بسم الله الرحمن الرحيم
تعليقات مهمة حول وثيقة التعايش المبرمة بين الشيخ الإمام والحوثيين
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد كثر الكلام واللغط عن الوثيقة المختومة من قبل الشيخ محمد الإمام فمن حاكم بالكفر والردة، ومن متهم بالرفض والخيانة، ومن مصطادٍ في الماء العكر لأحقاد متراكمة وأحساد متغلغلة، فالبعض لزم الصمت فترة وأخفى ما في قلبه وأبى الله إلا أن يبديه، وليته أكمل صمته، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من صمت نجا " ويقول: " ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "، ولكن وللأسف الشديد، مصيبة الأمة ومحنتها كما قال بعض العلماء: يهلك الناس في خلتين فضول المال، وفضول الكلام، وهذا الذي أورد الناس المهالك، ولا سيما في عصرنا الحاضر حيث يلقي الرجل بالكلمة لا يبالي لها بالاً فتنتشر في المشرق والمغرب في حينها، وبالذات أن أكثر شباب الأمة يعانون من كثرة الفراغ القاتل فتجدهم ينظرون ويقعدون ويؤصلون بلا علم ولا حلم ولكن عن هوى أو جهل إلا من رحم الله، ولا غرابة فنحن في آخر الزمن، وفي حال كثرة الفتن، فنعوذ بالله منها ما ظهر منها وما بطن، وبعد أن رأيت ورأى غيري هذا التطاول وانطلاقاً من قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: " من كتم علماً تلجم بلجام من نار يوم القيامة "، ومن باب الدفاع عن أهل العلم والذب عنهم فهم أمنة الله في أرضه، أحببت أن أشارك حول هذا الموضوع، وستكون مشاركتي بإذن الله من خلال المحاور الآتية:
المحور الأول: نبذة تعريفية عن شيخنا الهمام محمد بن عبد الله الإمام.
المحور الثاني: نبذة عن دعوة أهل السنة الجماعة في اليمن في الربع قرن الماضي.
المحور الثالث: المقصود والفحوى من توقيع الوثيقة.
المحور الرابع: الأدلة الدالة على صحة ما عمله الشيخ بختم الوثيقة.
المحور الخامس: كشف الشبهات المثارة حول الوثيقة.
المحور السادس: الناقدون للوثيقة.
المحور الأول: نبذة تعريفية مختصرة عن شيخنا الهمام محمد بن عبد الله الإمام.
هو: محمد بن عبد الله بن حسين بن طاهر الريمي -الملقب بالإمام- طلب العلم على يد والدنا وشيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله فترة من الزمن، وبعدها انتقل إلى دار الحديث العامرة بمعبر -حرسها الله- معلماً ومربياً وداعياً ففتح الله على يديه، وانتشرت الدعوة بما لم يكن في الحسبان، عرف بصبره وحكمته وورعه وكثرة عبادته وجده واجتهاده ونشاطه وحزمه وحبه للسنة والغيرة عليها، وكرهه للبدعة والنفير والتنفير منها ومن قرب منه عرف كل ذلك ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو جاهل، ومع انشغالاته الكثيرة والتي وفقه الله للقيام بها والتي لا يستطيع القيام بها العشرات، عرف الشيخ بكثرة مؤلفاته في شتى فنون العلم من فقه وحديث وعقيدة وتفسير وعلوم معاصرة وغيرها، وممن كان لهم نصيب الرافضة فقد كتب فيهم الآتي:
1. رافضة اليمن على مر الزمن.
2. طعون رافضة اليمن في صحابة الرسول المؤتمن.
3. بوائق رافضة اليمن في الماضي والحاضر.
4. النصرة اليمانية في بيان ما احتوته ملازم زعيم الطائفة الحوثية من ضلالات إيرانية.
5. النصح الكامل للمسؤولين ومشايخ القبائل، ويليه: نبذة مختصرة عن الوثيقة الفكرية والثقافية الرافضية.
وأما الخطب والمحاضرات والكلمات فحدث ولا حرج، وهذا الذي يعتقده الشيخ ويدين الله عز وجل به دون ذلك ماله ونفسه وولده.
المحور الثاني: نبذة مختصرة عن دعوة أهل السنة الجماعة في اليمن في الربع قرن الماضي.
منذ خروج العلامة الوادعي رحمه الله إلى مسقط رأسه في دماج بدأ النور يشع في اليمن بعد أن كانت فيه قترة فدعى إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وعلم ودعى وخرج وألف فكان ما كان من انتشار السنة في اليمن وغيرها، ونشر طلابه لتعليم الناس والذي دار الحديث بمعبر حسنة من حسناته فانتشرت السنة والعلم في اليمن وغيرها بما يضرب له المثل، وكم حاولت بعض الأطراف الزج به في عراك مع الشيعة وغيرهم من أجل القضاء على الدعوة، ولكن بحكمته وحنكته جنب الدعوة كل ذلك ووصل إلى مبتغاه بالدعوة إلى الله، ووقع تلك الوثيقة المنتشرة والمشتهرة مع ما يسمى بعلماء صعدة وعلى رأسهم بدر الدين الحوثي وعبد العظيم الحوثي ومحمد عبد العظيم الحوثي وغيرهم كل ذلك لأجل استمرارية الدعوة ولو دخل في صراعات تلك الأيام لما كان الخير مستمراً إلى ساعتنا هذه، فالخير الذي تعيشه اليمن من السنة وانتشارها يعود فيه الفضل الأكبر إليه حتى وإن اختلف مع بعض أصحاب الأحزاب والجمعيات إلا أن أكثرهم حسنة من حسناته، فرحمه الله رحمة واسعة.
فدعوة أهل السنة والجماعة ليست دعوة مقاتلة نعم النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق " ،ولكن هذا في حال رفع راية الجهاد بشروطه وضوابطه المعتبرة، لا أن ننفذ مراد أعدائنا بالاقتتال فيما بيننا فذلك ما يريدونه ويسعون إليه، ومن المعلوم أن أعداء الاسلام في غيظ من دور الحديث بسبب الخير الذي انتشر من خلالها بفضل الله عز وجل، ويريدون القضاء عليها من سنوات عدة مضت ولم تسنح لهم الفرصة بذلك فقاموا بتغذية من فتحوا صدورهم لهم شعروا بذلك أم لم يشعروا من أجل تنفيذ مطالبهم مقابل تسهيلات ودعم وما إلى ذلك، فأعادوا الكرة والمحاولة بالزج بأهل السنة والجماعة في صراع من خلاله يقضى على الدعوة وقد تم لهم بعض ذلك، والله المستعان.
المحور الثالث: المقصود والفحوى من توقيع الوثيقة.
كما سبق أن دعوة أهل السنة والجماعة ليست دعوة اقتتال بين المسلمين، بل يسندون الأمر إلى أهله، وبالضوابط المعتبرة، وهم من أبعد الناس عن الفتن، وممن يحذرون ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً منها، وهم من أورع الناس خصوصاً في باب سفك الدماء أما إذا كانوا كغيرهم فلا خير فيهم، ولذلك حذر علماء أهل السنة والجماعة من الثورات والانقلابات وولى بكلامهم الكثير عرض الحائط، جاءت الأحداث وتسارعت وبحت أصواتهم في النصح للمسلمين، ولكن لا حياة لمن تنادي، فجلبوا الويل والندامة عليهم وعلى غيرهم، وكم رددوا الفتن يعرفها العلماء أول ظهورها والجهلاء لا يعرفونها إلا بعد إدبارها كما هو واقع الآن إلا من عاند وكابر، ومما كتب الشيخ الإمام في باب الاقتتال والتورع فيه الآتي:
1. كتاب تمام المنة في فقه قتال الفتنة.
2. كتاب إتحاف أهل السنة بتوضيح أصل ترك القتال في الفتنة.
3. وكتاب التنبيه الحسن في موقف المسلم من الفتن.
ومشى على هذا الأصل متورعاً عاملاً بما قال وكتب - نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً - حتى إنه لم يشجع على الذهاب إلى الجبهات التي فتحت حال حصار إخواننا في دماج؛ لأمور عرفها من قبل وعرفها الكثير من بعد!!، وكما تقدم أن من المعلوم أن أعداء الاسلام في غيظ من دور الحديث بسبب الخير الذي انتشر من خلالها بفضل الله عز وجل، ويريدون القضاء عليها من سنوات عدة مضت ولم تسنح لهم الفرصة بذلك فقاموا بتغذية من فتحوا صدورهم لهم شعروا بذلك أم لم يشعروا من أجل تنفيذ مطالبهم مقابل تسهيلات ودعم وما إلى ذلك، وهم يبحثون عن أي مدخل لهم لكي يدخلون الدعوة في الفتنة، فأتوا بالوثيقة التي علمتموها، وفيها ما فيها، إلا أن الغرض منها حفظ مقاصد الشريعة الدين والنفس والعرض والمال والعقل، وبغض النظر عن صيغتها، فشيخنا لم يكن في ذلك تنازل عن عقيدته التي يسير عليها أو أن فيها انضمام مع الحوثيين لا من قريب ولا بعيد ولا بقليل أو كثير، ولكن لدفع الشر قدر المستطاع، ومما يؤيد كلامي ما قاله مجموعة من الإخوة على صفحاتهم في الفيس بوك، كالأخ /عبد الكريم السدعي حيث قال: إلى كل المتسائلين عن الوثيقة لقد اجتمعت اليوم بالشيخ الفاضل العلامة محمد بن عبدالله الإمام حفظه الله وأطال بعمره، وكنت على يقين وثقة من نفسي أني سأقنعه بأن يعترف بأنه أخطأ مهما كانت الأسباب ولكن رد علي بأسباب وأشياء لا يعرفها الجميع من خلالها أقنعني وليس بصالح الجميع نشر تلك الأسباب، إلى أن قال الأخ عبد الكريم: وقال لي أيضاً: الورقة لن تؤثر أوتغير أبداً ولن تنقص في دعوتنا حرفاً واحد على ما نحن عليه وسنواصل نشرها أكثر فنصيحتي ورجائي من الجميع عدم الجرح مهما كانت الأسباب والجميع يعرف بأن لحوم العلماء مسمومة اللهم انصر الحق وارزقنا اتباعه إ.ه.
وما قاله الأخ أبو خطاب الربيعي: - وهو من طلبة الشيخ - أؤكد لكم من معبر صحة الوثيقة وثبوتها، ولم تكتب في لحظة إغفاء أو إغماء إنما كتبت في يقظة وإدراك ومن أجل المصلحة، وليس فيها رضوخ أو تنازل، وليس معناها الركون إلى الحوثي والجزم بأنه سيتعايش مع مخالفيه ولا تعني الاستسلام وعدم المقاومة إن حصل شيء، ولا تنسوا أن الله قال " :وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم "، وقال بعدها :"وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله..."
وما قاله الأخ /عبد الرحمن الشيخ: الشيخ الإمام يقول الوثيقة صحيحة ، والغرض منها حقن الدماء وتجنيب البلاد والعباد الفتن ، بغض النظر عن صيغتها .
فالخلاصة: أن الوثيقة فيها مخالفات وبلا شك، ولكن الغرض منها حقن الدماء وتجنيب البلاد والعباد الفتن والمحافظة على الدعوة، بغض النظر عن صيغتها، وهذه العهود والمواثيق واردة حتى بعد وقوع الحروب والفتنة فيتم قطع الطريق من خلالها بإذن الله على مريدي الشغب والفتن، ولا سيما وأن الفتنة كانت شبه متحققة بعدم توقيعها، وكان المراد منها استعطاف بعض الناس في حال عدم التوقيع بأن انظروا من هو صاحب الفتنة وهكذا، ولكن سُد عليهم الباب وقضية نقضها عار وشنار عليهم.
المحور الرابع: الأدلة الدالة على صحة ما عمله الشيخ بختم الوثيقة.
سأسرد هذه الأدلة سرداً وباختصار شديد:
أولاً: من القرآن الكريم:
1. قال تعالى: " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ..."
2. قال تعالى: " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً..."
ثانياً: من السنة:
1. أخرج البخاري من حديث المسور ومروان رضي الله عنهما قالا قال الرسول صلى الله عليه وسلم_عن كفار قريش_:(لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها).
2. والنبي صلى الله عليه وسلم قد عاهد اليهود والمشركين في محطات كثيرة ومن أبرزها صلح الحديبية الذي سماه الله عز وجل فتحاً مبينا مع أن فيه تنزل وليس تنازل كشطب اسم الرحمن وكذا رسول الله وقد كان عمر يقول والله لا نرضى الدنية في ديننا " فصالح النبي صلى الله عليه وسلم قريشا من أجل أن يؤدي شعيرة واحدة فقط وهي العمرة وكان الطرف الآخر كفار قريش، أفلا نصالح الشيعة من أجل بقاء الدعوة؟
3. عمل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم صلحاً مع اليهود القاطنين في المدينة، وليس بمعيب اطلاقاً أن يقوم أهل الإسلام بالصلح وإقامة العهود والمواثيق مع أهل الكفر والشرك والطغيان.
ثالثاً: انطلاقاً من القواعد الشرعية والأصول المرعية:
1. من باب الحكمة.
2. درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
3. إذا تعارضت المصلحة والمفسدة قدم أرجحهما.
4. مدار الشرع على تحصيل أعلى المصلحتين بتفويت أدناهما، وارتكاب أدنى المفسدتين لدفع أعلاهما.
5. يقدم عند التزاحم خير الخيرين ويدفع شر الشرين.
6. وكما يقال مكره أخاك لا بطل.
7. أن سنة التدافع في الحياة من سنن الله الكونية.
8. أن التاريخ يؤيد ما فعله شيخنا المفضال فقد تعايش السنة مع الشيعة قرونا ولم تكن بينهم إلا الحروب اللسانية لا السنانية.
9. نهج العلماء في الغابر والحاضر اللقاء مع الطوائف المغايرة لأهل السنة، والذي ينكر هذا لا يعرف العلماء ولا التاريخ.
10. ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين شيئين إلا اختار أيسرهما.
11. لأن تبقى وتنفع خير من أن تموت ولا تنفع.
12. ماذا صنعت الفتن ببعض من دخل فيها إلا الندم وذهاب الخير.
13. تجنب المؤامرة الدولية من الشريعة والسياسة وخاصة في حال ضعف الدولة وضعف الشعب وضعف الجماعة.
المحور الخامس: كشف الشبهات المثارة حول الوثيقة.
الشبهة الأولى: أنهم ناقضي العهود والمواثيق فكيف توقعون معهم وهذا دأبهم؟
والجواب كالتالي:
أولاً: أما أنهم ناقضي للعهود والمواثيق ومن أهل الغدر فالنبي صلى الله عليه وسلم عاهد اليهود وهم من أنكث خلق الله للعهود والمواثيق مع علمه بذلك، وقد قال الله تعالى: " الذين ينقضون عهدهم في كل مرة.." فلم يك ذلك مانعاً من الصلح معهم.
ثانياً: لو كان هناك خيار آخر غير توقيعها أهون منه لعمل ذلك، ولكن الخيار الثاني هو الدخول في صراعات لا تحمد عقباها.
ثالثاً: عدم توقيعها كان يراد منه التسويق بأن هؤلاء هم دعاة الفتنة، ولكن سد عليهم الباب.
رابعاً: ليس معنى توقيعها أنه يتم الركون إليهم بل نقضهم لها يعد في صالح أهل السنة بكسب شريحة كبيرة من الناس بخلاف لو لم يتم توقيعها، فإن نفعت هذه الوثيقة فهي لحقن الدماء واستتباب الأمن في جزء من البلاد، وإن لم تنفع أضيفت إلى خياناتهم ونقضهم للعهود.
الشبهة الثانية: كيف يقول بأنهم مسلمون وقد كفرهم في الكثير من كتبه؟
والجواب كالتالي:
أولاً: مسألة أنهم مسلمون أو غير ذلك فالشيخ حفظه الله يرى التفصيل في المسألة من قديم الزمن وله أدلته كما ذكرها في كتابه النصرة اليمانية.
ثانياً: الشيخ ليس متذبذباً في كلامه بل يسير على نمط معين، فكما أنه لم يكفرهم من قديم الزمن على التفصيل الذي يراه، وخطبته الشهيرة التي قال فيها: ألا ولتعلموا أننا لا نستحل دماء الرافضة ولا أموالهم ولا أعراضهم نقول هذا تديناً ليس خوفاً من أحد...إ.ه. فكذلك في قضية الجبهات التي فتحت في كتاف وغيرها لم يفتي الشيخ بالجهاد فيها، وكما قال البرعي: كتاف كاسمها لن يتجاوزوها وذبك لأمور: منها وعورة المنطقة وهم من خارجها وليس معهم العدة والعتاد فالتكافؤ غير حاصل ومن باب الحفاظ على طلاب العلم فكم من طالب علم كان سينفع الله به العباد والبالد كان ضحية المؤامرة هناك...
الشبهة الثالثة: كيف يتم التوقيع عليها وفيها أن الخلاف في التفاصيل الفرعية؟ وفيها لفظة إخاء؟
والجواب:
أولاً: ذكر كلمة (فرعية) و (إخاء)هذا من التنازل عن الألفاظ من أجل مصلحة كبرى، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما حذف كلمة (رسول الله) من أجل الصلح.
ثانياً: ما حصل من باب الاضطرار لا الاختيار والرضا كما تقدم في المحور الثالث في الحديث عن فحوى الوثيقة.
ثالثاً: هل يصدق عاقل أن الشيخ معتقد ما فيها؟ وهو من كشفهم وفضحهم؟ وهو من أعلم الناس بهم؟ ولكن الحكمة تقتضي التغاضي لأجل الهدف الأسمى وهو حقن الدماء.
الشبهة الرابعة: قول: يوقعون إخاء مع الروافض وينصبون العداء لإخوانهم، فهلا عملت الوثائق بيننا أولى من الرافضة؟
والجواب: أن هذا من البهت والزور؛ فليس بيننا وبينكم من الخلاف ما يستدعي المواجهة إلا إن كنتم تتأبطون شراً، فحسبنا الله ونعيم الوكيل، والوثيقة وثيقة تعايش وليست وثيقة إخاء. فافهموا جيداً بغض النظر عن الألفاظ كما سبق، ثم بالله قل لي يا من تنكر على الشيخ أنت وأمثالك من الشامتين والشانئين والمشنعين والمعترضين: ماذا فعلتم لإخوانكم في دماج، هل كنت في أول الصفوف أم كنتم تتراقصون بكلماتكم على صفحات الفيس بوك؟ وماذا صنعتم لإخوانكم في حاشد غير التهييج ثم الفرار؟ وماذا كان دوركم في عمران غير المشاهدة وتقليب الأيدي والتحليل على الصفحات الاجتماعية؟ وما هو دوركم في مشارف صنعاء حاليا غير انتظار سقوطها كما سقط غيرها. فأنا وأنت نعلم أن مكان الفلسفة غير مكان الجبهات، وأن القول ليس كالفعل، لكن كأني بكم تتحدثون وأنتم من فتح فارس وكسر كسرى، وقاد ستين معركة لتحرير الأقصى، وأصبح الشهيد الحي على هذه الأرض، ولكن التنكر للجميل، وفقد المصالح جعل بعض الأقزام المتمصلحين والذين اشتهروا بذلك ينبح، والآخر يعوي، والبعض ينهق، ولكن سرعان ما يكون الندم، ولكن بعد ماذا؟ الله يستر علينا وعلى الجميع.
المحور السابع: الناقدون للوثيقة.
الناظر إلى هذه الحملة الشعواء على شيخنا المفضال حفظه الله يجد أن قوادها أصناف:
الصنف الأول: تجار الحروب - إن صح التعبير- لأن هناك فئة من الناس استفادوا من هذه الحروب وذلك عن طريق جمع التبرعات ودماج ودماج وهيهات! صحيح هناك أناس مخلصون وصادقون وأدوا الأمانات إلى أهلها؛ ولكن بالمقابل هناك الفئة التي سمعتم بها أيضاً فتجدهم يحشدون الأموال الطائلة وهم عاكفون في مدنهم هذا في البيضاء وهذا في صنعاء وهذا في مارب وهكذا وتجد بعضهم كان من أفقر خلق الله وفجأة السيارات آخر مديل والأراضي والمنازل وهلم جر، والبعض الآخر منهم كان عنده خير في باب الدنيا واستغل ذلك لزيادة الرصيد تحت مسمى أما فلان فهو شبعان من زمان فهؤلاء حياتهم وراحتهم وسعادتهم في تفجير الأوضاع هنا وهناك نسأل الله لنا ولهم الهداية والتوفيق...
الصنف الثاني: أصحاب الأحقاد والتراكمات والاصطياد في الماء العكر وهم أنواع:
النوع الأول: كثير من المتعصبين والمقلدين لبعض من يدعي الوسطية والاعتدال ممن له قدم السبق في تفريق دعوة أهل السنة والجماعة تحت هذه الدعوى، بدأً من أقرب المقربين إليه وذلك بالقيام بالحملة الشعواء على شيخنا حفظه الله سواء من خلال منشوراتهم أو تعليقاتهم وغير ذلك، وذلك شفاء لعليلهم ورواء لغليلهم الذي يجدونه في صدورهم مع أن شيخنا لم يكتب فيهم كتابا واحدا ولم يسجل فيهم شريطا نعم له بعض الكلمات في بعض الأشرطة وخصوصا حال فتنتهم.
النوع الثاني: أصحاب الجمعيات وحزب الإخوان، وهم لا يحتاجون إلى تعليق، فالواقع سيعلق عليهم بنفسه! وأكتفي بما قاله الأخ/ عبد الوهاب أبو خلبة في صفحته على الفيس: لما كنت أكتب عن الإخوان المسلمين وأقول عنهم خوان الدين والتاريخ كان بعض الأصدقاء يعتب عليَّ أن أصفهم بهذا الوصف أما الآن وبعد أحداث حاشد وعمران فيحق لي ولغيري أن يصفهم بهذا فهم قومٌ جبناء لا يملكون الشجاعة والإقدام لا يصلحون إلا للمسرح والتمثيل وطقوس النشيد.. لله در السلفيين في دماج واجهوا المعركة الأخيرة في تسعين يوماً بفقر في الأكل والشرب والسلاح وحصار شديد ورغم ذلك ثبتوا ثبات الجبال الراسية وقاتلوا بشراسة شهد لهم بذلك الأعداء قبل الأصدقاء حتى خرجوا من دماج بقرار رئاسي.. أما الإخوان المسلمون فكانت لديهم العدة والعتاد ويملكون نصف الدولة والأرض أمامهم مفتوحة للكر والفر.. ولكن الجثة جثة أسد والقلب قلب فأر!!..
النوع الثالث: بعض المراهقين والمتمصلحين والمنتقمين من إخواننا؟؛ لأنهم كما يقولوا يريدوا أن ينظروا اليوم الذي تسقط فيه معبر كما سقطت دماج، وذلك لأن الشيخ خذلهم كما يقولون، ولو وسعهم ما وسع الشيخ الحجوري لكان خيراً لهم حيث قال: لا أحد يعترضها بشيء لا بمدح ولا ذم، لأن المؤامرة كبيرة!
فما أسهل التنظير وما أصعب التطبيق فنقول للمعتكفين على الفيس والواتس ومواقع التواصل الاجتماعي والذين تزيد منشوراتهم على عدد الدقائق من كثرتها وهم عاكفون مما راق لي وو الخ !!الشاي عن يمينهم، والقهوة عن يسارهم، والعصير أمامهم، والمكيفات على رؤوسهم، وأصوات الأولاد تطرب آذانهم، يعيشون في رغد ونعيم، يخرجون الخرجات، ويطلعون الطلعات، ساعة إلى نياقهم !وساعة إلى رياضهم!! وساعة يتمتعون بأداء العمرة!فنقول لهؤلاء رويدا رويدا! فلا للأعداء كسرتم ولا لإخوانكم نصرتم ونفعتم؛ بل ضرركم أكثر من نفعكم بتهييجكم الاعلامي، وقد رأيناه لما كانت المأساة في دماج إذا أراد الشيخ يحيى ووجهاء دماج أن يعقدوا صلحا أو وثيقة ضجوا بإعلامهم لماذا؟ وهؤلاء غدرة واثبتوا! ولا تعقدوا صلحا! الخ وكما يقال ما أسهل الحرب على المتفرجين؟؟!!
وفي الأخير: قال أحد الإخوة على صفحته في الفيس: إذا رأيتم المتحمسين فكونوا على حذر منهم فالمتحمس واحد من اثنين إما جاسوس يحمس طرف ضد آخر أو متأثر به مع جهل وأكثر مشاكل المسلمين و الدعوة الاسلامية من هذين الصنفين...
وما قاله الأخ أبو الخطاب السلفي على صفحته في الفيس: مهلاً أيها المتعصبون مهلاً أيها المتفهمون سحقاً أيها المندسون بعداً أيها الشامتون بعد وثيقة التصالح التي أبرمها الشيخ الإمام مع الحوثيين ظهر أن في الزوايا خبايا فهناك مستغرب! وآخر مستفهم! وثالث مستنكر! ورابع شامت منتقم !ولكن.........؟ قد لا تعجبك الوثيقة من حيث بعض فقراتها ولكن....... يجب أن تعلم حجم المؤامرة لجر أهل السنة إلى حرب طائفية لاتنتهي كذلك الطرف المتعنت يحاول عرقلة الصلح ببعض مطالبه وشروطه الذي يريد الخير للناس لابد من تقديم بعض التنازلات ليقبل كلامه ثانياً: الشيخ الإمام معروف بالحكمة وكم من أمور اختارها وعارضناه فيها ثم يؤول الأمر إلى ما اختاره وهذا من الفراسة عند الشيخ وأيضاً: هل عرفت ماهي الأسباب والدوافع لكتابة الوثيقة؟ هل قرأت الوثيقة وتمعنت فيها ونظرت في عاقبة الخير فيها؟ أم مجرد طعن وغمز ولمز! أخيراً: فإن لم تسغ لك الوثيقة بما فيها فالزم الصمت والأمر لله من قبل ومن بعد، وستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزود
وعليك أن تعلم بأن هذا الأمر دين وبأننا في آخر الزمان، فلا تفرح بالسبق الاعلامي، والتحليل، وما إلى ذلك، ما أن يتم قراءة أي خبر إلا ويتم مباشرته بتغريدة، ومن كان هذا حاله يخشى عليه من الخسارة والانحراف، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ملاحظة: هناك اقتباس في بعض المواطن من بعض الإخوة البعض أحلت عليهم والبعض الآخر لم أحل عليهم، وذلك نظراً لكتابتي لها بعجالة، فلم تأخذ من وقتي إلا نصف ساعة فقط ولله الحمد والمنة، ولولا انشغالي والله، لكان رداً شافياً كافياً، ولكن أسأل الله أن يضع الخير والبركة فيما سبق، والله المستعان، وعليه التكلان، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
محبكم/ أبو محمد البرمكي
16/9/1435هـ
تنبيه: هذه التعليقات كتبتها في التاريخ أعلاه قبل أن يصدر رد من أحد...
16/9/1435هـ
تنبيه: هذه التعليقات كتبتها في التاريخ أعلاه قبل أن يصدر رد من أحد...