45- كن ربانيا, ولا تكن رمضانيا

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1944
اشترك في: رجب 1437

45- كن ربانيا, ولا تكن رمضانيا

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »

45- كن ربانيا, ولا تكن رمضانيا

سلسلة الفوائد الرمضانية المختارة لعام 1441 هـ:
45- كن ربانيًّا, ولا تكن رمضانيًّا
** إن الله سبحانه وتعالى خلقنا لعبادته وأوجدنا لطاعته ,
** قال تعالى :{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
** وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وأنتم تسمعون}
** وأمرنا بهذه العبادة التي من أجلها خلقنا.
** فقال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
** وقال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ
وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}
** وفرض الله علينا هذه العبادة والطاعة على سبيل المداومة
والاستمرار, وليست في رمضان أو في وقت من الأوقات, بل مادام
الإنسان حيا عاقلا فإنه مكلف بعبادة الله جل وعلا بقلبه وجوارحه على
حسب قدرته واستطاعته.
** قال تعالى آمرا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبادة المستمرة:
{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}
** وقال تعالى آمرا عباده المؤمنين بذلك: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}
** وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ}
** وقال: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا
أَعْمَالَكُمْ}
** وقد وصف الله نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم بالمحافظة على العبادات والطاعات في جميع الأوقات,
** فقال جل من قائل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ
رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}
** وقال: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
** وقال: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}
** وقال: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ … وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}
** وقال: { … إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}
** وقد جاءت الأحاديث التي وصفت نبينا محمدا عليه الصلاة والسلام بالمداومة على الطاعة والاستمرار على العبادة.
** عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا قَالَتْ: سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ: « أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ » . متفق عليه .
** وعَنْ مَسْرُوق، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَيُّ العَمَلِ كَانَ
أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَتْ: «الدَّائِمُ» متفق عليه.
** وعَنْها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ، وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ، أَوْ مَرِضَ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً» رواه مسلم.
** وفي رواية لمسلم, عَنْها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا, قالت: ( … وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا … ).
** إذا انتهى رمضان فإن الصيام لا ينتهي.
** فيستحب صيام الست من شوال , ويوم عرفة, والاثنين, والخميس,
وشهر الله المحرم, خاصة اليوم التاسع والعاشر منه, وأيام البيض, وغير ذلك.
** إذا انتهى رمضان فإن القيام لا ينتهي.
** فيستحب قيام أول الليل أو وسطه أو آخره -وهو الأفضل-, بإحدى عشرة ركعة أو أقل أو أكثر, على حسب ما يتيسر, وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه.
** عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ » رواه مسلم
** وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا, فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِسًا، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ» متفق عليه, وهذا لفظ البخاري
** إذا انتهى رمضان فإن الصلوات المفروضات , والنوافل المستحبات لا تنتهي.
** فيجب المحافظة على الصلوات المكتوبات في أوقاتها وأماكنها,
ويستحب الإكثار من النوافل المستحبات.
** إذا انتهى رمضان فإن قراءة القرآن لا تنتهي.
** فتستحب قراءة القرآن آناء الليل وأطراف النهار.
** إذا انتهى رمضان فإن الجود لا ينتهي.
** فيستحب الإحسان إلى الناس بالقليل والكثير, ولو بالكلمة الطيبة.
** إذا انتهى رمضان فإن الأقوال والأفعال المحرمة لا تنتهي حرمتها.
** فلا تزال محرمة في غير رمضان , فيجب تركها.
** فاحرص على مواصلة الخير والعبادة لتكون من المقبولين؛ فإن من علامة قبول الحسنة أن تتبع بحسنة بعدها.
** وإياك إياك أن تتنكس على أم رأسك فترجع القهقرى وتترك الخير
الذي كنت قد تعودت عليه في رمضان فتكون كتلك المرأة الخرقاء التي كانت بمكة, تغزل الغزل حتى إذا أحكمته نقضته خيطا خيطا, فذهب وقتها ضياعا وتعبها سدى.
** وإن من علامة عدم قبول الحسنة أن تتبع بسيئة بعدها .
** قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ}
** وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ ” [رواه الإمام أحمد, وصححه الألباني]** وعَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: صَعِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِنْبَرَ فَلَمَّا رَقِيَ عَتَبَةً قَالَ: (آمِينَ) ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً أُخْرَى فقَالَ: (آمِينَ) ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً ثَالِثَةً فقَالَ: (آمِينَ) ثُمَّ قَالَ: (أَتَانِي جِبْرِيلُ فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ قُلْتُ: آمِينَ … الخ ).
[رواه ابن حبان, وقال الألباني: صحيح لغيره].
** وفي كتاب (لطائف المعارف), لابن رجب (ص: 222):
** فإن كان قد عزم في صيامه على معاودة المعاصي بعد انقضاء الصيام فصيامه عليه مردود وباب الرحمة في وجهه مسدود, …
** وقيل لبشر: إن قوما يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقال: بئس
القوم لا يعرفون لله حقا إلا في شهر رمضان إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها.
** سئل الشبلي: أيما أفضل رجب أم شعبان؟ فقال:
كن ربانيا ولا تكن شعبانيا , كان النبي صلى الله عليه وسلم عمله ديمة.
اهـ المراد
** (والخلاصة):
** أن العبادة والطاعة ليست مختصة بشهر رمضان , بل تلزم العبد
المكلف حتى الممات, فإن رب رمضان هو رب الشهور كلها, وهو لا يزال باقيا, (فكن ربانيا ولا تكن رمضانيا).
** والله الموفق.
** كتبها: أبوعبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** السبت 30 / 9 / 1441 هـ.
** ومن أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.com/fr1441
==============

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/14029

أضف رد جديد