أبو الحسن ضل على علم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى صحابته الآبرار الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فقد كنت سجلت قبل سبع سنوات من هذا التاريخ مادة صوتية في بيان حال أبي الحسن المصري المأربي قصدت بها النصيحة له وللمتعصبين له ولمن سمعها من المسلمين - بعد سنين من مناصحته وكبار من معه سرا وفي مجالس مختلفة وكثيرة ولم يكن قد أظهر كثيرا من طاماته بعد - ثم اردفتها بشيء مكتوب في بيان حاله في كتابي ( الخطوط العريضة لجماعة الإخوان المسلمين ) تحت باب بوابة الاخوان المسلمين في اليمن، ثم ذكرت كلاما آخر في بيان حاله في مقدمة كتابي ( المغني في علم الفرائض ) .
ولما كان هذا الرجل ولوجا في الفتن مستمرا في تصديرها الى ساعة كتابة هذه الأحرف أحببت أن ألخص ما أعرفه عنه مما ذكرته في المصادر السابقة وغيرها في نقاط مختصرة ليسهل الرجوع إليها في موضع واحد نصحا للدين وأهله وتزييفا للباطل والله يعلم ما أردت وما بجمعه قصدت فهو وراء كل لسان عبد وقلبه ولاحول ولا قوة الا به هو حسبنا ونعم الوكيل .
ويتلخص حال هذا الرجل بعد ظهور انحرافه وانجلائه فيما يلي :
1: الطعن في الدعوة السلفية الحقة ورموزها في كل بلد تصريحا وتلميحاً .
2: موالاة رؤوس أهل البدع والضلال والتوجع عليهم والدفاع عنهم والتهوين من انحرافاتهم وضلالاتهم والثناء عليهم ومنهم حسن البنا وسيد قطب والترابي والمودودي وأسامة بن لادن والقرضاوي والزنداني ومن جرى مجراهم .
3 : الدفاع عن الفرق والأحزاب المنحرفة كالإخوان والتبليغ والقطبيين والأشاعرة وغيرهم .
4: الدعوة إلى المنهج الواسع الأفيح الذي يسع كل من في الساحة حتى أهل البدع والعلمانيين والقوميين وغيرهم
5: تبني قاعدة الموازنات والدعوة إليها وممارستها .
6: هدم حاجز الولاء والبراء بين أهل السنة وبين أهل البدع والأهواء .
7: إحداث قواعد في الدعوة والتربية لخدمة ما سبق .
8: سوء فهم القواعد التي قررها العلماء وتسخيرها لخدمة أهل البدع والأهواء .
9: التناقض والتلون .
10: تتبع زلات العلماء واستثمارها فيما يخدم منهجه وطريقته مع كتمان ما يخالف منهجه ودعوته من أقوالهم وفتاواهم .
11: التلبيس وقلب الحقائق .
12: وزع أتباعه على الجماعات فرضاً وتعصيباً فمن أتباعه من صار من قيادات تنظيم القاعدة ومنهم من ذهب الى الاخوان المسلمين ومنهم من ذهب الى جماعة التبليغ ومنهم من التحق بالسروريين القطبيين ومنهم من التحق بالجمعيات الحزبية المنحرفة كالحكمة والإحسان ومنهم من صار ديمقراطيا ومنهم من انتكس نسأل الله السلامة والعافية والغالب على من بقوا معه وحوله أن بقاءهم لاجل المصلحة والحطام ومنهم من اقتنع بطريقته المنحرفة نسأل الله السلامة والعافية .
12: تبنى مؤخرا المسار الديمقراطي وصار يظفي عليه الطابع الشرعي ويدعو لتكوين الاحزاب والانخراط في البرلمانات وغيرها وألف كتابا في هذا أسماه (الإسلاميون والعمل السياسي المعاصر )
وهو من أردإ مؤلفاته واكثرها تلبسيا وتناقضا ومن ابرز ما رأيته في الكتاب المذكور :
أ: التلبيس .
ب: التناقض .
ج: استجهال القراء .
د: عند ان يسوق للديمقراطية والعمل السياسي يتخيل أشياء لاوجود لها ويتكلم عن واقع ومصالح لاوجود لها إلا في ذهنه .
ه: يصور الديمقراطية والعمل السياسي المبني عليها أنه ضروة ملحة لابد من تبنيها ولابديل لها ولا عوض عنها ولاقيام للدين والدنيا الا بسلوكها وان الشعوب إما أن تختار الدكتاتور الظالم أو تدخل في عدالة الديمقراطية وبركاتها وليس هناك خيار ثالث.
و: يسمي الحجج النقلية والعقلية والواقعية في مواضع كثيرة من الكتاب شبهات ويدفعها بخيالات لاوجود لها الا في ذهنه ويروج لذلك بشبهات وأمور سوفسطائية
ز: يضع كلام العلماء وفتاواهم في غير مواضعه .
ح: يبتر بعض كلام العلماء وفتاواهم .
ط: يصور الداخلين في الديمقراطية والبرلمانات والحزبيات أنهم فرسان الاسلام وأبطال الميدان وأنهم حققوا للاسلام وأهله مالم يحققه العلماء الربانيون والصالحون المصلحون
مع ان واقع الديمقراطيين والحزبيين يقول إنهم لا للاسلام نصروا ولا لأعدائه كسروا ولا على بقايا استقامتهم ابقوا .
ي : يتلاعب تلاعبا عظيماً بقاعدة المصالح والمفاسد.
وحسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم نسأله الثبات على دينه حتى نلقاه
وكتبه : نعمان بن عبدالكريم الوتر
28- جمادى الأولى 1437 هجرية