صيحة نذير إلى من اغتر بفتنة هاني المستمدة أصولها من المنهج الحدادي التي حذر منها الإمام ربيع بن هادي

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أبوأنس بشير الجزائري
مشاركات: 77
اشترك في: صفر 1436

صيحة نذير إلى من اغتر بفتنة هاني المستمدة أصولها من المنهج الحدادي التي حذر منها الإمام ربيع بن هادي

مشاركة بواسطة أبوأنس بشير الجزائري »

صيحة نذير إلى من اغتر بفتنة هاني المستمدة أصولها من المنهج الحدادي التي حذر منها الإمام ربيع بن هادي



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه
أما بعد :
فلا يخفى على أهل السنة والحديث ما جنته الحدادية أفراخ القطبية على الأمة الإسلامية، من الإحن، وما أحدثته من الفتن، خدمة لأغراضهم الخسيسة، وتنفيذا لمخططات أسيادهم الدسيسة، التي لا يعلم المسلم الفطن إلا أنها مستوردة من مصانع الماسونية الخبيثة، منفذة في أراضي الإسلام بشعارات هي أوهى من بيت العنكبوت، يحسبها الجاهل آية محكمة، وحجة مفحمة، ولكن من تدبرها، وعرف أصل منشأ شرها، وجدها ﴿كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ .
ومن خيبة أمال أهلها، وسوء أحوالها،﴿يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ﴾، " فَهُمْ لِاعْتِقَادِهِمُ الشَّيْءَ عَلَى خِلَافِ مَا هُوَ عَلَيْهِ بِمَنْزِلَةِ رَائِي السَّرَابِ الَّذِي يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا، فَهَكَذَا هَؤُلَاءِ أَعْمَالُهُمْ وَعُلُومُهُمْ بِمَنْزِلَةِ السَّرَابِ الَّذِي يَخُونُ صَاحِبَهُ أَحْوَجَ مَا هُوَ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى مُجَرَّدِ الْخَيْبَةِ وَالْحِرْمَانِ كَمَا هُوَ حَالُ مَنْ أَمَّ السَّرَابَ فَلَمْ يَجِدْهُ مَاءً بَلِ أنضاف إِلَى ذَلِكَ أَنَّهُ وَجَدَ عِنْدَهُ أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ وَأَعْدَلَ الْعَادِلِينَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فَحَسَبَ لَهُ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ، وَوَفَّاهُ إِيَّاهُ بِمَثَاقِيلِ الذَّرِّ، وَقَدِمَ إِلَى مَا عَمِلَ مِنْ عَمَلٍ يَرْجُو نَفْعَهُ فَجَعَلَهُ هَبَاءً مَنْثُورًا: إِذْ لَمْ يَكُنْ خَالِصًا لِوَجْهِهِ، وَلَا عَلَى سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَارَتْ تِلْكَ الشُّبُهَاتُ الْبَاطِلَةُ الَّتِي كَانَ يَظُنُّهَا عُلُومًا نَافِعَةً كَذَلِكَ هَبَاءً مَنْثُورًا، فَصَارَتْ أَعْمَالُهُ وَعُلُومُهُ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِ".
(1)
فبالله عليكم يا أيها القراء الكرام ماذا ربح القطبية وجنى الحدادية بتشغيباتهم على الأئمة الأعلام، وتخريبهم عقول شباب الإسلام ؟! إلا خدمة أعداء الإسلام !!
فكم عانت الأمة من محمود حداد وزبانيته، ومن فالح الحربي وشرذمته، ومن يحيى الحجوري وسفهاته، ومن المأربي وبدعته، ومن الحلبي ورويبضاته ؟
واليوم يخرج علينا هاني بن بريك وخدنته، رافع ستار مسرحية القوم، تتجسد أساليب الحدادية في ميدان مسرحيته، وألاعيب تمثيليته .
فهاني بن بريك ليس بذاك الذي ينشغل بالرد عليه وتتبع سقطاته ونظر في سفهاته لولا وجد من بعض الأفاضل ممن تجاوب مع تخريباته وألقى سمعه له وهو في ذلك متجاهل أحواله، لما هو عليه من الوهاء، وضعف المنهج وسوء المعتقد المتمثل في :
1 ـ تلاعبه في أصل الخروج على ولاة الأمور ودعوته إلى ذلك
2 ـ دعوته إلى تأسيس الجمعيات ومشاركته فيها
3 ـ تمجيده للحزبية
4 ـ طعنه في علماء اليمن
وإلى غير ذلك من الطامات التي أثبتها عنه كُتاب ( الشبكة السلفية)، ولك يا أيها القارئ الكريم أن ترجع إليها غير مأمور لتقف على حقيقة الرجل وتكشف كذب انتسابه إلى السلفية، ومدى بعده عنها وعن أهلها وعلى منواله يسير الحذيفي وعرفات المحمدي في تقرير العلم وإيضاح مسائله، وفي طعنهم في علماء اليمن وسعيهم إلى شق وتفريق الصف السلفي .
وليعلم أن هؤلاء كانوا في فتنة يحيى الحجوري يتسترون وراء علماء اليمن ويتباكون عليهم، وتقوم قيامتهم إذا طعن الحجوري في أحد علماء اليمن، وتتأجج نارهم لذلك، فلما خمدت نار الحجوري، وخربت دماج القلعة السلفية، طووا صفحة دماج، وفتحوا صفحة مركز معبر وشيخها الفاضل العالم محمد بن عبدالله الإمام ـ حفظه الله ورعاه ـ لتخريب مركزه وإعانة الرافضة عليه، وهم ما قصدوا العلامة محمد بن عبدالله الإمام بالذات، إلا لما عرف عنه من أنه فقيه باهر، وخريت ماهر، في معرفة الفتن العصرية (2) وكيفية علاجها، وما كتاب (الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة والجماعة) المستمد أصوله من الكتاب والسنة وتقريرات وعمل أئمة الحديث والسنة، وكتاب (بداية الانحراف ونهايته)، إلا دليل على ذلك .
ولا يخفى على أهل السنة وعلمائها أن كتاب الإبانة حرب على الحدادية المتسلفة، كاشف عورتهم، فاضح لعبتهم، إذ أن أصل فتنة الحدادية هي داخل الصف السلفي وباسم أصول منهجه، فهدفهم الواحد هو تفريق الصف السلفي والطعن في أئمته المتقدمين والمعاصرين، فلما لم يرق لهم منهج كتاب الإبانة طعنوا فيه، وسعوا إلى إسقاط مصنفه، مع أن الكتاب شهد له أئمة السنة والجماعة بالخيرية والإصابة والمنفعة، ومنهم الإمام عبدالمحسن العباد والعلامة صالح السحيمي والعلامة الوصابي وغيره من علماء اليمن الجحاجحة، وفرح به صاحب كل سنة، ولا يضره إدعاء الحلبية أنه يوافق أصولهم الحزبية المميعة، إذ نظرة أهل السنة لكتاب الإبانة تخالف وتغاير نظرة الحلبية المبتدعة، فأهل السنة يريدون به حماية السنة وأهلها، أما الحلبية المبتدعة يريدون به تقريب أهل البدعة بأهل السنة، وإنعاش قاعدة المعذرة والتعاون والمحافظة عليها، وقد تجلت هذه الحقيقة في دفاعهم عن رؤوس القطبية وأساطين الحزبية , كما عليه منتداهم ( كل السلفيين)، وحاشا أن يؤسس كتاب الإبانة لهذا الغرض الخسيس، فلا يرد حق كتاب الإبانة بمجرد الحلبية قالوه .
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في "مدارج السالكين"(1/ 288) : (( لَا يُضْرَبُ كِتَابُ اللَّهِ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، وَلَا يُرَدُّ الْقُرْآنُ بِمُجَرَّدِ كَوْنِ الْمُعْتَزِلَةِ قَالُوهُ - فِعْلَ أَهْلِ الْهَوَى وَالتَّعَصُّبِ - بَلْ نَقْبَلُ الْحَقَّ مِمَّنْ قَالَهُ، وَنَرُدُّ الْبَاطِلَ عَلَى مَنْ قَالَهُ.)) ا.هـ
فالعيب ليس في كتاب الإبانة إنما العيب في سوء فهم الحلبية وتحريفهم للكلم عن مواضعه، وقلبهم للمصطلحات العلمية إلى ما يهوون .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في "مجموع الفتاوى "(1/ 243 ـ 245) : (( وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ لُغَةَ الصَّحَابَةِ الَّتِي كَانُوا يَتَخَاطَبُونَ بِهَا وَيُخَاطِبُهُمْ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَادَتَهُمْ فِي الْكَلَامِ وَإِلَّا حَرَّفَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ يَنْشَأُ عَلَى اصْطِلَاحِ قَوْمِهِ وَعَادَتِهِمْ فِي الْأَلْفَاظِ ثُمَّ يَجِدُ تِلْكَ الْأَلْفَاظَ فِي كَلَامِ اللَّهِ أَوْ رَسُولِهِ أَوْ الصَّحَابَةِ فَيَظُنُّ أَنَّ مُرَادَ اللَّهِ أَوْ رَسُولِهِ أَوْ الصَّحَابَةِ بِتِلْكَ الْأَلْفَاظِ مَا يُرِيدُهُ بِذَلِكَ أَهْلُ عَادَتِهِ وَاصْطِلَاحِهِ وَيَكُونُ مُرَادُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالصَّحَابَةِ خِلَافَ ذَلِكَ. وَهَذَا وَاقِعٌ لِطَوَائِفَ مِنْ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَالْفِقْهِ وَالنَّحْوِ وَالْعَامَّةِ وَغَيْرِهِمْ وَآخَرُونَ يَتَعَمَّدُونَ وَضْعَ أَلْفَاظِ الْأَنْبِيَاءِ وَأَتْبَاعِهِمْ عَلَى مَعَانِي أُخَرَ مُخَالِفَةٍ لِمَعَانِيهِمْ ثُمَّ يَنْطِقُونَ بِتِلْكَ الْأَلْفَاظِ مُرِيدِينَ بِهَا مَا يَعْنُونَهُ هُمْ وَيَقُولُونَ: إنَّا مُوَافِقُونَ لِلْأَنْبِيَاءِ وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي كَلَامِ كَثِيرٍ مِنْ الْمَلَاحِدَةِ الْمُتَفَلْسِفَةِ والْإسمَاعِيليَّة وَمَنْ ضَاهَاهُمْ مِنْ مَلَاحِدَةِ الْمُتَكَلِّمَةِ وَالْمُتَصَوِّفَةِ ... وَالْمَقْصُودُ هُنَا أَنَّ كَثِيرًا مِنْ كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ يَتَكَلَّمُ بِهِ مَنْ يَسْلُكُ مَسْلَكَهُمْ وَيُرِيدُ مُرَادَهُمْ لَا مُرَادَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )) ا.هـ

وعودٌ على بدء: فلا نحسب ضجيج هاني وعجيج الحذيفي إلا إيقاد وتأجيج نار الحدادية وإعمال أصولها الإفسادية ومن أبرزها :
الأول : بغضهم لعلماء المنهج السلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيما أهل بلدهم اليمن، وهذا معيار يحكم به على فساد منهجهم وخلل في صحة معتقدهم .
قال الإمام ابن المديني : (( إذا رأيت الرجل يعتمد من أهل البصرة على أيوب السختياني وابن عون ويونس والتيمي ويحبهم ويكثر ذكرهم والاقتداء بهم فارج خيره.
ثم من بعد هؤلاء حماد بن سلمة ومعاذ بن معاذ ووهب بن جرير فإن هؤلاء محنة أهل البدع .
وإذا رأيت الرجل من أهل الكوفة يعتمد على طلحة بن مصرف وابن أبجر وابن حيان التيمي ومالك بن مغول وسفيان بن سعيد الثوري وزايدة فارجه .
ومن بعدهم عبد الله بن إدريس ومحمد بن عبيد وابن أبي عتبة والمحاربي فارجه. )) (3)
بل أصبحت شدتهم في طعنهم في أهل العلم وغلوهم في ذلك من أبرز علاماتهم البادية الظاهرة عليهم وهذه الشدة المبنية على البغي والظلم قد انتقدها الإمام ربيع المدخلي على فالح الحربي .
قال في (الملحق) : ((ولا يصح القول بأنه يصار إلى قول المتشدد مطلقاً لأنه متشدد، فيقدم قوله لأجل شدته، فهذا أمر لا يعرف عن أهل السنة حسب علمي، وهو أمر يتعارض مع العدل الذي قامت عليه السموات والأرض، ويتعارض مع أصول أهل السنة.
وما إخال أن الصواب لا يأتي غالباً إلا مع المتوسطين لأن هؤلاء ينطلقون من الأناة التي يحبها الله ومن الرفق الذي يحبه الله ورسوله "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله" أخرجه البخاري ومسلم
والمتشددون قد يفقدون هذه الصفات أو بعضها ولهذا نشأت مشاكل عن الشدة مثل مشكلة الغلو والخروج والتكفير والتبديع بغير حجج ولا براهين ومخالفات العلماء بل والطعن فيهم ومحاولة إسقاطهم كما جرى سابقاً ويجري الآن في بلدان المسلمين وهذا أمر ظاهر جلي. (4)
4 - نعم أهل البدع يصفون أهل السنة بالشدة لينفروا الناس عن الحق ومع ذلك يوجد في علماء المسلمين من وصف بالشدة وصفهم بذلك أهل السنة لا أهل البدع.
وهم قلة بالنسبة للآلاف من أئمة الحديث والفقه الذين يتصفون بالاعتدال والتوسط والرفق والأمر الذي كان عليه رسول الله حيث كان رحيماً رفيقاً، وهو القائل: " إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه" أخرجه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قال:" إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه" أخرجه مسلم
على أن شدة هؤلاء ليست هي الشدة التي يتصورها الجهلة إذ هؤلاء معدودون في العلماء العقلاء المتحلين بالأخلاق العالية وكانوا يستخدمون الشدة في موضعها المناسب، وليست أصلاً في حياتهم ودعوتهم وليست شدتهم على أهل السنة كما يفعله الآن بعض المراهقين المشبوهين.(5)
وكان من أقوم الدعاة إلى الله بهذه الصفات الشيخ بن باز -رحمه الله- وهو مشهور بذلك والشيخ عبد الله القرعاوي - رحمه الله- فلقد كان حكيماً رفيقاً لا يواجه الناس بسوء ولا فحش ولقد انتشرت دعوته بهذه الحكمة من اليمن إلى مكة ونجران في زمن قصير وقضى بعد عون الله بدعوته الحكيمة على كثير من مظاهر الجهل والشرك والبدع، وكان من أبعد الناس عن الشدة والتنفير وكان يشبهه في أخلاقه: الحلم والحكمة والأناة والرفق تلميذه النجيب الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي -رحمه الله- فقد ساعد في نشر الدعوة السلفية شيخه القرعاوي رحمه الله بهذه الأخلاق وبالعلم الذي بثه وكانا لا يسبان بل ولا يهجران أحداً حسب علمي ويأتيهم الجاهل والفاسق والزيدي والصوفي فيتعاملان معهم بالعلم والحلم والرفق والحكمة الأمور التي تجعل هذه الأصناف تقبل الحق وتعتنق الدعوة السلفية الخالصة.(6)
فليكن منهج الرسول الحكيم نصب أعيننا "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا " أخرجه البخاري ومسلم
وكذلك ليكن نصب أعيننا أحاديث الرفق وآيات وأحاديث الصبر والحلم والحكمة والموعظة الحسنة والعفو والصفح، الأمور التي يجمعها قول الله تعالى في رسوله الكريم ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾.
ولنحذر ما حذر الله رسوله منه من العنف والشدة والتنفير ولا نجعل ذلك منهجاً. (7)
وقد يلجأ العاقل الحكيم إلى الشدة المشروعة إذا انسدت في وجهه سبل الحكمة والرفق وسبل التيسير فحينها يستعمل الشدة التي يسمح بها الشرع الحكيم ولا يتجاوز ذلك إلى ما يوقعه في الإثم فيكون حكيماً في هذا التصرف محموداً عليه عند الله وعند العقلاء، ولكل شيء موضعه وما أوسع مواضع الرفق والحكمة والتيسير فهي الأصل في دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام.
أخي إن الشدة التي نشأت هذه الأيام ليست من السلفية في شيء والدليل أنها صارت سهاماً مسددة إلى نحور دعاة السنة بحق ويسعى أهلها إلى إسقاط هؤلاء الدعاة وإبعادهم عن ساحة الدعوة بحجة أنهم مميعون وهي حجة إبليسية كاذبة ظالمة، فصاروا بهذا الأسلوب أكبر عون لخصوم السنة وأهلها على السلفية وأهلها فانتبه للألاعيب والمكايد والدسائس التي يستخدمها خصوم السنة ولاسيما في هذا العصر. )) (8)

الثاني : قولهم بتبديع الشيخ محمد بن عبدالله الإمام وعدم إعذاره ومراعاة منزلته وجهوده في نشر السنة، والدفاع عنها وعن أهلها، وهذه الطريقة قد انتقدها العلامة ربيع المدخلي على الحدادية .
قال : ((2 - قولهم بتبديع كل من وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشد وأخطر من سيد قطب.)) (9)
وقال وهو يناقش فالح الحربي في أصوله الفاسدة : ((إنكم سئلتم عن أشخاص معينين مشهورين عند الناس بالسلفية والدعوة إليها وفيهم علماء في نظر الناس فأخرجتهم من السلفية وهذا الإخراج جرح شديد فيهم يحتاج إلى أدلة، فإذا لم تأت بالأدلة وأسباب هذا الجرح رأى الناس أنك قد ظلمتهم وتعديت عليهم وطعنت في دينهم بغير وجه حق، فصرت متهماً عند الناس فتحتاج إلى استبراء دينك وعرضك.
فإن لم تفعل طعن فيك الناس ولن ترضى أنت ولا غيرك بهذا الطعن، فتقوم الفتنة ويحصل الاختلاف بين السلفيين وتكثر الطعون المتبادلة ولا يحسم ذلك إلا بذكر الأسباب المقنعة بهذا الإخراج وقد تطالب أنت نفسك بذكر الأسباب إن جرحك أحد أو أخرجك من السلفية. )) (10)
قال مقيده ـ عفا الله عنه ـ : لم يرض ويقتنع علماء اليمن وغيرهم أن محمدا الإمام يبدع بسبب الوثيقة، أو رأوا أنها حجة في إسقاطه، بل عذروه لما خبروا أمره وعرفوا سلفيته ومكانته في السنة والعلم .
وقد عذر أهل العلم إخوانهم أئمة السنة عند مواقعة المخالفة عند الإكراه .
قال الحافظ الإمام الذهبي في سير أعلام (17/ 270 ـ 271) في ترجمة الحافظ الإمام الحجة عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْدِ الأَزْدِيُّ المصري (ت 409) : قَالَ أَبُو الوَلِيْدِ البَاجِيُّ: عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ سَعِيْد حَافِظٌ مُتْقِنٌ، قُلْتُ: لأَبِي ذَرٍّ الهَرَوِيّ: أَخذتَ عَنْ عَبْدِ الغَنِيّ؟
فَقَالَ: لاَ إِنْ شَاءَ اللهُ.عَلَى مَعنَى التَأْكيدِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لِعَبدِ الغَنِيِّ اتصَالٌ بِبَنِي عُبيدٍ - يَعْنِي أَصْحَاب مِصْر -.
قال الذهبي معلقا : (( اتصَالُهُ بِالدَّوْلَة العُبَيْدِيَّة كَانَ مُدَارَاةً لَهُم، وَإِلاَّ فَلَو جَمحَ عَلَيْهِم، لاَستَأْصَلَهُ الحَاكِمُ خَلِيْفَةُ مِصْرَ، الَّذِي قِيْلَ: إِنَّهُ ادَّعَى الإِلهيَة، وَأَظُنُّهُ وَلِيَ وَظِيفَةً لَهُم، وَقَدْ كَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الأَثَرِ، نَشَأَ فِي سُنَّةٍ وَاتِّبَاع قَبْل وُجود دَوْلَةِ الرَّفضِ، وَاسْتمرَّ هُوَ عَلَى التَّمَسُّكِ بِالحَدِيْثِ، وَلَكِنَّهُ دَارَى القَوْمَ وَدَاهَنَهُم، فَلِذَلِكَ لَمْ يُحِبَّ الحَافِظُ أَبُو ذرٍّ الأَخْذَ عَنْهُ.))

الثالث : إسقاطهم كل من لا يبدع الشيخ محمد بن عبدالله الإمام وعداوتهم وحربهم له .
قال العلامة ربيع المدخلي مبينا هذا الأصل في الحدادية : ((3 ـ تبديع من لا يبدع من وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أن تقول: عند فلان أشعرية مثلاً أو أشعري، بل لابد أن تقول: مبتدع وإلا فالحرب والهجران والتبديع.))

الرابع : إدعاء تفوقهم في العلم ومعرفة الواقع وغيرتهم على السنة ليتوصلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم
قال الشيخ ربيع المدخلي مبينا أصلهم هذا : ((7 - غلوهم في الحداد وادعاء تفوقه في العلم ليتوصلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم والمنهج السلفي وإيصال شيخهم إلى مرتبة الإمامة بغير منازع كما يفعل أمثالهم من أتباع من أصيبوا بجنون العظمة، وقالوا على فلان وفلان ممن حاز مرتبة عالية في العلم: عليهم أن يجثوا على ركبهم بين يدي أبي عبد الله الحداد وأم عبدالله.))

الخامس : الكبر والعناد المؤديان إلى رد الحق كسائر غلاة أهل البدع فكل ما قدمه أهل السنة وعلماء اليمن من بيان انحرافات هاني بن بريك عن منهج السلف رفضوه .
قال الشيخ ربيع المدخلي مبينا الأصل الحدادي هذا : ((11 - الكبر والعناد المؤديان إلى رد الحق كسائر غلاة أهل البدع فكل ما قدمه أهل المدينة من بيان انحرافات الحداد عن منهج السلف ورفضوه؛ فكانوا بأعمالهم هذه من أسوأ الفرق الإسلامية وشرهم أخلاقاً وتحزباً. ))

السادس : أكثر ما يلتصقون بأئمة السنة، فلما بُيِّنَ لهم مخالفتهم لأئمة السنة في طعنهم في أهل العلم و موافقة هاني بن بريك للحزبية ومشاركته لهم في جمعياتهم، وتمجيده لبعض الحزبية أنكروا ذلك، وهذا دليل أنهم لا يريدون الحق وطلبه وإنما يريدون الفتنة وتمزيق السلفيين.
قال الشيخ ربيع مبينا هذا الأصل في الحدادية : ((12 - كانوا أكثر ما يلتصقون بالإمام أحمد، فلما بُيِّنَ لهم مخالفة الحداد للإمام أحمد في مواقفه من أهل البدع أنكروا ذلك واتهموا من ينسب ذلك إلى الإمام أحمد، ثم قال الحداد: وإن صح عن الإمام أحمد فإننا لا نقلده، وما بهم حب الحق وطلبه وإنما يريدون الفتنة وتمزيق السلفيين.
ومع تنطعهم هذا رأى السلفيون علاقات بعضهم بالحزبيين وبعضهم بالفساق في الوقت الذي يحاربون فيه السلفيين ويحقدون عليهم أشد الحقد ولعلهم يخفون من الشر كثيراً فالله أعلم بما يبيتون. ))

السابع : تقدمهم بين يدي العلماء وكلامهم في القضايا الكبار التي أمر أهل العلم بالسكوت عنها، وإرجاع أمرها إلى العلماء الكبار، ولسان حالهم ومقالهم يقول : لماذا لا يتكلم الإمام الفوزان والإمام اللحيدان والمفتي عبدالعزيز والإمام عبدالمحسن العباد والعلامة الراجحي والعلامة ناصر الفقيهي واللجنة الدائمة والمحدث وصي الله عباس والعلامة محمد بازمول والعلامة سليمان الرحيلي والعلامة عبدالرحمن محي الدين والعلامة صالح السحيمي والعلامة صالح أل الشيخ والعلامة محمد بن هادي المدخلي وغيرهم من علماء الإسلام الأخيار ؟!
هل تظن يا أيها القارئ أن هؤلاء الأئمة في غياب عن الساحة والواقع، أو أخرست ألسنتهم، أو جبنوا عن قولهم بالحق ؟!
كلا وألف كلا، ما نحسب سكوتهم إلا عن علم ومراعاة للمصالح والمفاسد، وإلا فقد استنكر العلامة المحدث وصي الله عباس الكلام في الشيخ محمد بن عبدالله الإمام، وهي كلمة منشورة عنه في موقع علماء اليمن .
ـ العلامة محمد بن هادي المدخلي يعذر الشيخ محمد بن عبدالله الإمام ولا يبدعه كما هو في رسالة ( الملخص والحقيقة لكلام وأحكام العلماء حول وثيقة الحوثيين وتوقيع الإمام) المنشورة في ( الشبكة السلفية)
ـ العلامة عبدالرحمن محي الدين يوصي ويقول : أحفظوا ألسنتكم، انظر ( الشبكة السلفية)
ـ العلامة محمد بازمول يوصي بالسكوت وإرجاع الأمر للعلماء الكبار، انظر ( الشبكة السلفية)
فتقدم هؤلاء بين يدي العلماء هو عين ما رجف به فالح الحربي الحدادي لما سئل : كثير منا يقول لماذا مثلا كبار المشايخ لا يتكلمون ؟!
فأجاب : لا يهمني! لا تسأل هذا
وقال : أسألني أنا، أنا مادام عندي واحد ساكت ما تكلَّم أنا لا أتكلم، هذا ما هو منهج! ا.هـ
قال العلامة المحدث ربيع المدخلي رادا عليه هذه المغالطة البائرة : ((1 - ما تدري ما هي الأشياء التي ترى أنها ليست من منهج أهل السنة والجماعة فلعلها لو عرضت على العلماء لتبين أنها أو بعضها على الأقل من منهج أهل السنة والجماعة.
2 - كان ينبغي أن تحاول أن تعرف أسباب سكوت العلماء عن الأمور التي تفتي فيها، فلعلك تجد عندهم الحجة المقنعة، وتعرف صواب موقفهم، ومثل هذه المشاكل ينبغي أن تعرض على العلماء، فإن في مشاورتهم خيراً كثيراً، فقد يرجحون الكلام فيها وقد يرجحون عدم الرد المعلن ويؤثرون توجيه النصائح (11) فإما أن يستفيد المنصوح، وإما أن يعاند فيكون قد عرض نفسه لنقد العلماء ولإسقاط نفسه.
وبمثل هذه الأسباب تضمن وحدة الكلمة مع إخوانك وشيوخك ويسلم الشباب من التفرق والتمزق الأمر الذي حصل فعلا، وكان شديداً بسبب التفرد والتسرع.))
وقال في الهامش : ((من قال هذا؟ ثم إنه معروف هذا الواحد، وهو لم يسكت جبنا ولا غشاً وإنما سكت عن أسئلة أناس لهم أغراض ومقاصد سيئة منها إسقاط أناس في بلدهم هم أمثل الناس، وبإسقاطهم تنتهي الدعوة السلفية في ذلك البلد (12)، فكنا ننصح رئيس السائلين بالتفاهم معهم ونصحهم باللطف، وإذا لم يرجعوا يرفع أمرهم إلى العلماء ليناصحوهم.
ولسوء قصدهم تركوا العلماء واتجهوا إليك وحدك، فصرت تقول مثل هذا الكلام، وترتب على إجاباتك لهم
ما ترتب من الأمور الضارة بك وبالدعوة السلفية والسلفيين، وهذا من أهداف السائلين.)) (13)
وقال : (( ما ينبغي أن تتكلم بهذا الأسلوب الذي يشعر الناس بأن علماء المنهج السلفي ودعاته قد خذلوا الدعوة السلفية وتخلوا عنها، بل كتموا الحق.
واعلم أخي أن غيرك من العلماء لم يسكتوا، ويحملون من هموم الدعوة والشباب أكثر مما تحمله أنت.
فهم ينصحون ويعالجون ويسعون لإزالة الشبه وجمع كلمة السلفيين بكل ما يستطيعون مادياً ومعنوياً.(14)
وكان يجب عليك أن تكون معهم في هذه الأمور التي يقومون بها، ويعانون من المشاكل والمصاعب في سبيل القيام بها ما الله به عليم، ويد الله مع الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية. )) ا.هـ (15)

الثامن : فتنة هاني بن بريك وحزبه الهالك أدخلت الشباب في الفتنة وخوضهم في الأمور لا تعنيهم ولا دخل لهم فيها، كما هو حال كتاب شبكة سحاب والبيضاء والتصفية والتربية، وهذه الطريقة الضالة قد انتقدها العلامة ربيع المدخلي على فالح الحربي، قال ـ حفظه الله ورعاه ـ : (( نأتي لكلام عبد المالك من منطلق سلفي :" (لا تدخلوا في هذه الفتنة)، (وهذا خلاف بين المشايخ)، (ومن لا يعنيه الأمر لا يدخل فيه) ..
فقوله للشباب لا تدخلوا في الفتنة لا ينبغي الاعتراض عليه، فإن كثيراً من الشباب إذا خاضوا في الفتنة جرفتهم أو مزقتهم، وقد حصل هذا، فالأسلم لهم البعد عنها وعدم الخوض فيها، والحفاظ على عقيدتهم وأخوتهم في الله، وأن يدعوا العلاج للعلماء.
وأنت تعلم أن كثيراً من الصحابة توقفوا عن المشاركة في فتنة الجمل وصفين، منهم سعد ابن أبي وقاص وابن عمر وأسامة بن زيد.
وكذلك قوله:" ومن لا يعنيه الأمر لا يدخل فيه"، لاشك أن كثيرا ممن لا يعنيهم الأمر والمغرضين قد يخوضون في الفتنة ليزيدوها اشتعالاً وهذا أمر ملموس، فهؤلاء الأسلم للدعوة وأهلها أن لا يدخلوا في الأمر .)) (16)

التاسع : عدم أخذهم وقبولهم للرخص التي جاءت بها الشريعة، وإعمالها عند وجود الأعذار والمشقات والتي منها إعذار المكره، وهذه العلامة من أبرز الضلالات والجهالات التي عرفت عن الحدادية .
قال العلامة ربيع المدخلي في رسالته ( سماحة الشريعة الإسلامية ) : ((الرُّخصةُ في اللُّغة هي: السهولة واليسر وقيل: النعومة واللِّين.
وفي الاصطلاح لها تعاريف ومن أجودها: " هي الحكم الشرعي الذي غُيِّرَ من صعوبةٍ إلى سهولةٍ لعذرٍ اقتضى ذلك مع قيام سبب الحكم الأصلي" (17)
ومُثِّلَ لها بالتلفظ بكلمة الكفر عند الإكراه عليها كما فعل عمار-رضي الله عنه- وأنزل الله تعالى:﴿إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾[النحل:106]
ولقد رخص الله للمؤمن أن يقول كلمة الكفر في حال الإكراه قال الله تعالى:﴿مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ
إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله- في تفسير هذه الآية الكريمة:"وأما قوله:﴿إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾، فهو استثناء ممَّن كفر بلسانه ووافق المشركين بلفظه مُكرَهاً لما ناله من ضرب وأذى. وقلبه يَأْبَى ما يقول وهو مُطمئنٌ بالإيمان بالله ورسوله" ا.هـ
ثم ذكر قصة عمار -رضي الله عنه- المشهورة وذكر أن الآية نزلت بسببها .(18)
وقال العلامة ابن الوزير-رحمه الله-:"وقد أجمعت الأمة على العمل بمقتضى النصوص في الإكراه والنسيان فكذلك أخوهما وثالثهما وهو الخطأ إن شاء الله تعالى بل هو أكثر منهما ذكراً وشواهد في الكتاب والسنة والبلوى به أشد والرخصة إنما تكون على قدر شدة البلوى" (19)
والحاصل أن في الآية الكريمة رخصة لمن أكره على الكفر أن يقول بلسانه كلمة الكفر لكن لابُدَّ أن يكون قلبه مطمئناً بالإيمان ولابُدَّ أن يُبغضَ الكفر وأهله، ولو قالها بلسانه مختاراً لكان كافراً بالله لأنه لا يفعل ذلك إلا وقد شرح صدره بالكفر.
والشاهد أن المؤمن المستضعف المُكرَه يسقط عنه أصلٌ عظيمٌ ألاَ وهو إظهار التوحيد وإظهار العداوة والبغض للكفر والكافرين ويكفيه أن يكون قلبُه مطمئناً بالإيمان وأن يكون مبغضاً للكفر، كل ذلك رحمة من ربِّ العالمين (20) الذي علمنا أن ندعوه فنقول:﴿رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾
2 - الأصل في باب الولاء والبراء إظهار العداوة للكافرين والبراءة منهم ومن معبوداتهم كما قال الله تعالى:﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾[الممتحنة:4]، وقال تعالى:﴿لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾[آل عمران:28]
قال ابن كثير -رحمه الله-:"نهى الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين أن يوالوا الكافرين وأن يتخذوهم أولياء يسرون إليهم بالمودة ثم توعد على ذلك فقال:﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ﴾ أي: ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد بَرِئَ من الله"
ثم ساق -رحمه الله- آيات ينهى الله فيها عن مولاة الكافرين والوعيد والذم لمن يفعل ذلك ثم قال: "وقوله تعالى:﴿إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ﴾ أي: من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرِّهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته، كما قال البخاري عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أنه قال: ( إنا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم)، وقال الثوري قال ابن عباس: (ليس التقية بالعمل وإنما التقية باللسان) " (21)
وفي هذه الآية تحريم موالاة الكفار وتكفير من يُواليهم باطناً وظاهراً إلا من خاف في بعض البلدان أو الأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته ومعنى ذلك: أنه يحل له إذا خافهم أن يظهر لهم ما يعصم به دمه من التقية باللسان وما تحصل به التقية.
وقال العلامة السعدي في كتابه تيسير الكريم الرحمن (ص/128) عند تفسير هذه الآية: "أي تخافوهم
على أنفسكم فيحل لكم أن تفعلوا ما تعصمون دماءكم من التقية باللِّسان وإظهار ما به تحصل التقية".
ومثل هذا لا يمكنه أن يظهر كثيراً من أعمال الإسلام ومن إظهار عداوة الكفر والكافرين ومثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والله لا يؤاخذه بترك هذه الواجبات والأصول.(22) (23)
وقال أيضا الإمام ربيع المدخلي مبينا أصالة هذه القاعدة السلفية التي جاء بها رسول البرية، وأنها شرع لأمته المحمدية : (( إن ترك النبي صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة من ترك مصلحة مرجوحة لدرء مفسدة كبيرة, درؤها هو الراجح والمقدم، هذه المفسدة هي خشية أن ترتد قريش وغيرهم من العرب لمكانة الكعبة في نفوسهم , ونفوس آباءهم وأجدادهم , إذ هي مصدر فخرهم واعتزازهم. (24)
فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم الكعبة وبناءها على قواعد إبراهيم لدرء هذه المفسدة.
فعمل الرسول هذا تقعيد لقاعدة عظيمة , وتأصيل متين لأمته ليواجهوا به الأحداث والمشاكل الدينية والسياسية والاجتماعية وغيرها. (25)
وإذن فترك الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا العمل ليس من باب ترك عمل فرعي , وإنما هو دفع لفتنة وتأصيل للأمة لتواجه به الأخطار والمشاكل والفتن.)) (26)
وقال ـ بارك الله في علمه وعمره ـ : (( لقد تسامح رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الصلح في أمور عظيمة من أصول وفروع، فمن الأصول التي تسامح فيها عدم كتابة " بسم الله الرحمن الرحيم" والأخذ بما اقترحه سهيل بن عمرو " باسمك اللهم"، مع غضب الصحابة وحلفهم بالله أنه لا يكتب إلا " بسم الله الرحمن الرحيم".
وتسامح في عدم كتابة " محمد رسول الله"، وهي الركن الثاني من أركان الشهادتين، أصل الإسلام، وكتابة ما أصر عليه سهيل بن عمرو مندوب قريش " محمد بن عبد الله".
إلى شروط مجحفة منها أن محمداً صلى الله عليه وسلم يرد من جاءه من مكة مسلماً، ولا ترد قريش من جاءها من المدينة، مما زاد الصحابة حنقاً وغيظاً حتى قال عمر رضي الله عنه وهو يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم:" ألست نبي الله حقاً؟ فقال رسول الله بلى، فقال عمر ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟، فقال رسول الله بلى، فقال عمر: فلم نعطي الدنية في ديننا؟.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني رسول الله ولست عاصيه وهو ناصري".
لأن النبي صلى الله عليه وسلم يدرك ما لا يدركه عمر الفاروق العبقري ولا غيره.
ثم أقول: ما رأيكم في هذا التسامح الذي قام على جلب المصالح ودرئ المفاسد، أليس لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة.(27)
فلعل العلماء الذين ترى سكوتهم تنازلا وربما رأيته كتماناً وخيانة أبعد نظراً منك وأعرف بالمصالح والمفاسد، وأعرف بالقواعد والأصول، وما يترتب على المواقف والتصرفات.
وإلى الله المشتكى من تسرعات ومبادرات ليس فيها أي التفات إلى هذه الأمور العظيمة فأذاقت الدعوة السلفية الأمرين وأوقعتها في غربة وكربة. )) (28)
فهذا ما تيسر لي من بيانه من أصول أصحاب الفتنة الجديدة المستمدة من المنهج الحدادي وقواعده وأعماله التخربية كما بينها العلامة ربيع بن هادي المدخلي، فمن نظر إلى فتنتهم وسفهاتهم وجدها نفس لعبة التي لعبها الحدادية، ولا ينفعهم أن يقولوا نحن برءاء من هذا المنهج ونرد عليه، فهذه التمثيلة قد لعب دورها شبكة فالح الأشري ويحيى الحجوري والأفاق وما نفعتهم .
بل هذه اللعبة قد لعبها محمد سرور لما نسب علماء السنة والحديث بدعته إليه، وألحقوا كل من اتبعه فيها به، استنكر ذلك ونفى أن تكون هناك بدعة يقال لها السرورية .
قال في مجلة السنة ( العدد السابع والعشرون ) (ص 59، 60) : (( وإذا كان الأمر كذلك فمن أين جاء الظالمون باسم " السرورية " ؟!، وفي أي مصنع من مصانع كذبهم لفقوا هذا الاسم ؟! أين هؤلاء الظالمون من قوله تعالى ﴿ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب .... ﴾ ))
(( وأنا لا أعرف أحـــداً في مشــارق الأرض ومغاربها يقــول عــن نفسه " سروري".. وأستغرب كيف قبل الطيبون هذا الخبر الملفق الذي لا أصل له ))
(( لا أعرف أن هناك جماعة اسمها " السرورية "، ولم أكن في يوم من الأيام مسؤولاً عن جماعة )) (29)
هل أقر علماء السنة والجماعة استنكاره هذا ونفيه ؟
الجواب : لا، لا يزال علماء السنة يلقبون ويرمون كل من انتحل بدعة محمد سرور بالسرورية .
قال الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ : (( السروريون هم اتباع محمد بن سرور، وهم منظمون )) (30)
قال الإمام مقبل الوادعي ـ رحمه الله ـ : (( فالسروية تنتسب إلى الأخ محمد سرور زين العابدين))
وقال : (( هي جماعة موجودة، وإن كان الأخ محمد سرور ينفي هذا ))
وقال الإمام محمد آمان الجامي ـ رحمه الله ـ : (( السرورية نسبة إلى محمد سرور زين العابدين، صاحب ( منهج الأنبياء ) كتاب خداع بعنوانه هدام للأخلاق مهدم للعقيدة داعية إلى عقيدة الخوارج مفسد للشباب يربي على البذاءة وقلة الحياء والسب واللعن والتكفير، هذه هي السرورية .)) ا.هـ (31)
فجعجعة محمد سرور وصياحه وتباكيه ومغالطته لم تسكت العلماء من أن يتكلموا فيه، وأن يحذروا منه، وينسبوه إلى بدعته، بل لازالت بدعته وسمة عار عليه يتجرع كؤوس مرارة من اتبعه فيها .
فلا داعي لمغالطة القوم وضحكهم على الشباب، وهم على أصول الحدادية يسيرون، كشف الله عورتهم وفضح أمرهم للأمة وكفانا شرهم .
والحمد لله رب العالمين


كتبه الفقير إلى الله : بشير بن عبدالقادر بن سلة الجزائري
الجمعة 25 ربيع الأول 1436 هـ
المادة بصيغة ptf
http://up.top4top.net/downloadf-top4top ... 1-pdf.html

(1) اجتماع الجيوش الإسلامية (2/ 55 ـ 56) للإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ
(2) كما وصفه بذلك العلامة المفتي محمد بن عبدالوهاب الوصابي ـ حفظه الله ورعاه ـ في تقديمه لكتاب الإبانة
(3) رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (1/171)
(4) وهذا في فتنة ابن بريك وحزبه أظهر
(5) الذين يترأسهم هاني بن بريك والحذيفي
(6) فلماذا لا ينظر إلى علماء اليمن خلفاء هؤلاء الأئمة بهذا المنظار في هذه الآونة، وهم أهل لذلك، لما عرف عنهم
من الصلابة والإمامة في الدين وخاصة في مجتمعهم ؟!
(7) كأن هذه الأخلاق لا تخصهم، وهذه الوصايا لا تعنيهم، وسقطت عنهم، فما أبعدهم عنها، ويا غربتها فيما بينهم
، والواقع أكبر الدليل على ذلك .
(8)( نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي)، انظر مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع المدخلي (9/160 ـ 163 )
(9) منهج الحدادية
(10) ( نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي)، انظر مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع المدخلي (9/147 )
(11) هذا الذي نظنه بمشايخنا أئمة الدعوة السلفية، فنظرتهم في علاج واقع اليمن خلاف نظرة هاني بن بريك وسفهاء المنتديات التي تنشر لابن بريك والحذيفي ومن كان على شاكلتهم الذين يؤججون نار الفتنة في الأمة .
(12) سبحان الله أليس هذا هو غرض هاني بن بريك وحزبه !!؟ فكم نعمى ونتغافل عن هذه الحقيقة المرة الآن !!؟
(13) ( نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي)، انظر مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع المدخلي (9/ 130)
(14) هذا الكلام لا يعجب ويرق هاني بن بريك والحذيفي ورائد آل طاهر، لأنهم يرون أنهم هم حماة الدعوة السلفية وأهل الغيرة عليها، والرسوخ في الدين وأئمته، أما غيرهم من علماء اليمن والمملكة الذين نصحوا بالسكوت وإرجاع أمر هذه الفتنة إلى العلماء الكبار، فيرونهم أنهم قد خذلوا الدعوة، وليسوا بأهل الرسوخ في الدين !!!
(15) ( نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي)، انظر مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع المدخلي (9/145 ـ 146)
(16) ( نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي)، انظر مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع المدخلي (9/ 137)
(17) انظر مذكرة أصول الفقه (ص 93) للإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
(18) تفسير القرآن العظيم (2/ 605)
(19) إيثار الحق على الخلق (ص439).
(20) ألا تشمل هذه الرحمة وهذا التقرير فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله الإمام، ويعذر في تلك الوثيقة بسبب ما نزل بهم من الفتنة ومضرة الرافضة ؟!!
(21) تفسير القرآن العظيم (1/ 365).
(22) يا ليت أن يوظف هذا العلم والتقرير في حق العلامة محمد بن عبدالله الإمام، وإلا فهو واضح كل وضوح في الرد على عرفات المحمدي والحذيفي ومن كان على شاكلتهم، وهو رد قوي عليهم، ينسف تشغيبهم البائر، ويزهق حكمهم الجائر، ولله الحمد والمنة .
(23) انظر مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع المدخلي (9/ 282 ـ 284)
(24) لا يخفى على أهل العلم والإيمان أن حرمة دماء المسلمين في اليمن ـ وفي غيرها ـ أعظم عند الله حرمة من الكعبة فعن ابن عباس قال: نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الكعبة فقال: "مرحباً بكِ من بيتٍ، ما أعظمَكِ، وأعظمَ حرمَتَكِ! وللمؤمنُ أعظمُ حرمةً عند اللهِ منكِ، إن اللهَ حرّم منكِ واحدةَّ، وحرّمَ مِنَ المؤمنِ ثلاثاً: دمَه، ومالَه، وأن يُظَنَّ به ظنُّ السُّوءِ" ( السلسلة الصحيحة)(7/ 1248/ رقم : 3420)
فنصيحة العلامة محمد الوصابي ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى أهل السنة في المحافظات الجنوبية بأن يبتعدوا من الفتن والحروب ومن مواجهة الرافضة هو عين الحكمة التي تدعوا إلى عصمة دماء المسلمين والمحافظة عليها، وعلى منواله سار العلامة محمد بن عبدالله الإمام، فصنيعه في الوثيقة ما هو إلا حقن لدماء المسلمين، والمحافظة عليها .
(25) لكن أصحاب الفتنة الجديدة عبد الحميد الهضابي وغيره ممن يؤيد هاني بن بريك في فتنته ويرحب بها ووقع فيها، يرى أن عمل النبي صلى الله عليه وسلم المؤيد بالوحي أن ذلك من خصوصيته، أما والوحي قد أنقطع، فليس لأحد أن يحتج بعمل الرسول صلى الله عليه وسلم في باب الرخصة، لأن إعماله لهذه القاعدة وأخذه بهذه الرخصة سيوقعه في الكفر أو البدعة، فيحكم عليه بمقتضى ذلك، وما بني على باطل فهو باطل، فهذا على منظور القوم الأعرج، وتفكيرهم الأعوج، الذي نهاية مطافه هو هدم هذا التشريع النبوي وتعطيل حكمته الشرعية وتخريب مصالحه النافعة .
انظر مقال (بيان وتوجيهات عما صدر من عبد الهادي العميري من خلط وانحرافات) للهضابي المنشور في شبكة سحاب ومنتديات التصفية والتربية .
وهذا من جهلهم بمقاصد الشريعة وقصور نظرهم بأصولها الحكيمة النافعة التي أدرك أسرارها أئمة السنة والجماعة .
(26) ( نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي)، انظر مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع المدخلي (9/ 131)
(27) على منظور الهضابي وشبكة سحاب ليس لك أن تحتج بعمل الرسول صلى الله عليه وسلم في باب الرخصة .
(28) ( نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي)، انظر مجموع كتب ورسائل وفتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع المدخلي (9/ 134 ـ 135)
(29) (شبكة الربانيون العلمية)
(30) انظر رسالتي (فصل الخطاب ما عليه علي الحلبي من التلون والتفسخ والاضطراب )
(31) انظر ( شبكة الربانيون)
آخر تعديل بواسطة أبوأنس بشير الجزائري في الجمعة 25 ربيع الأول 1436هـ (16-1-2015م) 4:21 pm، تم التعديل مرتين في المجمل.



كاتب الموضوع
أبوأنس بشير الجزائري
مشاركات: 77
اشترك في: صفر 1436

رد: صيحة نذير إلى من اغتر بفتنة هاني المستمدة أصولها من المنهج الحدادي التي حذر منها الإمام ربيع بن هادي

مشاركة بواسطة أبوأنس بشير الجزائري »

يا إخوتاه أنا أتأمل في فتنة هذه الشرذمة الفاسدة التي تتمادى في الباطل ، حالها يقول وأقلامها تكتب ، بأن هناك فجوة بين دعوة الإمام مقبل ـ رحمه الله ـ ودعوة مشايخ اليمن ، وفجوة بين دعوة علماء اليمن وعلماء المملكة ، فإذا كان كذلك فلتسقط هذه الدعوة ، التي نهايتها ـ ما تريده هذه الشرذمة الجائرة !!!ـ كسر قوة الصف السلفي وتحطيم بعض جدرانه وإسقاط بعض حصونه القوية ، وهذا ما تتمناه النحل المبتدعة والملل الكافرة ، فأهل الضلال لهم مصانع ، وهذه المصانع لابد لها من عمال تحرك ألاتها وتنفذ أوامر رؤساء المصنع .
قال الإمام محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ : (( ينقسم خصوم الإصلاح- بعد اجتماعهم في أصل الموضوع- إلى فريقين: أقوياء وضعفاء. فالأقوياء يقومون بالدسّ وتبييت السوء لرجال الجمعية، والضعفاء يقومون بالتشهير وإشاعة قالة السوء عنها والشماتة المؤلثة بها، وكثيرًا ما تستمدّ أعمال هؤلاء من أقوال هؤلاء، وتجد ألسنة الضعفاء مادة للغزل والحوك من أعمال الأقوياء فتتطاول وتجتري، وتكذب وتفتري، وإذا لم تغض العقول من أعنة الألسنة لم تقف في الاستهتار عند حد.
وأصحابنا لا عقول لهم وإنما هم أتباع أهواء وأبواق فتنة...
إن خصومنا الضعفاء جهال بمعاني الحياة وأسبابها، جبناء في مواقفها، أذلة مع كل من ينازعهم حبلها، وهم لذلك كله لا يدركون معنى من معاني الشرف والرجولة وهم- لمهانتهم- يفهمون من أسباب العلو أسباب المهانة.. أما الأسباب الشريفة والمعاني الشريفة، والنتائج الشريفة، فهيهات أن تخطر لهم ببال.))
آثار الإمام (1/ 276)


ابو عبدالله اليافعي
مشاركات: 11
اشترك في: صفر 1436

رد: صيحة نذير إلى من اغتر بفتنة هاني المستمدة أصولها من المنهج الحدادي التي حذر منها الإمام ربيع بن هادي

مشاركة بواسطة ابو عبدالله اليافعي »

بارك الله فيك على هذا الجهد الطيب.
نبتة عجيبة ظهرة في هذه ألايام نسأل من الله العافية والثبات.


ستر الرحمان مروان
مشاركات: 5
اشترك في: ربيع الأول 1436

رد: صيحة نذير إلى من اغتر بفتنة هاني المستمدة أصولها من المنهج الحدادي التي حذر منها الإمام ربيع بن هادي

مشاركة بواسطة ستر الرحمان مروان »

نسأل الله تعالى أن يلم شمل السلفيين في اليمن وأن يجعل علماءها يصدون عدوان الصغار



أضف رد جديد