البريكيون والتحريش بين العلماء في القديم والحديث. للشيخ نور الدين السدعي - حفظه الله -

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
رشاد بن عبدالرحمن
مشاركات: 35
اشترك في: صفر 1436

البريكيون والتحريش بين العلماء في القديم والحديث. للشيخ نور الدين السدعي - حفظه الله -

مشاركة بواسطة رشاد بن عبدالرحمن »

بسم الله الرحمن الرحيم
البريكيون والتحريش بين العلماء في القديم والحديث
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-
أما بعد: فإن السعي في الناس بالنميمة ونقل الكلام على سبيل التحريش طريقة إبليس التي رضيها لنفسه، وهي من كبائر الذنوب، ومن أسباب عذاب القبر، ويزداد الإثم إذا كان يترتب على التحريش مفاسد كبيرة كالسعي في التحريش بين العلماء، وإثارة الفتنة فيما بينهم.
وممن عرف منه السعي في الإحراش بين علماء أهل السنة في اليمن الكتلة التي ظهرت في عهد الإمام الوادعي في (دار الحديث بدماج) تقدح في الإمام الوادعي أنه ليس عنده منهج كما ذكر ذلك شيخنا الإمام –حفظه الله- ويدل على ذلك أنها تتهم بعض كبار طلاب الإمام الوادعي المقربين لديه بالحزبية، وقد لقبهم الإمام الوادعي بـ (أصحاب المنهج) كما نقل ذلك الشيخ الفاضل عبد الرحمن العدني –حفظه الله- الذي عايشهم من بداية فتنتهم، وكان من أبرز هذه الكتلة صالح البكري وصديقه علي الحذيفي.
ومن أخبث ما تقوم به هذه الكتلة بين الحين والآخر هو السعي في التحريش بين العلماء، وإثارة الشغب والفوضى في الدعوة، عند وجود الفرصة لذلك، وهاك بعض الأمثلة على ذلك.
الأول: سعى هذا الصنف في التحريش بين الإمام الوادعي وبين تلميذه البار وساعده الأيمن وقوته الضاربة في المناطق الوسطى الشيخ المربي المصلح الكبير محمد الإمام –حفظه الله- حتى أراد الإمام الوادعي أن يتكلم في الشيخ الإمام لولا أن الشيخ محمد الإمام تفطن للمكيدة فجاء إلى (دماج) وألقى في الدار كلمة عظيمة وقال لشيخه الإمام الوادعي أمام الحضور: أنت شيخنا ووالدنا ونحن أبناؤك وطلابك، وها أنا بين يديك فمن كان له علي شيء فليتكلم، فقال له الشيخ: قد أنصفت، ثم قام هؤلاء الغوغاء من هنا وهناك من الحلقة يأتون بأخبار ملفقة ومزورة ومبتورة، وجعل الشيخ الإمام يصدها ويبين زيفها واحدة تلو الأخرى، وظهرت براءته بفضل الله، ورجع هؤلاء الغوغاء بخفي حنين.
الثاني: ومن تحريش هذا الصنف قيامهم بإيغار صدر بعض كبار أهل العلم -حفظهم الله- على الإمام الوادعي بأنه يأوي في مركزه حزبيين! وأنه... وأنه... حتى أرسل ذلك الشيخ الجليل–حفظه الله وعافاه- إلى شيخنا ينصحه بتصفية الدار من الحزبيين!! فلما بلغ ذلك شيخنا الإمام الوادعي غضب غضبا شديدا وقال: (قولوا له: أنا أعرف بطلابي من غيري، لا آذن لأحد أن يتدخل في طلابي بشيء).
وبحمد الله حصل التواصل بعد ذلك بين الشيخين الجليلين، وحصل بينهما من المودة الشيء الكثير الذي قَلَّ أن يكون له نظير، وباءت شلة أصحاب المنهج بالفشل الذريع من الإحراش بين الشيخين.
الثالث: ومن سعي هذا الصنف في التحريش بين العلماء، أن البعض –وغير بعيد أنه منهم- افترى على الإمام العثيمين –رحمه الله- أنه قال: (دعوة الشيخ مقبل جهيمانية) حتى تكلم الإمام الوادعي –رحمه الله- بكلام في أحد دروسه العامة، فلما بلغ ذلك الكلام الإمام العثيمين –رحمه الله- قال: (أقسم بالله ما قلت هذا الكلام) فقام شيخنا الإمام الوادعي اليوم الثاني في درس الظهر مغضبا جدا على الذي كلمه بهذا الكلام وكان قد نسي من هو، ثم قال: الشيخ ابن عثيمين مصدق عندي دون أن يحلف.
وما يدندن به البريكيون حاليا من التظاهر باحترام الإمام العثيمين ذر للرماد في عيون الغافلين، فقد سمعنا عن بعضهم آنذاك في حياة شيخنا الإمام الوادعي –رحمه الله- قدحا في الإمام العثيمين –رحمه الله -بأنه يأوي في حلقته الحزبيين، وأنه لا يهتم بالجرح والتعديل! وأنه...، وأنه...!!
وهذا غير بعيد عن هذه الشرذمة، فإذا كانوا ليسوا راضين عن الإمام الوادعي الذي يجرح في المبتدعة في الليل والنهار والذي قام بالجرح والتعديل خير قيام كما هو معلوم، فعدم رضاهم في هذا الجانب عن الإمام العثيمين من باب أولى.
الرابع: ومن تحريش هذه الكتلة بين العلماء، سعيهم حاليا في التحريش بين كبار طلاب الإمام الوادعي علماء أهل السنة في اليمن فيما بينهم، وفيما بينهم وبين بعض العلماء في السعودية، يدل على ذلك.
أولا: سعيهم في إيغار صدر فضيلة الشيخ الوالد عبيد الجابري –حفظه الله- على علماء أهل السنة في اليمن، حتى إنه اعتذر عن استقبالهم في منزله بحجة أنهم لا يقبلون النصيحة، مع أن من عرف مشايخ أهل السنة في اليمن يعرف لين جانبهم وشدة تواضعهم وقبولهم للنصح من الصغير فضلا عن الكبير، ولكن هذا يفعل النمامون الكذابون الذين يسعون بالفتنة بين العلماء!
لي حيلة فيمن ينم ### وليس في الكذاب حيلة
من كان يخلق قوله ### فحيلتي فيه قليلة
ثانيا: نقل بعض هؤلاء النمامين البريكيين لفضيلة الشيخ الوالد عبيد الجابري –حفظه الله- أن الشيخ الإمام –حفظه الله- جمع الذين قاتلوا في (كتاف) وقال لهم كذا وكذا، حتى انتقد الشيخ عبيد على الشيخ الإمام هذا الصنيع، مع أنه لم يحصل من هذا شيء، بل هو محض الكذب والافتراء، الذي اختلقه البريكيون الذين جمعوا بين الكذب والنميمة.
ثالثا: قيام هذه الكتلة البريكية الساعية بالفتنة بإيغار صدور بعض العلماء على علماء أهل السنة في اليمن من خلال لقائهم بهم عن طريق العمرة، كنقلهم أن الشيخ الفاضل المحدث الفقيه مرجعية أهل السنة ورأسهم في المحافظات الجنوبية عبد الرحمن العدني يسير على طريقة الإمام العثيمين! وكفاه بهذا فخرا، وقد كان الإمام الوادعي يسأله كثيرا للاستفادة من علمه الغزير ويقول: (إذا اختلفنا في مسألة فمرجعيتنا عبد الرحمن)
لكن هؤلاء النمامين نقلوا الكلام على صورة أن الشيخ الفاضل مرجعية الإمام الوادعي عبد الرحمن العدني –حفظه الله- لا يهتم بالتحذير من المبتدعة ويتذرع بأنه على طريقة العثيمين! مع أن الشيخ الفاضل السلفي الثبت عبد الرحمن العدني –حفظه الله- على العكس من ذلك تماما، وله ردود وخطب ومحاضرات على المبتدعة كثيرة كما أبان ذلك في شريطه القيم (وجادلهم بالتي هي أحسن)
هذا إلى جانب تفرغ هذا العالم الجليل المتبحر في العلوم للعلم والتعليم للآلاف من أبناء المسلمين -في تلك القلعة العلمية الشماء- هذا التعليم والتأسيس الذي يعد من أعظم الردود على المبتدعة والحزبيين وأضرها عليهم، وكما ذكر لنا شيخنا الإمام الوادعي –رحمه الله- أن الوالد العلامة ربيع -حفظه الله وعافاه- اتصل به ذات مرة ينصحه بالتفرغ للرد على الحزبيين وأمثالهم من أهل الأهواء، فقال له شيخنا: «أنا أعد التفرغ لتعليم أبناء المسلمين من أعظم الردود على أهل الأهواء!».
وفعلاً كان تفرغ شيخنا للتعليم وتخريج الآلاف من العلماء والدعاة إلى الله وطلبة العلم البارزين أضر على أهل البدع والأهواء مما لو ألف فيهم كذا من المؤلفات دون التفرغ للتأسيس ونشر طلبة العلم والدعاة إلى الله الذين يبينون للناس عوارهم في أنحاء المعمورة، جيلاً بعد جيل بإذن الله تعالى.
هذا ما ظهر لنا من تحريش البريكيين في هذه العمرة عمرة النميمة والتحريش وتصفية الحسابات تحت مسمى الغيرة على الدعوة! وما خفي لعله أكثر.
رابعا: قيام البريكي علي الحذيفي بنقل موقف بعض علماء أهل السنة في اليمن تجاه (دار الحديث بالفيوش) التي كانت -على فرض صحتها- مواقف خاصة بتلك المرحلة رجاء الصلح واجتماع الكلمة، وقطعا لأعذار الحجوري، فلما تبين لهم أن الحجوري ليس حول مركز وحفاظ على الدعوة وإنما هو على فكر منحرف، حذروا منه، وأثنوا على دار الحديث بالفيوش ونصحوا بطلب العلم فيها.
ويقوم الحقود المتآكل ياسين العدني بنقل بعض كلام شيخه الفاضل عبد الرحمن العدني –حفظه الله- تجاه علماء أهل السنة في اليمن في خلال فتنة الحجوري التي يعلم تراجع شيخه الفاضل عبد الرحمن العدني عنها على فرض صحتها!
تفنن ومهارة من البريكيين في النميمة والتحريش! الحذيفي ينقل كلاما لطرف وياسين ينقل كلاما للطرف الآخر! أين الأدب مع مشايخكم وعلمائكم والتنزه عن الفسق والنميمة يا معشر البريكيين؟!
ونقول للبريكيين: لن تصلوا إلى مرادكم بإذن الله، فعلماء أهل السنة في اليمن عندهم من الأخوة والتعقل والفهم للأمور والإدراك لما يكاد بهم وبدعوتهم ما يجعلهم لا يلتفتون إلى هذه السفاسف والحكايات التي تنشرونها، وسلامة الدعوة والحفاظ عليها والسير بها إلى الأمام مقدم عندهم على كل شيء فيما نحسبهم والله حسيبهم، فلتموتوا بغيظكم يا معشر النمامين.
ومن تعقل علماء أهل السنة في اليمن وعدم استسلامهم للتحريش وانتقامهم للنفس على حساب الدعوة، قول شيخنا المبارك الناقد البصير عبد العزيز البرعي –حفظه الله- في مسألة الجهاد في كتاف: «بعض مشايخ المملكة أفتوا بخلاف فتوانا، فالذي نقول إنهم علماء أجلاء رفع بهم السنة وقمع الله بهم البدعة في مشارق الأرض ومغاربها، وقد قالوا ما يقربهم إلى الله، وقرأنا وسمعنا فتاواهم ولم يخرج منا ما يسيء إليهم، وإن كنا سمعنا من بعضهم بعض الشيء إلا أننا لا نخسر علماءنا من أجل كلام صدر في ظرف معين حصل فيه لبس؛ فهي سحابة تزول، غير أننا قلنا ما يقربنا إلى الله.
ومع تقديرنا لهم وإجلالنا لهم لسنا ملزمين بتقليدهم ولا هم يلزمونا بذلك، فنحن نعايش ما لا يعايشون، ونرى ونسمع ما لا يسمعون، ومع ذلك لم ننكر على من أخذ بفتواهم، فعلام الإنكار علينا». شريط”كلمة إنصاف في موقف مشايخ أهل السنة من حرب كتاف“
فلله دركم يا علماء أهل السنة في اليمن ما أحلمكم وأحكمكم وأعقلكم! وما أشد إدراككم للعواقب! وما أبعدكم عن الانتقام للنفس! وما أشد قطعكم للطريق على النمامين!
وسمعت شيخنا الإمام الوادعي ذات مرة في أحد دروسه العامة يقول: «اتصل بي الشيخ ربيع وقال لي: أقْسَمَ بالله بَعضُ الناس أنه سيحرش بيننا فاحذر هذا»، قال شيخنا فقلت له: «لو تناطحت الجبال ما اختلفنا ما دام يحكمنا الكتاب والسنة»
وقد ذكر هذا الموقف العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- في أكثر من مناسبة، فلله دَرُّ الشيخين الوادعي والمدخلي ما أعقلهما! وما أحرصهما على تفويت الفرصة على من يريد إثارة الشقاق في الدعوة السلفية عن طريق التحريش بين العلماء!
وأملنا في الله الذي أفشل تحريش أصحاب المنهج بالأمس بين الإمام الوادعي وغيره من العلماء أن يفشل اليوم تحريشهم وسعيهم بالنميمة بين كبار طلاب الإمام الوادعي علماء أهل السنة في اليمن فيما بينهم، وفيما بينهم وبين غيرهم من العلماء، فالتلبيس حبله قصير، (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) و(إن الله لا يصلح عمل المفسدين)
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه أبو عمرو/ نورالدين بن علي السدعي، بتاريخ (16 ربيع ثاني لعام 1436هـ)


كاتب الموضوع
رشاد بن عبدالرحمن
مشاركات: 35
اشترك في: صفر 1436

رد: البريكيون والتحريش بين العلماء في القديم والحديث. للشيخ نور الدين السدعي - حفظه الله -

مشاركة بواسطة رشاد بن عبدالرحمن »

لقد أوضح أخونا الشيخ نور الدين - حفظه الله -في هذه الكتابة ولخص لمن كان محتارا في التحريشات المستمرة التي تتردد بين الحين والآخر،،،

فأقول: إلى متى سنظل نعاني من بدعة أصحاب المنهج بدعة عصابة الأرشفة والتحريش، وقد أحسن شيخنا العلامة البرعي حفظه الله حيث قال في هذا الصنف:

الأصدقاء اليوم مس أكفهم،،، مس الأفاعي والأناس ذئاب.
لا ترتجي نصح النصوح كما مضى،،، إن النصيحة خنجر وعتاب.
يعطيك قولاً سلسبيلاً طعمه،،، إن كان عذْباً فالنتاج عذاب.

أضف رد جديد