30- القسم وأهميته, وأركانه, وتعدده في القران الكريم (فوائد نحوية)

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1944
اشترك في: رجب 1437

30- القسم وأهميته, وأركانه, وتعدده في القران الكريم (فوائد نحوية)

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »

30- القسم وأهميته, وأركانه, وتعدده في القران الكريم (فوائد نحوية)


سلسة الفوائد النحوية:

30- القسم وأهميته, وأركانه, وتعدده في القران الكريم

(**) مما جرت به عادة العرب استعمال القسم في توكيد الأخبار نفيا أو إثباتا؛ لتستقر في النفوس، وقد نزل القرآن بلغة العرب مستمعلا هذا الأسلوب.

() وفي كتاب: (أسلوب القسم الظاهر في القرآن الكريم), تأليف: د/ سامي عطا حسن (ص: 44):

(
) لجأ القرآن الكريم إلى القسم جريا على عادة العرب في توكيد الأخبار، لتستقر في النفس، ويتزعزع فيها ما يخالفها،

(**) وإذا كان القسم لا ينجح أحيانا في حمل المخاطب على التصديق، فإنه كثيرا ما يوهن في النفس الفكرة المخالفة، ويدفع إلى الشك فيها، ويبعث المرء على التفكير الجاد والقوي فيما ورد القسم من أجله.

() وقال في (ص: 27):

(
) المبحث الخامس/ أغراض القسم القرآني، وأهدافه:

() يقول ابن يعيش: (الغرض من القسم: توكيد ما يقسم عليه من نفي وإثبات)

(
) وقال ابن القيم: (والمقسم عليه: يراد بالقسم توكيده، وتحقيقه)،

() والقرآن نزل بلغة العرب، ومن عاداتها القسم إذا أرادت أن تؤكد أمرا، وقلما نجد القسم مستعملا في اللغات الأخرى وآدابها.

(
) وكثيرا ما يحتاج المتكلم إلى تأكيد خبر يسوقه، أو توثيق وعد يصدر منه، وبخاصة في الأمور المهمة كالمحالفات، والمعاهدات، وكان للتأكيد عند العرب صيغ مختلفة، وكان القسم أقواها تأكيدا وتحقيقا، لأنه يفيد الجزم بصحته، والقطع بصدقه،

() وقد بلغ من شأن القسم عندهم، أنهم كانوا يحترزون كل الاحتراز من الأيمان الكاذبة، ويعتقدون أنها شؤم على صاحبها، تخرب الديار، وتدعها بلاقع، لما فيها من الغدر والخيانة،

(
) ومن أجل هذا كانت اليمين عندهم قاطعة في إثبات الحقوق.

اهـ المراد.

() وأركان القسم أربعة:

(
) الأول: المقسم, – بكسر السين – وهو الله جل جلاله, أو العبد.

() الثاني: المقسم به, وهو الشيء المعظم عند الحالف, لأنه لا يقسم إلا بشيء عظيم.

(
) ولله جل وعلا أن يقسم بما شاء, بذاته المقدسة, أو بمخلوقاته العظيمة،

() وليس للمخلوق أن يقسم إلا بالله العظيم، لأن الحلف تعظيم, والتعظيم لا يكون إلا لله العظيم سبحانه وتعالى.

(
) الثالث: المقسم عليه , ولا يكون إلا شيئا عظيما.

(**) الرابع: أداة القسم: وهي حروف القسم الثلاثة: (الواو, الباء, والتاء, والواو أكثرها استعمالا).

() قال الإمام القرطبي في كتابه: (المفهم), (2/ 26):

(
) ( … والقَسَمُ: الإيلاءُ والحَلِفُ.

() وهذا وأشباهه قَسَمٌ من الله تعالى على جهة التشريفِ للمقسَمِ به،

والتأكيدِ للمُقسَمِ له،

(
) وأنَّه تعالى له أن يُقْسِمَ بما شاء مِنْ أسمائه وصفاتِهِ ومخلوقاتِهِ

تشريفًا وتنويهًا؛ كما قال: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، {وَالْعَادِيَاتِ}

{وَالصَّآفَّاتِ}، {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا}، {وَالنَّازِعَاتِ}، ونحو هذا.

() وقد تكلَّف بعضُ العلماء، وقال: إنَّ المقسَمَ به في مثلِ هذه المواضع محذوفٌ للعلم به؛ فكأنه قال: وربِّ الشمسِ، وربِّ الليل.

(
) والذي حمله على ذلك: أنَّه لمَّا سَمِع أنَّ الشرع قد نهانا أن نَحْلِفَ بغير الله تعالى، ظنَّ أنَّ الله تعالى يمتنعُ مِنْ ذلك،

() وهذا ظن قاصر وفهمٌ غيرُ حاضر؛ إذْ لا يَلْزَمُ شيءٌ من ذلك؛ لأنَّ

للهِ تعالى أن يحكمَ بما شاء، ويفعَلَ من ذلك ما يشاء؛ إذْ لا يتوجَّهُ عليه حُكْم، ولا يترتَّبُ عليه حَقٌّ.

(
) وأيضًا: فإنَّ الشرع إنما منعنا من القسمِ بغيرِ الله تعالى؛ حمايةً عن التشبُّهِ بالجاهليةِ فيما كانوا يُقْسِمون به من معبوداتهم ومُعَظَّمَاتِهم

الباطلةِ؛ على ما يأتي الكلامُ عليه في “الأَيْمَان”). اهـ

() وفي تفسير العثيمين: جزء عم (ص: 146):

(
) {والسماء والطارق} ابتدأ الله عز وجل هذه السورة بالقسم، أقسم الله تعالى بالسماء والطارق.

() وقد يشكل على بعض الناس كيف يقسم الله سبحانه وتعالى بالمخلوقات مع أن القسم بالمخلوقات شرك لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك»،

وقال عليه الصلاة والسلام: «من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت» .

(
) فلا يجوز الحلف بغير الله لا بالأنبياء، ولا بالملائكة، ولا بالكعبة، ولا بالوطن، ولا بأي شيء من المخلوقات؟

() والجواب على هذا الإشكال أن نقول: إن الله سبحانه وتعالى له أن يقسم بما شاء من خلقه،

(
) وإقسامه بما يقسم به من خلقه يدل على عظمة الله عز وجل، لأن عِظم المخلوق يدل على عِظم الخالق،

(**) وقد أقسم الله تعالى بأشياء كثيرة من خلقه، ومن أحسن ما رأيته تكلم على هذا الموضوع ابن القيم رحمه الله في كتابه: (التبيان في أقسام القرآن) وهو كتاب جيد ينفع طالب العلم كثيراً. اهـ المراد.

() وقد أقسم الله تعالى بنفسه المقدسة في القرآن الكريم في سبعة مواضع:

1- في قوله: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ}.

2- وقوله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ}.

3- وقوله: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ}.

(
) وفي هذه الثلاثة أمر الله نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن يقسم به.

4- وقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ}.

5- وقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}.

6- وقوله: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}.

7- وقوله: {فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ}.

(**) وسائر القسم في القرآن بمخلوقاته سبحانه وتعالى.

() تعدد القسم في القران الكريم:

(
) قد وقع القسم من اللَّه جل جلاله في القران الكريم بأمر واحد،

مثل: {وَالْعَصْرِ}، {وَالنَّجْمِ}.

(**) ووقع بأمرين، مثل: {وَالضُّحى وَاللَّيْلِ}، {وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ}.

() ووقع بثلاثة أمور، مثل: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا () فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا

() فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا}.

(*) ووقع بأربعة أمور، مثل: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا () فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا

() فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا () فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا}

وفي: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ () وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ () وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}.

وفي: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ () وَطُورِ سِينِينَ () وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ}.

() ووقع بخمسة أمور، مثل: {وَالطُّورِ () وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ () فِي

رَقٍّ مَنْشُورٍ () وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ () وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ () وَالْبَحْرِ

الْمَسْجُورِ}،

() وفي {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا () فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا () وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا () فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا () فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا}،

() وفي : {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا () وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا () وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا () فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا () فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا}،

() وفي {وَالْفَجْرِ () وَلَيَالٍ عَشْرٍ () وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ () وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ}.

(**) ولم يقسم بأكثر من خمسة أشياء إلا في سورة واحدة وهي:

{وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا () وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا () وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا () وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا () وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا () وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا () وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا}.

() وانظر كتاب:

(
) (السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير), (4/ 77) لشمس الدين، محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الشافعي (المتوفى: 977هـ)

(**) وكتاب: (اللباب في علوم الكتاب), (18/ 5) لأبي حفص سراج الدين عمر بن علي بن عادل الحنبلي الدمشقي النعماني (المتوفى: 775هـ)

(**) والله الموفق.

(**) كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي

(**) الأربعاء 3 / 4 / 1442 هـ.

** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :

https://binthabt.al3ilm.com/13436

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/14397

أضف رد جديد