179- الطاعون شهادة للعبد الصابر المحتسب في بلده, وإن لم يمت

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1944
اشترك في: رجب 1437

179- الطاعون شهادة للعبد الصابر المحتسب في بلده, وإن لم يمت

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »

179- الطاعون شهادة للعبد الصابر المحتسب في بلده, وإن لم يمت

سلسلة الفوائد اليومية:
179- الطاعون شهادة للعبد الصابر المحتسب في بلده, وإن لم يمت
** عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، قَالَتْ: قَالَ لِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: بِمَ مَاتَ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرَةَ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: بِالطَّاعُونِ، قَالَتْ: فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ» متفق عليه
** و (يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرَةَ؟) هو ابن سيرين، أخو حفصة.
** وأبو عمرة: كنية والده (سيرين).
** عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي «أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ، فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ» رواه البخاري
** قال الحافظ ابن حجر في كتابه (فتح الباري), (10/ 193):
** قَوْلُهُ: (صَابِرًا) أَيْ غَيْرُ مُنْزَعِجٍ وَلَا قَلِقٍ بَلْ مُسَلِّمًا لِأَمْرِ اللَّهِ رَاضِيًا بِقَضَائِهِ
** وَهَذَا قَيْدٌ فِي حُصُولِ أَجْرِ الشَّهَادَةِ لِمَنْ يَمُوتُ بِالطَّاعُونِ, وَهُوَ أَنْ يَمْكُثَ بِالْمَكَانِ الَّذِي يَقَعُ بِهِ فَلَا يَخْرُجُ فِرَارًا مِنْهُ كَمَا تَقَدَّمَ النَّهْيُ عَنْهُ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ صَرِيحًا.
** وَقَوْلُهُ: (يَعْلَمُ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ)
** قَيْدٌ آخَرُ, وَهِيَ جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ تَتَعَلَّقُ بِالْإِقَامَةِ.
** فَلَوْ مَكَثَ وَهُوَ قَلِقٌ أَوْ مُتَنَدِّمٌ عَلَى عَدَمِ الْخُرُوجِ ظَانًّا أَنَّهُ لَوْ خَرَجَ لَمَا وَقَعَ بِهِ أَصْلًا وَرَأْسًا وَأَنَّهُ بِإِقَامَتِهِ يَقَعُ بِهِ فَهَذَا لَا يَحْصُلُ لَهُ أَجْرُ الشَّهِيدِ وَلَوْ مَاتَ بِالطَّاعُونِ.
** هَذَا الَّذِي يَقْتَضِيهِ مَفْهُومُ هَذَا الْحَدِيثِ.
** كَمَا اقْتَضَى مَنْطُوقُهُ أَنَّ مَنِ اتَّصَفَ بِالصِّفَاتِ الْمَذْكُورَةِ يَحْصُلُ لَهُ أَجْرُ الشَّهِيدِ وَإِنْ لَمْ يَمُتْ بِالطَّاعُونِ, وَيَدْخُلُ تَحْتَهُ ثَلَاثُ صُوَرٍ:
** أَنَّ مَنِ اتَّصَفَ بِذَلِكَ فَوَقَعَ بِهِ الطَّاعُونُ فَمَاتَ بِهِ.
** أَوْ وَقَعَ بِهِ وَلَمْ يَمُتْ بِهِ.
** أَوْ لَمْ يَقَعْ بِهِ أَصْلًا وَمَاتَ بِغَيْرِهِ عَاجِلًا أَوِ آجِلًا.
** . . . وَيُسْتَفَادُ مِنَ الْحَدِيثِ أَيْضًا: أَنَّ مَنْ لَمْ يَتَّصِفْ بِالصِّفَاتِ الْمَذْكُورَةِ
لَا يَكُونُ شَهِيدًا وَلَوْ وَقَعَ الطَّاعُونُ وَمَاتَ بِهِ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَمُوتَ بِغَيْرِهِ؛
** وَذَلِكَ يَنْشَأُ عَنْ شُؤْمِ الِاعْتِرَاضِ الَّذِي يَنْشَأُ عَنْهُ التَّضَجُّرُ وَالتَّسَخُّطُ لِقَدَرِ اللَّهِ وَكَرَاهَةُ لِقَاءِ اللَّهِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي تَفُوتُ مَعَهَا الْخِصَالُ الْمَشْرُوطَةُ, وَاللَّهُ أَعْلَمُ. اهـ المراد
** (فائدتان):
** الأولى: الْمُرَادُ بِشَهَادَةِ الْمَيِّتِ بِالطَّاعُونِ أَنَّهُ يَكُونُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ ثَوَابُ الشَّهِيدِ , وَأَمَّا فِي الدُّنْيَا فَيُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ.
** قَالَ الْقَاضِي الْبَيْضَاوِيُّ : مَنْ مَاتَ بِالطَّاعُونِ , أَوْ بِوَجَعِ الْبَطْنِ مُلْحَقٌ بِمَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لِمُشَارَكَتِهِ إيَّاهُ فِي بَعْضِ مَا يَنَالُهُ مِنْ الْكَرَامَةِ بِسَبَبِ مَا كَابَدَهُ , لَا فِي جُمْلَةِ الْأَحْكَامِ وَالْفَضَائِلِ.
** الثانية: اعلم أن الشهداء ثلاثة أقسام:
** شهيد الدنيا والآخرة بأن لا يغسل ولا يصلى عليه في الدنيا وله ثواب في الآخرة وهومن قاتل لإعلاء كلمة الله،
** وشهيد الدنيا بأن لا يغسل ولا يصلى عليه في الدنيا ولم يكن له الثواب في الآخرة هو من قاتل للرياء والسمعة والغنيمة،
** وشهيد الآخرة فيغسل ويصلى عليه وله الثواب في الآخرة
كالمطعون. اهـ
** من المراجع:
(تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة), للقاضي ناصر الدين البيضاوي (2/ 588)
و(عمدة القاري شرح صحيح البخاري), للعيني (21/ 261)
و(إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري) للقسطلاني (5/ 59)
و(الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري), للكرماني (21/ 18)
و(الموسوعة الفقهية الكويتية) (28/ 333)
** والله الموفق.
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الاثنين 6 / 8 / 1441 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.com/11613
==============

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/13798#utm_s ... %25d9%2581

أضف رد جديد