(8)مذكرتي

11/ذي الحجة؟1446
في
هذا اليوم الحادي عشر من ذي الحجة 1446
بقدر
من الله دخلت المخيم الذي نحن فيه بمنى امرأة من العباهلة الأقيال، فاستأذنت من
النساء العاميات أن تتكلم، فأذن لها فرحين بها، شأن العوام، وقامت وتكلمت، ثم
انتهت بدعاء طويل، ثم سألت عن بنت الشيخ مقبل تريد تسلم عليها لو ممكن.
وقدر
الله تقدمت إلي وصافحتني، وسألت عن حالنا سؤال ملاطفة في بدء الكلام.
ثم فجأة
دخلنا في هذه المناقشة؛ لأنها اخبرتني وقالت: لست صحفية ولا ناشطة، وعندي منشورات باسم
لميا، وكان اسمي إلهام، لكن للخوف على نفسي من الحوثيين سميت نفسي لميا، قالت: ولي
لقاءات على الشاشة والإذاعة.
استفسار
من قبلي: لعلكم من العباهلة الأقيال.
نعم،
والعباهلة غير الأقيال. كذا قالت، وفي الواقع أنه ليس بينهما فرق.
ثم
قالت: ماذا قال أبوك في السلالة الهاشمية؟ أليس قال: هم بلاء وفساد. أو نحو كلامها.
قلت:
لكن ما ذنب علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟
قالت:
طيب إيش الذي نقول في علي بن أبي طالب؟
قلت:
كيف تسألين وأنتم أهل ذلك ومتبنيه؟!
فحاولت
فقلت: عقبدتكم سيئة في علي بن أبي طالب الذي قال فيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ أَوْ قَالَ: لَيَأْخُذَنَّ
غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ أَوْ قَالَ: يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ
اللهُ عَلَيْهِ» رواه البخاري (2975)، ومسلم (2407) عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
قالت:
وكيف عرفت أني من الأقيال؟
شهدت
على نفسك عندما سألتك.
وكأني
شبهت نبرتك بنبرة واحدة سمعتها تتكلم في علي بن أبي طالب زوج بنت رسول الله وابن
عم رسول الله المقربين إليه.
قالت:
وخلاص النبرة دليل أنه أنا.
قلت:
ليس كذلك، ولكن وقع في قلبي، وخاصة أنك قد شهدت على نفسك أنك من العباهلة.
ثم قالت:
نحن نريد أن ننتصر لبلدنا البمنية، ونثير القلوب في الحنان لها.
قلت:
هذا زعمكم، وإنما تريدون استقطاب قلوب الناس؛ لتستطيعوا التأثير عليهم في دعوتكم وعقيدتكم
.
ونحن
في حج، الله تعالى يقول: { وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} البقرة:197].
قالت:
هذا ليس بجدال، أنا أريد منكم أن تخضعوا للواقع.
فقلت:
أستغفر الله، الواقع هو الذي يخضع للحق {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا
الضَّلَالُ} [يونس: 32]. ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
ثم
قلت: يجب عليك التوبة من هذه العقييدة السييىة، ومن ظهورك على الشاشة فهذا من
التبرج، وفيه اختلاط.
ثم
تعصب عليها بعض أخواتنا، وانتهينا بهذا غير أن واحدة سألتها وهي قريبة من الباب عن
حكم طواف الوداع هل هو اجب؟ فقلت: سلوا شيختكم إن كانت من العلماء تجيبكم، أما أنا
فلست من أهل الفتوى؟
أقول:
اللهم إنا نعوذ بك من جلساء السوء، وعميان البصيرة.
والحمد
لله رب العالمين.
المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2025/06/8.html