بيان جنايات الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم على العهد السلماني

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
عبدالمحسن بن حمد العباد [آلي]
مشاركات: 97
اشترك في: رجب 1437

بيان جنايات الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم على العهد السلماني

مشاركة بواسطة عبدالمحسن بن حمد العباد [آلي] »

بيان جنايات الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم على العهد السلماني

1438/11/09هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الأفاعي من التغريبيين أظهرت رؤوسها للإفساد في بلاد الحرمين بعد إصلاحها ابتداء من عهد الملك عبدالله رحمه الله، وذلك في سعيهم لانفلات النساء بالسفور عن وجوههن ومخالطة الرجال في مجلس الشورى ووسائل الإعلام وغير ذلك، وقد رحَّلوا هذه الإساءة إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ووفقه لما فيه رضاه، وخصوا عهده بإحداث أمور يخشى من عواقبها الوخيمة، وسبق أن كتبت في ذلك كلمة بعنوان: «بيان جناية التغريبيين على العهد السلماني والعهد الذي قبله» نشرت في 10/1/1438.


ومن أكبر التغريبيين الذين استغلوا مناصبهم لإحداث أنواع جديدة من انفلات النساء في العهد السلماني الدكتور أحمد محمد العيسى وزير التعليم، فقد أصدر قبل عدة أشهر قرارا جائرا في تعيين امرأة عميدة لكلية الطب في جامعة الطائف تكون مرجعا للرجال والنساء موظفين وأساتذة وطلابا، وقد كتبت في إنكار هذا الحدث كلمة بعنوان: «كارثة أخلاقية عظمى تحل بالشعب السعودي بقرار جائر من وزير التعليم» نشرت في 12/6/1438هـ، ومن المؤسف أنه لم يحصل منه إلغاء قراره الجائر للسلامة من تبعاته الخطيرة على بلاد الحرمين حكومة وشعبا، ولم يذق مرارة العزل من منصبه الذي خان فيه الأمانة؛ وقد قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
بل لقد جرَّأه إبقاؤه في منصبه على إحداث أمرين خطيرين قبل أيام أصدر بهما قرارين، هما: إدخال التربية البدنية في مدارس البنات، والإعداد لجمع البنين والبنات في الصف الأول والثاني في المرحلة الابتدائية يتولى تدريسهم نساء، وقد اشتمل القراران على تشكيل لجنتين يرأسهما امرأة للإشراف على تنفيذ الأول والإعداد لتنفيذ الثاني، وسبق أن كتبت في الأمر الأول كلمة بعنوان: «خطر الأندية الرياضية للفتيات» نشرت في 5/7/1430، وكلمة بعنوان: «التعويل في حكم التربية البدنية للبنات على العلماء لا على مجلس الشورى» نشرت في 20/7/1435هـ، وكتبت في الأمر الثاني كلمة بعنوان: «لا يجمع بين البنين والبنات في الصفوف الأولية الابتدائية» نشرت في 13/9/1430هـ، ذكرت فيها خمسة محاذير تترتب على ذلك، وقد أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى بمنع الجمع بين البنين والبنات في المدارس الابتدائية من سن السابعة فما بعدها جوابا على استفتاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع إبان كونه مستشارا خاصا لوالده بإمارة الرياض، وقد أثبت الاستفتاء والفتوى في المجموعة الثالثة من «فتاوى اللجنة الدائمة» (2/111)، ونص الاستفتاء: «فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من صاحب السمو الملكي الأمير: محمد بن سلمان بن عبد العزيز، المستشار الخاص لأمير منطقة الرياض برقم (43) وتاريخ 28/12/1431هـ، وقد سأل سموه سؤالاً هذا نصه: أكتب لسماحتكم حيث تقدم لنا في الإمارة بعض المواطنين بشأن ملاحظتهم قيام بعض مدارس التعليم الخاصة بدمج التعليم بين صفوف البنين والبنات للمرحلة الابتدائية ويلتمسون منع ذلك، وحيث إن هذه البلد الطاهرة تقوم بتحكيم كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في كل شؤونها، وحيث إننا بصدد التأكد من ذلك؛ لذا أحببت الكتابة لسماحتكم لأخذ مرئياتكم من الناحية الشرعية والفتوى حيال ذلك، وما هي السن التي يجب فصل الصفوف التعليمية بين الجنسين؟».
وهذا الاستفتاء من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وإفتاء اللجنة الدائمة بالمنع جاء وزير التعليم أحمد العيسى بعد مضي سبع سنوات بالعمل على إحداث ما منعت منه اللجنة الدائمة.
وللدكتور أحمد العيسى وزير التعليم كتاب عنوانه: «إصلاح التعليم في السعودية بين غياب الرؤية السياسية وتوجس الثقافة الدينية وعجز الإدارة التربوية» طبع في عام 2009م، وقد كتب الشيخ سليمان الخراشي مقالا في نقده بعنوان: «تعليقات مختصرة على كتاب الدكتور أحمد العيسى: إصلاح التعليم».
وهذا الكتاب المسمى «إصلاح التعليم في السعودية» مشتمل على أفكار سيئة هي في الحقيقة إفساد للتعليم، وقد انتهز فرصة وصوله إلى منصب وزير التعليم لتنفيذ أفكاره الخبيثة في إفساد التعليم، وهذه جمل مما اشتمل عليه كتابه تدل على الإفساد والبراءة من الإصلاح:
1. قال في (ص9): «إن نظام التعليم في المملكة العربية السعودية يصلح لتخريج كتبة للمستوى الخامس في الوظيفة الحكومية، أما من شب عن الطوق وأصبح من قادة المستقبل، من العلماء والأدباء والمفكرين، ومن رجال الأعمال ومهندسي الاقتصاد الجديد، ومن علماء الذرة والفضاء، ومن مهندسي تقنيات النانو ومبرمجي الأقمار الصناعية، ومن معلمي الإبداع والتفكير الناقد، ومن اللاعبين الكبار في ساحة التنافسية الدولية؛ فهم استثناء وصلوا بطرق استثنائية، بجهد ذاتي، أو دعم اجتماعي، أو بتعليم حر في مكان ما من العالم؛ لكنهم بالتأكيد لم يكونوا ثمرة نظام تعليمي متخلف لا يزال يجبر التلميذ الصغير على حمل حقيبة ثقيلة على ظهره كل صباح، ويعود بها بعد الظهر».
2. وقال في (ص25): «وإضافة إلى طغيان تدريس المقررات الشرعية في مراحل التعليم العام كافة فإن صياغة مناهج تلك المقررات قد جاءت من خلال الاحتفاظ بالسياق العام لمفاهيم علماء السلف واستدلالاتهم، وليس بأساليب حديثة تجعل الطلاب أكثر فهما لمدلولاتها، كما أن تدريس تلك المواد يعتمد بشكل كبير على الحفظ والتلقين والتكرار، والتركيز على الأحكام في العقيدة والفروض والتشريع، وبيان الحلال والحرام بشكل قاطع».
3. وقال في (27): «وعلى الرغم من أن ما يواجه تعليم البنات اليوم من عقبات ومشاكل وقصور هو ما يواجه تعليم البنين أيضا إلا أن مشكلات تعليم البنات قد تزايدت في نواح معينة نتيجة هيمنة الفكر الديني المتشدد على مؤسسات تعليم البنات فترات طويلة».
4. وقال في (ص40): «إن النظام التعليمي السعودي هو المتهم الرئيس اليوم في إنتاج ظاهرة التطرف والعنف الذي يرتكب باسم الجهاد».
5. وقال في (ص81) : «العامل الثاني: توجس الثقافة الدينية من مشاريع «إصلاح التعليم» يأتي استخدام مصطلح الثقافة الدينية أو الفكر الديني للدلالة على مواقف علماء وطلبة علم لهم أفكارهم ورؤاهم المتجذرة في الوسط الاجتماعي والثقافي في المملكة العربية السعودية، تلك التي تتبنى الدعوة لالتزام صارم بالتعاليم الإسلامية، ولتطبيق متشدد للفقه السلفي في الحياة العامة».
6. وقال (ص88): «ومما يؤسف له أن يتمسك به بعض الناشطين الإسلاميين وبعض التربويين في سياق تكتيكي بحت دون نقاش علمي من أجل الدفاع عن مدارس تحفيظ القرآن الكريم التي تعتبر من إنجازات التيار الديني عندما كان نفوذه مسيطرا بشكل تام على النظام التعليمي في المملكة والدفاع عن مسابقات تحفيظ القرآن التي تتبناها الدولة في مختلف مؤسساتها».
7. وقال (ص90): «ومن ثم فقد أنشأت (كذا) منظومة تعليمية متكاملة لتعليم البنات تتركز فلسفتها على مبدأ الحرص على عزل مدارس البنات وكلياتها عن التفاعل مع المحيط الخارجي خشية الاختلاط فأقيمت الأسوار المرتفعة وأحيطت البوابات بإجراءات أمنية مشددة ووضعت السياسات الخاصة بلباس الطالبات والمعلمات وأنشئت الدوائر التلفازية المغلقة لتوفير تعليم يقدمه الرجال عبر وسائل اتصال وكاميرات إلى الطالبات في القاعات وذلك ليتعلمن من خلال الشاشة والهاتف».
8. وقال (ص104): «فالتربية الإيمانية والأخلاقية يجب أن تركز على المعنى العميق للدين المرتبط بالخالق المؤدي إلى الورع والتقوى والمعاملة الحسنة والسمو الأخلاقي والسماحة وحفظ حقوق الناس أكثر من التركيز على معرفة الأحكام والحدود الشرعية القطعية في تبيان الحلال والحرام».
9. وقال في (ص106): «وكذلك التأكيد على حق الاختلاف الفكري والتنوع الثقافي في فهم الحياة والسياسة وفهم النصوص الدينية وتفسيرها واعتبار أن لا قدسية لرأي أو فتوى دينية أو حصانة لجهة علمية أو ثقافية فالفتاوى الشرعية تعتبر من اجتهادات البشر المرتبطة بمتغيرات الزمان والمكان».
هذه نماذج من كلامه السيء المشتمل على أفكار خبيثة، وهي كافية لإذاقته مرارة العزل من عمله ليسلم التعليم في بلاد الحرمين من إفساده الذي زعم أنه إصلاح، وقد قال الله عن المنافقين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}.
وسبق أن كتبت كلمة بعنوان: «مناهجنا التعليمة بريئة من التهم ومتهمها هو المتهم» نشرت في 6/8/1431هـ.
ومن الخير لولاة الأمر في هذه البلاد التخلص من هذا الوزير وإقصاؤه من عمله وإلغاء قراراته الإفسادية نصرة لدين الله رجاء الظفر بنصره وتأييده، وقد قال الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، وقال: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
وأسأل الله أن يحفظ على بلاد الحرمين أمنها وإيمانها وإسلامها وسلامتها وأن يقيها شر الأشرار وكيد الفجار وأن يوفق ولاة الأمر فيها لكل ما فيه الخير لهم وللعباد والبلاد، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

رابط المادة الأصلية:
http://al-abbaad.com/articles/600854

أضف رد جديد