَبْعَدِهِمْ مَعْرِفَةً عَنِ الْأَرْوَاحِ وَالنُّفُوسِ. وَصِفَاتِهَا وَأَفْعَالِهَا وَتَأْثِيرَاتِهَا، وَعُقَلَاءُ الْأُمَمِ عَلَى اخْتِلَافِ مِلَلِهِمْ وَنِحَلِهِمْ لَا تَدْفَعُ أَمْرَ الْعَيْنِ، وَلَا تُنْكِرُهُ .اهـ

ضررالعين وأن لها تأثيرًا في المعيون .

وهذا بقدر الله عزوجل . روى مسلم (2188) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا».

أن علاجَ العين الوضوء ثم  صبُّه  على المصَاب .

كما أن الرقية  كالفاتحة والمعوِّذات أيضًا علاج للمُصاب بالعين.

وينبغي الذكرُ لمن أُعجِبَ بشيءٍ بقول :اللهم بارك كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ويجب التوكل على الله وتركُ الأوهام ،فبعض الناس مجرد مرض خفيف كالحمى والزُّكام وإذا به يقول:أصابني أو أصاب ولدي فلانٌ بالعين .

كما ينبغي التحصن بالأذكار والأوراد فإن هذا بإذنِ الله يدفع الشرَّ والضرر .

والوقاية خيرٌ من العلاج .

وقد كان هناكَ رجلٌ في درس«صحيح مسلم» لوالدي رحمه لله منحه ربُّه قوة الحافظية فسردَ أحاديث الأسبوع كلَّها بالأسانيد وهو واقف ،وقبل النهاية سقط فشعر والدي رحمه الله أن هذا عين ،فسمعناه يقول: أغلقوا باب المسجد ،لا يخرج أحد ،ثم توضأُوا عن آخرهم ،واغتسل به المُصاب ،ولكنه لم تَعُدْ حالتُه جيِّدةً كما كانت .

والْعَيْنُ عَيْنَانِ عَيْنٌ إِنْسِيَّةٌ، وَعَيْنٌ جِنِّيَّةٌ  كما في«زادالمعاد»(4/151).

والعين قد تكونُ من حاسد ،وقد تكون من محبٍّ .

يعجبُه شيءٌ فتنبعث سمومٌ إلى الشخص الذي أُعجِبَ به .فلهذا قد يصيبُ ولدَه وزوجته وماله ،بل قد يصيب نفسَه .

وذكر ابن القيم في«زاد المعاد»(4/154)أن العائن قَدْ يَكُونُ أَعْمَى، يُوصَفُ لَهُ الشَّيْءُ فَتُؤَثِّرُ نَفْسُهُ فِيهِ، وَإِنْ لَمْ يَرَهُ، وَكَثِيرٌ مِنَ الْعَائِنِينَ يُؤَثِّرُ فِي الْمَعِينِ بِالْوَصْفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ.

وذكر رحمه الله أن العائن قَدْ يَعِينُ بِغَيْرِ إِرَادَتِهِ، بَلْ بِطَبْعِهِ .


 قال:وَهَذَا أَرْدَأُ مَا يَكُونُ مِنَ النَّوْعِ الْإِنْسَانِيِّاهـ

المصدر
http://alwadei967.blogspot.com/2017/08/48.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(49)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(49)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

                
                         من السعي للآخرة



عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُمْ ذَبَحُوا شَاةً، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا بَقِيَ مِنْهَا»؟ قَالَتْ: مَا بَقِيَ مِنْهَا إِلَّا كَتِفُهَا قَالَ: «بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا»رواه الترمذي(2470).

[هذا حديث صحيح.الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(1582].

-------------------

وقوله:(قَالَ بَقِيَ كُلُّهَا غَيْرَ كَتِفِهَا) أَيْ:مَا تَصَدَّقْتِ بِهِ فَهُوَ بَاقٍ ،وَمَا بَقِيَ عِنْدَكِ فَهُوَ غَيْرُ بَاقٍ إشارة إلى قوله تعالى:﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾[النحل:96].

«تحفة الأحوذي»(7/142)للمباركفوري رحمه الله.

وفي هذا الحديث:

الحث على الصدقة .

وكما قال تعالى:﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾ [المزمل: 20].




فما قدَّمتَه للمحتاجين فهو مما قدَّمتَه لآخرتِك . 

قال تعالى:﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا (19)﴾[الإسراء].

ما قدَّمته للمحتاجين فهو وقاية لك من النار.

ما قدَّمته ... فهو ينمِّي مالَك ويزيدُه .

ما قدَّمته...فهو سببٌ لزيادة إيمانِكَ لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقصُ بالمعصية .

وكلُّ امرئ في ظلِّ صدقته يوم القيامة حتى يُفصَلَ بين الناس.

المصدر
http://alwadei967.blogspot.com/2017/09/49.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(50)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(50)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله





عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:  لَمْ يُقْتَلْ مِنْ نِسَائِهِمْ - تَعْنِي بَنِي قُرَيْظَةَ - إِلَّا امْرَأَةٌ، إِنَّهَا لَعِنْدِي تُحَدِّثُ تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتُلُ رِجَالَهُمْ بِالسُّيُوفِ، إِذْ هَتَفَ هَاتِفٌ بِاسْمِهَا أَيْنَ فُلَانَةُ؟ قَالَتْ: أَنَا. قُلْتُ: «وَمَا شَأْنُكِ؟» قَالَتْ: حَدَثٌ أَحْدَثْتُهُ. قَالَتْ: «فَانْطَلَقَ بِهَا فَضُرِبَتْ عُنُقُهَا، فَمَا أَنْسَى عَجَبًا مِنْهَا أَنَّهَا تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا وَقَدْ عَلِمَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ».رواه أبوداود(2671).

-------------------
(تَضْحَكُ ظَهْرًا وَبَطْنًا)أي: ليس عليها أثر الحُزن .

ولم يُذكَر في الحديث السبب في قتل هذه المرأة القُرظية .

وقد أخرج  الحديث البيهقي في السنن (9/140) وقال عقِبَه:ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْبَغْدَادِيِّ، عَنْهُ عَنْ أَصْحَابِهِ، أَنَّهَا كَانَتْ دَلَّتْ عَلَى مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ دَلَّتْ عَلَيْهِ رَحًى فَقَتَلَتْهُ، فَقُتِلَتْ بِذَلِكَ.


 قَالَ: وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ أَسْلَمَتْ وَارْتَدَّتْ وَلَحِقَتْ بِقَوْمِهَا، فَقَتَلَهَا لِذَلِكَ، وَيُحْتَمَلُ غَيْرُ ذَلِكَ .


قَالَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: لَمْ يَصِحَّ الْخَبَرُ لِأِيِّ مَعْنًى قَتَلَهَا، وَقَدْ قِيلَ إِنَّ مَحْمُودَ بْنَ مَسْلَمَةَ قُتِلَ بِخَيْبَرَ وَلَمْ يُقْتَلْ يَوْمَ بَنِي قُرَيْظَةَ .اهـ

ويستفادُ من الحديث :


أن المرأة لا تُقتل في الحرب.


ولهذا لم يُقتَل أحد من نساء بني قريظة إلا هذه المرأة لحَدَثٍ أحدثته.


وقد أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى تَحْرِيمِ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ إِذَا لَمْ يُقَاتِلُوا فَإِنْ قَاتَلُوا قَالَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ يُقْتَلُونَ .كما في شرح صحيح مسلم للنووي(12/48).

وبنو قريظة أحد الطوائف الثلاث الذين صالحهم النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما قدم المدينة، وهم بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة. وأول من نقض العهد بنو قينقاع ثم بنو النضير ثم بنو قريظة، أما بنو قينقاع وبنو النضير فأجلاهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المدينة، وأما بنو قريظة فقاتلهم .

وكل غزوة من هذه الغزوات كانت عقب غزوة من الغزوات الكبار. قال ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد»(3/123): وَكَانَتْ غَزْوَةُ كُلِّ طَائِفَةٍ مِنْهُمْ عَقِبَ كُلِّ غَزْوَةٍ مِنَ الْغَزَوَاتِ الْكِبَارِ. فَغَزْوَةُ بَنِي قَيْنُقَاعَ عَقِبَ بَدْرٍ، وَغَزْوَةُ بَنِي النَّضِيرِ عَقِبَ غَزْوَةِ أُحُدٍ، وَغَزْوَةُ بَنِي قُرَيْظَةَ عَقِبَ الْخَنْدَقِ... اهـ.

والغزوات الكبار سبع قال ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد» (1/125): وَالْغَزَوَاتُ الْكِبَارُ الْأُمُّهَاتُ سَبْعٌ: بَدْرٌ، وَأُحُدٌ، وَالْخَنْدَقُ، وَخَيْبَرُ، وَالْفَتْحُ، وَحُنَيْنٌ، وَتَبُوكُ. اهـ.


المصدر
http://alwadei967.blogspot.com/2017/09/50.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(51)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(51)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

                   
                           
                             من أسباب موت القلب



عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَقِلَّ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ» .رواه البخاري في الأدب المفرد(252).


[هذا حديثٌ حسن.الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(1387)].

------------------


في هذا الحديث من الفوائد:


الحث على التقليل من الضحك.


أن كثرةَ الضحك يقضي على حياة القلب.



المحافظة على القلب وسلامته من الأمراض والموت.





المصدر
http://alwadei967.blogspot.com/2017/10/51.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(52)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(52)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَصْحَابُهُ مَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِي فِي أَنْ أَتَقَدَّمَ إِلَيْكَ عَلَى طِيبَةِ نَفْسٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ» فَاقْتَرَبَ مُعَاذٌ إِلَيْهِ فَسَارَا جَمِيعًا، فَقَالَ مُعَاذٌ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ،أسأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَ يَوْمَنَا قَبْلَ يَوْمِكَ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ شَيْءٌ وَلَا نَرَى شَيْئًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَأَيُّ الْأَعْمَالِ نَعْمَلَهَا بَعْدَكَ؟


 فَصَمَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نِعْمَ الشَّيْءُ الْجِهَادُ، وَالَّذِي بِالنَّاسِ أَمْلَكُ مِنْ ذَلِكَ فَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ» قَالَ: «نِعْمَ الشَّيْءُ الصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ» فَذَكَرَ مُعَاذٌ كُلَّ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ ابْنُ آدَمَ .


فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَعَادَ بِالنَّاسِ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ» قَالَ: فَمَاذَا بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي عَادَ بِالنَّاسِ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكَ؟


 قَالَ: فَأَشَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى فِيهِ قَالَ: «الصَّمْتُ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ».


قَالَ: وَهَلْ نُؤَاخَذُ بِمَا تَكَلَّمَتْ بِهِ أَلْسِنَتُنَا؟ قَالَ: فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخِذَ مُعَاذٍ، ثُمَّ قَالَ:«يَا مُعَاذُ ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ - أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ مِنْ ذَلِكَ - وَهَلْ يُكَبُّ النَّاسُ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلَّا مَا نَطَقَتْ بِهِ أَلْسِنَتُهُمْ فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ عَنْ شَرٍّ، قُولُوا خَيْرًا تَغْنَمُوا وَاسْكُتُوا عَنْ شَرٍّ تَسْلَمُوا».رواه الحاكم في المستدرك(7774).

[هذا حديث صحيح .الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(538)].

-------------------------

من فوائد هذا الحديث:

فضيلة لمعاذ رضي الله عنه وحرصه على العلم.

دعاء الطالب أن يجعل الله موتَه قبل موت عالِمه.

الاستفسار عما يُشكِل من العلم .

فضل هذه الأعمال الجهاد في سبيل الله والصيام والصدقة والصمت إلا من خير.

خطرُ اللسان .قال ابن رجب رحمه الله في جامع العلوم والحكم(2/147):ظَاهِرُ حَدِيثِ مُعَاذٍ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ أَكْثَرَ مَا يَدْخُلُ بِهِ النَّاسُ النَّارَ النُّطْقُ بِأَلْسِنَتِهِمْ، فَإِنَّ مَعْصِيَةَ النُّطْقِ يَدْخُلُ فِيهَا الشِّرْكُ وَهِيَ أَعْظَمُ الذُّنُوبِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَدْخُلُ فِيهَا الْقَوْلُ عَلَى اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ، وَهُوَ قَرِينُ الشِّرْكِ، وَيَدْخُلُ فِيهَا شَهَادَةُ الزُّورِ الَّتِي عَدَلَتِ الْإِشْرَاكَ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَدْخُلُ فِيهَا السِّحْرُ وَالْقَذْفُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْكَبَائِرِ وَالصَّغَائِرِ؛ كَالْكَذِبِ وَالْغِيبَةِ وَالنَّمِيمَةِ، وَسَائِر الْمَعَاصِي الْفِعْلِيَّةِ لَا يَخْلُو غَالِبًا مِنْ قَوْلٍ يَقْتَرِنُ بِهَا يَكُونُ مُعِينًا عَلَيْهَا.اهـ

التعليم بالقول والفعل.

المصدر
http://alwadei967.blogspot.com/2017/10/52.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(53)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(53)أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله





                            من كبائرالذنوب


عَنْ أَبِي بَكْرَةَ،رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ تَعَالَى لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِثْلُ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ»رواه أبو داود(4902).

[هذا حديث حسن.الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين(1166)].

-------------------
(مِثْلُ الْبَغْيِ) كالظُّلْمِ أَوِ الْخُرُوج عَلَى السُّلْطَانِ أَوِ الْكِبْر.(عون المعبود13/167).

ولمَّا كان الكبْر والتعالِي من أسباب البغي أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالتواضع.روى الإمامُ مسلم(2865) عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:«إِنَّ اللهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنْ تَوَاضَعُوا حَتَّى لَا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ، وَلَا يَبْغِي أَحَدٌ عَلَى أَحَدٍ».

ومن البغي:السرقة ،الكذب ،البهتان،الغيبة.

قال ابن القيم في مدارج السالكين(1/377):غالبُ الْبَغْي اسْتِعْمَالُهُ فِي حُقُوقِ الْعِبَادِ وَالِاسْتِطَالَةِ عَلَيْهِمْ.



هذا الحديث فيه:

عِظَمُ ذنب البغي وقطيعة الرحم وأنه من كبائر الذنوب.

وقد ضمِنَ الله بالنصر لِمَن بُغِيَ عليه فقال سبحانه:(ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ).


ومن الأدعية النبوية :عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يَدْعُو: «رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرْ هُدَايَ إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي لَكَ شَاكِرًا، لَكَ ذَاكِرًا، لَكَ رَاهِبًا، لَكَ مِطْوَاعًا إِلَيْكَ، مُخْبِتًا، أَوْ مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي». رواه أبو داود (1510).

والبغي من أعظمِ مضارِّه ومفاسده أنه:

سببٌ للفُرْقَة والاختلاف .قال تعالى:(وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ) [الشورى14] وقال تعالى:(وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرائيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ)[الجاثية17- 16] .بيَّن سبحانه أن الذي حملهم على التفرُّق هو البغي.

ولا يسلمُ  من البغي إلا من سلَّمه الله .


 قال ابنُ القيم رحمه الله في الفوائد(74): سُبْحَانَ الله فِي النَّفس كِبر إِبْلِيس ،وحسد قابيل ،وعتو عَاد، وطغيان ثَمُود،وجرأة نمْرُود ،واستطالة فِرْعَوْن، وبغي قَارون، ..وَهوى بلعام، وحيل أَصْحَاب السبت، وتمرد الوليد، وَجَهل أبي جهل .


وفيهَا من أَخْلَاق الْبَهَائِم: حرص الْغُرَاب ،وشره الْكَلْب ورعونة الطاووس، ودناءة الْجعل، وعقوق الضَّب، وحقد الْجمل ،ووثوب الفهد،وصولة الْأسد ،وَفسق الْفَأْرَة، وخبث الْحَيَّة، وعبث القرد ،وَجمع النملة، ومكر الثَّعْلَب، وخفة الْفراش ،ونوم الضبع، غير أَن الرياضة والمجاهدة تُذْهِبُ ذَلِك .اهـ

المصدر
http://alwadei967.blogspot.com/2017/10/53.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1274
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(55) أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(55) أحاديث مختارة من أحاديث «الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين»لوالدي رحمه الله



عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ مِنْ خَيْبَرَ وَمَعَهُ غُلَامَانِ.
 فَقَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْدِمْنَا؟
 فَقَالَ: " خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ ".
فَقَالَ: خِرْ لِي.
قَالَ: " خُذْ هَذَا وَلَا تَضْرِبْهُ؛ فَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مَقْبَلَنَا مِنْ خَيْبَرَ؛ وَإِنِّي قَدْ نَهَيْتُ عَنْ ضَرْبِ أَهْلِ الصَّلَاةِ ".
وَأَعْطَى أَبَا ذَرٍّ الْغُلَامَ الْآخَرَ فَقَالَ: " اسْتَوْصِ بِهِ خَيْرًا ".
 ثُمَّ قَالَ: " يَا أَبَا ذَرٍّ مَا فَعَلَ الْغُلَامُ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ؟ ".
قَالَ: أَمَرْتَنِي أَنْ أَسْتَوْصِيَ بِهِ خَيْرًا فَأَعْتَقْتُهُ .رواه أحمد(36/561).

[هذا حديث حسن .الصحيح المسند (485)].

—---------------------------—
(خِرْ لِي)أي: اختر لي أحدَ الغلامين .
وفيه من الفوائد:
الإحسان إلى الخادم والرفق به .
فضلُ المصلين واحترامهم .
النهي عن ضرب المصلين .وإذا كان هذا في ضرب المصلين فكيف بمن يسفكُ دماءَهم ويأخذ أموالهم وينتهك أعراضهم.
حرص الصحابة  على  الخير ومنافستهم فيه.
فأبوذرٍّ رضي الله عنه أعتق غلامَه لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أوصاه  به خيرًا.

المصدر
http://alwadei967.blogspot.com/2017/12/55.html

أضف رد جديد