137- غربة الدين وأهله

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1944
اشترك في: رجب 1437

137- غربة الدين وأهله

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »

137- غربة الدين وأهله

سلسة الفوائد اليومية:
137- غربة الدين وأهله
** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
« بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ »
** رواه مسلم .
** وعَنْ عَبْد اللهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ وَنَحْنُ عِنْدَهُ: ” طُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ” فَقِيلَ: مَنِ الْغُرَبَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ؟
قَالَ: ” أُنَاسٌ صَالِحُونَ، فِي أُنَاسِ سُوءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ ”
** [رواه الإمام أحمد , وصححه الألباني]** قال الأمير الصنعاني في كتابه: (التنوير شرح الجامع الصغير) , (3/ 430)
** (إن الإِسلام بدأ) مقصور وقيل يجوز همزه أي ظهر.
** (غريباً) في النهاية أنه كان أول أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهل عنده لقلة المسلمين حينئذٍ.
** (وسيعود غريباً كما بدأ) لقلة أهل الإيمان آخر الزمان فيصير كالغريب. (فطوبى) اسم للجنة أو شجرة فيها.
** (للغرباء) أي أنها لأولئك الغرباء في أول ذلك الزمان الذي بدأ فيه وتكون أيضاً لهم في آخره، وذلك لصبرهم على الغربة وأذى من يخالفهم .
** وقد ألف بعض العلماء رسالة في هذا الحديث وفي الكلام عليه. اهـ
** (قلت) : يعني به الْحَافِظُ أَبا الْفَرَجِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن رَجَبٍ الْحَنْبَلِيُّ ورِسَالَته سَمَّاهَا: (كَشْفَ الْكُرْبَةِ فِي وَصْفِ حَالِ أَهْلِ الْغُرْبَةِ ) وَهي مطبوعة.
** قال الأمير الصنعاني في كتابه: (التنوير شرح الجامع الصغير) , (7/ 145):
** (طوبى للغرباء) جمع غريب ولما كان المراد هنا غير معناه المتبادر فسره – صلى الله عليه وسلم – بجملة استئنافية حيث قال:
(أناس صالحون) أي هم أناس متصفون بالصلاح كائنون أو كائنين: (في أناس سوء كثير) فوصفهم بصفة الصلاح التي هي أشرف الصفات ثم بصفة كونهم في قوم خالفوهم في الصفة ولا يصلح مع فساد الكثير من قومه إلا أفراد أهل النجاة كمؤمن آل فرعون وصاحب يس .
** (من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم) لاتصاف قومهم بخلاف صفاتهم فلا يرون لهم طاعة وهؤلاء هم أتباع السنة وأهل الحق لا يزالون غرباء في كل عصر وزمان مذ ملأت الدنيا البدع والتمذهبات. اهـ
** وقال بن القيم في كتابه: (مدارج السالكين) (3/ 186):
** ( . . . فَأَهْلُ الْإِسْلَامِ فِي النَّاسِ غُرَبَاءُ،
** وَالْمُؤْمِنُونَ فِي أَهْلِ الْإِسْلَامِ غُرَبَاءُ،
** وَأَهْلُ الْعِلْمِ فِي الْمُؤْمِنِينَ غُرَبَاءُ.
وَأَهْلُ السُّنَّةِ الَّذِينَ يُمَيِّزُونَهَا مِنَ الْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ فَهُمْ غُرَبَاءُ،
** وَالدَّاعُونَ إِلَيْهَا الصَّابِرُونَ عَلَى أَذَى الْمُخَالِفِينَ هُمْ أَشَدُّ هَؤُلَاءِ غُرْبَةً،
** وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ حَقًّا، فَلَا غُرْبَةَ عَلَيْهِمْ،
** وَإِنَّمَا غُرْبَتُهُمْ بَيْنَ الْأَكْثَرِينَ، الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}، فَأُولَئِكَ هُمُ الْغُرَبَاءُ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَدِينِهِ،
** وَغُرْبَتُهُمْ هِيَ الْغُرْبَةُ الْمُوحِشَةُ، وَإِنْ كَانُوا هُمُ الْمَعْرُوفِينَ الْمُشَارُ إِلَيْهِمْ، كَمَا قِيلَ:
فَلَيْسَ غَرِيبًا مَنْ تَنَاءَتْ دِيَارُهُ
وَلَكِنَّ مَنْ تَنْأَيْنَ عَنْهُ غَرِيبُ
** والله الموفق .
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الاثنين 1 / 3 / 1441 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :

سلسلة الفوائد اليومية المنتقاة
================

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/13594

أضف رد جديد