- قال الله تعالى :
- و( المثل ) – بفتح الميم والثاء – هو : ( قول مركب مشهور شُبِّه مضربه بمورده ) . اهـ
- قولهم : ( مشهور )
- قولهم : ( شُبِّه مضربه ) , مضرب المثل : هو الواقعة الجديدة التي شبهت بالواقعة التي وقع فيها المثل .
- وقولهم : ( بمورده ) ,
أي : القِّصة التي ورد عليها المثل .
- ولذلك يحكى المثل بلفظه كما هو بدون تغيير مهما كان نوع الخطاب أو نسق الكلام , كقولهم : “الصيف ضيعت اللبن”، يقال بكسر التاء لكل مخاطب .
- وهو مثل يضْرب لمن فرط فِي طلب الْحَاجة وَقت إمكانها ثمَّ طلبَهَا بعد فَوَاتهَا .
- ففي كتاب ( مجمع الأمثال ) , (2/ 68) لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني :
ويروى : “الصَّيْفَ ضَيَّعْتِ اللبن”
والتاء من”ضيعت” مكسور في كل حال إذا خوطب به المذكر والمؤنث والاثنان والجمع؛ لأن المثَلَ في الأصل خوطبت به امرَأة، وهي دَخْتَنُوس بنت لقيط بن زرارة كانت تحت عمرو بن عُدَاس، وكان شيخاً كبيراً فَفَركَتْهُ (فركته : كرهته) فطلقها، ثم تزوجها فتى جميل الوجه، أجْدَبَتْ فبعثت إلى عمرو تطلب منه حَلُوبة، فَقَال عمرو “في الصيف ضيعت اللبن” فلما رجع الرسُولُ وقَال لها ما قَال عمرو ضربَتْ يَدَها على منكب زوجها، وقَالت “هذا ومَذْقُه خَيرٌ” تعني أن هذا الزوج مع عدم اللبن خيرٌ من عمرو،
فذهبت كلماتها مَثَلاً .
فالأول يضرب لمن يطلب شيئاً قد فَوَّته على نفسه،
والثاني يضرب لمن قَنَع باليسير إذا لم يجد الخطير.
وإنما خص الصيف لأن سؤالها الطلاقَ كان في الصيف، أو أن الرجل إذا لم يطرق ماشيته في الصيف كان مضيعاً لألبانها عند الحاجة . اهـ
- والمثل : يكون شعرًا، ويكون نثرًا، ولكنه في النثر أكثر دورانًا، ولذلك يعد في النثر .
- وهو ثمرة ناضجة من ثمرات الاختبار الطويل، والتجربة الصادقة، والعقل الراجح، والرأي السديد).
- وانظر كتاب : ( تاريخ الأدب الجاهلي ) (ص: 260)
- وفي كتاب ( المدهش ) , لابن الجوزي (ص: 16- 17) :
- فصل في ذكر أمثال القرآن :
- وكم من كلمة تدور على الألسن ( مثلا ) جاء القرآن بألخص منها وأحسن :
- فمن ذلك قولهم :
مذكور في قوله : ( ولكم في القصاص حيوة )
- وقولهم : (( ليس المخبر كالمعاين)) ,
- وقولهم : (( ما تزرع تحصد )) ,
- وقولهم : (( للحيطان آذان ))،
مذكور في قوله تعالى : ( وفيكم سماعون لهم) - وقولهم : (( الحمية رأس الدواء )),
- وقولهم : (( احذر شر من أحسنت إليه )),
- وقولهم : (( من جهل شيئا عاداه )) ,
- وقولهم : (( خير الأمور أوساطها )) ,
- وقولهم : (( من أعان ظالما سلطه الله عليه )) ,
- وقولهم : (( لما انضج رمد )) ,
- وقولهم : (( لا تلد الحية إلا حية )) ,
كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
السبت 7 / 5 / 1438 هـ
والله الموفق
رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/11605