سلسلة التفسير


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1299
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(130)سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(130)سلسلة التفسير

 

قوله تَعَالَى: ﴿ضَعُفَ الطَّالِبُ
وَالْمَطْلُوبُ﴾ [الحج: 73]

 

قال ابن القيم في « أمثال القرآن» (314): ثُمَّ
سَوَّى بَيْنَ الْعَابِدِ وَالْمَعْبُودِ فِي الضَّعْفِ وَالْعَجْزِ بِقَوْلِهِ: ﴿ضَعُفَ
الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾ [الحج: 73].

 

 قِيلَ:
الطَّالِبُ: الْعَابِدُ، وَالْمَطْلُوبُ: الْمَعْبُودُ، فَهُوَ عَاجِزٌ
مُتَعَلِّقٌ بِعَاجِزٍ.

 

 وَقِيلَ:
هُوَ تَسْوِيَةٌ بَيْنَ السَّالِبِ وَالْمَسْلُوبِ، وَهُوَ تَسْوِيَةٌ بَيْنَ
الْإِلَهِ وَالذُّبَابِ فِي الضَّعْفِ وَالْعَجْزِ.

 وَعَلَى
هَذَا: فَالطَّالِبُ الْإِلَهُ الْبَاطِلُ، وَالْمَطْلُوبُ الذُّبَابُ يَطْلُبُ
مِنْهُ مَا استَنقَذَهُ  مِنْهُ.

 

 وَقِيلَ:
الطَّالِبُ الذُّبَابُ، وَالْمَطْلُوبُ الْإِلَهُ، فَالذُّبَابُ يَطْلُبُ مِنْهُ
مَا يَأْخُذُهُ مِمَّا عَلَيْهِ([1]).

 

 قال ابن
القيم: وَالصَّحِيحُ أَنَّ اللَّفْظَ يَتَنَاوَلُ الْجَمِيعَ([2])، فَضَعْفُ
الْعَابِدِ وَالْمَعْبُودِ وَالْمُسْتَلِبِ وَالْمُسْتَلَبِ؛ فَمَنْ جَعَلَ هَذَا
الآلِهَةَ مَعَ الْقَوِيِّ الْعَزِيزِ فَمَا قَدَرَهُ حَقَّ قَدْرِهِ، وَلَا
عَرَفَهُ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ، وَلَا عَظَّمَهُ حَقَّ عَظَمَتِهِ.

 

([1])هذه أقوال في بيان الطالب والمطلوب:

القول
الأول: الطالب العابد والمطلوب الصنم. (فَهُوَ
عَاجِزٌ مُتَعَلِّقٌ بِعَاجِزٍ

أي: العابد عاجز متعلق بعاجز لا قدرة له، وهو المعبود.

والقول
الثاني: الطالب الإله الباطل؛ لأنه يطلب الذباب؛ لاستنقاذ ما أخذه منه، والمطلوب
الذباب، يُطْلَب منه ما أخذه.

قال
الحافظ ابن كثير عن هذا القول: واختاره ابن جرير، قال: وهو ظاهر السياق.

القول
الثالث: (الطَّالِبُ الذُّبَابُ، وَالْمَطْلُوبُ
الْإِلَهُ، فَالذُّبَابُ يَطْلُبُ مِنْهُ مَا يَأْخُذُهُ مِمَّا عَلَيْهِ
).

 

([2])
يتناول هذه الأقوال الثلاثة فلا
تنافي بينها، فالعابد والمعبود والمستلِب والمستلَب منه كلهم ضعفاء.

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/01/130.html


كاتب الموضوع
أم عبدالله الوادعية [آلي]
مشاركات: 1299
اشترك في: جمادى الآخرة 1437

(131)سلسلة التفسير

مشاركة بواسطة أم عبدالله الوادعية [آلي] »

(131)سلسلة التفسير

 

                                  من صفات المنافقين

 

قال تَعَالَى: ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ
تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ
وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا
يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54)﴾[التوبة].


 

قال السعدي في تفسيره»( 340): ﴿وَلا
يُنْفِقُونَ إِلا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ من غير انشراح صدر وثبات نفس.


 

 ففي هذا غاية الذم لمن فعل مثل فعلهم، وأنه
ينبغي للعبد ألَّا يأتي الصلاة إلا وهو نشيط البدن والقلب إليها، ولا ينفق إلا وهو منشرح
الصدر ثابت القلب، يرجو ذخرها وثوابها من الله وحده، ولا يتشبه بالمنافقين.  اهـ المراد.

 

المصدر
https://alwadei967.blogspot.com/2024/01/131.html

أضف رد جديد