213- المعلم الفطن قد يسأل الطالب عن علم لا يحسنه؛ لينبهه على أخذ نصيبه منه

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1944
اشترك في: رجب 1437

213- المعلم الفطن قد يسأل الطالب عن علم لا يحسنه؛ لينبهه على أخذ نصيبه منه

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »

213- المعلم الفطن قد يسأل الطالب عن علم لا يحسنه؛ لينبهه على أخذ نصيبه منه


سلسلة الفوائد اليومية:

213- المعلم الفطن قد يسأل الطالب عن علم لا يحسنه؛ لينبهه على أخذ نصيبه منه

() وأذكر في هذا المقام من حياة شيخنا الألمعي مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله تعالى- وسيرته العلمية وأسلوبه الحسن في التعليم والنصح والتوجيه: أنه كان في بعض الأحيان يقيم الطالب المستفيد في النحو -مثلا- فيسأله عن مسألة في علم الرجال أو علم المصطلح أو عن صحة حديث ما, ومن صحابيه ومن أخرجه؟

(
) فيقول الطالب النحوي: لا أدري.

() فيقول له الشيخ- رحمه الله-: اجلس يا أخانا,

(
) وأحيانا يقول: يا إخواننا أخوكم فلان قال: لا أدري, اجلس.

() فيجلس الطالب متحسرا على فوات الإجابة,

(
) وربما كان هذا الموقف باعثا له على الالتفات إلى بقية فنون العلم.

(**) وقل مثل هذا في الطالب المستفيد في المصطلح, وهكذا.

(**) فرحم الله شيخنا رحمة الأبرار وأسكنه الفردوس الأعلى.

() ومن باب الشيء بالشيء يذكر, أذكر حكاية مشابهة لهذه, ذكرها

أبو سعد منصور بن الحسين الرازي (المتوفى: 421هـ) في كتابه

(نثر الدر في المحاضرات)، (5/ 76) فقال:

(
) أخبرنَا الصاحبُ – رحمهُ الله – قَالَ: أخبرنَا عبدُ الله بنُ مُحَمَّد الأيجي قَالَ: أخبرنَا مُحَمَّد بن الْحسن الْأَزْدِيّ. قَالَ: أخبرنَا أَبُو حَاتِم سهل بن مُحَمَّد السجسْتانِي قَالَ:

() ورد علينا عاملٌ من أهل الْكُوفَة، لم أر فِي عُمَّال السُّلْطَان بِالْبَصْرَةِ أبرَعَ مِنْهُ، فدخلتُ مُسلما عَلَيْهِ.

(
) فَقَالَ: يَا سجستاني مَن عُلَمَاؤُكُمْ بِالْبَصْرَةِ؟

() قلت: الزيَادي أعلمنَا بِعلم الْأَصْمَعِي،

(
) والمازني أعلمنَا بالنحو،

() وهلالُ الرَّأْي من أفقهنا،

(
) والشاذكُوني من أعلمنَا بالحديثِ،

() وَأَنا – رَحِمك اللهُ – أنسبُ إِلَى علم الْقُرْآن،

(
) وَابْن الْكَلْبِيّ من أكتبنا للشروط.

() قَالَ: فَقَالَ لكَاتبه: إِذا كَانَ غَدا فاجمعهُم لي، قَالَ: فجمعنا.

(
) فَقَالَ: أيكم الْمَازِني؟ قَالَ أَبُو عُثْمَان: هانذا يَرْحَمك الله،

() قَالَ هَل تُجزئ فِي كَفَّارَة الظِّهَار عتقُ عبدٍ أعورٍ؟

(
) فَقَالَ الْمَازِني: لستُ صاحبَ فقه. أَنا صاحبُ عَرَبِيَّة،

() فَقَالَ يَا زيادي: كَيفَ تكتبُ كتابا بَين رجل وَامْرَأَة خَالعهَا على الثلاثِ من صَدَاقهَا؟

(
) قَالَ: لَيْسَ هَذَا من علمي، هَذَا من علم هِلَال الرَّأْي.

() قَالَ يَا هلالُ: كم أسْند ابنُ عون عَن الْحسن؟

(
) قَالَ: لَيْسَ هَذَا مِن علمي، هَذَا من علم الشاذكُوني،

() قَالَ يا شاذكوني: من قَرَأَ: {فتثبتُوا أَن تصيبوا}

(
) قَالَ: لَيْسَ هَذَا من علمي: هَذَا من علم أبي حَاتِم.

() قَالَ يَا أَبَا حَاتِم: كَيفَ تكتبُ كتابا إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ تصف فِيهِ خصاصةَ أهل الْبَصْرَة وَمَا أصابُهم فِي الثَّمَرَة, وتسألُه لَهُم النظرَ والنظرة؟

(
) فَقلت: لستُ – رَحِمك اللهُ – صَاحب بلاغة وَكِتَابَة: أَنا صاحبُ قُرْآن.

() فَقَالَ: مَا أقبحَ بِالرجلِ أَن يتعاطى الْعلم خمسين سنة لَا يعْرف إِلَّا فنَّا وَاحِدًا، حَتَّى إِذا سُئِلَ عَن غَيره، لم يُحل فِيهِ وَلم يُمِرّ،

(
) لَكِن عالمنا بِالْكُوفَةِ الْكسَائي لَو سئُل عَن كل هَذَا لأجاب. اهـ

(**) وذكر هذه القصة أيضا أبو الحسن علي بن يوسف القفطي

(المتوفى: 646 هـ) في كتابه (إنباه الرواة على أنباه النحاة),

(2/ 260)

(**) والله الموفق.

(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي

(**) الثلاثاء 17 / 3 / 1442 هـ.

** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :

انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.com/11613

==============

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/14419

أضف رد جديد