سلسلة في الطب والمرضى,

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1530
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

سلسلة في الطب والمرضى,

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(26) سلسلة في الطب والمرضى,

          
النهي عن سب المرض

عن جَابِر بْن عَبْدِ
اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ: «مَا
لَكِ؟ يَا أُمَّ السَّائِبِ أَوْ يَا أُمَّ الْمُسَيِّبِ تُزَفْزِفِينَ؟» قَالَتْ:
الْحُمَّى، لَا بَارَكَ اللهُ فِيهَا، فَقَالَ: «لَا تَسُبِّي الْحُمَّى،
فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ، كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ
الْحَدِيدِ». انفرد به مسلم (2575).

من
فوائد هذا الحديث:

فيه عيادة الفاضل
للمفضول.

عيادة الرجل للمرأة.
وهذا إذا أُمنتِ الفتنة، وبدون خلوة.

النهي عن سب الحمى.

الصبر على المرض.

أن المرض من مكفرات
الذنوب.

الرد على من أخطأ في
الكلام وتنبيهه.

ذِكْر الحكمة من
الشيء.

والشرع مليء
بالحِكَمِ والتعليلات. وهذا من حسن الفتوى والكلام، لكن يجب الحذر من التكلف
والتقول على الله بغير علم.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/10/26.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1530
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(27) سلسلة في الطب والمرضى

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(27) سلسلة في الطب والمرضى

 

عن  عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْكَانَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحِبُّ الحَلْوَاءَوَالعَسَلَ»
رواه البخاري (5431
ومسلم (1474).

الحلواء: الشيء
الحالي، هذا أمر جبلي،
الذي يفعله من باب الاقتداء بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَسَلَّمَ يؤجر.

قال ابن القيم في «زاد
المعاد»(4/200) في فوائد ذلك:

 وَكَانَ
يُحِبُّ الْحَلْوَاءَ وَالْعَسَلَ، وَهَذِهِ
الثَّلَاثَةُ-أَعْنِي:
اللَّحْمَ وَالْعَسَلَ وَالْحَلْوَاءَ-مِنْ
أَفْضَلِ الْأَغْذِيَةِ، وَأَنْفَعِهَا
لِلْبَدَنِ، وَالْكَبِدِ وَالْأَعْضَاءِ، وَلِلِاغْتِذَاءِ بِهَا نَفْعٌ عَظِيمٌ فِي حِفْظِ
الصِّحَّةِ وَالْقُوَّةِ، وَلَا يَنْفِرُ
مِنْهَا إِلَّا مَنْ بِهِ عِلَّةٌ وَآفَةٌ.

ولكن يكون باعتدال،
وفي هذه الأزمنة كثرت الحلويات وانتشرت بسببها الأمراض.

حتى العسل يكون شربه باعتدال،
وما زاد عن حده انقلب ضده.

وهكذا اللحوم الإكثار منها فيها أضرار، وخاصة اللحوم الحمراء،
وهي قوية على المعدة إلا مواضع منها كلحم الذراع،
ومن أكثر منها يُبتلى بداء الملوك وهو داء النقرس.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/11/27.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1530
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(28) سلسلة في الطب والمرضى

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(28) سلسلة في الطب والمرضى

 

                           حال زيادة: «ولا يرقون»

عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: «عُرِضَتْ
عَلَيَّ الْأُمَمُ، فَجَعَلَ يَمُرُّ النَّبِيُّ مَعَهُ الرَّجُلُ، وَالنَّبِيُّ
مَعَهُ الرَّجُلَانِ، وَالنَّبِيُّ مَعَهُ الرَّهْطُ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ
أَحَدٌ، وَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ، فَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ
أُمَّتِي، فَقِيلَ: هَذَا مُوسَى وَقَوْمُهُ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ.
فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ لِي: انْظُرْ هَكَذَا
وَهَكَذَا. فَرَأَيْتُ سَوَادًا كَثِيرًا سَدَّ الْأُفُقَ، فَقِيلَ: هَؤُلَاءِ
أُمَّتُكَ، وَمَعَ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ
حِسَابٍ» رواه البخاري(5752)، ومسلم (220).

وعند
مسلم  زيادة: «ولا يرقون».

وقد
أشكل علي ذلك فسألت والدي الشيخ مقبل رَحِمَهُ الله.

فأجابني:
أنها شاذة؛ مخالفة للأحاديث الصحيحة التي فيها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كان يرقي المريض.

 قلت: وهذا قول شيخِ الإسلام في «قاعد جليلة»
فقرة (161)، ونص كلامه:

 وقد روي فيه: «ولا يرقون» وهو غلط؛ فإن رقيتهم لغيرهم ولأنفسهم حسنة،
وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرقي نفسه وغيره، ولم يكن يسترقي، فإن
رقيته نفسه وغيره من جنس الدعاء لنفسه ولغيره، وهذا مأمور به؛ فإن الأنبياء كلهم
سألوا الله ودعوه، كما ذكر الله ذلك في قصة آدم وإبراهيم وموسى وغيره.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2023/12/28.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1530
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(29) سلسلة في الطب والمرضى

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(29) سلسلة في الطب والمرضى

 

                          من آداب عيادة المريض

قال الحافظ ابن حجر
رحمه الله في «فتح الباري»(تحت رقم 5669): وَجُمْلَةُ آدَابِ الْعِيَادَةِ
عَشَرَةُ أَشْيَاءَ، وَمِنْهَا مَا لَا يَخْتَصُّ بِالْعِيَادَةِ.

ألَّا يُقَابِلَ
الْبَابَ عِنْدَ الِاسْتِئْذَانِ.

وَأَنْ يَدُقَّ
الْبَابِ بِرِفْقٍ.

وَأَلَّا يُبْهِمَ
نَفْسَهُ كَأَنْ يَقُولَ: أَنَا.

وَأَلَّا يَحْضُرَ
فِي وَقْتٍ يَكُونُ غَيْرَ لَائِقٍ بِالْعِيَادَةِ كَوَقْتِ شُرْبِ الْمَرِيضِ
الدَّوَاءَ.

وَأَنْ يُخَفِّفَ
الْجُلُوسَ.

وَأَنْ يَغُضَّ
الْبَصَرَ.

 وَيُقَلِّلَ السُّؤَالَ.

وَأَنْ يُظْهِرَ
الرِّقَّةَ.

 وَأَنْ يُخْلِصَ الدُّعَاءَ.

وَأَنْ يُوَسِّعَ
لِلْمَرِيضِ فِي الْأَمَلِ.

وَيُشِيرَ عَلَيْهِ
بِالصَّبْرِ؛ لِمَا فِيهِ مِنْ جَزِيلِ الْأَجْرِ.

 وَيُحَذِّرُهُ مِنَ الْجَزَعِ لِمَا فِيهِ مِنَ
الْوِزْرِ.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/01/29.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1530
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(30) سلسلة في الطب والمرضى

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(30) سلسلة في الطب والمرضى

 

                       من أسباب النسيان وضعف
الذاكرة

 

قال
ابن القيم رَحِمَهُ الله في «زاد المعاد»(4/355): وَقَدْ يُحْدِثُ النِّسْيَانَ أَشْيَاءَ
بِالْخَاصِّيَّةِ:

 كَحِجَامَةِ نُقْرَةِ الْقَفَا...،

 وَالتُّفَّاحِ الْحَامِضِ

 وَكَثْرَةِ الْهَمِّ وَالْغَمِّ

 وَالنَّظَرِ فِي الْمَاءِ الْوَاقِفِ

 وَالْبَوْلِ فِيهِ

 وَالنَّظَرِ إِلَى الْمَصْلُوبِ

 وَالْإِكْثَارِ مِنْ قِرَاءَةِ أَلْوَاحِ
الْقُبُورِ

 وَالْمَشْيِ بَيْنَ جَمَلَيْنِ مَقْطُورَيْنِ

 وَإِلْقَاءِ الْقَمْلِ فِي الْحِيَاضِ

 وَأَكْلِ سُؤْرِ الْفَأْرِ.

وَأَكْثُرُ
هَذَا مَعْرُوفٌ بِالتَّجْرِبَةِ.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/02/30.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1530
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(31) سلسلة في الطب والمرضى

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(31) سلسلة في الطب والمرضى

 

                 شرب زمزم
للحفظ ونيل العلم

 

قال السيوطي رَحِمَهُ الله في «حسن المحاضرة في
تاريخ مصر والقاهرة »(1/339):  ولما حججت شربت من ماء زمزم،
لأمور، منها:

 أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين
البلقيني.

 وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/06/31.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1530
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(32) سلسلة في الطب والمرضى

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(32) سلسلة في الطب والمرضى

 

            

ماذا
يقول من رأى شيئًا يعجبه؟

 

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ
بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ، وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا
كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ الْجُحْفَةِ، اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ
وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ، حَسَنَ الْجِسْمِ، وَالْجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ
عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ،
فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فَلُبِطَ بِسَهْلٌ،
فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا
رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ؟ وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، وَمَا
يُفِيقُ، قَالَ:
«هَلْ
تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ؟
»،
قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ:
«عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؟ هَلَّا
إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟
»،  ثُمَّ قَالَ لَهُ: « اغْتَسِلْ لَهُ»، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ،
وَمِرْفَقَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ
فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى
رَأْسِهِ، وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ بِهِ
ذَلِكَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ
. رواه أحمد(25/355)، والحديث  حسن،
وله شواهد.

وقد ذكر هذا الحديث وألفاظه  الحافظ في « فتح الباري» تحت رقم(5740) وذكر
فوائده، وقال:

 

  وَفِي الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ:

أَنَّ الْعَائِنَ إِذَا عُرِفَ
يُقْضَى عَلَيْهِ بِالِاغْتِسَالِ.

 وَأَنَّ الِاغْتِسَالَ مِنَ النّشْرَةِ
النَّافِعَةِ.

 وَأَنَّ الْعَيْنَ تَكُونُ مَعَ الْإِعْجَابِ
وَلَوْ بِغَيْرِ حَسَدٍ وَلَوْ مِنَ الرَّجُلِ الْمُحِبِّ وَمِنَ الرَّجُلِ
الصَّالِحِ.

 وَأَنَّ الَّذِي يُعْجِبُهُ الشَّيْءُ يَنْبَغِي
أَنْ يُبَادِرَ إِلَى الدُّعَاءِ لِلَّذِي يُعْجِبُهُ بِالْبَرَكَةِ، وَيَكُونُ
ذَلِكَ رُقْيَةً مِنْهُ.

 وَأَنَّ الْمَاءَ الْمُسْتَعْمَلَ طَاهِرٌ.

 وَفِيهِ جَوَازُ الِاغْتِسَالِ بِالْفَضَاءِ.

 وَأَنَّ الْإِصَابَةَ بِالْعينِ قد تقتل.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/11/32.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1530
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(33) سلسلة في الطب والمرضى

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(33) سلسلة في الطب والمرضى

 

                        
ماذا يقول: من أعجبه شيء؟

 

قال تَعَالَى: ﴿وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء
اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ﴾[الكهف: 39].

قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه
الآية من سورة الكهف: هَذَا تَحْضِيضٌ وحث على ذلك، أي: هلا إذ أَعْجَبَتْكَ حِينَ
دَخَلْتَهَا وَنَظَرْتَ إِلَيْهَا، حَمِدْتَ اللَّهَ مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكَ
وَأَعْطَاكَ مِنَ الْمَالِ وَالْوَلَدِ مَا لَمْ يُعْطَهُ غَيْرُكَ، وَقُلْتَ: مَا
شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ؛ وَلِهَذَا قَالَ بَعْضَ السَّلَفِ:
مَنْ أَعْجَبَهُ شَيْءٌ مِنْ حاله أو ماله أو ولده، فَلْيَقُلْ: مَا شَاءَ اللَّهُ
لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، وَهَذَا مَأْخُوذٌ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ
الْكَرِيمَةِ.

وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ حَدِيثٌ
مَرْفُوعٌ، أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي «مُسْنَدِهِ»: حَدَّثَنَا جَرَّاحُ بْنُ مَخْلَدٍ، حَدَّثَنَا
عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ
بْنُ زُرَارَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً
مِنْ أَهْلٍ أَوْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ، فَيَقُولُ: مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ
إِلَّا بِاللَّهِ، فَيَرَى فِيهِ آفَةً دُونَ الْمَوْتِ».

 وَكَانَ يَتَأَوَّلُ هَذِهِ الْآيَةَ ﴿
وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا
بِاللَّهِ﴾.

 قَالَ الْحَافِظُ أَبُو الْفَتْحِ الْأَزْدِيُّ:
عِيسَى بْنُ عَوْنٍ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَنَسٍ لَا يَصِحُّ
حَدِيثُهُ. اهـ.

فنكون استفدنا من
هذه الآية: أن مَنْ أعجبه شيء في نفسِه أو ولده أو ماله
فيقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

واستدل بعضهم بهذه الآية على قول:
(ما شاء الله لا قوة إلا بالله) لدفع العين، فإذا رأى ما يعجبه يقول هذا؛ لدفع
العين، والآية ليس فيها دليل على ذلك، فهذا حوار بين رجل مؤمن ورجل مشرك لا يؤمن
بيوم الحساب، فالرجل المؤمن وعظه وذكره وأوصاه بأن يعلم أن المشيئة لله والقوة قوة
الله؛ فلو أراد أن يسلبها عنه لسلبها، وقد دعا عليه فيما بعد وقال: ﴿ فَعَسَى
رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا
مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا
فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ
كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ
يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ
يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) ﴾[الكهف].

﴿ وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ ﴾ أهلكته
آفة.

﴿فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ
عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا﴾ يضرب إحداهما على الأخرى؛ حسرة وندامة.

والعين
حق، قال تَعَالَى: ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ
بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾
[القلم: 51]. أَي: يعينوك بِأَبْصَارِهِمْ.

والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يقول: «الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ
الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا» رواه مسلم
(2188) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

وجاء عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْعَيْنَ لَتُدْخِلُ الرَّجُلَ الْقَبْرَ،
وَتُدْخِلُ الْجَمَلَ الْقِدْرَ».

 يعني: العين قد تكون سببًا للموت.

وقد أرشد النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ من رأى شيئًا يعجبه أن يبرك، ثبت عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، أَنَّ
أَبَاهُ حَدَّثَهُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ،
وَسَارُوا مَعَهُ نَحْوَ مَكَّةَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنَ
الْجُحْفَةِ، اغْتَسَلَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَكَانَ رَجُلًا أَبْيَضَ، حَسَنَ
الْجِسْمِ، وَالْجِلْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ أَخُو بَنِي
عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ، وَلَا
جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ، فَلُبِطَ بِسَهْلٌ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلْ لَكَ فِي سَهْلٍ؟
وَاللهِ مَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ، وَمَا يُفِيقُ، قَالَ: «هَلْ تَتَّهِمُونَ فِيهِ مِنْ
أَحَدٍ؟»،
قَالُوا: نَظَرَ إِلَيْهِ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا، فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ وَقَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ
أَخَاهُ؟ هَلَّا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرَّكْتَ؟»،  ثُمَّ قَالَ لَهُ: « اغْتَسِلْ لَهُ»، فَغَسَلَ وَجْهَهُ، وَيَدَيْهِ،
وَمِرْفَقَيْهِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ
فِي قَدَحٍ، ثُمَّ صُبَّ ذَلِكَ الْمَاءُ عَلَيْهِ، يَصُبُّهُ رَجُلٌ عَلَى
رَأْسِهِ، وَظَهْرِهِ مِنْ خَلْفِهِ، يُكْفِئُ الْقَدَحَ وَرَاءَهُ، فَفَعَلَ بِهِ
ذَلِكَ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ. رواه أحمد(25/355)،
والحديث  حسن، وله شواهد.

وقد
استنبط الحافظ في « فتح الباري» تحت رقم(5740) من هذا الحديث بعض فوائده، وقال: وَفِي الْحَدِيثِ مِنَ الْفَوَائِدِ:

أَنَّ
الْعَائِنَ إِذَا عُرِفَ يُقْضَى عَلَيْهِ بِالِاغْتِسَالِ.

 وَأَنَّ الِاغْتِسَالَ مِنَ النّشْرَةِ
النَّافِعَةِ.

 وَأَنَّ الْعَيْنَ تَكُونُ مَعَ الْإِعْجَابِ
وَلَوْ بِغَيْرِ حَسَدٍ وَلَوْ مِنَ الرَّجُلِ الْمُحِبِّ وَمِنَ الرَّجُلِ
الصَّالِحِ.

 وَأَنَّ الَّذِي يُعْجِبُهُ الشَّيْءُ يَنْبَغِي
أَنْ يُبَادِرَ إِلَى الدُّعَاءِ لِلَّذِي يُعْجِبُهُ بِالْبَرَكَةِ، وَيَكُونُ
ذَلِكَ رُقْيَةً مِنْهُ.

 وَأَنَّ الْمَاءَ الْمُسْتَعْمَلَ طَاهِرٌ.

 وَفِيهِ جَوَازُ الِاغْتِسَالِ بِالْفَضَاءِ.

 وَأَنَّ الْإِصَابَةَ بِالْعينِ قد تقتل.

والأذكار حصن في دفع العين
والأذى، أيضًا الصدقة والإحسان لهما مبلغ عظيم في دفع العين والأذى والحسد،
فالإنسان يحرص على الوقاية من شر شياطين الإنس والجن، ومن الابتلاءات، والله
المستعان.

والعين قد تكون من إنسي وقد تكون من جني، وقد
تكون من أعمى، وقد تكون من محب، يصيب ولده، بل قد يصيب نفسه بالعين، فما يدري إلا
والنعمة قد زالت، والبلاء قد نزل.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/11/33.html

أضف رد جديد