تنبيه على خبر صحفي حول ولاية امرأة على الرجال والنساء

أضف رد جديد

كاتب الموضوع
عبدالمحسن بن حمد العباد [آلي]
مشاركات: 97
اشترك في: رجب 1437

تنبيه على خبر صحفي حول ولاية امرأة على الرجال والنساء

مشاركة بواسطة عبدالمحسن بن حمد العباد [آلي] »

تنبيه على خبر صحفي حول ولاية امرأة على الرجال والنساء

15/08/1438هـ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد، فقد اطلعت على خبر نشرته صحيفة عكاظ بتاريخ 27/7/1438هـ، منسوب لفضيلة الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع حفظه الله متضمنا أنه لا مانع أن تتولى المرأة منصب عميدة كلية أو جامعة إذا كانت أهلا لذلك، وهذا نص الخبر المنشور في الصحيفة: «أكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالله المنيع لـ«عكاظ» جواز تولي المرأة منصب عميد كلية أو جامعة، إذا كانت مؤهلة لذلك، ومساوية لأخيها الرجل في العلم. وقال إنه لا يرى بأساً أو مانعاً من تولي المرأة منصب عميد الجامعة أو الكلية، موضحاً أن بعضهم أعابوا على جامعة الطائف تعيينها عميدة لكلية الطب، إلا أنه لا يرى مانعاً من تعيينها كونها مؤهلة كتأهيل أخيها الرجل. وكان أحد الشيوخ هاجم تعيين الدكتورة دلال نمنقاني عميدة لكلية الطب بجامعة الطائف، واصفاً ذلك بأنه «حدث خطير يترتب عليه شر مستطير»، متهماً وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى ومدير جامعة الطائف بـ«الإساءة للشعب السعودي المحافظ، وإلى الدولة».


وهذا الخبر المنسوب للشيخ عبدالله فيه إجمال إذا أريد به ولاية المرأة في كلية أو جامعة خاصة بالنساء فالأمر في ذلك واضح؛ لأن المرأة تؤم النساء في الصلاة وتتولى المناصب الخاصة بهن، وإن أريد به ولايتها على الرجال فذلك غير سائغ لدخوله في عموم قوله صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً» رواه البخاري (4425)، ولم تلِ المرأة في أول الإسلام ولاية على الرجال، قال ابن قدامة رحمه الله في المغني (14/13): «ولا تصلح للإمامة العظمى، ولا لتولية البلدان، ولهذا لم يول النبي صلى الله عليه وسلم ولا أحد من خلفائه ولا مَن بعدهم امرأة قضاءً ولا ولاية بلدٍ، فيما بلغنا، ولو جاز ذلك لم يَخلُ منه جميع الزمان غالباً»، وكانت وفاة ابن قدامة رحمه الله سنة (620هـ)، ولأن تولية المرأة عمادة كلية تكون فيها مرجعا للرجال والنساء يترتب عليه الاختلاط بين الرجال والنساء موظفين ومدرسين وطلابا، وقد يؤول الأمر إلى اختلاط الطلاب والطالبات في قاعات الدراسة، ولم تكن النساء في عهده صلى الله عليه وسلم يحضرن مع الرجال مجالس حديثه صلى الله عليه وسلم لهم، ففي صحيح البخاري (7310) ومسلم (6699) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِحَدِيثِكَ، فَاجْعَلْ لَنَا مِنْ نَفْسِكَ يَوْمًا نَأْتِيكَ فِيهِ تُعَلِّمُنَا مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ: «اجْتَمِعْنَ فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا فِي مَكَانِ كَذَا وَكَذَا»، فَاجْتَمَعْنَ، فَأَتَاهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَعَلَّمَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ» الحديث، فلو كان اختلاطهن بالرجال في مجالس حديثه صلى الله عليه وسلم سائغا لحضرن مع الرجال في تلك المجالس ولما احتجن إلى هذا الذي سألنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومما يوضح أن الشيخ عبدالله بن منيع ينكر الاختلاط الذي يؤدي إلى الوقوع في الهاوية ما نقلته عنه في كلمة: «كل هؤلاء مسئولون يوم القيامة عن انفلات النساء في بلاد الحرمين» المنشورة في 23/1/1433هـ فقلت: «ومن أمثلة المفاسد المترتبة على دعوة التغريبيين إلى انفلات النساء واختلاطهن بالرجال في مكاتب العمل وفصول الدراسة ما نشرته صحيفة الرياض في 11/8/1432هـ عن الشيخ عبد الله بن سليمان بن منيع وفقه الله من كلام حسن منه قوله: «والاختلاط المقصود ـ يعني غير العارض ـ قد يكون وسيلة وذريعة إلى الخلوة الجالبة على سبيل الاحتمال ما يخزي. وأذكر واقعة تعتبر مثالاً لما قد يقع من الاختلاط المقصود هي أن أحد البنوك المحلية لديه تساهل في موضوع الاختلاط في بعض المكاتب بين موظفيها، فانتقل أحدهم بحديثه مع زميلته في العمل إلى أمور خارجة عن شؤون العمل، وفي الغد قدم لها ساعة هدية وخجلت أن تردها إليه. وفي الليل اتصل بها وعلل اتصاله بها بأنه حاول أن ينام فلم يستطع، وأحب أن يتسلى معها في الحديث فاعتذرت منه بأن جوالها نفدت طاقته وأقفلت المكالمة معه وفي الصباح في وقت العمل أعادت له الساعة مع عبارة: ظنك في غير محله وطلبت نقلها إلى مكان آخر، وقد صور الشاعر أحمد شوقي مراحل الوقوع في الهاوية بقوله:
نظرة فابتسامة فسلامٌ *** فكلام فموعد فلقاء»
أقول: فاعتبروا يا أولي الأبصار، والحمد لله أن هذه المحاولة السيئة بين الزميل والزميلة في العمل في هذا المثال باءت بالفشل، وأما المحاولات بين الزملاء والزميلات في مكاتب العمل وفصول الدراسة التي تمر بمراحل بيت الشاعر أحمد شوقي فلا يعلمها ولا يعلم نتائجها إلا الله».

ومما تقدم وكون الخبر من صياغة الصحيفة فإنه يغلب على الظن أن الشيخ عبدالله المنيع لا يريد الانفلات الذي تسعى إليه الصحيفة.
وأسأل الله عز وجل أن يحفظ على هذه البلاد أمنها وإيمانها وسلامتها وإسلامها وتمسكها بالأحكام الشرعية والآداب الإسلامية، وأن يقيها شر الأشرار وكيد الفجار، وأن يوفق ولاة الأمر فيها لكل ما تحمد عاقبته في الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

رابط المادة الأصلية:
http://al-abbaad.com/articles/522651

أضف رد جديد