كشف النقاب عما في فصل الخطاب من الكذب والإغراب - الشيخ نورالدين السدعي

[عبدالملك الإبي]

كشف النقاب عما في فصل الخطاب من الكذب والإغراب

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أما بعد:

فقد نفيت في مقالي (تمام الكلام في بيان الكذب المنسوب لطلاب الإمام) أمرين.
الأول: أن طلاب الشيخ الإمام الذين ذهبوا إلى مأرب دعوة إلى الله في رمضان قاموا بما نقله عنهم العلابي.

الثاني: أن الشيخ الإمام هو الذي أرسلهم للقيام بهذا الأمر.
ونقلت عن الكبودي المطالبة بالبرهان والإثبات.

فقام العلابي وفقه الله بكتابة رد خرج فيه -للأسف- عن محل النزاع إلى موضع آخر، ولم يقم بالأمر الذي طلبته على الوجه الصحيح.
فقد زعم أن تلك الشائعة التي نفيناها عن طلاب دار الحديث ثابتة لأن الذي أخبره بذلك ثقة.

ولم يسم لنا العلابي هذا الأخ الناقل الذي أخبره بذلك بل أبهمه والمبهم عند المحدثين من قسم الضعيف بلا خلاف كما ذكره ابن كثير في (اختصار علوم الحديث).

وإذا كان العلماء لم يقبلوا من الإمام الشافعي مجدد القرن الثاني قوله: (حدثني الثقة) لاحتمال أن يكون ثقة عنده ضعيفا عند غيره، فكيف نقبلها من مثل العلابي وفي هذا الزمان الذي كثر فيه الكذب وبالأخص على العلماء والمصلحين؟!

ثم هل هذا الرجل المجهول سمع هذا الخبر بنفسه أم اعتمد على غيره؟ وهل الغير هذا ثقة أم لا؟
لابد من إثبات هذه الأشياء. قبل التعدي على أعراض الأبرياء.

ومن التلبيس المكشوف في مقال العلابي وفقه الله إيهامه أني زعمت أن في رسالته: أن الشيخ الإمام هو الذي أمر الطلاب بذلك.
ولم أقل هذا إنما ذكرت بعد نقل رسالة العلابي أن هناك من استغل الشائعة المكذوبة التي أذاعها العلابي للطعن في الشيخ الإمام بأنه هو الذي أرسل طلابه للقيام بهذا الأمر.

على أن الأخ نزار لجدل نقل عن العلابي أن الشيخ الإمام أرسل للمقاومة في نهم من ينصحها بعدم التقدم!
وهذا من الكذب المفضوح على الشيخ الإمام؟! الذي نحب من العلابي إن كان كذبا عليه أن يبين ذلك.

ومن التلبيس المكشوف إيهامه أني لم أطالب بالبرهان، مع كوني ولله الحمد نقلت عن الشيخ عبد الله الكبودي أنه قال: ومن ادعى ذلك فعليه بالإثبات.

ومن التلبيس تشبث العلابي لصحة دعواه بقول الشيخ الإمام: بعض الطلاب قد يتصرف من تلقاء نفسه.
مع أن الشيخ ذكر هذا الاحتمال فقط ولم يجزم به، فتأكدنا من هؤلاء الطلاب فوجدنا الخبر كذبا غير صحيح.

ومن ادعى ثبوت ذلك فعليه البرهان. وأن لا يكتفي بالنقل عن المجاهيل والمبهمين.
أو بالتهويل والإرجاف: أن هذا ثابت بالتواتر ونحو تلك العبارات (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «فمن أراد أن ينقل مقالة عن طائفة فَليُسمِّ القائل والناقل وإلا فكل أحد يقدر على الكذب» (منهاج السنة) (2/518).

ثم خرج العلابي وفقه الله عن محل النزاع إلى الطعن في الشيخ الفاضل الوقور عبد الحميد المقطري حفظه الله، وإلى ادعاء أمور أخرى ينقلها على عواهنها دون خطام ولا زمام!
وقد بينت بفضل الله كذب بعضها في الحلقة السابعة من رسالتي (نظرات فيما نشره الحذيفي من وقفات) التي هي بعنوان: (كذب الحذيفي على طلاب العلم في دار الحديث بمعبر).
بما أغنى عن إعادته هنا.

ومن أقبح تلك الأشياء المنكرة التي ساقها العلابي دون خطام ولا زمام زعمه أن بعض أهل السنة يهجر من لم يقر أن ولي أمره هو عفاش!
سبحان الله! من أين للعلابي هذه المناكير والموضوعات؟!
هلا أثبت صحة كلامه بالأدلة والبراهين؟!

وليس هذا بغريب عن العلابي وفقه الله فقد نقل قبل مدة عن الداعية عبد الله بن ماطر وفقه الله أنه يزعم أن الحوثي وعفاش هما وليا أمره!!!
ولما نفى ذلك عبد الله بن ماطر وطالب العلابي بالإثبات لم يقدر العلابي على إثبات ذلك حتى الآن. ثم يتهم غيره بالكذب والله المستعان؟!

والذي يقرأ كلام العلابي حول الجهاد قد يتوهم أنه ذاك البطل في الجبهات الذي يخوض المعارك هنا وهناك.
والحقيقة أن العلابي وأمثاله كما قال الشيخ أحمد شفان وفقه الله: تحت المكيفات والرحلات والمطاعم الشهية!
فالعلابي وفقه الله يتنقل مرة في حضرموت وأخرى في عدن وأخرى في تعز!
والجهاد في الحقيقة هو لعلماء أهل السنة في اليمن بالغمز واللمز وما أشبه ذلك.
فالأقوال في جانب والفعل في جانب آخر!

⬅ولئن كان قد يعذر بعض من يسمون بمشايخ عدن بأنهم ليسوا معتادين على حمل السلاح فما عذر العلابي المتعود على حمل السلاح من صغره؟!

وأنصح العلابي وإخوانه ألا يتخذوا من الطعن في أهل السنة وسيلة لتغطية عيوبهم وشغل الناس بما لا ينفعهم.

وأخيرا: ما زلنا على النفي والإنكار لما ادعاه العلابي في رسالتيه الأولى وهذه الرسالة حتى يثبت لنا العلابي صحة نقله بالطرق الشرعية.

هذا الرد باختصار، والله المستعان وعليه التكلان، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم.

وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه/ نور الدين السدعي الوصابي
ليلة الاثنين. (1437/١٠/٢٧).