فتوى في فقه جهاد الحكام ومتى وكيف يكون؟

يشمل هذا القسم كل موضوع لا يندرج تحت الأقسام المخصصة
أضف رد جديد

كاتب الموضوع
رشاد بن عبدالرحمن
مشاركات: 35
اشترك في: صفر 1436

فتوى في فقه جهاد الحكام ومتى وكيف يكون؟

مشاركة بواسطة رشاد بن عبدالرحمن »

لماذا لا نعلن الجهاد على الحكام�

للشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى

السؤال:
لماذا لم نعلن الجهاد على الحكام وخاصة أنهم لا يحكمون بما أنزل الله مع الأدلة ؟

الإجابة:
الواقع أن الجهاد يعتبر من أسمى شعائر الإسلام : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون " .
والنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية " .

والواقع أن بعض حكام المسلمين فيه بقية من الدين فلم يتضح كفره ، ولو اتضح كفره فالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما قال في حديث عبادة بن الصامت : بايعنا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - على السمع والطاعة في العسر واليسر ، والمكره والمنشط ، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان ، وعلى أن نقول الحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم .

لو اتضح كفر الحاكم فلا بد من النظر في أحوال المسلمين والشعوب ، فالدائرة ستكون على الشعوب ، وهل المسلمون مؤهلون للجهاد أم ليسوا مؤهلين ؟ بل هم مؤهلين لجمع الأموال ، ومستعد أن يسب الرئيس على كسرة خبز إذا قل الخبز ، ويعجبني كلام بعض إخواننا المصريين الأفاضل ولا أحب أن أسميه فقد أخذته المباحث ، فقالوا : أنت تقول إن السادات كافر ؟ قال : ما رأيتم إلا أنا الذي أقول : السادات كافر ، اذهبوا إلى طوابير الخبز تسمعون الناس يقولون : إن السادات كافر .

فالعامة إن قل الخبز والسكر والملوخية فهم مستعدون أن يكفروا الرئيس ، وإن أتى لهم بحاجاتهم قالوا : هذا خليفة راشد ، وحالة الشعوب كما قال شوقي :

أثر البهتان فيه
وانطلى الزور عليه
ملأ الدنيا صراخاً
بحياة قاتليه
يا له من ببغا
عقله في أذنيه

ثم لا بد من النظر في النتائج أنقوم وتسفك دماء المسلمين ثم يثب على الكرسي شيوعي أو بعثي أو علماني .

كنا في الجامعة الإسلامية ولي زميل اسمه محمد من الحبشة فقلت له : ماذا فعلت يا محمد في هذه العطلة ؟ قال : ثرنا على الطغيان ، وكان في بلدهم النصارى فخرجوا عليهم وطردوهم ، ثم ما هي إلا أيام قليلة فإذا الحبشة شيوعية حمراء .

أنا آسف أن يحركنا شيوعي ويضحك على لحانا أو بعثي أو ناصري ، فمن الذي طرد بريطانيا من عدن إنهم المسلمون ، ثم وثب الشيوعيون على الكرسي ، ومن الذي وطد ومهد لجمال عبدالناصر لا رحمه الله تعالى الكرسي ، إنهم الإخوان المسلمون ثم فتك بهم ، ومن الذي مهد لصبغة الله مجددي الصوفي عميل لأمريكا عميل لإيران كل بلاء فيه ، إنهم المسلمون الذين خسروا نحو مليون ونصف رحمهم الله وهم على نيتهم ، ونرجو أن يرزقهم الله الشهادة لأنهم على نياتهم .

ما يدرينا أن امريكا نفسها تستثير ذوي اللحى ويقولون : إن ذوي اللحى مغفلون ، ويقولون لهم : انظروا إلى هذا الرئيس كيف يتصرف في مال الشعب ، وكيف فتح الباب على مصراعيه للفساد ، وكيف أباح ما حرم الله ، كيف حاصر الشعب كأنه مسجون ، حتى يستشيروا الشعب ثم يأتوا بشر منه وإذا لم يكونوا البادئين فدولارات امريكا فقد أصبحت مثل البعر ، يأتون للشعوب الجشعة الجاهلة بمائة مليون للشعب الذين يريدون ثم يصنعون لهم من يريدون " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار " ، وفي ( الصحيح ) أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال : " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين " .

أما نحن فأصبحنا أشعبيين نلطم لطمات ثم تأتي دعايات جديدة فنقول : لعلهم صادقون ، ثم لا نعقل إلا بعد ما يحصل الذي يحصل في كثير من البلاد الإسلامية .

فإن كان المسلمون مؤهلين ، ولديهم من القوات والرجال الذين يصبرون على البأساء والضراء وعلى الجوع والعري والسهر والمتاعب ، ويرفضون دولارات امريكا ، فهي أسحر من هاروت وماروت ، فلا بد من أول الأمر أن يعاهدوا الله على رفض دولارات امريكا وإلا فلن يفلحوا .

والذي يقول : إن أهل السنة ليسوا في جهاد فهو مكابر ، فأهل السنة في جهاد ، الدعوة إلى الله قائمة ، والتعليم قائم ، وإنكار المنكر في حدود ما يستطيعون ، مواجهة الظلمة ، مواجهة الحزبيين ، مواجهة الشوعيين ، والبعثيين ، والناصريين ، فهم يواجهون المجتمع كله ، فهذا أضر على الأعداء من أن تواجه إليهم المدفع والرشاش .
وقد رأينا بعض الجماعات يقتلون ضابطاً ، وأولئك يسجنون عشرين ألفاً من الدعاة إلى الله ، ومن المسلمين الأبرياء ، فلا بد من أن نتنبه ونعقل وأن ندرس المواضيع .
هل أمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بالجهاد منذ بعثه الله ؟ أم كان يرى الصحابي يضرب ويمر به ، وربما ضرب النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كما في الحديث في الحرم ، ثم يصبر إلى أن هاجر ، وبعد الهجرة إلى أن أنزل الله عليه : " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " ، فلا بد من نثبت ولا نعطي قيادتنا الأغرار ، ولا نلبس على أتباعنا كما يلبس الإخوان المفلسون يقولون : جهاد جهاد ، وبعدها يستثيرون الشباب كأن شعر رءوسهم قد أصبح واقفاً للتهيؤ للجهاد في سبيل الله ، ثم يصرفونهم إلى التمثيليات والأناشيد والسمر وإلى النكت وما أشبه ذلك ، فلا ينبغي أن نغر أتباعنا وإخواننا : " كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته " .


راجع كتاب غارة الأشرطة ( 1 / 191 إلى 194 ) .
الفتوى الصوتية :

http://www.muqbel.net/fatwa.php?fatwa_id=1097

أضف رد جديد