فائدة: رقم 275: نماذج من حفظ السلف وورعهم
قال الحافظ أَبو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَاصِمٍ ـ رحمه الله ـ كما في “سير السلف” للأصبهاني (1302/4):
(لَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ الْعَلَوِيِّ بِالْبَصْرَةِ مَا كَانَ، ذَهَبَتْ كُتُبِي فَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا شَيْءٌ، فَأَعَدْتُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِي فِي خَمْسِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ:
كُنْتُ أَمُرُّ إِلَى دُكَّانِ بَقَّالٍ، فَكُنْتُ أَكْتُبُ بِضَوْءِ سِرَاجِهِ فَتَفَكَّرْتُ بَعْدَ ذَلِكَ فِي نَفْسِي أَنْي لَمْ أَسْتَأْذِنْ صَاحِبَ السِّرَاجِ فَذَهَبْتُ إِلَى الْبَحْرِ فَغَسَلْتُهُ ثُمَّ أَعَدْتُهُ ثَانِيًا).
قلت: هذا غاية في الحفظ والورع، ولم يكن يلزمه ما فعل!؛ فسكوت البقال مدة كتابته وعدم اعتراضه رضا، وكان الأقرب لو تشكك أن يرجع إليه فيخبر البقال بفعله فإن أذن وإلا أعطاه أجرة المثل.
رابط المادة الأصلية:
https://alrrazihi.al3ilm.com/13695