92 ذكر بعض الألفاظ المولدة الدخيلة في كلام العرب

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1944
اشترك في: رجب 1437

92 ذكر بعض الألفاظ المولدة الدخيلة في كلام العرب

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »


سلسلة الفوائد اليومية: 
92 ذكر بعض الألفاظ المولدة الدخيلة في كلام العرب
 
** قال السيوطي في كتابه: (المزهر في علوم اللغة وأنواعها)، (1/242):
 
**النوع الحادي والعشرون
**(معرفة المولد)
 
**وهو ما أحْدثه المولَّدون الذين لا يُحْتجّ بألفاظهم والفرق بينه وبين المصنوع أن المصنوع يُورده صاحبه على أنه عربي فصيح وهذا بخلافه.
 
**وفي مختصر العين للزبيدي: المولد من الكلام المحدَث.
 
**وفي ديوان الأدب للفارابي يقال: هذه عربية وهذه مولَّدة.
 
**ومن أمثلته: قال في الجمهرة: (الحُسْبان) الذي ترمى به هذه السهامُ الصغار مولد.
 
**وقال: كان الأصمعي يقول: (النّحْريرُ) ليس من كلام العرب وهي كلمة مولدة.
 
……………
 
**وقال ابن دُريد في الجمهرة: قال الأصمعي: (المَهْبُوت): طائر يُرْسَل على غير هداية وأحسبها مَولّدة.
**وقال: (أخُّ) كلمةٌ تقال عند التأوه، وأحسبها مُحْدَثة.
**وفي ذيل الفصيح للموفق البغدادي: يقال عند التألم: (أَحّ) بحاء مهملة وأما (أخُّ) فكلام العجم.
 
**وقال ابن دريد: (الكابوسُ) الذي يقعُ على النائم أحسبه مولدا.
 
**وقال الجوهري في الصحاح: (الطَّرَش) أهونُ الصمم يقال هو مولد.
……………
 
**وقال عبد اللطيف البغدادي في ذيل الفصيح: (الفطْرَة) لفظٌ مولد.
وكلام العرب (صدقة الفطر) مع أن القياس لا يدفعه، كالفرقة والنّغْبَة لمقدار ما يُؤخذ من الشيء.
 
**وقال: أجمع أهل اللغة على أن (التَّشْويش) لا أصل له في العربية وأنه مولد وخطَّؤوا الليث فيه.
 
**قال: وقولهم: (سِتّي) بمعنى سيدتي مولد ولا يقال: (سِتّ) إلا في العدد.
 
**وقال: (فلانٌ قرابتي) لم يسمع، إنما سمع: قريبي أو ذو قَرَابتي.
 
**وجزم بأنَّ (أطْرُوشُ) مولد.
 
**وفي شرح الفصيح للمرزوقي: قال الأصمعي: إن قولهم: (كَلْبة صارِف) بمعنى مُشْتَهية للنكاح ليس في كلام العرب وإنما ولده أهل الأمصار.
**قال: وليس كما قال، فقد حكى هذه اللفظة أبو زيد وابن الأعرابي والناس.
 
**وفي الروضة للإمام النووي في باب الطلاق: أن (القَحْبة) لفظة مولدة ومعناها البغي.
**وفي القاموس: (القَحْبة): الفاجرة: وهي السعال لأنها تَسْعُل وتُنَحْنِحُ أي تَرْمُزُ به، وهي مولدة.
 
**وفي تحرير التنبيه للنووي: (التفرج) لفظة مولدة لعلها من انفراج الغم وهو انكشافه.
 
……………
 
**وفي فقه اللغة للثعالبي: يقال للرجل الذي إذا أكل لا يُبقي من الطعام ولا يَذَر: (قَحْطِي) وهو من كلام الحاضرة دون البادية.
**قال الأزهري: أظنُّه يُنْسَب إلى القَحْط لكَثْره أكله كأنه نجا من القَحْط.
 
**وفيه: (الغَضَارَة) مولَّدة لأنها من خَزَف، وقِصَاعُ العرب من خشَب.
 
……………
 
**وقال أبو عبيد في الغريب المصنف: (الجَبَريّة) خلاف القَدَرية، وكذا في الصحاح، وهو كلام مولد.
 
**وقال المبرد في الكامل: جمع الحاجة (حاجٌ)، وتقديره فعله كما تقول: هامة وهام وساعة وساع.
**فأما قولهم في جمع حاجةٍ: (حَوَائج) فليس من كلام العرب على كثرته على أَلْسِنة المولَّدين ولا قياسَ له.
**وفي الصحاح: كان الأصمعي يُنْكِرُ جمع حاجة على حوائج، ويقول مولد.
 
**وفي شرح المقامات لسلامة الأنباري: قيل: (الطُّفَيْلي) لغة مُحدَثَة لا توجد في العتيق من كلام العرب.
**كان رجل بالكوفة يقال له طُفَيل يأْتي الولائم من غير أن يُدْعَى إليها فَنُسِب إليه.
 
**وفيه: قولهم للغَبيِّ والحَرِيف: (زَبُون) كلمة مولدة ليست من كلام أهل البادية.
**وفي شرح المقامات للمطرزي: (الزَّبُون): الغبي الذي يُزْبَن ويُغْبَن. وفي أمثال المولدين: الزَّبُون يفرح بلاَ شيء.
 
**وقال المطرزي أيضا في الشرح المذكور: (المخرقة) افتعال الكذب وهي كلمة مولدة وكذا في الصحاح.
 
……………
 
**وفي شرح الفصيح للبطليوسي: قد اشتقوا من بغداد فعلا فقالوا:
(تَبَغْدَدَ فلان).
 
**قال ابن سيده: هو مولد وفيه أيضا: (القَلَنْسُوَة) تقول لها العامة الشاشية، وتقول لصانعها (الشواشي)، وذلك من توليد العامة.
 
**وقال ابن خالويه في كتاب: (ليس): (الحوَامِيم) ليس من كلام العرب إنما هو من كلام الصبيان تقول: (تعلمنا الحواميم)، وإنما يقال:
(آل حاميم)
**كما قال الكميت: (من الطويل)
(وَجَدْنَا لَكُمْ في آل حاميمَ آية)
ووافقه في الصحاح.
**وقال الموفق البغدادي في ذيل الفصيح: يقال: (قرأتُ آلَ حاميم، وآل طاسين)، ولا تقل: (الحواميم).
 
……………
 
**وقال محمد بن المعلى الأزدي في كتاب المشاكهة: في اللغة العامة تقول لحديث يستطال: (بَسْ)، والْبَسُّ: الخلط،
**وعن أبي مالك: البس: (القطع)
**ولو قالوا لمحدثه (بسا) كان جيدا بالغا بمعنى المصدر، أي: بس كلامك بسا، أي: اقطعه قطعا
**وأنشد: (من الوافر):
 
يحدِّثنا عبيد ما لَقينا
فبسك يا عبيد من الكلام
 
**وفي كتاب العين: (بَسْ) بمعنى حَسْب.
**قال الزبيدي في استدراكه: (بَسْ)بمعنى: حَسْب، غير عربية.
 
……………
 
**وقال ابن دُريد في الجمهرة: (شُنْطَف) كلمةٌ عامية ليست بعربية مَحْضَة.
 
**قال: (وخمنت الشيء): قلت فيه: الحدس أحسبه، مولدا، حكاه عنه في المحكم.
 
**وفي كتاب: (المقصور والممدود) للأندلسي: (الكيمياء) لفظة مولدة يُراد بها الحِذْق.
 
**وقال السخاوي في (سِفر السعادة): (الرَّقيع) من الرجال: الواهن المغفل، وهي كلمة مولدة، كأنهم سموه بذلك لأن الذي يُرْقَع من الثياب الواهي الخَلَق.
 
**وفي القاموس: (الكُسُّ) للْحَرِ ليس من كلامهم إنما هو مولد.
**وقال سلامة الأنباري في شرح المقامات: (الكُسّ والسُّرْم) لغتان مولدتان وليستا بعربيتين، وإنما يقال: فرج ودبر.
**قلت: في لفظة (الكُس) ثلاثة مذاهب لأهل العربية:
**أحدها هذا،
**والثاني: أنه عربي، ورجَّحه أبو حيان في تذكرته، ونقله عن الأسنوي في المهمات، وكذا الصغاني في كتاب: (خلْق الإنسان)، ونقله عنه الزركشي في: (مهمات المهمات).
**والثالث: أنه فارسي معرب، وهو رأي الجمهور، منهم المطرزي في: (شرح المقامات).
**وقد نقلت كلامهم في الكتاب الذي ألَّفْته في (مراسم النكاح).
 
**وفي القاموس: (الفُشَار) الذي تستعمله العامة بمعنى الهذيان ليس من كلام العرب.
 
**وفي (المقصور والممدود) للقالي: قال الأصمعي: يقال: صلاة الظهر، ولم أسمع (الصلاة الأولى)، وإنما هي مولدة،
قال: وقيل لأعرابي فصيح: (الصلاة الأولى).
فقال: ليس عندنا إلا صلاة الهاجرة.
 
**وفي الصحاح: (كُنْهُ الشيء): نِهايتُه ولا يشتق منه فعل،
**وقولهم: (لا يَكتَنِهه الوصفُ) بمعنى: لا يبلغ كُنْهَه، كلام مولد.
 
 
** (فائدة)
 
**في أمالي ثعلب: سُئِل عن التغيير: فقال هو كلُّ شيء مولد.
 
**وهذا ضابط حسن، يقتضي أن كلَّ لفظ كان عربيَّ الأصل ثم غيرته العامة بهَمْزِ أو تَرْكه أو تسكينٍ أو تحريك أو نحو ذلك مولد،
 
**وهذا يجتمع منه شيء كثير.
 
**وقد مشى على ذلك الفارابي في ديوان الأدب، فإنه قال في الشَّمْع والشمْعة بالسكون: إنه مولد وإن العربي بالفتح.
 
**وكذا فعَل في كثير من الألفاظ.
 
… الخ) اهـ
 
 
 
** قال أبو عبد الله وفقه الله:
 
**ليس كل ما ذكر هنا أنه مولد متفقا عليه عند علماء أهل اللغة، فبعضها عربي فصيح وليس بمولد، كلفظة: (حوائج)؛ فإنه قد ورود بها السماع نثرًا وشعرًا:
** ففي صحيح البخاري(الطبعة الهندية) (ص: 2708):
**عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: خَرَجَتْ سَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ لَيْلًا، فَرَآهَا عُمَرُ فَعَرَفَهَا، فَقَالَ: إِنَّكِ وَاللَّهِ يَا سَوْدَةُ مَا تَخْفَيْنَ عَلَيْنَا، فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ، وَهُوَ فِي حُجْرَتِي يَتَعَشَّى، وَإِنَّ فِي يَدِهِ لَعَرْقًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَرُفِعَ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ: «قَدْ أَذِنَ اللَّهُ لَكُنَّ أَنْ تَخْرُجْنَ لِحَوَائِجِكُنَّ»
 
**والأحاديث التي ذكرت فيها لفظة: (حوائج) كثيرة.
 
** وفي كتاب: (لسان العرب)، (2/ 243):
 
**وَكَانَ الأَصمعي يُنْكِرُهُ وَيَقُولُ هُوَ مولَّد؛
 
**قَالَ الْجَوْهَرِيُّ: وإِنما أَنكره لِخُرُوجِهِ عَنِ الْقِيَاسِ، وإِلَا فَهُوَ كَثِيرٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ؛ وَيَنْشُدُ:
 
نَهارُ المَرْءِ أَمْثَلُ، حِينَ تُقْضَى
حَوائِجُهُ، مِنَ اللَّيْلِ الطَّويلِ
 
**قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: إِنما أَنكره الأَصمعي لِخُرُوجِهِ عَنْ قِيَاسِ جَمْعِ حَاجَةٍ؛
 
**قَالَ: وَالنَّحْوِيُّونَ يَزْعُمُونَ أَنه جَمْعٌ لِوَاحِدٍ لَمْ يُنْطَقْ بِهِ، وَهُوَ حَائِجَةٌ.
 
**قَالَ: وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنه سُمِعَ (حائِجَةٌ) لُغَةٌ فِي الحاجةِ.
 
**قَالَ: وأَما قَوْلُهُ إِنه مُوَلَّدٌ فإِنه خطأٌ مِنْهُ؛ لأَنه قَدْ جَاءَ ذَلِكَ فِي حَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَفِي أَشعار الْعَرَبِ الْفُصَحَاءِ.
 
**فَمِمَّا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ……
 
**وَمِمَّا جَاءَ فِي أَشعار الْفُصَحَاءِ قَوْلُ أَبي سَلَمَةَ الْمُحَارِبِيِّ:
 
ثَمَمْتُ حَوائِجِي ووَذَأْتُ بِشْراً
فبِئْسَ مُعَرِّسُ الرَّكْبِ السِّغابُ
 
**قَالَ ابْنُ بَرِّيٍّ: ثَمَمْتُ أَصلحت؛
 
**وَفِي هَذَا الْبَيْتِ شَاهِدٌ عَلَى أَن حَوَائِجَ جَمْعُ حَاجَةٍ،
 
**قَالَ: وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: جَمْعُ حَائِجَةٍ لُغَةٌ فِي الحاجةِ؛
 
**وَقَالَ الشَّمَّاخِ:
 
تَقَطَّعُ بَيْنَنَا الحاجاتُ إِلَّا
حوائجَ يَعْتَسِفْنَ مَعَ الجَريء
 
……
 
**وَقَالَ سِيبَوَيْهِ فِي: (كِتَابِهِ): فِيمَا جَاءَ فِيهِ تَفَعَّلَ واسْتَفْعَلَ، بِمَعْنًى، يُقَالُ: (تَنَجَّزَ فلانٌ حوائِجَهُ، واسْتَنْجَزَ حوائجَهُ).
…… الخ) اهـ
 
 
** والله الموفق.
 
** كتبها:أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
 
** الأربعاء 14 / 11/ 1438 هـ
 
** ومن أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط:
 
https://binthabt.al3ilm.com/11613
=======================
 

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/12633

أضف رد جديد