166- ضرورة الرفق بالنفس في تكليفها بالأعمال كي تواصل سيرها بصاحبها إلى الله عز وجل بدون ملل أو ضجر أو انقطاع

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1944
اشترك في: رجب 1437

166- ضرورة الرفق بالنفس في تكليفها بالأعمال كي تواصل سيرها بصاحبها إلى الله عز وجل بدون ملل أو ضجر أو انقطاع

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »

166- ضرورة الرفق بالنفس في تكليفها بالأعمال كي تواصل سيرها بصاحبها إلى الله عز وجل بدون ملل أو ضجر أو انقطاع

سلسلة الفوائد اليومية:
166- ضرورة الرفق بالنفس في تكليفها بالأعمال كي تواصل سيرها بصاحبها إلى الله عز وجل بدون ملل أو ضجر أو انقطاع
** الرفق بالنفس يكون بإعطائها ما تطيقه من العبادة لأنَّ في ذلك الإبقاء لها، ودفع الملل عنها ؛ إذ النفس كالدابة إن رَفق بها صاحبها استمرت به وحصل على مراده، وإن أتعبها أتلفها وانقطعت به.
** قال الله تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}
** قال الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}
** وعَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» رواه مسلم.
** وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: « إِنَّ هَذَا الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» رواه البخاري
** وعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَصِيرٌ، وَكَانَ يُحَجِّرُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُصَلِّي فِيهِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ، وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ، فَثَابُوا ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ». متفق عليه
** قال ابن رجب في كتابه: (لطائف المعارف), (ص: 125):
** فأفضل الصيام أن لا يضعف البدن حتى يعجز عما هو أفضل منه من القيام بحقوق الله تعالى أو حقوق عباده اللازمة فإن أضعف عن شيء من ذلك مما هو أفضل منه كان تركه أفضل.
** فالأول: مثل أن يضعف الصيام عن الصلاة أو عن الذكر أو عن العلم كما قيل في النهي عن صيام الجمعة ويوم عرفة بعرفة أنه يضعف عن الذكر والدعاء في هذين اليومين.
** وكان ابن مسعود يقل الصوم ويقول: إنه يمنعني من قراءة القرآن وقراءة القرآن أحب إلي.
** فقراءة القرآن أفضل من الصيام نص عليه سفيان الثوري وغيره من الأئمة, وكذلك تعلم العلم النافع وتعليمه أفضل من الصيام.
** وقد نص الأئمة الأربعة على أن طلب العلم أفضل من صلاة النافلة,
** والصلاة أفضل من الصيام المتطوع به فيكون العلم أفضل من الصيام بطريق الأولى؛ فإن العلم مصباح يستضاء به في ظلمة الجهل والهوى فمن سار في طريق على غير مصباح لم يأمن أن يقع في بئر بوار فيعطب
** قال ابن سيرين: إن قوما تركوا العلم واتخذوا محاريب فصلوا وصاموا بغير علم, والله ما عمل أحد بغير علم إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح.
** والثاني: مثل أن يضعف الصيام عن الكسب للعيال أو القيام بحقوق الزوجات فيكون تركه أفضل وإليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم: “إن لأهلك عليك حقا”.
** ومنها: ما أشار إليه صلى الله عليه وسلم بقوله: “إن لنفسك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه” يشير إلى أن النفس وديعة لله عند ابن آدم وهو مأمور أن يقوم بحقها ومن حقها اللطف بها حتى توصل صاحبها إلى المنزل.
** قال الحسن: نفوسكم مطاياكم إلى ربكم فأصلحوا مطاياكم توصلكم إلى ربكم.
** فمن وفى نفسه حظها من المباح بنية التقوي به على تقويتها على أعمال الطاعات كان مأجورا في ذلك كما قال معاذ بن جبل: إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي.
** ومن قصر في حقها حتى ضعفت وتضررت كان ظالما.
** وإلى هذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله لعبد الله بن عمرو بن العاص: “إنك إذا فعلت ذلك نفهت له النفس وهجمت له العين”
** ومعنى (نفهت): كلت وأعيت.
** ومعنى (هجمت العين): غارت.
** وقال لأعرابي جاءه فأسلم ثم أتاه من عام قابل وقد تغير فلم يعرفه فلما عرفه سأله عن حاله؟ قال: ما أكلت بعدك طعاما بنهار فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ومن أمرك أن تعذب نفسك؟! ”
** فمن عذب نفسه بأن حملها ما لا تطيقه من الصيام ونحوه فربما أثر ذلك في ضعف بدنه وعقله فيفوته من الطاعات الفاضلة أكثر مما حصله بتعذيبه نفسه بالصيام.
** وكان النبي صلى الله عليه وسلم: يتوسط في إعطاء نفسه حقها ويعدل فيها غاية العدل فيصوم ويفطر ويقوم وينام وينكح النساء, ويأكل ما يجد من الطيبات كالحلواء والعسل ولحم الدجاج.
** وتارة يجوع يربط على بطنه الحجر وقال: ” عرض علي ربي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت: لا يا رب ولكن أجوع يوما وأشبع يوما فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك”
** فاختار لنفسه أفضل الأحوال ليجمع بين مقامي الشكر والصبر والرضا.
** ومنها ما أشار إليه بقوله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو: “ولعله أن يطول بك حياة” يعني: أن من تكلف الإجتهاد في العبادة فقد تحمله قوة الشباب ما دامت باقية فإذا ذهب الشباب وجاء المشيب والكبر عجز عن حمل ذلك فإن صابره وجاهد واستمر فربما هلك بدنه.
** وإن قطع فقد فاته أحب الأعمال إلى الله تعالى وهو المداومة على العمل.
** ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اكلفوا من العمل ما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا” وقال صلى الله عليه وسلم: ” أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل”
** فمن عمل عملا يقوى عليه بدنه في طول عمره في قوته وضعفه استقام سيره ومن حمل ما لا يطيق فإنه قد يحدث له مرض يمنعه من العمل بالكلية وقد يسأم ويضجر فيقطع العمل فيصير كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى. اهـ
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الإثنين 30 / 6 / 1441 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.com/11613
==============

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/13749?utm_s ... %25d9%2585

أضف رد جديد