165- ذكر الطرق التي يعرف بها عيوب النفس

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أحمد بن ثابت الوصابي [آلي]
مشاركات: 1944
اشترك في: رجب 1437

165- ذكر الطرق التي يعرف بها عيوب النفس

مشاركة بواسطة أحمد بن ثابت الوصابي [آلي] »

165- ذكر الطرق التي يعرف بها عيوب النفس

سلسلة الفوائد اليومية:
165- ذكر الطرق التي يعرف بها عيوب النفس
** قال أبو حاتم ابن حبان في كتاب: (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء) (ص: 125):
** قال أَبُو حاتم رَضِيَ اللَّه عنه: الواجب على العاقل لزوم السلامة بترك التجسس عَن عيوب الناس مع الاشتغال بإصلاح عيوب نفسه؛ فإن من اشتغل بعيوبه عَن عيوب غيره أراح بدنه ولم يتعب قلبه.
** فكلما اطلع على عيب لنفسه هان عَلَيْهِ مَا يرى مثله من أخيه
** وإن من اشتغل بعيوب الناس عَن عيوب نفسه عمى قلبه وتعب بدنه وتعذر عَلَيْهِ ترك عيوب نفسه.
** وإن من أعجز الناس من عاب الناس بما فيهم, وأعجز منه من عابهم بما فيه. اهـ المراد.
** قال أبو العباس، أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي في كتابه (مختصر منهاج القاصدين) (ص: 156):
** واعلم أن الله تعالى إذا أراد بعبد خيراً بصره بعيوب نفسه،
** فمن كانت له بصيرة، لم تخف عليه عيوبه،
** وإذا عرف العيوب أمكنه العلاج،
** ولكن اكثر الناس جاهلون بعيوبهم، يرى أحدهم القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه.
** فمن أراد الوقوف على عيب نفسه فله في ذلك أربع طرق:
** (الطريقة الأولى): أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس، يعرف عيوب نفسه وطرق علاجها،
** وهذا قد عز في هذا الزمان وجوده، فمن وقع به، فقد وقع بالطبيب الحاذق فلا ينبغي أن يفارقه.
** (الطريقة الثانية): أن يطلب صديقاً صدوقاً بصيراً متديناً،
وينصبه رقيباً على نفسه لينبهه على المكروه من أخلاقه وأفعاله.
** وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول: رحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا.
** وسأل سلمان رضى الله عنه لما قدم عليه من عيوبه، فقال: سمعت أنك جمعت بين إدامين على مائدة، وان لك حلتين: حلة بالليل، وحلة بالنهار، فقال: هل بلغك غير هذا؟ قال: لا، قال: أما هذا فقد كفيتهما.
** وكان عمر رضى الله عنه يسأل حذيفة: هل أنا من المنافقين؟ وهذا لأن كل من علت مرتبته في اليقظة زاد اتهامه لنفسه،
** إلا أنه عز في هذا الزمان وجود صديق على هذه الصفة، لأنه قل في الأصدقاء من يترك المداهنة، فيخبر بالعيب أو يترك الحسد، فلا يزيد على قدر الواجب.
** وقد كان السلف يحبون من ينبههم على عيوبهم، ونحن الآن في الغالب أبغض الناس إلينا من يعرفنا عيوبنا.
** وهذا دليل على ضعف الإيمان، فإن الأخلاق السيئة كالعقارب، لو أن منبهاً نبهنا على أن تحت ثوب أحدنا عقرباً لتقلدنا له منة، واشتغلنا بقتلها،
** والأخلاق الرديئة أعظم ضرراً من العقرب على ما لا يخفى.
** (الطريقة الثالثة): أن يستفيد معرفة نفسه من ألسنة أعدائه، فإن عين السخط تبدي المساوئ، وانتفاع الإنسان بعدو مشاجر يذكر عيوبه، أكثر من انتفاعه بصديق مداهن يخفى عنه عيوبه.
** (الطريقة الرابعة): أن يخالط الناس، فكل ما يراه مذموماً فيما بينهم، يجتنبه. اهـ
** وفي كتاب: (روضة العقلاء ونزهة الفضلاء) (ص: 126):
** أنشدني الكريزي:أَرَى كُلَّ إنْسَانٍ يَرَى عَيْبَ غَيْرهوَيَعْمَى عَنْ العَيب الذي هو فيهوما خَيْرُ مَنْ تَخْفَى عَلَيْهِ عُيُوبُهُوَيَبْدُو لَهُ العَيْبُ الذي بَأَخِيهِ
** وفي كتاب: (الإفادات والإنشادات) لإبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي (ص: 14):
** إنشادة لأبي حيان يرويه أبو إسحاق إبراهيم بن الحاج أنشدني الشيخ الفقيه الرحلة أبو إسحاق إبراهيم بن الحاج، وقال أنشدني الأستاذ الإمام أبو حيان يوسف بن حيان النفزي لنفسه (من الطويل):عُدَاتِيَ لَهُمْ فَضْلٌ عَلَيَّ وَمِنَةٌفَلا أَذْهَبَ الرَّحْمَنُ عَنِّيَ الأعَادِيَاهَمُّوْا بَحَثُوْا عَنْ زُلَتِيْ فَأَجْتَنَبْتُهَاوَهَمْ نَافِسُوْنِي فَاكتَسَبْتُ الْمَعَالِيَا
** والله الموفق .
** كتبها : أبو عبد الله أحمد بن ثابت الوصابي
** الأربعاء 25 / 6 / 1441 هـ
** من أحب الاطلاع على الفوائد السابقة فمن الموقع الرسمي على الرابط :
انقر هنا: https://binthabt.al3ilm.com/11613
==============

رابط المادة الأصلية:
https://binthabt.al3ilm.com/13746?utm_s ... %25d8%25b3

أضف رد جديد