ملاحظات على ما نشره الحذيفي من وقفات/ نور الدين السدعي

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
أبوعبدالله الحضرمي
مشاركات: 190
اشترك في: صفر 1436

ملاحظات على ما نشره الحذيفي من وقفات/ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة أبوعبدالله الحضرمي »



ملاحظات

على ما نشره الحذيفي من وقفات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

اللهم صَلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.

أما بعد: فأحمد الله سبحانه وتعالى حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه الذي يسر لي الدفاع عن أعلام الدعوة السلفية في اليمن من تحامل الحذيفي وهاني بن بريك، في بياني المنشور (وقفات مع الحذيفي وهاني بن بريك في قدحهما في علماء أهل السنة في اليمن) وقد نفع الله به وفرح به أهل السنة فرحا عظيما وانتشر هنا وهناك، وكشف الله به التلبيس والتمويه في كلام الأخوين المذكورين -هداهما الله- والفضل في ذلك لله وهو ذو الفضل العظيم.

وكنت آمل من الأخ الحذيفي -وفقنا الله وإياه- قبولا للنصح، أو نقاشا علميا هادفا للمسائل التي ذكرتها في ردي عليه، لكني فوجئت برد هزيل يظهر فيه التجاوز والتحامل والقدح في النيات والبتر وعدم الإنصاف، شأن العاجزين عن الردود العلمية، فما أشبهه بردود الحدادية والحجاورة التي يغلب عليها العجلة والطيش والسب والشتم والقدح في النيات والخروج عن محل النزاع على الرد العلمي! كما صنع في رده على الشيخ البرعي تماما: كلام الشيخ البرعي في واد وكلام الحذيفي في واد، والاسم أنه رد على البرعي!

ولن أجاريه بإذن الله في باب السباب والقدح في النيات، لكني سأقف معه –إن شاء الله- عدة وقفات لبيان شيء مما حصل في رده من التلبيس؛ فأقول مستعينا بالله:

الملاحظة الأولى:

المبالغة الواردة في كلامه، حيث جعل جميع أهل العلم شبه محصورين في عَالِمٍ واحد، كقوله مثلا :(مشكلة محمد الإمام ليس معنا إنما هي مع العلماء الكبار الذين اتهموه أنه إخواني).

وزعمه أن قدحه في علماء أهل السنة في اليمن كان دفاعا عن العلماء، (يعني الشيخ عبيد!!) فعلماء الأمة كلهم هم الشيخ عبيد والشيخ عبيد -حفظه الله- هو جميع العلماء؟!!! ما هذا الغلو الذي لم نسمع به على مر التاريخ إلا من الحجاورة والحدادية!!!

دعك من هذا الغلو يا أبا عمار، واعرف لأهل العلم كالشيخ عبيد وغيره قدرهم من غير إفراط ولا تفريط ومن غير غلو ولا جفاء.

ودعك من التهويل يا أبا عمار (الإمام بدعه العلماء)، يعني الشيخ عبيد: (العدني حكم عليه العلماء أنه مغفل) يعني الشيخ عبيدا! قُلْ (الشيخ عبيد) من بداية الأمر ودعك من الغلو وحصر جميع العلماء في واحد، حتى لا تقع في الفرية والكذب على بقية العلماء.

الملاحظة الثانية:

زعم الحذيفي أن قدحه في علماء أهل السنة في اليمن كان دفاعا عن العلماء، (يعني الشيخ عبيدا!! على اصطلاح الحذيفي!).

وأقول: لم يطعن أحد من علماء أهل السنة في اليمن في الشيخ عبيد -حفظه الله- حتى تتذرع للقدح فيهم بهذا الأمر، بل الشيخ الإمام الذي بدعه الشيخ عبيد وفسقه وأمر باستتابته لم يأذن بالطعن في الشيخ عبيد! بل قال: (لا آذن لأحد أن يطعن في أحد من علماء السنة باسم الدفاع عني، ومن فعل ذلك فإنما يمثل نفسه). ونحن على ذلك -إن شاء الله- تجاه الشيخ عبيد وغيره من علماء أهل السنة من غير انتقاء، مع عدم ادعاء العصمة لأحد منهم.

ولعلك –والله أعلم- إنما تتستر بالشيخ عبيد حفظه الله لتقدح في علماء أهل السنة في اليمن، لا أنك تدافع عن الشيخ عبيد؛ فإنهم ما قدحوا في الشيخ عبيد أصلا، بل نهوا عن ذلك.

وصدق العلامة المعلمي حيث قال -وكأنه يتكلم عن الحذيفي-: (من أوسع أودية الباطل الغلو في الأفاضل، ومن أمضى أسلحته أن يرمي الغالي كل من يحاول رده إلى الحق ببغض أولئك الأفاضل ومعاداتهم). «التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل» (1/ 184).

فاتق الله عز وجل يا أخانا علي، واحرص على جمع كلمة علماء الدعوة السلفية، لا محاولة إيقاع الفجوة، وتوسيع الخلاف، واحذر أن تكون مفتاحا للشر مغلاقا للخير.

الملاحظة الثالثة:

ذكرت في ردي أن الحذيفي وبريك يتهجمان على علماء أهل السنة في اليمن ويحقران من شأنهم ويقدحان فيهم بأشياء قد أكل عليها الدهر وشرب، فرد الحذيفي بأن هذا كذب!

أقول: اتق الله في لسانك يا حذيفي تحقيركما لعلماء أهل السنة في اليمن وطعنكما فيهم وزعمكما أنهم ليسوا بأهل للرجوع إليهم وأنهم متخبطون في الفتن قد شاع وذاع، وملزمتك الأولى وهذه أيضا كلها من هذا الباب. فهل تريد أن تغطي عين الشمس؟! وتكذب بالشيء الثابت!

وهبك تقول هذا الصبح ليل
أيعمى الناظرون عن الضياء
أين تذهب بالطعون التي دونتها في ملازمك؟! أين تذهب بقولك في (وقفات مع الإبانة) -في شأن تحذير علماء أهل السنة في اليمن من فتنة هاني بن بريك-حيث قلت: (والتحذير وقع عليه سبعة من المشايخ أحدهم بدعه العلماء()، وآخر قالوا() عنه: إنه مغفل، إلى أن قلت: وبقي من الثلاثة خمسة، فثلاثة منهم تميزوا عن الآخرين باشتهارهم بالطلب! وبقي منهم اثنان وهما الصوملي والذماري، أرجو من الإمام والبرعي أن يذكروا لنا ترجمة الشخصين المذكورين وأين طلبوا العلم وكم مكثوا؟!!).

هكذا يتعامل الحذيفي مع أعلام الدعوة السلفية في اليمن وحماتها بهذا الأسلوب والجرأة التي لم يجرؤ عليها الحجاورة والحدادية هكذا في بداية أمرهم؟!! كل هذا على حساب الدفاع عن مثير الفتنة هاني بن بريك! المجروح من علماء بلده بالجرح المفسر القادح، ومع هذا كله يُكَذِّبُ الحذيفي من زعم أنه يقدح في العلماء؟!!! ما هذا المخلوق العجيب!!

الملاحظة الرابعة:

ذكرت في ردي أن الحذيفي يطعن في المشايخ بأشياء قد أكل عليها الدهر وشرب، وقد جاء عنهم ما ينسخها، فقال الحذيفي: أين الناسخ؟

أقول: يا سبحان الله! قد ذكرت النواسخ الكثيرة لها في ردي، وزيادة في الإيضاح، أقول مستعينا بالله:

- أما زيارة الإمام لجامعة الإيمان فقد نسخها كتابه العظيم ”البيان لإيضاح ما عليه جامعة الإيمان“، وتحذيره منها ومن الدراسة فيها.

- وأما زيارة الزنداني لمعبر، فقد حاول الزنداني مرة أخرى عن طريق بعض الناس زيارة (دار الحديث بمعبر)، فأبى الشيخ الإمام ومنعه من ذلك، وهي قضية ثابتة معروفة في معبر يعرفها من كان حاضرا آنذاك، وينسخ الزيارة أيضا ردود الشيخ الكثيرة على الزنداني خصوصا، وعلى الإخوان عموما.

- وأما قضية أبي الحسن فقد ملأ الشيخ الإمام الدنيا تحذيرا منه ومن أتباعه، بما تعرفه أنت وغيرك، ونقض كثيرا من قواعده الباطلة في كتابه ”بداية الانحراف ونهايته“.

فماذا تريد بعد هذا كله؟!!! لماذا تتمسك بالمنسوخ وتتشبث به وتترك الناسخ يا حذيفي؟ أين العدل والإنصاف؟!

الملاحظة الخامسة:

قول الحذيفي: والشباب يشتكون من التضييق عليهم من الكلام على المسائل المنهجية في معبر؟!

أقول: يا حذيفي دعنا من الإخبار بخلاف الواقع والتهويل والرمي بالكلام على عواهنه دون أثرة من برهان، ففي ردك الأول تزعم أنه قد تواترت الأخبار عن الشيخ الإمام بأنه في مركزه يكره الكلام على المخالفين لدعوة أهل السنة، ومن وجده يتكلم في ذلك يغضب منه وربما عاقبه! وطالبناك بالبرهان على هذا التواتر المزعوم العجيب الغريب المخالف للواقع فلم تأت بشيء من ذلك. وما زلنا حتى الآن نطالبك بالبرهان على ذلك حتى يعلم الناس صدقك من كذبك.

وأنت الآن تزعم أن الشباب يشتكون من التضييق عليهم من الكلام على المسائل المنهجية في معبر؟! فمن هؤلاء الشباب سَمِّهِم لنا؟ وأين براهينهم على ذلك؟! حتى نعرف أصادق أنت أم كاذب؟! وإلا فكف لسانك عن العلماء، ودعك من الدعاوي العريضة والجزاف؟!

إلا أن يكون المراد بالشباب الحجاورة فنعم ضيق الشيخ الإمام عليهم القدح في علماء أهل السنة، حتى جعل الحجوري –هداه الله- يصرخ من ذلك ويقول: (إخواننا أهل السنة في معبر غرباء مضيق عليهم!) واليوم الحذيفي يعيد لنا نغمة الحجوري تماما!

ومما يدل على بطلان هذا أن شيخنا ربما يفرد كلمات أو دروس للتحذير من أهل الأهواء والبدع، غير الاستطراد في خلال الدروس والمحاضرات العامة، وفي شعبان من عام (1434هـ) فرغ الشيخ الإمام عدة أيام بين مغرب وعشاء لبيان حال بعض الفرق الموجودة على الساحة، كالإخوان المسلمين، والتبليغ، والسرورية، يتحدث كل ليلة بين مغرب وعشاء عن فرقة من هذه الفرق.

الملاحظة السادسة:

ذكر الحذيفي أن الشيخ الإمام يعنف الذين ينشغلون بالردود، فلما بينت له بالأدلة أن طريقة الشيخ الإمام هي طريقة كبار العلماء، جعل يقول في رده: أنت ما فهمت مقصودي، أنا مقصودي كذا. ويضرب أمثلة لإيضاح كلامه.

وأقول: ما لنا شأن من قصدك، نحن عاملناك على ظاهر كلامك وكفى.

وحيث قد بينت مرادك، فلن نتعامل معك كتعاملك مع الشيخ الإمام، فنكذبك في مرادك، ولكن نطلب منك إثبات ما ادعيت عن الشيخ الإمام من هذا الأمر.

فالدعاوى إن لم يقيموا عليها بينات أهلها أدعياء

الملاحظة السابعة:

ذكر الحذيفي أن زيارة الزنداني لمعبر كانت بعد تحذير الإمام الوادعي من الإخوان المسلمين.

أقول: وهكذا زيارة الكبودي وصعتر وغيرهما للإمام الوادعي إلى (دماج) كانت بعد تحذير الشيخ من الإخوان المسلمين وتأليفه (المخرج من الفتنة) لكن المفاصلة التامة إنما حصلت بعد ذلك. والأصل في الزيارات لدماج أو معبر في ذلك الحين أنها لأجل جمع الكلمة تحت ظل الكتاب والسنة، فلا داعي للتفريق، خاصة وأن الشيخ الإمام كان أحد العلماء الذين اختارهم الإمام الوادعي ليكونوا حكما في أي خلاف يحدث بين أهل السنة والإخوان المسلمين.

على أن شيخنا الوادعي رحمه الله قبل موته كان يقول: لو زارني الزنداني أو صعتر لضيفته وناصحته.

وكذا استقبل عددا كبيرا من الحزبيين في مرض موته في صنعاء والمملكة.

فهل شيخنا الوادعي رحمه الله: كان إخوانيا، أو كان فيه لوثة إخوانية، أم أن المقصود هو الشيخ الإمام دون غيره؟!

الملاحظة الثامنة:

قال الحذيفي: واسأل كبار علماء الدعوة السلفية في العالم الإسلامي: هل من كانت بدايته متخبطة مثل محمد الإمام، ولا زالت تصدر منه تخبطات واحدة تلو الأخرى، فهل مثله يستأمن على دعوة كبيرة على مستوى اليمن؟

أقول: يجيبنا عن سؤالك شيخنا الإمام الوادعي أعرف الناس بتلميذه الشيخ الإمام، الذي عاشر الأشياء التي حصلت في حياة الشيخ التي عيرته بها، ومع ذلك جعله في وصيته ضمن علماء أهل السنة الذين يرجع إليهم عند النوازل والمدلهمات، ولم يكتف الإمام الوادعي بذلك حتى وصفه بالعلامة المحدث الحافظ الفقيه التقي الزاهد الورع القائم بالدعوة على علم وبصيرة، الذي انتفع به المسلمون انتفاعا عظيما! فمن أغير على الدعوة وأعلم بمصلحتها وأعلم بمن هو أهل للمرجعية، أنت أم الإمام الوادعي؟!

يجيبنا عن سؤالك الوالد العلامة ربيع –حفظه الله- الذي قال في منشور له على سبيل الإقرار، تحت عنوان (مراحل أبي الحسن): لقد عرفت من مراحل أبي الحسن المأربي مواقفه ممن يحكمهم فلقد رضى بالتحاكم إلى:

1- الشيخ / محمد الإمام والشيخ / عبد العزيز البرعي هو وأنصاره.

2- ثم رضي هو وأنصاره بالتحاكم إلى الشيخ/ محمد الوصابي.

وبعد صبر طويل منهم ومن غيرهم من السلفيين في اليمن وغيرها وبعد مناصحات طويلة من الشيوخ المذكورين اضطروا أن يقولوا كلمة الحق فيه؛ فثار عليهم يسفههم ويجهلهم ويسقطهم ويسقط أحكامهم وتبعه أنصاره في ذلك اهـ

وذكر العلامة ربيع في منشوره حول الحجوري: بأن هناك علماء أفاضل -يعني علماء اليمن- ساعون في هذه القضية.

يجيبنا عن سؤالك الوالد العلامة الوصابي، كبير علماء أهل السنة في اليمن -كما قاله العلامة ربيع- فقد وصف الشيخ الإمام: بالشيخ الفقيه المحدث المربي، الذي جمع الله له بين التعليم والدعوة والتأليف.

ماذا تقول يا أخانا علي في المراحل التي مر بها أبو الحسن الأشعري؟ ومرحلة نعيم بن حماد التي كان فيها جهميا، ثم تاب، ومرحلة بشر بن السري التي كان فيها جهميا، ثم تاب، ومرحلة الفضيل بن عياض التي كان فيها قاطعا للطريق، ثم تاب؟ فهل هؤلاء الأئمة متخبطون في الفتن؟ وهل كان السلف الصالح يعيرونهم بهذه الأشياء؟

على أنه لا مقارنة بين ما حصل من هؤلاء وبين ما التقطته على شيخنا فقد بينا أن عامتها لا تؤخذ عليه، والله أعلم.

الملاحظة التاسعة:

ذكرت في ردي أن الشيخ الإمام من أكثر علماء السنة في هذا العصر ردا على الإخوان المسلمين وفضحا لمنهجهم المنحرف. فرد الحذيفي قائلا: وقولك: إن محمد الإمام من أكثر علماء العصر ردا على الإخوان هذا من الكذب يا نورالدين فاستغفر الله وتب إليه.

أقول: لم أرم بالكلام جزافا على عواهنه، بل ذكرت الأدلة على ذلك، فقد ذكرت هناك مؤلفات الشيخ الإمام التي تدل على صحة كلامي هذا، وهي

”تبصير الحيارى بمواقف القرضاوي من اليهود والنصارى“.

”إعانة الأماجد ببيان حال عمرو خالد“.

”تنوير الظلمات بكشف مفاسد وشبهات الانتخابات“.

”البيان لإيضاح ما عليه جامعة الإيمان“.

”بداية الانحراف ونهايته“.

”الوثائق التآمرية على الدول العربية والإسلامية“.

”تمام المنة في فقه قتال الفتنة“.

”نقض النظريات الكونية“.

وذكرت هناك: أن الشيخ الإمام أيضا بين فساد منهج الإخوان في مواضع أخرى من كتبه، فقد عقد في كتابه ”الكشف المبين عن أصناف المبدلين“ (ص74-76) فصلاً تحت عنوان (التبديل الذي وقع فيه حزب الإخوان المسلمين) وفصلا آخر (ص81) تحت عنوان (التبديل الذي تدعوا إليه السرورية).

وعقد في كتابه ”السيف اليماني على من أباح الأغاني“ (ص83-118) فصلاً ماتعاً تحت عنوان (الأغاني عند الصوفية وحزب الإخوان) يعد من أقوى البحوث العلمية المعاصرة حول ما يسمى بـ(الأناشيد الإسلامية).

وعقد في كتابه ”الاختلاط أصل الشر في دمار الأمم والأسر“ (ص66) فصلاً لـ (ذكر الفرق والأحزاب التي وقعت في الاختلاط باسم الدين)، تكلم فيه عن الإخوان المسلمين وحزب التحرير.

وعقد في كتابه ”العدل في الأموال قوام العالمين“ (ص459-476) عدة فصول قيمة لبيان تلاعب الإخوان بأموال المسلمين. وهكذا دواليك.

هذا بالإضافة إلى تحذيره منهم عن طريق الخطب والمحاضرات والدروس بين الفينة والأخرى.

فها أنا قد ذكرت الأدلة على قولي هذا، فماذا تقول بعد هذه الحجج؟! استسلم للحجة والبرهان ودعك من المكابرة يا حذيفي.

الملاحظة العاشرة:

زعم الحذيفي في رده الأول أن الشيخ الإمام يكرر في محاضراته النصح بعدم الانشغال بالجرح والتعديل، فلما طالبناه بالبرهان على ذلك رد بقوله: نحن عاصرنا هذا في عدن وعاشها الإخوة الكبار عندنا فما ذنبي أنا؟

أقول: ذنبك أنك ترمي بالكلام على عواهنه من غير أدلة تثبت ذلك.

وأقول: الأصل في خطب الشيخ الإمام ومحاضراته أنها مسجلة، فاذكر لنا ولو أسماء ثلاثة من خطبه أو محاضراته التي ألقاها في (عدن) وقال فيها ما زعمته عنه؟! حتى يعلم الناس أنك صادق في دعواك غير متحامل على الشيخ الإمام.

ولا زلنا نطالبك بالبرهان على هذه الدعوى حتى الآن؟!!

على أننا قد ذكرنا أن انشغال طلبة العلم بالردود والجرح والتعديل عما هم أحوج إليه، مذموم عند كبار العلماء، ومحاضرات الشيخ الإمام في (عدن) ليست موجهة للعلماء المؤهلين للجرح والتعديل، وإنما موجهة للعوام وطلبة العلم آنذاك من أمثال الحذيفي، وهؤلاء ليسوا أهلا لأن يجرحوا ويعدلوا أصلا فضلا عن أن ينشغلوا به.

الملاحظة الحادية عشرة:

قال الحذيفي: الحزبيون لا يزالون يزورون معبر إلى أيام قريبة مثل أحمد المعلم، ومحمد الحاشدي، ومحمد البيضاني، وعبد الله المرفدي.

أقول: بالنسبة للبيضاني فقد كانت زيارة قصيرة فاجأ الشيخ بها بين الأذان والإقامة لصلاة الظهر، وقد أخرج الشيخ الإمام في اليوم الثاني بيانا في شأن هذه الزيارة حذر فيه من البيضاني، ومن الاغترار بهذه الزيارة، وأما الحاشدي فاستدعاه الإمام للاستعانة به على فك الحصار عن إخواننا في دماج لما للحاشدي من الوجاهة عند بعض الناس، وأما البقية فنطالبك بالبراهين على ذلك، مع ذكر تاريخ الزيارة؛ وأن لا تكتفي للطعن في علماء أهل السنة بـ(حدثني بعض الإخوة!)، فالمبهم عند أهل الحديث من قسم الضعيف بالاتفاق.

وماذا يقول الحذيفي عن زيارة الحزبيين لشيخنا الإمام الوادعي في مرض موته في مستشفى الثورة وعلى رأسهم الزنداني وصعتر والمهدي والريمي والمقطري وغيرهم. والشيخان الوادعي والإمام في خلال هذه الزيارات يناصحان الزائر، كما صرح الشيخ الإمام بذلك عن نفسه.

الملاحظة الثانية عشرة:

قال الحذيفي: نفى نورالدين أن يكون محمد الإمام وصف عبد المجيد الزنداني بالشيخ الوالد.

أقول: يؤسفني أن أقول: هذا من الكذب، وإن كنت لا أحب أن أجاري الحذيفي في هذا الباب، فلم أنف أن الشيخ الإمام وصف الزنداني بالشيخ الوالد كما زعم الحذيفي، بل أثبت ذلك مع بيان عذر الشيخ في ذلك، وتراجعه عن ذلك.

وإنما الذي نفيته دعواك عن الشيخ الإمام أنه وصف الزنداني بـ(فضيلة الشيخ الوالد) فأنا نفيت كلمة (الفضيلة) فقط، وهاك كلامي من هناك بنصه: قلت هناك: (قال الأخ الحذيفي: «ومحمد الإمام يصف عبد المجيد الزنداني بفضيلة الشيخ الوالد إلى وقت قريب».

أقول: لم يحصل قط أن الشيخ الإمام وصف الزنداني بـ(فضيلة الشيخ الوالد) فتحر في كلامك يا أبا عمار) فهذا كلامي الذي هناك بنصه فدعك من التلبيس، ولا نزال نطالبك حتى الآن بإثبات أن الشيخ الإمام وصف الزنداني بـ(فضيلة الشيخ الوالد).

وأما قولك: فهذا متواتر عن شيخك! فأقول: ما أكثر دعوى التواتر عند الحذيفي، مع أن غاية ما في الأمر أن الشيخ الإمام قالها مرتين، مرة في ”البيان لإيضاح ما عليه جامعة الإيمان“. على لسان الخصم والمعترض لا على لسانه هو، فلا لوم عليه في ذلك، وقالها الشيخ الإمام مرة أخرى قبل عدة سنين في أحد الدروس العامة في معرض الرد على الزنداني، حيث قال:(وهناك كتاب التوحيد للشيخ الوالد الزنداني سأنقده حرفا حرفا) فلما نوقش فيها تراجع عنها وقال: «هي زلة»، هذا هو الخلاصة في هذه الكلمة، على فرض أنها خطأ واضح لا يحتمل التأويل ليس للشيخ فيها سلف، فلا داعي للتهويل والتضخيم وجعل الحبة قبة.

الملاحظة الثالثة عشرة:

نقلت عن بعض كبار العلماء كالألباني وابن باز والوادعي بعض العبارات اللطيفة في شأن بعض المبتدعة، ومن ذلك وصف الإمام الوادعي لأحد الإخوان في اليمن بالقاضي الوالد! ووصف الإمام الألباني في مقدمة كتابه ”غاية المرام“ (ص9): للقرضاوي بـ(الشيخ الفاضل الدكتور) وَوصْفِ الإمام ابن باز له بفضيلة الشيخ، فرد الحذيفي قائلا: وأما احتجاجك بمن ذكرت من الفضلاء الذين امتدحوا بعض هؤلاء فقياس مع الفارق، لأنهم لا يقولون هذا أمام طلاب صغار يخشى عليهم أن يفتتنوا بهذا المديح.

أقول: سبحان الله أيهما أشد افتتانا: من يقول هذا الكلام في مجلس من المجالس أم الذي يقوله في كتاب يدون وينتشر هنا وهناك، ويقرؤه الصغار والكبار ومن ليس بطالب علم أصلا ويتناقله الناس جيلا بعد جيل إلى ما شاء الله؟! أيهما أعظم فتنة للناس صدور هذه الكلمة من مثل الألباني وابن باز والوادعي أم صدورها من الشيخ الإمام؟! ولكن المكابر المعاند يتشبث لتأييد قوله ولو بالطحلب! أهم شيء أنه رد!! والله المستعان.

الملاحظة الرابعة عشرة:

ذكرت أن كلام البلدي مقدم على غيره عند التعارض والاختلاف. فاعترض الحذيفي بأن كلام البلدي لا يدخل في المسائل الفقهية.

أقول: أولا: المسألة هي جرح الشيخ عبيد للشيخ الإمام -حفظهما الله- ومسألة تقديم البلدي على غيره هي في هذا الباب.

ثانيا: قولك: لا يدخل في المسائل الفقهية، إن كنت تعني في المسائل الفقهية من حيث التنظير والتأصيل فنعم، وإن كنت تعني في تنزيل الفتوى على واقع بلد معين عند وجود النازلة، فلا شك أن علماء البلد أعلم من غيرهم بصحة تنزيل الفتوى من غيرهم، لأن علماء البلد يعايشون واقع البلد كاملا معايشة دقيقة، أقوى من غيرهم، فتكون فتواهم في هذا الباب أقرب إلى واقع الأمر والصواب.

الملاحظة الخامسة عشرة:

نقلت بعض إطلاقات الإمام الوادعي في عدم رغبته في قتال الرافضة مطلقا ولو كان جهاد دفع، فعلق الحذيفي على ذلك بأن كلام الشيخ إنما هو في شأن التحريش بين أهل السنة والرافضة.

أقول: كلام الشيخ عام في القتال مع الرافضة من أصله، فماذا تقول يا حذيفي في قوله: (لا تقاتل وإن أفتاك ابن باز والألباني!) (لو جاءني الباغي إلى بيتي لتركت له بيتي وذهبت) (وشيعة اليمن نحن نعتبرهم مسلمين مبتدعة، فإذا تقدموا خطوة تأخرنا أخرى) (من أجل هذا فإنهم إذا تقدم المغفلون تأخروا) (نحن لسنا مستعدين أن نصطدم معهم ولو قالوا: إننا أذلاء) (فإذا تقدموا خطوة تأخرنا أخرى) (لن أوجه بندقيتي -إن شاء الله- إلى مسلم يصلي بإذن الله تعالى). فهذه العبارات المطلقة قالها الإمام الوادعي ابتداء من غير ذكر التحريش بينه وبين الشيعة، فما أنت قائل فيها؟! ائتنا بشيء قبلها أو بعدها يدل على أنها واردة في التحريش فقط دون غيره، واحذر أن تقع في قاعدة المجمل والمفصل التي سار عليها أبو الحسن.

على أن القتال الحاصل حاليا هو من باب التحريش لقصد التخلص من الدعوة السلفية، والزج بها في قائمة المنظمات الإرهابية، وهذا واضح جدا خاصة بعد وقائع دماج والجبهات المتصلة بها.

الملاحظة السادسة عشرة:

نقلت شيئا من كلام أهل العلم في شأن إنكار منكرات الحكام علنا إذا كان بالضوابط الشرعية. فلم يقدر الحذيفي على رد هذه الحجج والبراهين سوى أنه قال: واستدل ببعض الآثار التي فهمها بفهمه القبيح وببعض أخطاء الشيخ عبد المحسن العباد وكلام آخر عام للعثيمين.

أقول: أبو سعيد الخدري أقر من أنكر على مروان بن الحكم علنا لما قدم خطبة العيد على الصلاة، وأيده على ذلك بعموم حديث (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده..) الحديث إلخ. فأين الفهم القبيح؟

وأما تفصيل العلامة العثيمين الواضح الصريح في هذه المسألة فلم يستطع الحذيفي الجواب عنه سوى أنه قال: وكلام آخر عام للعثيمين. وهاك أخي المنصف كلام الإمام العثيمين لتعرف هل هو عام كما زعم الحذيفي أم أ نه صريح ونص في المسألة: «لا بد من استعمال الحكمة، فإذا رأينا أن الإنكار علنًا يزول به المنكر ويحصل به الخير فلننكر علنًا، وإذا رأينا أن الإنكار علنًا لا يزول به الشر، ولا يحصل به الخير، بل يزداد ضغط الولاة على المنكرين وأهل الخير، فإن الخير أن ننكر سرًا، وبهذا تجتمع الأدلة، فتكون الأدلة الدالة على أن الإنكار يكون علنًا فيما إذا كنا نتوقع فيه المصلحة، وهي حصول الخير وزوال الشر، والنصوص الدالة على أن الإنكار يكون سرًا فيما إذا كان إعلان الإنكار يزداد به الشر ولا يحصل به الخير». ”لقاءات الباب المفتوح“ (3/354).

والإمام الوادعي تراجع عن كلامه في حكام السعودية فقط دون غيرهم، كما صرح بذلك في شريط (براءة الذمة) فدعك من المكابرة واستسلم للحق يا أبا عمار.

وأما شيخ شيخنا الوادعي الوالد العلامة عبد المحسن العباد-حفظه الله- فمقالاته في إنكار المنكرات الصادرة من بعض الحكام، مشهورة منشورة، وكبار علماء السنة متوافرون ولا نعلم أحدا منهم خطأه أو رد عليه في ذلك!

فإن كان عندك نقل موثق في إنكار العلماء على الشيخ العباد فأظهره لنا مشكورا، ثم استفد من تعاملهم مع الشيخ العباد وتعامل مثله مع الشيخ الإمام، وإلا وسعك ما وسعهم من السكوت، والله أعلم.

الملاحظة السابعة عشرة:

ولما لم يقدر الحذيفي على إثبات تَقَوُّلِهِ على الشيخ الإمام أن الجهاد الأفغاني مؤامرة على الإسلام والمسلمين، من نُطقِ الشيخ أو من خَطِّه؛ جعل يراوغ بأن أمريكا ما دخلت إلا متأخرة!

أقول: هذا جهل أو تجاهل فالجهاد الأفغاني نعم بدأ على يد السلفيين، لكن لم يبق الأمر في أيديهم، بل تدخلت فرق كثيرة من أهل البدع ممن مدوا أيديهم للغرب، فسيروا نتائج الجهاد حسب ما يرغب الغرب لا على ما يرغب المسلمون ويجب في دينهم، فلم يصر الحكم إسلاميا بل ديمقراطيا، ولم يحكم سلفي بل حكم صوفي حلولي عميل لأمريكا، وهو صبغة الله مجددي، ثم حصلت الانتخابات الديمقراطية وبعدها قضي على السلفيين في إمارة كنر، وقتل الشيخ جميل الرحمن وآلاف السلفيين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

فلهذا نص الإمام الألباني أننا جنينا الحنظل من وراء الجهاد الأفغاني، كما هو موثق بصوته.

فإن كنت تعلم هذا يا حذيفي فلماذا المغالطة والتضليل؟

وإن كنت لا تعلم فتعلم من الشيخ الإمام واشكر له بصره النافذ في الفتن.

وبقيت أشياء في كلام الحذيفي في رده هذا وفي رده الأول لم أعرج عليها كتكذيبه أن الشيخ الإمام أمر بحذف كلمته حول الحراك من الشريط، مع أن الشيخ قال ذلك في محاضرة في البيضاء، وبقيت أشياء لم أتعرض لها لا عجزا عن بيانها ولكن اكتفاء بما ذكر.

مع العلم أننا لا ندعي العصمة للشيخ الإمام ولا لغيره من علماء أهل السنة السابقين واللاحقين، فهو كغيره من العلماء بشر يصيب ويخطىء، ويعلم ويجهل، وإنما أردنا أن ندفع بعض الظلم والتلبيس والتحقير الذي طال الشيخ وغيره من علماء أهل السنة في اليمن-حفظهم الله- وما أخطأ فيه الشيخ الإمام أو غيره من علماء أهل السنة فخطؤهم مردود لا نقلدهم فيه، لكن مع الأدب والاحترام، والتعامل الشرعي مع هذا الخطأ، والتماس العذر لهم إن أمكن. نسأل الله أن يحفظ علماء أهل السنة والجماعة جميعا، وأن يؤلف بين قلوبهم، وأن يجمع كلمتهم على الحق والهدى.

وأخيرا

وأخيرا نطالب الحذيفي بإثبات ما ادعاه على علماء أهل السنة في اليمن في رده الأول والثاني، والذي خلاصته

زعمه أن علماء أهل السنة في اليمن يطعنون في العلماء في بلاد الحرمين.

زعمه تهويل المشايخ مؤخرا من أمر الردود والكلام في الجماعات.

غمزه في بعض المشايخ بعدم قبول النصح.

دعواه التواتر أن الشيخ الإمام في مركزه يكره الكلام على المخالفين لأهل السنة.

دعواه أن الشباب يشتكون من التضييق عليهم في معبر في الكلام في المنهج.

زعمه أن الشيخ الإمام قال عن الجهاد الأفغاني (مؤامرة على الإسلام والمسلمين)

زعمه أن الشيخ الإمام قال عن الزنداني (فضيلة الشيخ الوالد) بهذا التعبير.

زعمه أن الشيخ الإمام يكرر في محاضراته التهوين من شأن الردود.

زعمه أن الشيخ الإمام قام بفصل الدعوة السلفية في اليمن عن كبار العلماء.

هذه تسعة أمور –وليس على سبيل الحصر- ادعاها الحذيفي في حق علماء أهل السنة في اليمن، لم يُقِم البرهان عليها حتى الآن، ونحن نطالبه بالبراهين على صحة هذه الدعاوي حتى نعلم أصادق هو في ما ادعاه عليهم أم لا؟!



وأحيطك علما أن الشيخ الإمام لم يأمرني بكتابة الرد الأول ولا هذا الرد، ولا قرأتهما عليه، بل ولم ألتق به من بعد نشرهما حتى الآن، فالشيخ قائم بأعمال عظيمة وليس فارغا لترهات وتحاملات الحذيفي، فلا تختلط عليك الأوراق، وتَذَكَّر أن من علامات النفاق الفجور في الخصومة.

وأخيرا أقول للأخوين هاني والحذيفي: أنا طالب علم مشغول بطلب العلم، ولست فارغا للرد عليكما وعلى أمثالكما من أصحاب الجدل الفارغ، فقد بينت و أقمت الحجة -بفضل الله- بحيث لا يبقى مع المخاصم إلا الكبر والتكذيب بالحقائق والعناد. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه/ أبو عمرو/ نور الدين بن علي بن عبد الله السدعي في (دار الحديث بمعبر) حرسها الله وسائر دور الحديث السلفية من كيد الكائدين، ومكر الماكرين، وحماقة الطائشين والمتسرعين، وأبقاها ذخرًا للإسلام والمسلمين. (18/2/1436هـ)


أبوأنس بشير الجزائري
مشاركات: 77
اشترك في: صفر 1436

رد: ملاحظات على ما نشره الحذيفي من وقفات/ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة أبوأنس بشير الجزائري »

بارك الله في الأخ نورالدين السدعي على هذه الكلمات العلمية القيمة المبنية على علم وعدل وخبرة بالواقع ، وفهم صحيح لكلام أهل العلم .
أما أهل الفتن فهم أبعد عن الحق وأسفه الخلق وأجهل بالواقع ومواطن التحقيق .
والله المستعان


عصام أبو عمرو
مشاركات: 2
اشترك في: صفر 1436

رد: ملاحظات على ما نشره الحذيفي من وقفات/ نور الدين السدعي

مشاركة بواسطة عصام أبو عمرو »

جزاك الله خيرا

أضف رد جديد